على مدار أكثر من عام من الحرب، يعيش سكان قطاع غزة فى آلام مستمرة بين فقد الحبيب والقريب، وصرخات الإصابات جرَّاء القصف العشوائى للمنازل والمدنيين واستهداف الأطفال، إلا أن الأسر التى نجحت فى العبور من معبر رفح إلى داخل مصر تعيش وضعاً يختلف كثيراً، بحسب قولهم.

«يسرا خير»: الشعب المصرى لا يُختبر فى حبه لفلسطين وأبنائها.

. ولا فى دعمه الراسخ للقضية

وقالت «يسرا خير» إنها خرجت من قطاع غزة عبر معبر رفح، وتمركزت فى محافظة شمال سيناء بغرض العلاج، والذى تقدمه الدولة المصرية لجميع الأسر ممن خرجوا بعد الحرب من القطاع لتدهور الأوضاع الصحية فى غزة.

وتابعت: «حفاوة المصريين فى الاستقبال ليس لها مثيل، فهم فتحوا لنا قلوبهم قبل بيوتهم، ونرى ذلك فى كل شىء نتعرَّض له، بدءاً من الشارع، وحتى المحال التجارية إذا أردنا شراء أى شىء»، مضيفة: «أصحاب محال الخضراوات والمواطنون البسطاء يقدمون لنا كل الدعم، ويرفضون أحياناً أننا نشترى ويمنحوننا البضاعة بحب».

وقالت «يسرا»: «الشعب المصرى لا يُختبر فى حبه لفلسطين، ولا فى دعمه للقضية الفلسطينية، فمصر وفلسطين ثقافة واحدة وتاريخ واحد وعادات وتقاليد متصلة على مدار السنين، بل إن المعلَم الأهم كان داخل القطاع، وكان الجندى المجهول، وهو لجندى مصرى كان يدافع عن فلسطين».

وعن الخدمات الطبية، قالت «يسرا» إنها دخلت مرافقة مع نجلتها كنزى، التى أصيبت بعدة شظايا جرَّاء قصف الاحتلال لمنازلهم، وإنها خضعت لعدة عمليات جراحية فور وصولها كانت السبب فى إنقاذ حياتها بعد إرادة الله.

وتابعت: «بنتى ما زالت بتتذكر كل شباب وصبايا الهلال الأحمر اللى كانوا بيلعبوا معها فى المستشفى، وبتتذكر طاقم التمريض والأطباء، بل كانت جملتها الشهيرة لى دائماً (يا ماما مصر دى أم الدنيا)».

«هبة الله»: «منذ اللحظة الأولى لدخولنا وجدنا جميع أنواع المساعدة.. استقبال لا يخرج إلا من المصريين»

وقالت «هبة الله خالد»، إحدى الفتيات ممن وصلوا إلى مصر عبر معبر رفح، إنها خضعت لعملية جراحية فى مستشفى العريش الدولى (بتر فى القدم اليسرى)، بعد تعرضها للقصف هى وأسرتها فى منطقة خان يونس.

وتابعت «هبة الله»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «للأسف توفى والدى وشقيقى فى عملية القصف، وخرجت أنا وطفلان فقط من المنزل بإصابات مختلفة، وتم نقلنا إلى مصر عبر معبر رفح البرى، ومنذ اللحظة الأولى لدخولنا كانت هناك جميع أنواع المساعدة من دعم طبى إلى دعم نفسى إلى استقبال لا يخرج إلا من المصريين فعلاً»، مضيفة أنها كانت دائمة الزيارات إلى مصر مع أسرتها، وترتبط مع أصدقاء لها وأقارب، وأنهم فور وصولها ومعرفتهم جاءوا إليها وكانوا بجانبها، قائلة: «لما جيت على مصر حسيت إنى لم أفقد أهلى.. الله يرحمهم».

«ديانا»: الجميع هنا يعمل لخدمة الفلسطينيين.. و«كل اللى بيحصل ما هو جديد على المصريين»

وقالت «ديانا أبوعمر»، وهى أم لخمسة أولاد أصغرهم وُلد فى مصر: «دخلت مصر عبر معبر رفح البرى فى شهر فبراير الماضى برفقة زوجى وأطفالى الأربعة»، لتضع المولود الخامس فى مصر، وتحديداً فى مدينة العريش.

وأضافت «ديانا» أن الجميع هنا يعمل لخدمة الفلسطينيين، سواء الحكومة والدولة بما توفره من خدمات طبية وعلاجية، أو المؤسسات الخيرية والأهلية والهلال الأحمر بما يوفره من مساعدات عينية كالأطعمة والمشروبات، وتابعت: «كل اللى بيحصل ما هو جديد على المصريين، فهم دائماً أول من يساندنا فى كل حرب وفى كل أزمة ولا يتوانى أحد عن تقديم كل ما لديه لنا».

وقال إسلام جمال، أحد المصابين بشظية فى العمود الفقرى، ونقل على أثرها من مستشفيات قطاع غزة إلى مدينة العريش، ومنها إلى مدينة الإسماعيلية، إنه «منذ وصوله كان الأطباء يفحصون إصابته ليحددوا أفضل المستشفيات التى يمكنه تلقى العلاج فيها».

