أعرب لاجئون فلسطينيون بمخيمات الضفة الغربية عن رفضهم قرار "إسرائيل" حظر نشاط وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) في المناطق التي تدعي أنها "تحت سيادتها".

وقالوا في أحاديث متفرقة مع الأناضول، إن القرار الإسرائيلي "خطوة نحو إلغاء حق العودة"، و"ضربة لأحد أبرز شواهد النكبة الفلسطينية".

وشدد اللاجئون الفلسطينيون على تمسكهم بالوكالة التي تعد رمزا لمأساتهم منذ عام 1948.



ومساء الاثنين، أقر الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بشكل نهائي وبأغلبية 92 صوتا من أصل 120 حظر نشاط وكالة الأونروا في فلسطين المحتلة.


وتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.

ويتعاظم احتياج الفلسطينيين إلى خدمات الأونروا الإغاثية والصحية والتعليمية، خاصة في ظل حرب إبادة جماعية تشنها "إسرائيل" بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وخلفت هذه الحرب أكثر من 144 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

ووفق أرقام الأونروا، فإن ما يقارب 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني يستحقون التمتع بخدمات الوكالة الأممية.

إنهاء قضية اللاجئين
وتعليقا على هذا التطور، قال الفلسطيني صهيب رمانة (69 عاما)، أحد سكان مخيم الأمعري للاجئين بمدينة رام الله: "القرار الإسرائيلي من شأنه إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق عودتهم".

وأضاف رمانة: "الأونروا رمز وشاهد على حق العودة، وشاهد على نكبة الشعب الفلسطيني الذي هُجر من أرضه وأقام في المخيمات كمحطة لحين الرجوع لمنزله".

وفي 1948 هُجر وشُرد نحو 800 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم من أصل 1.4 مليون شخص كانوا يقيمون في فلسطين في ذلك العام، هربا من "مذابح ارتكبتها عصابات صهيونية"، فيما تقول الأونروا إن العدد كان 750 ألفا.

وبنهاية 2022، بلغ إجمالي الفلسطينيين (من اللاجئين وغير اللاجئين) بالعالم نحو 14.3 مليونا، قرابة نصفهم يعيشون داخل فلسطين المحتلة، ما يشير إلى تضاعف عددهم نحو 10 مرات منذ 1948، بحسب تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، في أيار/ مايو 2023.

ويتمسك الفلسطينيون بحق عودتهم إلى المناطق التي هجروا منها.

وأكد رمانة أن "القرار الإسرائيلي بحق الأونروا مرفوض ويجب أن يكون هناك موقف رسمي فلسطيني وشعبي وعربي ودولي للضغط على دولة الاحتلال بهذا الشأن".

ولفت إلى أن "نفاذ القرار يمس حياة الفلسطينيين في المخيمات بكل تفاصيلها من تعليم وعلاج وخدمات رئيسية".

وواصل حديثه بنبرة تحدّ: "لن يبقى الشعب الفلسطيني صامتا، ولن يقبل بهذا القرار، سنرفع الصوت عاليا، وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته".

قرار خطير
من جانبه، وصف محمود امطير، وهو أحد سكان مخيم قلنديا للاجئين شمالي القدس المحتلة، القرار الإسرائيلي بـ"الخطير".

وفي حديث مع الأناضول، حذر امطير من تبعات القرار الإسرائيلي "السلبية" على "كافة مناحي الحياة في المخيمات الفلسطينية من تعليم وصحة وخدمات تمس كل فرد".

وأضاف: "رغم رمزية وكالة الأونروا، لكن يجب ألا نعيش إلى نهاية العمر متمسكين بها".

واعتبر أن الحل يتمثل في "الحصول على دولة مستقلة، وحينها نستغني عن كل المؤسسات الدولية".

وأشار إلى أن "إسرائيل ماضية في سياساتها في ضرب كل مناحي الحياة الفلسطينية، وخاصة قضية اللاجئين".

مخاطر سياسية وخدمية
على النحو ذاته، حذر الناطق باسم مركز خدمات مخيم قلنديا للاجئين التابع لمنظمة التحرير راضي يعقوب، من أن للقرار الإسرائيلي "مخاطر سياسية وأخرى خدمية تمس حياة اللاجئ اليومية".

وأوضح يعقوب أن "الحكومة الإسرائيلية عملت ضمن خطة ممنهجة من أجل تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين"، معتبرا أن القضية "أكبر من الوكالة التي تعد رمزا وعنوانا لقضية اللاجئين".

