الجزيرة:
2025-12-14@23:23:34 GMT

هل تتحول صحراء الجزائر إلى حقول خضراء؟

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

هل تتحول صحراء الجزائر إلى حقول خضراء؟

الجزائر- كشفت صور قمر اصطناعي تابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن تشكل بحيرة وسط صحراء الجزائر بمنطقة "وادي الساورة" بعد تساقط أمطار بكميات هي الأكبر منذ عقود.

وتشير الأدلة الجيولوجية والأثرية إلى أن الغطاء النباتي والأراضي الرطبة وحتى البحيرات كانت تغطي مساحات كبيرة من الصحراء الكبرى.

ومع كون الصحراء الجزائرية مصدرا لأهم الثروات الطبيعية المتجددة وغير المتجددة ومركزا لأهم المشاريع النفطية والغازية التي شكلت لسنوات موردا رئيسيا للبلاد، فإن الجزائر تسعى لتعزيز قدرات القطاع الزراعي بالمنطقة وتحويل صحراء وصفت بالجرداء إلى سلة للغذاء تسهم في تحقيق إستراتيجية الأمن الغذائي.

وقال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في وقت سابق، إن الجزائر تملك مساحات صالحة للزراعة في الصحراء تقارب 3 ملايين هكتار.

وتبلغ مساحة الأراضي المؤهلة للاستصلاح واستقطاب المشاريع الاستثمارية في الجنوب الجزائري 1.5 مليون هكتار.

ويسهم القطاع الزراعي بنسبة 18% في الناتج المحلي، بقيمة تفوق 4.74 تريليونات دينار جزائري (35 مليار دولار)، وفق تصريحات، وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، يوسف شرفة.

1.5 مليون هكتار مساحة الأراضي المؤهلة للاستصلاح واستقطاب المشاريع في الجنوب الجزائري (مواقع التواصل) ثورة زراعية في الجنوب

وأكد رئيس الغرفة الفلاحية (الزراعية) لولاية غرداية وممثل الجنوب في الغرفة الجزائرية للفلاحة، المهندس رابح أولاد الهدار، أن توجه الجزائر نحو الاستثمار الزراعي في الجنوب كان بديلا ومنفذا فرضته التغيرات المناخية وقلة تساقط الأمطار في السنوات الأخيرة في مناطق أخرى من البلاد، إضافة إلى عاملين هما المساحات الشاسعة بالجنوب وتوفر المياه الجوفية.

ورأى رابح أولاد الهدار في حديثه مع الجزيرة نت أن الجزائر تشهد ثورة زراعية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي خاصة في المحاصيل الإستراتيجية، تكون فيها الصحراء الجزائرية سلة غذاء مكملة للزراعة في الشمال والسهوب والهضاب العليا.

ونوه رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرداية بمضي الجزائر لتحقيق الإستراتيجية ونتائجها الإيجابية، وهو ما تجسد من خلال أشكال دائرية خضراء في حقول منتشرة بالصحراء الجزائرية.

وأشار إلى أن بعض القرارات دعمت الزراعة في الجنوب الجزائري، لا سيما تقديم تسهيلات للمستثمرين المحليين والأجانب وتسهيل استيراد الأدوات والآلات المتخصصة والمتناسبة مع الزراعة الصحراوية، إضافة إلى تحفيز الفلاحين ودعم الأسمدة، ورفع قدرات التخزين بهذه المناطق وربط المزارع الجديدة بالكهرباء لآلاف الكيلومترات مع تحديد محيطات جديدة للزراعة.

ورشة مفتوحة وتجارب

وأكد رئيس الغرفة الفلاحية لولاية غرداية أن التجارب الزراعية الصحراوية أثبتت نجاحها من خلال التحكم في عوامل الإنتاج، لتقدم محصولا كبيرا على مدار السنة في زراعات هامة على غرار الأعلاف والحبوب والبقوليات.

في السياق ذاته، اعتبر أن دخول بنك الجينات حيز التنفيذ قريبا سيقدم إضافة كبيرة باعتباره يمثل خزان سلالات وأصناف نباتية متأقلمة مع مناخ المنطقة ومقاومة للأمراض تسهم في رفع الإنتاج.

ويقول ممثل الجنوب في الغرفة الجزائرية للزراعة، إن الجنوب الجزائري أصبح ورشة مفتوحة تتكون من حقول خضراء تزرع بها البطاطا والقمح ومنتجات الزراعة الصيفية والشتوية بتحكم تكنولوجي ودراسة مستدامة ومتكاملة للزراعة الصحراوية، تنعكس على التنمية المحلية وتقلل فاتورة الاستيراد.

