الليل والنهار آيتان من آيات الله تعالى، وقد خلقهما الله لإيجاد التوازن الكوني المتسق مع طبيعة المخلوقات في حركتها وسكونها؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾، وهذا الخلق الرباني المُحكم لا يقدر على تغييره أحدٌ ولا يمكن لمخلوقٍ أن يعبث بنظامه، فهو آيةٌ من الآيات التي استقلت بإيجادها يدُ القدرةِ الإلهية، وهنا يتبادر لذهن المسلم سؤال مشروع مع تغيير التوقيت الصيفي والشتوي، هل هذا تغيير لخلق الله؟، وهل يجوز العمل بذلك حيث يترتب عليه تغير توقيتات الصلاة والصوم؟.

 

بعد تطبيق التوقيت الشتوي.. دار الإفتاء تُعلن عن مواقيت الصلاة الجديدة الإفتاء تكشف عن أبواب الشيطان للتعامل مع الدجالين والعرافين (فيديو)

 

تحديد الوقت وبيان مقداره من فعل البشر

قالت دار الإفتاء المصرية أن  التوقيت فهو تحديد الوقت وبيان مقداره، وهذا أمرٌ يتعلق بفعل البشر؛ ولذلك اختلف وتنوع من حضارةٍ لأخرى؛ ففي الحضارة الإسلامية واليهودية كان التوقيت غروبيًّا يبدأ فيه عد ساعات اليوم من الغروب، والليلُ يسبق فيه النهارَ، وعند البابليين القدماء كان شروق الشمس يمثل بداية اليوم.


أما التوقيت الزوالي الذي يبدأ فيه اليوم عند منتصف الليل فمأخوذٌ عن المصريين القدماء والرومان، وهو النظام الذي يسير عليه العالم اليوم.
وهذا التوقيت الذي هو من فعل البشر فيه مساحة قطعية أجمع عليها البشر وقام عليها نظامُ حياتهم وتعاملاتهم كأيام الأسبوع مثلًا، فلا يسوغ لأحد تغييرها أو تبديلها، وفيه مساحة أخرى أجمع عليها المسلمون وتعلقت بها عباداتهم ومعاملاتهم، فصارت محاولة تغييرها أمرًا ممنوعًا يخل بالنظام العام عند المسلمين، كمسألة النسيء التي فعلها المشركون وغيروا بها مكان الأشهر الحُرُم وأنكرها الله تعالى عليهم في سورة التوبة؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [التوبة: 37].

 

هل تغيير التوقيت الصيفي والشتوي تدخل في خلق الله؟

وأشارت الإفتاء إلى أن هناك مساحةٌ في التوقيت للنظر فيها مجال، وللرأي فيها مُتَّسع ما دام أنها لا يتعلق بها اختلالٌ في عبادةٍ ولا اضطرابٌ في نظامٍ، كتحديد مبدأ اليوم ومنتهاه؛ ولذلك سار المسلمون على التوقيت الزوالي تبعًا لأهله الذين يسيرون عليه، ولم يكن في ذلك خروج عن الدين الإسلامي ولا تغيير لخلق الله تعالى، مع كون التوقيت الغروبي هو الأنسب لعباداتهم وتعاملاتهم حينًا من الدهر.

ولما كان كلٌّ من الليل والنهار في الأصل اثنتي عشرة ساعة، لكن يزيد وينقص باعتبار تغير فصول السنة، سمى علماءُ الفلكِ والميقاتِ المسلمون هذه الحالةَ القياسية بالساعات الآفاقية، وعليها حملوا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة» رواه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وسمُّوا ساعات الليل والنهار التي زادت عن ذلك أو نقصت بالساعات التعديلية، واختلفوا كذلك في المراد من ساعات التبكير يوم الجمعة، وإن كان الحديث السابق يرجح المقصود، ولم يكن هذا الاختلاف بينهم موجبًا لشيء من الحرج أو الإثم.

