صحيفة المناطق السعودية:
2025-05-08@18:41:55 GMT

خطبة الجمعة من المسجد الحرام

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

المناطق_واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد, المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه، وتجنب مساخطه ومناهيه، والمسارعة إلى ما يحبه ويرضاه.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: إن الحياة الأسرية من أوثق العلاقات الإنسانية، وأرفعها شأنًا، ولها في الدين مقام كريم، وهي في شرع الله ميثاق غليظ: لقوله تعالى ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾، مضيفًا بأن العلاقات الإنسانية والعلاقات الأسرية لا تُقاس بمواقف اللحظات العابرة، ولا بالأحوال الطارئة، ولكنها تقاس بالتراكمات المتتابعة، والأحداث المتوالية، لكونها علاقات ممتدة، لا ينسيها حادث عابر، ولا ينسفها موقف طارئ، فيما أن الحياة بتقلباتها، وأحوالها تحتاج إلى أن يسودَ فيها روح الفضل، وتُذكر فيها جوانب الخير والمعروف، فليس من العقل ولا من الحكمة، ولا من المروءة أن تُهدَم سنوات مودة في ساعة غضب عابرة.

أخبار قد تهمك خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 25 أكتوبر 2024 - 1:33 مساءً خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 18 أكتوبر 2024 - 1:53 مساءً

وأضاف في خطبته قائلاً: يقول الله عز وجل في محكم تنزيله: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾، وهذا توجيه كريم، وقاعدة عظيمة، وحكمة سامقة باسقة، تجري في مواطنَ أشمل وأعمَّ من السياق الذي نزلت فيه، وهو معالجة الحالات بعد الطلاق، كما أنه توجيه لمن جمعتهم هذا العلاقةُ العظيمة، وهذا الميثاقُ الغليظ، وتذكيرٌ لهم بأن لا ينسوا مع مرور الزمن، وتقدم العمر، وكثرة العيال، وتعاظم المسؤوليات، ولا ينسوا الفضل الذي بناه حسنُ العشرة، وجميلُ المودة، ورداءُ الرحمة، ولطيفُ المعاملة منذ الأيام الأولى، كما أن نسيان الفضل يعني التفكك، والتجافي، والشقاق، والتباعد عن الأخلاق الكريمة، والشيم النبيلة، وحفظُ الفضل هو الذي يحافظ على تماسك الأسرة، ويحفظها بإذن الله من المواقف الطارئة، واللحظات العصبية.

وأشار فضيلته؛ إلى أن في ثورة الغضب يختلطُ الحابل بالنابل، والحقُّ بالباطل، وكأن الزوجين ما عاشا سنوات من المودة، وحسن العشرة، وكأنهما لا يجمعهما بيت واحد، وكل هذا يصبح بين عشية وضحاها سرابا هباءً، فلا الزوج يذكر الحسنات، ولا الزوجة تذكر المعروف، ولذلك نسيان الفضل سلوك مشين، إن انتشر في المجتمع أفسده، وإن فشا في الناس فرقهم، ونسيان الفضل من ضعف الإيمان، مُحذرًا الأزواج والزوجات على الصعيد ذاته من الدعوات المغرضة التي تحرض الزوجين على التمرد والتنمر، والتي تنفخ في النقائص والسلبيات التي هي من طبع البشر، والتي لا يسلم منها أحد كائنًا من كان، كما أن العلاقة الزوجية لا تبنى على المشاحنة والمشاحة، والصِّدامِ والخصام، ورفعِ الصوت والتشكي، والتلاوم، ولكنها تبنى على مكارم الأخلاق والتغافل، والصبر والتحمل، والتدقيق في تفاصيل الحياة الأسرية ينغص الحياة، ويكدر العشرة، ويجعل المجالس مُرَّة، والمعيشةَ نكدة.