بدوره أشار الخبير الزراعي، لعلا بوخالفة، إلى عدد من التجارب الناجحة في الصحراء الجزائرية على غرار الحبوب التي تحتل المرتبة الأولى، إلى جانب تغطية ولاية وادي سوف الصحراوية وحدها 40% من احتياجات السوق من البطاطس، منوها بإمكانية إنتاج 1800 قنطار في الهكتار الواحدة من الطماطم في الجنوب.

تسعى الجزائر إلى جعل الصحراء سلة للغذاء تسهم في تحقيق إستراتيجية الوصول للأمن الغذائي (وزارة الفلاحة) شراكات إستراتيجية

وأكد لعلا بوخالفة للجزيرة نت أن ثمة اهتماما في الجزائر باستكمال مسار تحقيق الأمن الغذائي بعدما أصبحت تلبي احتياجاتها من مختلف المواد الغذائية بنسبة 75%، بينما تبقى مرتبطة بالاستيراد في بعض المواد الإستراتيجية ذات الاستهلاك الواسع، مثل الحبوب والحليب واللحوم الحمراء.

وتطرق إلى توجه الجزائر لإنتاج ما تستهلكه من هذه المواد المستوردة حاليا والتي تكلف خزانة الدولة أكثر من 10 مليارات دولار.

وأضاف أن تحقيق الأمن الغذائي يأتي بإبرام شراكات جعلت من الصحراء مركزا لها، كالمشروع الجزائري القطري مع شركة "بلدنا" على مساحة 117 ألف هكتار بولاية أدرار، مخصصة لإنتاج الحبوب والأعلاف والحليب واللحوم الحمراء، ومشروع آخر يتم التحضير له بشراكة سعودية يهدف لإنشاء مركز زراعي تفوق مساحته 20 ألف هكتار في ولاية المنيعة متخصصة في الزراعات الإستراتيجية وتربية الأبقار الحلوب.

ويضاف إلى ذلك المشروع الإيطالي الجزائري الذي يهدف لاستغلال محيطات فلاحية تقدر بـ36 ألف هكتار على مستوى ولاية تيميمون مختص في إنتاج القمح الصلب والبقوليات ومشتقات القمح الصلب.

وتوقع الخبير أن تحقق هذه المشاريع كل الأهداف المقررة لها، وأن تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المواد المنتجة، كون الشركاء الثلاثة يمتلكون الخبرة اللازمة بتجاربهم الناجحة في هذا المجال.

وتطرق إلى توزيع أكثر من 120 ألف هكتار في الإطار الاستثمار مع توسيع المساحات المزروعة إلى 500 ألف هكتار، مما يشير إلى أن السياسة التنموية في الجنوب بدأت تؤتي ثمارها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الصحراء الجزائریة الأمن الغذائی فی الجنوب ألف هکتار تسهم فی

إقرأ أيضاً:

المنتدى الـ14 لاتحاد الشباب والبيئة بالأقصر يوصي بإعلان 2026 عامًا للزراعة والأمن الغذائي

أكد الدكتور سيد خليفة، رئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة، ونقيب الزراعيين، والأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، أهمية المشروعات الزراعية القومية التي تنفذها الدولة المصرية، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وفي مقدمتها مشروع زراعة 2 مليون نخلة، واستصلاح 650 ألف فدان جديد بمنطقة سونو، إلى جانب التوسع في الرقعة الزراعية بما يتجاوز 4.5 مليون فدان، مشددًا على دور هذه المشروعات في دعم الأمن القومي الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي. وطالب خليفة، خلال كلمته في حفل افتتاح منتدى الشباب العربي الإفريقي في نسخته الرابعة عشرة، بتخصيص عام 2026 ليكون عامًا للزراعة والأمن الغذائي، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا ضرورة تكثيف التوعية المجتمعية بأهمية هذه المشروعات وتأثيرها المباشر على التنمية المستدامة ومستقبل الأجيال القادمة.

من جانبه، أعلن الدكتور إسلام الشامي، ممثل وزارة الشباب والرياضة، دعم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، لتنفيذ وتبني هذا المقترح، مثمنًا الدعوة لإعلان 2026 عامًا للزراعة والأمن الغذائي، لما تتوافق معه من رؤية مصر واستراتيجيتها الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، فضلًا عن تبني مبادرة زراعة مليون شجرة في محافظات الأقصر وأسوان وقنا.

