تعزيز التعاون الثنائي| زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر وآفاق العلاقات العربية.. تفاصيل
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الجزائري عبد المجيد تبون بمطار القاهرة، في زيارة تستغرق يومين، ليلتقي خلالها الرئيس السيسي، وتهدف الزيارة إلى بحث قضايا التعاون الثنائي بين البلدين ومناقشة ملفات إقليمية هامة، أبرزها العدوان الإسرائيلي على غزة والأزمة الليبية، من المقرر أن يقوم تبون بزيارة لاحقة إلى سلطنة عُمان، وهي الأولى من نوعها.
من جانبه، علق طارق البرديسي، الباحث في العلاقات الدولية، على استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره الجزائري عبد المجيد تبون في مطار القاهرة، موضحًا أن هذا اللقاء يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ومصر كانت دائمًا داعمة لحركات التحرر والنضال في الجزائر ضد الاستعمار، وأن هذا الدعم شكل حجر الأساس لعلاقة قوية بين البلدين على مدى العقود الماضية.
وأكد البرديسي لـ “صدى البلد”، أن العلاقات المصرية الجزائرية تتسم بالتعاون والتنسيق المستمر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأبرز أن هذا التنسيق يركز بشكل خاص على الملف الفلسطيني، حيث تتفق مصر والجزائر على ضرورة إيجاد حلول دولية تسهم في استعادة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال تعزيز الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة.
كما أوضح الباحث في العلاقات الدولية أن هناك تطابقًا في وجهات النظر بين البلدين بشأن أهمية تفعيل القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي تمثل خيارًا استراتيجيًا لاستعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة، لإن الالتزام بتطبيق هذه القرارات يعد خطوة ضرورية لدعم الشعب الفلسطيني وتحقيق استقراره، مشدد على أهمية مواصلة الجهود الدولية لضمان احترام القرارات المعترف بها من الأسرة الدولية، مشيرًا إلى أن مثل هذه القرارات تمثل القاعدة القانونية والسياسية لأي حل سلمي ودائم للقضية الفلسطينية.
وتعد زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر جزءًا مهمًا من تعزيز العلاقات بين البلدين. خلال هذه الزيارة، يتم مناقشة مجموعة من الموضوعات المهمة، بما في ذلك التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وكذلك القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن شكره للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال، مشيراً إلى أن مصر دعمت الجزائر خلال ثورتها، ولا يمكن الحديث عن الثورة الجزائرية دون الإشارة إلى دعم مصر، التي كانت تحمل راية القومية العربية، مضيفا أن مصر ساعدت الشعوب التي كانت تناضل من أجل الحرية، ووجه شكره للرئيس السيسي على التهنئة المقدمة له.
وأوضح الرئيس الجزائري أن زيارته إلى مصر تأتي في إطار التنسيق والتشاور مع الرئيس السيسي حول قضايا تهم الأمة العربية والمنطقة، وتأكيداً على العلاقات الثنائية القوية بين البلدين.
من جانبه، رحب الرئيس السيسي بالرئيس تبون، وهنأه بفوزه بفترة رئاسية ثانية وبمناسبة ذكرى الثورة الجزائرية، وأكد السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك على توافق الرؤى بين مصر والجزائر حول أهمية تعزيز الاستثمار بين البلدين، مشيراً إلى المعاملة الكريمة التي تحظى بها الشركات المصرية في الجزائر، وأعرب عن سعادته بالتعاون وتبادل الخبرات بين الشركات المصرية والجزائرية.
العلاقات المصرية الجزائريةفي السياق ذاته، أشار النائب أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إلى عمق العلاقات التاريخية بين مصر والجزائر، موضحاً أن المواقف المؤثرة في التاريخ العربي كانت دائماً تجمع بين البلدين، موضحا أن الرئيس السيسي اعتمد استراتيجية التشاور المستمر مع الدول العربية، خصوصاً في قضايا الشرق الأوسط، وأن توقيت زيارة تبون لمصر كان مهماً لمناقشة التعاون الثنائي بين البلدين.
وعلى الصعيد الاقتصادي، سجلت قيمة التجارة بين مصر والجزائر نحو 622 مليون دولار خلال أول 8 أشهر من عام 2024، بزيادة 10.5% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وبلغت قيمة الصادرات المصرية إلى الجزائر 605 ملايين دولار، بزيادة قدرها 8.8%، وتضمنت السلع المصدرة زيوتاً عطرية ومحضرات تجميل، ولدائن، وحديداً وآلات كهربائية، ونحاساً.