وأضاف «إسلام»: «تم نقلى بإسعاف مجهز من سيناء إلى الإسماعيلية، ولم أكن وحيداً، بل كانت قافلة سيارات إسعافات ضمت أكثر من 16 مصاباً غيرى تم توزيعها على المستشفيات الأكثر تخصصية، وتم إجراء جراحة لى»، وتابع: «أنا بغزة قالوا لى إنى أُصبت بشلل لوجود الشظية فى مكان يصعب استخراجها منه لاحتمالية قطعها للحبل الشوكى، إلا أننى أجريت الجراحة فى مصر بفضل الله وفضل أكبر الاستشاريين فى العالم العربى، وأخضع الآن لعلاج طبيعى لأعود لحياتى الطبيعية مرة أخرى».

وقال الطفل محمد حسن إنه جاء إلى مصر مصاباً حيث تلقى علاجه فى أحد مستشفيات العريش بالمجان.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عبر معبر رفح إلى مصر

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لحزب الله يلتقي وزير الخارجية الإيراني

بيروت- التقى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، على ما أفاد بيان صادر عن الحزب الأربعاء 4 يونيو 2025.

ولم يشر بيان حزب الله إلى مكان عقد اللقاء أو زمانه، بينما لا يظهر قاسم علنا منذ أن خلف الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله الذي قتل بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في أيلول/سبتمبر في خضّم حرب دامية خاضها الطرفان.

ونقل البيان عن عراقجي تأكيده على "أهمية العلاقات الثنائية مع لبنان واهتمام" إيران "بمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه في الأمور الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على قاعدة الاحترام المتبادل وتعزيز التعاون بين البلدين".

وشكر قاسم من جهته إيران "على الدعم المستمر للشعب اللبناني ومقاومته"، وفقا للبيان، كما لفت إلى "قناعة حزب الله وعمله الدؤوب لنهضة لبنان واستقراره وسيادته وطرد الاحتلال من أراضيه".

وكان الوزير الإيراني قال في منشور على منصة إكس، "هدفنا وأملنا هو فتح صفحة جديدة في علاقتنا (مع لبنان) الممتدة لقرون، والمبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

وأكّد أنه أعرب خلال اجتماعاته الثلاثاء مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي، عن دعمه الكامل "لاستقلال لبنان وسيادته وسلامة أراضيه وإعادة إعماره في ظل الاحتلال الإسرائيلي".

وبدت لهجة الوزير الإيراني أكثر دبلوماسية خلال هذه الزيارة من سابقاتها، لا سيما لجهة التركيز على العلاقات مع لبنان، لا مع "المقاومة"، أي حزب الله الذي تدعمه الجمهورية الإسلامية بالسلاح والمال.

ولسنوات طويلة، شكّل حزب الله طرفا مهيمنا سياسيا وعسكريا في لبنان، لكنه خرج منهكا من حربه الأخيرة مع إسرائيل التي انتهت بوقف إطلاق نار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وقتلت خلالها الدولة العبرية عددا كبيرا من قادة الحزب، كما دمّرت جزءا كبيرا من ترسانته وبناه التحتية.

وقال رجي في منشور على إكس، إن لبنان "يعوّل على حرص إيران على أمنه واستقراره وسلمه الاهلي ليتمكن من تجاوز التحديّات الجسام التي يواجهها، بدءا باستكمال الجهد الدبلوماسي الرامي الى تحرير الأراضي التي ما زالت تحتلّها إسرائيل ووقف اعتداءاتها المتواصلة، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها".

وأكّد مصدر حكومي لبناني لفرانس برس أن زيارة الوزير الإيراني شكّلت "صفحة جديدة بالعلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل(...) وعدم تدخّل أي دولة بشؤون الدولة الأخرى".

في نيسان/أبريل، استدعت الخارجية اللبنانية السفير الايراني احتجاجا على منشور كان تطرّق فيه إلى مسألة "نزع السلاح".

وتؤكد السلطات اللبنانية على ضرورة أن يسلّم حزب الله سلاحه الذي يقول إنه لمواجهة إسرائيل، وتدعو الى حلول دبلوماسية مع الدولة العبرية.

وأكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون في بيان صدر عن مكتب الرئاسة الثلاثاء، أن "الحوار الداخلي هو المدخل لكل المسائل المختلف عليها"، مشددا على أن من "أولويات" لبنان هي "إعادة إعمار" المناطق التي تضررت جراء الحرب الأخيرة.

وكان الوزير الإيراني قال لصحافيين الثلاثاء إن "الشركات الإيرانية مستعدة للمشاركة في إعادة إعمار لبنان".

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لحزب الله يلتقي وزير الخارجية الإيراني
  • دون خسائر بالأرواح.. تفاصيل زلزال مدينة العريش في مصر
  • بعد زلزال شمال العريش.. طرق الحماية داخل المنزل من الهزات الأرضية
  • بسلام آمنين
  • معشوقة المصريين.. محطات من سيرة السيدة زينب ومكانتها في القلوب
  • نزوح أكثر من 5 آلاف عائلة فلسطينية من مخيمي نور شمس وطولكرم
  • الاحتلال يصعد من جرائمه بحق 47 أسيرة فلسطينية في سجونه 
  • جاب الله: انقسام مجلس الدولة يعرقل تشكيل حكومة جديدة  
  • إدانات فلسطينية ودولية لمجزرة مركز المساعدات في غزة
  • القرعان يكتب: نعم مخرجنا ثورة بيضاء يقودها ولي العهد