التساهل المفرط مع الأطفال يترك أثرًا سلبيًا عميقًا على شخصية الطفل
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرا بعنوان "التساهل المفرط مع الأطفال يترك أثرًا سلبيًا عميقًا على شخصية الطفل".
وقال التقرير: "التربية المتساهلة مصطح أصبح يتردد بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة وهو من أخطر الأساليب التي قد يتبعها الآباء حيث تبدو للوهلة الأولى نهج حنون لتوفير الراحة والدعم للأبناء وهو في الحقيقة غير ذلك فالتساهل المفرط يترك أثرا سلبيا عميقا على شخصية الطفل فينعكس على سلوكه وثقته بنفسه وقدرته على مواجهة التحديات فالطفل الذي ينشأ دون حدود واضحة يجد صعوبة في فهم ما هو صواب وما هو خطأ".
وأضاف: "كما يؤدي التساهل إلى فقدان الطفل للقدرة على تحمل المسؤولية إذ لا يعتاد على تبعات أفعاله فيتكل على الآخرين للتوجيه والحماية، هذا النقص يجعله في المستقبل شخصا ضعيف الإرادة يجد صعوبة في التعامل مع مشكلات الحياة بصلابة وثقة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاطفال الطفل المسرح الدعم القومي لثقافة الطفل ثقافة الطفل شخصية الطفل التساهل
إقرأ أيضاً:
د. هبة عيد تكتب: من الطفولة تبدأ الرجولة.. كيف نُربي رجلًا لا شبه رجل
منذ لحظة ولادة الطفل، يبدأ تكوين ملامح مستقبله النفسي والوجداني. وإن كنا نطمح إلى أن نُنشئ رجلًا حقيقيًا، لا نكتفي فقط بأن نلبي احتياجاته المادية من مطعم وملبس، بل يجب أن نُربيه: على المسؤولية، على الاحترام، على القوة الداخلية لا الهيمنة الخارجية.
وعلينا أن نعلم جيداً بأن الرجولة لا تأتي فجأة مع البلوغ، بل تُبنى مع كل كلمة يسمعها الطفل، وكل موقف يمرّ به، وكل قدوة يعيش معها. ومع الأسف، كثير من الأسر تُربي أبناءها الذكور ليكونوا "أقوياء شكليًا"، لا ناضجين عاطفيًا ولا مسؤولين سلوكيًا. وهنا تأتي أهمية التربية الواعية. التي يجب أن يلتزم بها كل أب وأم من خلال تعريف الطفل بمن هو "الرجل الحقيقي" بلغة تناسب سنه
فالرجل الحقيقي ليس من يتحكّم، بل من يتحمّل. ليس من يعلو صوته، بل من يسمو بخُلُقه.
ويتم تنمية هذا المفهوم من خلال استخدام القصص، والمواقف اليومية، والنماذج الإيجابية من الدين (مثل سيرة النبي ﷺ وصحابته) لشرح معاني الرجولة: الرحمة، الحزم، الصدق، الإحسان، الوفاء.
وتوعيته بأن الرجولة تبدأ من قول الحقيقة، ومن الاعتذار عند الخطأ، من الدفاع عن الضعيف، ومن احترام الفتاة وليس السيطرة عليها.
ولكن في نفس الوقت لا نحرمه من التعبير عن مشاعره فكثير من الأسر يقولون للصبي: "لا تبكي … خليك راجل!"
وهذا مخالف تماما لنظريات النمو النفسي، التي تُجمع على أن كبت المشاعر منذ الصغر يصنع رجالًا عنيفين، أو منطويين، أو فاقدي التعاطف.
فالبكاء لا يُنقص من كرامته، و الاعتراف بالحزن لا يُضعفه.
لذلك يجب تشجيعه علي أن يُعبّر بالكلمات لا بالصراخ، وبالحوار لا بالعنف.
و غرس مفهوم "المسؤولية" منذ الطفولة وأن تنتبه الأسرة إلى أن الرجولة الحقيقية لا تنمو في بيئة التدليل المفرط. فالطفل يجب أن يتحمّل مسؤوليات تتناسب مع عمره.
ويتم تعريفه بها من خلال مشاركته في المهام اليومية: ترتيب غرفته، الاهتمام بأغراضه، مساعدة أحد الوالدين. ليغرس بداخله منذ الصغر أن الرجولة تعني "أن تقوم بواجبك حتى لو لم يرك أحد".
كذلك العمل على إلقاء الضوء على أهمية احترام الآخر والدور الذي يقوم به في المجتمع وخاصة دور الفتاة والمرأة فالأنثى ليست كائنًا أقل منه، بل شريك في الحياة والعمل والكرامة.
وهنا يأتي دور الأب القدوة الأولى للطفل في الحياة.
وكيف يراعي تصرفاته وافعاله امام طفله من خلال تدرّيبه على احترام حدود الآخرين، ورفض التنمر أو العنف اللفظي أو الجسدي، ولا يقل ما لا يفعل.
فالطفل يُقلد أكثر مما يسمع. وإن أردت أن تُربيه على الرجولة، كن أنت الرجل الذي تُريد أن يكونه.
كن صادقًا، ملتزمًا، متزنًا أمامه. احترم والدته، واعتذر إن أخطأت، وكن حنونًا بلا ضعف، حازمًا بلا قسوة.
وفي الختام: تربية الرجل تبدأ من الطفولة لا المراهقة، تبدأ من اللحظة التي ننظر فيها لطفلنا على أنه مشروع إنسان، لا مجرد "ولد لازم يكبر ويبقى راجل".
فالرجل الحقيقي لا يُولد، بل يُصنع بالتربية.
وغدًا، حين يكبر ابنك، ويكون زوجًا صالحًا، وأبًا رحيمًا، وسندًا لغيره ولك .. ستدرك أنك لم تُربِّ ولدًا فقط، بل أنشأت ركنًا من أركان المجتمع السليم.