كما زادت الواردات المصرية من الجزائر بنسبة 112.5% لتصل إلى 17 مليون دولار، وتضمنت منتجات كيماوية ومواد مثل الحديد والزجاج والمطاط، وبلغت الاستثمارات الجزائرية في مصر نحو 13.7 مليون دولار، بينما بلغت الاستثمارات المصرية في الجزائر 4.5 مليون دولار.
وأكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء على قوة العلاقات بين مصر والجزائر، التي تجسد نموذجاً للتعاون والأخوة بين الشعبين الشقيقين، وتتعمق يوماً بعد يوم.
جدير بالذكر أن عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي شهد نقلة نوعية في العلاقات المصرية الجزائرية، حيث كانت الجزائر أول وجهة خارجية له بعد توليه الرئاسة في عام 2014، وعملت القيادتان على توسيع مجالات التعاون وتوحيد الرؤى حول القضايا العربية الهامة، مثل القضية الفلسطينية وأزمة ليبيا، التي يحرص البلدان على تحقيق استقرارها وضمان سيادتها.
وكانت العلاقات المصرية الجزائرية شهدت مراحل من الدعم المتبادل والتنسيق المستمر، فعند اندلاع الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي عام 1954، لعبت مصر دورًا بارزًا في دعم هذه الثورة على كافة المستويات، وتُعتبر اجتماعات القاهرة في أكتوبر 1954 نقطة انطلاق في تاريخ الثورة الجزائرية، حيث تم فيها وضع اللمسات الأخيرة على خطة الكفاح التحريري، ما أكد دور مصر كداعم أساسي للشعب الجزائري.
وبادرت الجزائر بدعم مصر خلال حرب أكتوبر 1973، حيث أرسلت وحدات عسكرية للمشاركة في المعركة، وقدمت مساعدات عسكرية تشمل دبابات ومدافع وطائرات حديثة، ولعب الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين دورًا حاسمًا في تأمين الدعم السوفيتي لمصر، معززًا بذلك العلاقات المصرية الجزائرية في لحظات تاريخية فارقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيسي الجزائري عبد المجيد تبون تبون الرئيس الجزائرى زيارة الرئيس الجزائري العلاقات المصریة الجزائریة الثورة الجزائریة بین مصر والجزائر الرئیس الجزائری التعاون الثنائی الرئیس السیسی ملیون دولار بین البلدین
إقرأ أيضاً:
الرئيس الجزائري يفتتح جناح سلطنة عُمان في معرض الجزائر الدولي
◄ اليوسف: المشاركة العُمانية في المعرض تُسهم في زيادة فرص التبادل التجاري بين الدولتين
الجزائر- العُمانية
افتتح فحامة الرئيس عبدالمجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية مساء أمس جناح سلطنة عُمان، التي تشارك كضيف شرف بالدورة السادسة والخمسين لمعرض الجزائر الدولي الذي بدأ بقصر المعارض بالعاصمة الجزائرية ويستمر حتى الثامن والعشرين من شهر يونيو الجاري.
وقام فخامته- يرافقه معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار- بجولة في الجناح العُماني الذي تبلغ مساحته 900 متر مربع وتشارك فيه 60 شركة ومؤسسة عُمانية تمثل القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية إلى جانب مشاركة عدد من الجهات الحكومية.
وتأتي مشاركة سلطنة عُمان في معرض الجزائر الدولي تأكيدًا على متانة العلاقات الأخوية والاقتصادية بين سلطنة عُمان والجزائر، وامتدادًا للزيارة السامية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في مايو الماضي، والتي أسست لمرحلة جديدة من التعاون المثمر بين البلدين في شتى المجالات. وتعمل الشركات المشاركة في الجناح العُماني في مجالات الصناعات الدوائية، ووسائل النقل، والتحويلات الكهربائية، والقطاع العقاري، والقطاع السمكي والقطاع السياحي، والمواد الغذائية، والأعمال الحرفية وغيرها.