وعن تأثيرات القرار على الشق الخدمي، قال يعقوب، وهو أحد اللاجئين أيضا، إنه من شأنه أن "يتسبب بكارثة إنسانية وبيئية تتعلق بخدمات التعليم والصحة ونقل النفايات وغيرها".

وسياسيا من شأن القرار "تهديد الوجود الفلسطيني، وإنهاء قضية اللاجئين التي تعد الوكالة الشاهد الأممي عليها"، وفق يعقوب.

وتابع: "لأول مرة يُحظر عمل وكالة أممية أُنشئت بقرار أممي"، معتبرا أن "إسرائيل قدرت أن تقف أمام العالم وتتحداه، وتحظر عمل الوكالة".


ولفت إلى أن وقف عمل الأونروا يدفع بـ"ملف المخيمات للحكومة الفلسطينية التي تعاني أزمة مالية كبيرة؛ ما سيزيد من أعبائها".

يعقوب أشار إلى أن مؤسسات تعنى بشؤون اللاجئين بدأت بوضع خطة عمل لمواجهة قرار "إسرائيل"، دون تقديم تفاصيل بالخصوص.

من جهته قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، الاثنين، إن قرار الكنيست حظر أنشطتنا "غير مسبوق، ويشكل سابقة خطيرة، ويعارض ميثاق الأمم المتحدة".

واعتبر لازاريني حظر خدمات الوكالة بمثابة "عقاب جماعي" لأنه قرار سيؤدي إلى "تعميق معاناة الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة، حيث يعيش الناس أكثر من سنة من الجحيم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية فلسطينيون أونروا المخيمات الاحتلال فلسطين الاحتلال أونروا مخيمات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة للاجئین الفلسطینیین القرار الإسرائیلی قضیة اللاجئین إلى أن

إقرأ أيضاً:

ملك القلوب..مصر تكرم الدكتور مجدي يعقوب بوضع تمثال من البرونز في ميدان الكيت كات

تحتفي مصر قاطبة، والعالم أجمع بالجراح العالمي البارز، طبيب القلوب الدكتور السير مجدي يعقوب، ويعلم الجميع قدره ومقداره، وفي لفتة كريمة تليق بمكانته وإسهاماته الجليلة في خدمة الإنسانية ورفعة الوطن، أعلنت وزارة الثقافة عن مشروع إقامة تمثال له في قلب ميدان الكيت كات بعد تطويره، ليليق باسم ومكانة الجراح العالمي.

أقيمت احتفالية في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بحضور كوكبة من الشخصيات المرموقة، على رأسهم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، والنحات الدكتور عصام درويش، الذي سيتولى تصميم التمثال وتنفيذه، إلى جانب المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والمهندس حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، ولفيف من الشخصيات العامة والوطنية.

الدكتور مجدي يعقوب: أحب مصر كما أحب عملي

وعبر السير مجدي يعقوب عن امتنانه العميق لهذا التكريم الوطني، مؤكدًا حبه لمصر وعمله وشغفه بالفن والثقافة، قائلًا: "أحب مصر كما أحب عملي، وأحب كذلك الفن والثقافة، وأرى أن الطب والثقافة هما من يصنعان قيمة للحياة". 

وأضاف ملك اقلوب، اعتبر هذا التكريم اعترافًا بقيمة العلم والعمل الإنساني بشكل عام، لا لشخصه فحسب. وأضاف أن حضارة الشعوب ونموها يرتبطان بالثقافة التي تشمل تكريم خدمة المجتمع والعلم والبحث العلمي والفن، مؤكدًا أن العلم والصحة لا يكتملان دون الفن، وأن الثقافة بكل عناصرها تمنح الحياة معناها الحقيقي. تمنى يعقوب أن يكون هذا التكريم مصدر إلهام للشباب المصري الطموح لخدمة الإنسانية.

وزير الثقافة: تكريم "ملك القلوب" قدوة للأجيال

أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن مصر قد أنعم عليها برجال أفنوا حياتهم في خدمة الإنسان بعلمهم وقلوبهم، وعلى رأسهم السير مجدي يعقوب. وصفه بأنه ليس مجرد طبيب موهوب وجراح عالمي، بل إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، آمن بأن الطب رسالة رحمة ومحبة وأن الشفاء يأتي من القلب أيضًا. 

