داخل أحد شوارع مدينة خان يونس، جنوبى قطاع غزة، وفوق طاولة مستطيلة الشكل يكسوها قماش منقوش بألوان زاهية تغطيه غبرة ودخان البارود والصواريخ، تتراص صوانٍ معدنية كبيرة تفوح منها رائحة الكعك الساخن الذى تم إخراجه للتو من أحد الأفران البدائية التى لجأ إليها النازحون بعد أن نفد الوقود والغاز نتيجة الحرب والحصار الذى يفرضه الاحتلال الإسرائيلى لما يزيد على مليونى فلسطينى يقطنون تلك البقعة الصغيرة من فلسطين المحتلة، بينما يظهر فى الخلفية ركام وأنقاض لمنازل قصفتها طائرات الاحتلال على مدار أكثر من عام كامل، وتعلو فوقها ضحكات الأطفال بأجسادهم النحيلة محاولين انتزاع البهجة رغم الموت والدمار.

على مقربة من الفرن البدائى الصغير يقف عادل الشرارى، 28 عاماً، بجوار أنقاض منزله المدمر قبل ما يزيد على 8 أشهر، ليناول الأطفال، الذين أهلكتهم المجاعة ونقص الغذاء، قطعاً من الكعك الطازج، لتتلقفه أياديهم الصغيرة قبل أن يغادروا المكان متجهين نحو خيامهم ليتقاسموها مع أسرهم.

ويقول «عادل»، الذى يستخدم الحطب والخشب لإشعال الفرن، إن صناعة الكعك هوايته المفضلة، وتابع: «اتعلمت صناعة الكعك من والدتى لأنه كان عندنا مخبز، وكنا من أزكى وأكبر المخابز اللى بتعمل الكعك بكل أنواعه سواء السادة أو اللى فيه حشوة فى الجنوب، وكانت أمى كتير بتحب تخبزه بوجود مناسبة أو لا».

وبصوت حزين تغالبه الدموع، يسرد الشاب العشرينى تفاصيل خسارة المخبز والمنزل و20 فرداً من عائلته: «إحنا من أسرة ميسورة الحال، وكنا مخططين نفتح فروع أخرى لمخبزنا ونتوسع فيها بداية من خان يونس وجنوب القطاع وفى باقى أنحاء غزة مستقبلاً»، وذلك قبل أن تباغتهم غارة إسرائيلية لتدمر المنزل والمخبز فوق رؤوس ساكنيه وتحصد أرواح 20 فرداً بمن فيهم والدته.

ويتابع: «أنا الناجى الوحيد من أهلى بعد ما خرجت من تحت الأنقاض، وقطعت عهد على نفسى أعمل الكعك كل ما تتوفر عندى مكوناته وفاء لروح والدتى الشهيدة وأوزعه على الأطفال والأهالى اللى الحرب سلبتهم كل شىء وما عاد فى مقدورهم يشتروا الأكل وفيه منهم بالفعل استشهد من الجوع وفارق الحياة بطريقة قاسية جداً».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الإبادة الاحتلال مجازر الاحتلال

إقرأ أيضاً:

نقل والدة علاء عبد الفتاح للمستشفى بعد 242 يوما من الإضراب عن الطعام

نُقلت والدة الناشط المصري علاء عبد الفتاح إلى المستشفى بعد 242 يوما من إضرابها عن الطعام احتجاجا على سجن ابنها في مصر، وفق ما أعلنته عائلتها أمس الخميس.

وقالت الحملة الداعمة لها -في بيان مقتضب- إن ليلى سويف (69 عاما) الناشطة والأكاديمية نقلت إلى مستشفى في لندن يوم الاثنين الماضي وهي تعاني من هبوط حاد لمستوى السكر في الدم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2العفو الدولية: تعليق المساعدات الأميركية يؤثر على حياة الملايينlist 2 of 2مؤتمر بالدوحة يناقش حدود الصحفي الأخلاقية في ظل تطور الذكاء الاصطناعيend of list

وهذه هي المرة الثانية التي تنقل فيها سويف إلى المستشفى منذ فبراير/شباط الماضي.

وكانت قد بدأت إضرابها عن الطعام في 29 سبتمبر/أيلول 2024، وهو اليوم الذي كان يُتوقع فيه إطلاق سراح ابنها بعد قضائه عقوبة السجن 5 سنوات.

لكنها خففت الإضراب في مارس/آذار الماضي وبدأت بتناول 300 سعرة حرارية يوميا من خلال مكمل غذائي سائل، ثم أعلنت في 20 مايو/أيار الجاري العودة إلى الإضراب الكامل.

وقد خلصت لجنة خبراء بالأمم المتحدة الأربعاء الماضي إلى أن احتجاز علاء عبد الفتاح "تعسفي ومخالف للقانون"، داعية إلى إطلاق سراحه فورا.

Dr Laila Soueif announced outside Downing Street today that she has returned to full hunger strike. pic.twitter.com/JJLepWdl5e

— Free Alaa (@FreedomForAlaa) May 20, 2025

إعلان

وبدأ عبد الفتاح إضرابا عن الطعام في الأول من مارس/آذار الماضي بعد علمه بدخول والدته المستشفى، ولا يزال مستمرا في إضرابه، وفقا لحملة الإفراج عنه.

يذكر أن السلطات المصرية أوقفت عبد الفتاح في سبتمبر/أيلول 2019، بعد مشاركته نصا كتبه شخص آخر يتهم فيه شرطيا بتعذيب أحد السجناء حتى الموت.

وبعد ذلك بعامين، حُكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة "نشر معلومات كاذبة"، وذلك عقب محاكمة اعتبرتها والدته "صورية".

وتؤكد عائلته وناشطون في مجال الدفاع عن حرية الصحافة بمن فيهم منظمة مراسلون بلا حدود، أنه كان ينبغي إطلاق سراحه في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي باحتساب العامين اللذين أمضاهما في الحبس الاحتياطي، لكن السلطات المصرية رفضت أخذهما في الاعتبار.

وكان علاء عبد الفتاح البالغ 43 عاما من أبرز الشخصيات التي شاركت في انتفاضة 2011 التي أنهت 3 عقود من حكم الرئيس الراحل حسني مبارك. وحصل على الجنسية البريطانية في 2022 من خلال والدته المولودة في المملكة المتحدة.

مقالات مشابهة

  • نقل والدة علاء عبد الفتاح للمستشفى بعد 242 يوما من الإضراب عن الطعام
  • ذكرى وفاته.. أهم المحطات في حياة النجم حسن حسني
  • حماية الطفل في القانون| دعم متكامل من التعليم إلى السلامة في الأزمات
  • “فكرة عيد” فعالية فنية ترفيهية للأطفال في مدينة شهبا بالسويداء
  • برنامج الأغذية العالمي: حشد من الجوعى يقتحم مستودع مساعدات في غزة
  • برنامج الأغذية العالمي: جحافل من الجوعى اقتحمت أحد مستودعاتنا بغزة
  • برنامج الأغذية العالمي: جحافل من الجوعى تقتحم مستودعا في غزة
  • 600 يوم على العدوان الاسرائيلي .. وجيش الاحتلال يقصف الجوعى
  • وفد الكنيسة الأرثوذكسية يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الأضحى
  • قصر ثقافة أبو سمبل.. منارة علمية جديدة في أقصى جنوب مصر