وأوضح معالي قيس بن محمد اليوسف أن مشاركة سلطنة عُمان في معرض الجزائر الدولي بنسخته السادسة والخمسين تأتي بناء على دعوة رسمية من فخامة رئيس جمهورية الجزائر التي تم التأكيد عليها في البيان المشترك أثناء الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى الجزائر في شهر مايو الماضي، مشيرًا معاليه إلى أن مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف بالمعرض تعد مشاركة مميزة؛ خاصة أن هناك مشاركة لشركات كبرى ومتوسطة وصغيرة تمثل قطاعات مختلفة ستسهم في زيادة فرص للتبادل التجاري بين الدولتين، كما أن هناك تمثيلًا لشركات الصناعات الدوائية ومواد البناء وأيضًا المواد الغذائية وركنين آخرين للصناعات الحرفية وللجانب الثقافي.
وقال معاليه- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- إن المشاركة في معرض الجزائر الدولي الذي يحفل بمشاركة أكثر من 20 دولة تعد فرصة لإبراز الجوانب المختلفة لسلطنة عُمان التجارية والاستثمارية والحرفية الثقافية، مبيّنًا معاليه أن فخامة الرئيس الجزائري قد أشاد بما شاهده من تنوع وجودة بالصناعات العمانية.
من جانبه، أوضح سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، أن مشاركة سلطنة عُمان في هذا المعرض تمثل فرصة مهمة لتعزيز حضورها الاقتصادي الخارجي، وتعكس عمق العلاقات الأخوية والاقتصادية التي تجمع بين سلطنة عُمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، كما تجسد الدور المتنامي للقطاع الخاص العُماني في المحافل الاقتصادية الدولية، وتسهم في فتح آفاق أوسع للتبادل التجاري والاستثماري بين الجانبين.
وأكد سعادته- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أن غرفة تجارة وصناعة عُمان تحرص على المشاركة الفاعلة في المعارض الدولية، بهدف فتح آفاق جديدة أمام القطاع الخاص لبناء شراكات مستدامة في الأسواق الخارجية، إضافة إلى الترويج للمنتجات العُمانية، مشيرًا سعادته إلى أن المشاركة ستسهم في إبراز تنافسية المنتجات العُمانية، وتعزيز ثقة المستثمرين والشركاء الدوليين في الكفاءات الوطنية وقدرة المؤسسات العُمانية على التوسع والنمو، كما تتيح الفرصة للتعرف على التجارب الناجحة في السوق الجزائري واستكشاف فرص التعاون في القطاعات الاقتصادية الحيوية.
من جهته، قال سعادة السفير سيف بن ناصر البداعي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إن مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في معرض الجزائر الدولي، تأتي بهدف استكشاف فرص التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الشقيقين، وبحث إمكانات الشراكات والتصدير إلى السوق الجزائري والأسواق الإقليمية والدولية. وقال سعادته- لوكالة الأنباء العُمانية- إن مشاركة سلطنة عُمان في الدورة الـ56 لمعرض الجزائر الدولي تسهم في تعزيز حضورها التجاري والاستثماري على الساحة الدولية، وفتح آفاق جديدة أمام القطاع الخاص العُماني والجزائري، وبناء شراكات مستدامة تدعم جهود التنويع الاقتصادي والتكامل الإقليمي.
بدوره، قال المهندس داود بن سالم الهدابي الرئيس التنفيذي لـ"مدائن"، ورئيس لجنة "أوبكس" لترويج المنتجات العُمانية، إن مشاركة الفريق الإشرافي لترويج المنتجات العُمانية "أوبكس"، ممثلًا في المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وغرفة تجارة وصناعة عُمان، وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تأتي امتدادًا للعلاقة القديمة التي تربط سلطنة عُمان والجزائر، وضمن خطط (أوبكس) الهادفة لإيجاد مواضع قدم للمنتج العُماني ومنفذ جديد في السوق الجزائري الواعد الذي يضم ما يقارب 40 مليون نسمة مستهلكة، بالإضافة إلى انفتاح الدولة الواسع على موانئ منطقة دول البحر الأبيض المتوسط وأسواقها التي تحتاج للمنتجات المختلفة كالسلع الاستهلاكية ومنتجات البلاستيك والألمنيوم ومواد البناء وغيرها.
وأضاف أن فريق "أوبكس" يسعى من خلال المشاركة إلى تنمية الصادرات العمانية غير النفطية وإيجاد أسواق لها في مختلف الدول التي يستهدفها المعرض على خططه السنوية، وتحقيق صفقات للشركات المشاركة أو الحصول على وكالات توزيع لمنتجاتها في السوق الجزائري والأسواق المجاورة لما تمثله مثل هذه المشاركات في المعارض من أهمية كبيرة في تحقيق نتائج إيجابية تنعكس على زيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل للكوادر العمانية وبالتالي تعزيز الاقتصاد الوطني.