حكم العمل التوقيت الصيفي والشتوي 

وانتهت دار الإفتاء إلى أن مسألة التوقيت الصيفي هذه بتقديم الوقت القياسي ساعة لفترةٍ معينة؛ فإنها من الأمور الاجتهادية التي يُنَاط اتخاذ القرار فيها بالمصلحة التي يراها أولو الأمر وأهل الحِلِّ والعقد في الأمة، حتى ولو كان الإنجليز هم الذي بدؤوا العمل بها؛ فإن مجرد ذلك لا يجعله خطأً أو حرامًا إلا إذا ثبت أنه يفوت مصلحة معتبرة على الأمة، فإذا لم يثبت ذلك فلولي الأمر الحق في الإلزام بذلك، ولا يكون فعله هذا تغييرًا لخلق الله ولا تعديًا لحدود الله.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التوقيت التوقيت الصيفي والشتوي الإفتاء دار الافتاء المصرية الليل والنهار التوقیت الصیفی والشتوی تغییر ا

إقرأ أيضاً:

"الأرصاد": رياح وأتربة بعدة مناطق.. وأمطار حتى الثلاثاء

نبَّه المركز الوطني للأرصاد اليوم الخميس، من أتربة مثارة على محافظة شرورة، تشمل تأثيراتها المصاحبة رياحًا نشطة، وشبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية لمسافة تتراوح من (1 - 3) كلم.
وبيّن أن الحالة تستمر - بمشيئة الله تعالى- حتى الساعة 8 مساءً.عوالق ترابية على الجموم وبحرةونبّه المركز أيضًا، من تكون عوالق ترابية على محافظتي الجموم وبحرة التابعة لمنطقة مكة المكرمة، تشمل تأثيراتها المصاحبة تدنيًا في مدى الرؤية الأفقية بمسافة تتراوح بين (3-5) كلم.
أخبار متعلقة محافظ الطائف يوجه بإغلاق منتجع وفتح تحقيق عاجل في حادثة سقوط لعبة - عاجلنظام النقل الجديد.. خصم 50% لذوي الإعاقة وكبار السن وطلاب المدارس - عاجلوبيّن المركز أن الحالة تستمر -بمشيئة الله تعالى- حتى الساعة 5 مساءً.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "الأرصاد": رياح وأتربة بعدة مناطق.. وأمطار حتى الثلاثاء - أرشيفيةهطول أمطار على منطقة مكة المكرمةكما أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا من هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة -بمشيئة الله تعالى- على محافظات منطقة مكة المكرمة الطائف، وميسان، وأضم، والعرضيات، وذلك بدءًا من يوم الجمعة إلى يوم الثلاثاء من (01 إلى 05/ 08 /2025م).
بدوره أهاب الدفاع المدني بالجميع أخذ الحيطة والحذر والالتزام بتعليماته الصادرة.

مقالات مشابهة

  • فضل كثرة ذكر الله وثوابها للمسلم .. من أحب وأفضل الأعمال
  • ما حكم إجراء عملية حقن مجهري لتحديد نوع الجنين؟.. الإفتاء تجيب
  • هل كتابة أسماء الله والأذكار على الكفن حرام شرعا؟ دار الإفتاء تجيب
  • ما سبب عدم البركة في المال؟.. اجتنب7 أفعال وردد هذا الدعاء
  • أفضل كلمات الاستغفار.. 6 صيغ وردت في القرآن والسنة تمحو الذنوب
  • تأملات قرآنية
  • التيجان السبع.. لتفريج الكرب وراحة البال
  • تأخير الساعة 60 دقيقة مساء يوم خميس.. انتهاء التوقيت الصيفي بهذا الموعد
  • "الأرصاد": رياح وأتربة بعدة مناطق.. وأمطار حتى الثلاثاء
  • الأهلي يدرس إعارة محمد عبد الله خلال الميركاتو الصيفي