طرطوس-سانا

كثيرة هي قصص النجاح التي أغنت عقولنا، وزادت من عزيمتنا لأشخاص من ذوي الإعاقة كانوا منارة لغيرهم في النجاح والإصرار، ومنهم الشابة فرح جديد التي تجاوزت إعاقتها البصرية معتمدة على بصيرتها العقلية لتحقيق حلمها، ومتابعة تحصيلها العلمي لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع.

فرح 23 عاماً تنحدر من مدينة بانياس في محافظة طرطوس تمكنت بعزيمتها الصلبة وإرادتها القوية من تحقيق إنجازات متتالية على مستوى التحصيل العلمي في مرحلة التعليم الأساسي والمرحلة الثانوية في الفرع الأدبي، وصولاً إلى حصولها على الإجازة الجامعية من كلية الحقوق بجامعة تشرين.

وبينت فرح خلال حديثها لـ سانا الشبابية أنها تعاني منذ ولادتها من ضعف شديد بالبصر بنسبة واحد من عشرة نتيجة تلف بشبكية العين وضمور جزئي بالعصب البصري إلى أن انفصلت الشبكية بشكل نهائي، واضطرت إلى إجراء عمل جراحي /قطع زجاجي/ لإعادة الشبكية إلى موضعها، وبسبب عدم تنشط الشبكية فقدت النظر كلياً.

وأوضحت أن مراحل الدراسة الأولى حتى الصف التاسع أمضتها برفقة شقيقتها التي كانت تلازمها في الذهاب والعودة من المدرسة إلى المنزل لتتولى عائلتها تعليمها من خلال قراءة الدروس لها، إضافة إلى شرح الدروس العلمية ومساعدتها بواسطة أشكال هندسية تقليدية والتعرف عليها من خلال اللمس، ما مكنها من تخطي مرحلة التعليم الأساسي بمجموع قدره 304 من 310.

النجاح الذي حققته فرح حسب قولها كان بداية الطريق لمتابعة تحصيلها العلمي فكان دافعا لها للاستمرار وتجاوز المرحلة الثانوية بمجموع 208 من 220 بمساعدة والدتها التي عادت إلى مقاعد الدراسة ودرست معها من الصف العاشر حتى الثانوية، موضحة أنها حصلت على المركز الأول على مستوى سورية للمكفوفين في الفرع الأدبي، في حين حصلت والدتها على مجموع قدره 205 من 220 في الفرع الأدبي.

الدور الكبير الذي لعبته والدة فرح حسب قولها يجسد التضحية المثلى للأم المعطاءة التي نذرت وقتها في سبيل تحقيق حلمها، حيث رافقتها بالاختصاص نفسه بكلية الحقوق بجامعة تشرين إذ تلازمها في الذهاب والعودة إلى الجامعة بواسطة القطار لسهولته وفق ما ذكرت.

السنة الدراسية الأولى بالنسبة لها كانت مفتاح التفوق رغم صعوبتها بداية وخاصة في تحويل المحاضرات إلى ملفات صوتية ورغم ذلك تمكنت من نيل شهادة الباسل للتفوق الدراسي بالمرتبة الثانية في السنتين الأولى والثانية، وتخرجت برفقة والدتها بمعدل ممتاز بعد ثمرة جهود طويلة من التدريس، معتمدة على قدرتها الذهنية ومساعدة والدتها، إضافة إلى الاستعانة بمبادرة من القلب إلى القلب الخاصة بالمكفوفين التي كان لها دور كبير في تحويل المحاضرات إلى ملفات صوتية لتمكنها من سماعها وحفظها.

تأمل فرح رغم إعاقتها أن تتابع دراستها الجامعية من خلال الماجستير والدكتوراه، وأن تندمج في الحياة المهنية والعملية، وأن تكون معيدة جامعية، مختتمة حديثها بالتأكيد على أن كل شخص لديه إعاقة عليه أن يتجاوزها فمن عليه أن يعيش الحياة بشكل صحيح وجب عليه أن يضع جميع إمكاناته في الهدف الذي يسعى إليه والثقة بالنفس بشكل مطلق.

بدورها، والدة فرح بينت أنها كانت تجد المتعة في تدريسها كونها كانت تعطي نتائج مميزة رغم الصعوبات التي كانت تعترضهما، وخاصة من خلال تسجيل المحاضرات والعودة إلى المنزل وتحويلها إلى ملفات صوتية لتستطيع فرح دراستها لحين تعرفهما على مبادرة من القلب إلى القلب لمساعدة الطلاب من ذوي الإعاقة التي لعبت دوراً كبيراً لحين تخرج فرح من الجامعة.