وأشار الوزير إلى أن هذا التمثال سيُجسد مسيرة "ملك القلوب" الملهمة، ليكون رمزًا للقيم التي يمثلها ورسالة إلهام متجددة للأجيال. وأوضح أن المشروع جزء من مبادرة أوسع لوزارة الثقافة لتكريم الرموز المصرية التي تركت أثرًا عميقًا في قلوب الناس وساهمت في بناء الوطن، مؤكدًا أن الثقافة تشمل الاحتفاء بمن أضاءوا طريق الآخرين بإنسانيتهم وعطائهم. وشدد على ضرورة توفير قدوات حقيقية للشباب تلهمهم وتوجههم نحو القيم التي تُبنى بها الأوطان. واختتم كلمته بتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع.

وزير الصحة والسكان: التكريم منهجية الدولة في العرفان

من جانبه، أشار الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، إلى أن هذا المشروع يجسد منهجية الدولة المصرية في تكريم أبنائها الذين يرفعون رايتها بإسهامات بناءة.

ووصف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، السير مجدي يعقوب بأنه قيمة مصرية عالمية ورمز للتفاني والإنسانية، مؤكدًا أن مشروعاته وخدماته، خاصة في صعيد مصر، تعكس حبًا حقيقيًا لوطنه وشعبه، بالإضافة إلى جهوده في دعم وتأهيل شباب الأطباء. واعتبر إقامة التمثال خطوة مستنيرة ورسالة تقدير للأجيال القادمة بأن القدوة الحقيقية تكمن في من يخدمون الإنسانية بإخلاص.

تفاصيل المشروع والموقع الاستراتيجي

استهلت فعاليات المؤتمر بالسلام الوطني وعرض تقديمي قدمه المهندس محمد أبو سعدة تحت شعار "معًا لإعلاء قيم الجمال في مصر"، واستعرض خلاله تفاصيل المشروع وموقع التمثال ودلالاته الرمزية. 

وأوضح أبو سعدة أن التمثال سيُقام في ميدان الكيت كات بحي إمبابة، بالقرب من معهد القلب، ما يمنحه دلالة رمزية مرتبطة بمسيرة الدكتور يعقوب نظرًا لتردد آلاف المرضى يوميًا على المنطقة.

محافظ الجيزة: توثيق رمز إنساني وعلمي وتطوير شامل

أكد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، أن المشروع يهدف لتوثيق اسم الدكتور مجدي يعقوب كرمز إنساني وعلمي ملهم. وأشار إلى أن اختيار ميدان الكيت كات جاء لكونه مركزًا حيويًا وملاصقًا لمعهد القلب، ما يضفي بعدًا بصريًا وإنسانيًا على التمثال. وأوضح أن المحافظة ستنفذ خطة تطوير شاملة للمنطقة، تشمل الأرصفة والحركة المرورية والمظهر الحضاري، بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري. 

وأضاف محافظ الجيزة، أنه سيتم تنفيذ التمثال من خلال بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الثقافة ومحافظة الجيزة، حيث تتولى وزارة الثقافة الجانب الفني والإشراف، وتوفر المحافظة التمويل وتهيئ الموقع. واختتم المحافظ بالتأكيد على أن "هذا المشروع يجسد روح الوفاء والتقدير، ويبعث برسالة واضحة بأن مصر لا تنسى أبناءها الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن والإنسانية".

النحات عصام درويش: تمثال يجسد الروح الإنسانية

أعرب الفنان والنحات الدكتور عصام درويش عن فخره بالمشاركة في تخليد هذه القامة الوطنية. أوضح أن التمثال سينفذ من خامة البرونز بارتفاع 6 أمتار، على قاعدة يبلغ ارتفاعها 8 أمتار، وسيجسد الروح الإنسانية للدكتور يعقوب وعلاقته بتلاميذه، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذه خلال نحو 8 أشهر، ليأخذ مكانه في قلب ميدان الكيت كات كعلامة فنية وإنسانية مميزة.

مقالات مشابهة

  • هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
  • مقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيلي في اليامون
  • غراندي لـ سانا: عودة اللاجئين إلى سوريا تتطلب من الجميع دعم جهود الحكومة
  • هيئة الأسرى الفلسطينيين تكشف إصدار العدو الإسرائيلي 600 أمر اعتقال إداري
  • العدوان الإسرائيلي على غزة يغتال آلاف الرياضيين الفلسطينيين بين شهيد ومعاق
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 40 شهيدًا
  • جوتيريش يحث على العودة إلى الدبلوماسية في الصراع الإسرائيلي الإيراني
  • تعرف على تفاصيل بروتوكول تعاون بين جامعة أسوان ومؤسسة مجدى يعقوب
  • ملك القلوب..مصر تكرم الدكتور مجدي يعقوب بوضع تمثال من البرونز في ميدان الكيت كات
  • عميد الكفرة: عدد اللاجئين السودانيين أصبح 3 أضعاف سكان المنطقة