وجاء ذلك خلال افتتاح المنتدى الذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة خلال الفترة من 12 إلى 18 ديسمبر الجاري، برعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ورئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشباب العرب، بالمدينة الشبابية بالأقصر، بمشاركة 250 شابًا وفتاة من الجامعات العربية والإفريقية، وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وإدارتي الشباب والبيئة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان: «الجامعات الخضراء.. خطوة نحو مستقبل مستدام»، ويُعقد بمحافظتي الأقصر وأسوان، وتحمل هذه الدورة اسم الخبير البيئي الدولي الدكتور مجدي علام، مؤسس الاتحاد العربي للشباب والبيئة.

وخلال تكريمه، أعرب الدكتور مجدي علام عن اعتزازه بهذا التكريم، مؤكدًا أن الاتحاد منذ تأسيسه كان ولا يزال منصة عربية رائدة لتمكين الشباب وتفعيل دورهم في حماية البيئة، مشيرًا إلى أن انعقاد المنتدى يأتي في ظل تنامي توجه الجامعات العربية نحو التحول إلى جامعات خضراء وتعزيز ممارسات الاستدامة وفق المعايير العالمية. ووجّه المشاركون رسالة إلى المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، طالبوا خلالها بوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على فلسطين ولبنان، محذرين من تداعيات استمرار هذه الاعتداءات على السلم والأمن الدوليين.

وأكد الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة، أن المنتديات الشبابية تسهم في اكتشاف قدرات الشباب، وتبادل الخبرات، وتأهيلهم للمشاركة والاستثمار في المشروعات الخضراء، بما يحقق استدامة حقيقية. فيما أوضح الدكتور ممدوح رشوان، أمين عام الاتحاد العربي للشباب والبيئة، أن الاتحاد نظم على مدار مسيرته أكثر من 12 منتدى بيئيًا عربيًا شبابيًا، وشارك في تنفيذ مبادرات تشجير ومشروعات للحد من التلوث، وأسهم في إعداد جيل عربي واعٍ بقضايا المناخ والطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر.

وأشار الدكتور وليد الدهشان، أمين عام جامعة العبور للعلوم والتكنولوجيا، إلى أن المنتدى يمثل رسالة قوية تؤكد أن التحول إلى الجامعات الخضراء بات ضرورة إنسانية وخيارًا استراتيجيًا لحماية الموارد الطبيعية، معلنًا عن تعاون مرتقب مع الاتحاد لنشر الوعي البيئي داخل الجامعات. كما طالبت الدكتورة جيهان البيومي، عضو مجلس النواب، بمزيد من التشريعات الداعمة لحماية البيئة، وتكثيف الوعي البيئي بين طلاب الجامعات، وإطلاق مسابقة لأفضل جامعة خضراء وفق معايير علمية واضحة.

وأكد اللواء أحمد سيد عرفة، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالأقصر، أهمية تبادل الخبرات في مجالات التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، فيما شدد بلال الوليفي، رئيس الاتحاد العام للسلامة المرورية، على أن الشباب هم الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة رؤية مصر 2030.

واختتم الدكتور المنصف بن منصور، رئيس الاتحاد العربي لبيوت الشباب، بالتأكيد على أن الاتحاد العربي للشباب والبيئة يمثل منصة حقيقية لتمكين الشباب ودعم المبادرات البيئية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أكثر خضرة.

مقالات مشابهة

  • حصيلة مشرفة للوفد الجزائري في الألعاب الإفريقية للشباب أنغولا 2025
  • الرئيس الجزائري يوقع على أكبر موازنة في تاريخ البلاد
  • بيتكوفيتش: التأهل للدور الثاني هدفنا الأول والجزائر المرشح الأبرز في مجموعته
  • المنتدى الـ14 لاتحاد الشباب والبيئة بالأقصر يوصي بإعلان 2026 عامًا للزراعة والأمن الغذائي
  • الدفاع الجزائرية: لا مرتزقة لنا بالساحل الأفريقي وهذه افتراءات سيئة الإخراج
  • "الشامي" في طرابلس يحذر: الإعلام العربي يحتاج خريطة رقمية لعبور صحراء التحول التكنولوجي
  • إنقاذ 500 ألف هكتار من الأراضي.. السعودية تعرض تجربتها الخضراء في نيروبي
  • محاربو الصحراء يودّعون كأس العرب 2025: الإمارات تقضي على الجزائر والأردن يتأهل لنصف النهائي
  • عشية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين.. قيس سعيّد يستقبل رئيس الحكومة الجزائرية
  • أبوظبي للزراعة تنظم سوق المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في ليوا الدولي