وختمت الوالدة حديثها بالقول: كل أم تعلم مقدرات ابنها جيدا عليها دفعه للأمام بشتى أشكال الدعم المادي والجسدي والنفسي ليتمكن من الاستمرار والوثوق بقدراته وتنميتها وعدم الاستهانة بها.

ذوالفقار ابوغبرا

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

نقابة الصحفيين في البصرة تحتفل بعيد الصحافة البصرية الـ 136 وتكُرم عوائل شهداء الكلمة

شبكة انباء العراق ـــ ناريمان المالكي ..

أقامت نقابة الصحفيين العراقيين في البصرة احتفالا مهيبا بمناسبة الذكرى الـ136 لعيد الصحافة البصرية، وسط حضور إعلامي وحكومي واسع تقدمه نقيب الصحفيين العراقيين والعرب السيد مؤيد اللامي، وأعضاء مجلس النقابة، إلى جانب نخبة من الصحفيين والشخصيات الاجتماعية والثقافية في المحافظة.

شهد الحفل أجواءً استثنائية عكست عراقة المهنة وتاريخ الصحافة في البصرة، التي كانت وما تزال منبرا للحقيقة ومصنعا للكوادر الإعلامية الوطنية المتميزة، وتخلل الاحتفال تكريم عوائل شهداء الصحافة البصرية، الذين دفعوا أعز ما يملكون فداءً للكلمة الحرة، في مشهد جسّد الوفاء لأرواح ضحّت من أجل إيصال الحقيقة للرأي العام.

وفي كلمته خلال الحفل، أكد نقيب الصحفيين العراقيين والعرب السيد مؤيد اللامي، أن “عيد الصحافة البصرية هو عيد لكل الصحفيين العراقيين، فهذه المحافظة ولّادة بالطاقات الصحفية التي صنعت تاريخا مشرفا رغم التحديات، وقدّمت شهداء كانوا شموعا في طريق الحرية والكلمة الصادقة، إن تكريم عوائل الشهداء هو رسالة وفاء وعهد بأن تظل الصحافة العراقية شامخة وصامدة في وجه كل من يحاول تكميم الأفواه”.

وشدد اللامي على أهمية استمرار النقابة في حماية الصحفيين والدفاع عنهم، وتوفير البيئة المناسبة لعملهم، مشيرا إلى أن الصحافة العراقية أثبتت في كل المراحل أنها سلطة رابعة حقيقية، ورقابة شعبية لا يمكن الاستغناء عنها.

ومن جانبه، قال رئيس نقابة الصحفيين في البصرة، صادق العلي:
“نحتفل اليوم بعيد الصحافة البصرية لنؤكد أن الكلمة لا تموت، وأن البصرة كانت دائما منبعا للصحفيين الأحرار الذين صنعوا المجد من بين ركام التحديات، نكرّم اليوم عوائل الشهداء الذين تركوا لنا أمانة الكلمة ومشعل الحقيقة، ونجدد العهد بأن تبقى نقابتنا حامية للصحفيين ودرعا للحرية”.

كما أكد العلي أن النقابة ستبقى في طليعة المدافعين عن حقوق الصحفيين، ومستمرة في رعاية العاملين بالمجال الإعلامي، وتخليد ذكرى كل من خط بدمه تاريخ هذه المهنة الجليلة.

user

مقالات مشابهة

  • نقابة الصحفيين في البصرة تحتفل بعيد الصحافة البصرية الـ 136 وتكُرم عوائل شهداء الكلمة
  • السعدي من طرفاية: كلفة الحوار الإجتماعي تجاوزت 45 مليار درهم والحكومة وفية لالتزاماتها رغم الظرفية الصعبة
  • اجتماع لوزارتي التعليم العالي ‏والصحة يبحث وضع المشافي الجامعية إدارياً وخدمياً
  • إطلاق فريق صور التطوعي وهويته البصرية
  • وفاة شابة وإصابة أخرى في حادث بمستغانم
  • وفاة شابة خلال تحدي رياضي بسبب موجة حر شديدة
  • بري: التطبيع مع “إسرائيل” خيانة… وصبرنا هو سلاحنا
  • مستشفى القلب بجامعة أسيوط تستقبل 1843 حالة بالعيادات الخارجية خلال شهر
  • في تركيا.. شابة تلقي بنفسها من الطابق الرابع بعد إصرار أهلها على العودة لطليقها
  • "التغريبة الجامعية".. مسؤول سوري يعلق على مغادرة طلاب دروز