وأستطرد قائلاً: الزموا حفظ كرامة البيوت، وصون العلاقة الزوجية، والتلطف والتماس أسباب الرضا، واحذروا التجسس والتحسس، وتتبع الأخطاء وتلمس المعايب، واعلموا أن الاعتراف بالفضل يجمع القلوب، والفجور في الخصومة يمزق العلاقات، وإذا بدرت بوادر الخلاف فتذكروا المحاسن، وتغافلوا عن النقائص، ولا تنسوا الفضل بينكم، وأقرب الزوجين للتقوى، هو الذي يعفو ويسامح، ولا ينسى الفضل، ولا ينسى مودة أهله، وحسن عشرتهم، والتغافل يطفئ الشرور، فالزواج رابطة، وعقد، ومودة، ورحمة، وليس انفلاتًا وضياعًا، وحرية زائفة، وبناء العلاقة الزوجية على الفضل والإحسان، وليس على المحاسبة، والمشاحة والتقصي والاستقصاء، بل اجعلوا للفضل موضعًا، ويسروا ولا تعسروا، تسامحوا ولا تدققوا، والتغافل لا يحسنه إلا الراغبون في السعادة، وكثرة العتاب تفرق الأصحاب، فالعشرة بالمعروف هي النظرُ إلى المحاسن والاحتفاءُ بها، والتغاضي عن المساوئ وسترُها.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: المسجد الحرام المسجد الحرام

إقرأ أيضاً:

زوجة أمام محكمة الأسرة: عيشني معاه في الحرام سنة..!

وقفت هبة، البالغة من العمر 30 عامًا، أمام محكمة الأسرة بإمبابة، تروي واقعة غريبة قلبت حياتها رأسا على عقب، حين اكتشفت أنها كانت تعيش مع زوجها السابق دون رابط شرعي لمدة عام ونصف.

روت الزوجة أنها تزوجت منذ ثلاث سنوات، وكانت حياتها تبدو مستقرة في ظاهرها، إلا أن الخلافات سرعان ما بدأت تظهر، حيث كان زوجها يتّسم بالعصبية وتقلب المزاج، ما أدى إلى كثرة المشاجرات بينهما.

وعلى الرغم من محاولاتها المستمرة للحفاظ على بيتها، إلا أن الأوضاع ازدادت سوءا، ما دفعها في النهاية لطلب الخلع.

لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في إجراءات المحكمة، بل فيما اكتشفته هناك؛ إذ علمت أن زوجها قد طلقها منذ ما يقرب من عام ونصف دون علمها، ومع ذلك ظل يقيم معها في منزل واحد دون أي صفة قانونية أو دينية تربطها به، مؤكدة أنها فور علمها نقلت إلى المستشفى وسط ذهول أسرتها.

لجأت هبة لمحكمة الأسرة ورفعت دعوى نشوز ضد طليقها، حملت رقم 739 لسنة 2024، ولا تزال الدعوى قيد النظر.

صدى البلد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • موضوع خطبة الجمعة القادم لوزارة الأوقاف.. «رجل آتاه الله القرآن فغيّر معناه»
  • ما حكم إقامة صلاة الجمعة في الزوايا المتقاربة؟.. الإفتاء توضح
  • «إنَّ مَا أتخوفُ عليكُم رجلٌ آتاهُ اللهُ القرآنَ فغيّرَ معناهُ».. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • مديرة مدرسة تواجه رجل دين.. توتر مجتمعي بسبب خطبة جمعة بالبصرة
  • هتان السيف عن انفصالها: كانت مجرد خطوبة ولم نرَ من بعض شيئًا.. فيديو
  • ما الذي يقوله الشعراء؟
  • «الندوة العالمية» تشيد بجهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام عبر مبادرة «طريق مكة»
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة.. تعرف عليها
  • السعودية.. أول حالتَي قسطرة قلبية ناجحة لحجاج بيت الله الحرام
  • زوجة أمام محكمة الأسرة: عيشني معاه في الحرام سنة..!