هاجر السراج تتألق بالأسود الجرئ على السجادة الحمراء في ختام مهرجان الجونة
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
خطفت النجمة هاجر السراج الأضواء بإطلالة سوداء أنيقة أبهرت الحضور وتألقت بها على السجادة الحمراء في حفل ختام مهرجان الجونة السينمائي .
اختارت السراج تصميمًا جريئًا وساحرًا تميز بقصة مكشوفة الأكتاف، أبرزت جمال ورشاقة إطلالتها، مع فتحة جانبية جريئة عند أعلى الساق أضافت لمسة من الجرأة والرقي إلى اللوك الكلاسيكي.
اللون الأسود منح هاجر إطلالة فخمة وأنيقة، فكانت بحق تجسد معنى الجمال البسيط البعيد عن التكلف، بأسلوب عصري ينمّ عن ذوق راقٍ وإحساسٍ فنيٍّ رائع. التصميم جاء متناسقًا مع جسمها، حيث أضافت تفاصيل الفستان بُعدًا من الأنوثة والجاذبية، ليكون واحدًا من أكثر الإطلالات التي تذكرها الجميع.
وعن المكياج، فقد اختارت هاجر أسلوبًا جريئًا يجمع بين الألوان الجذابة دون إفراط، مما أضاف لمسات مثالية على جمالها الطبيعي. تميزت عيناها بمكياج عيون بارز ومتقن، يعكس عمقاً وجاذبية ملفتة، في حين اختارت أحمر شفاه بدرجة خافتة تتماشى مع ألوان إطلالتها وتُكمل اللمسات النهائية بشكل أنيق.
وأكملت هاجر إطلالتها بتسريحة شعر مرفوع، تعزز من أناقة المظهر وتسلط الضوء على جمال وجهها وتفاصيل مكياجها المتناغمة. جاءت تسريحة الشعر لتضفي طابعًا راقيًا يبرز تميزها على السجادة الحمراء ويعكس الثقة والجاذبية التي تميزت بها طلتها.
كانت إطلالة هاجر السراج مثالًا للإبداع في تنسيق الأزياء وتطبيق المكياج، إذ برعت في الجمع بين الكلاسيكية والعصرية، مما جعلها محط أنظار الجميع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هاجر السراج حفل ختام مهرجان الجونة السينمائي تاجر المكياج هاجر السراج
إقرأ أيضاً:
من الخلافة إلى الطوائف.. قصّةُ الحمراء وما بقي من المجد
سلطان اليحيائي
كان العرب هناك، في الحمراء، سادة المكان والزمان. لا لمالٍ ورثوه، ولا لسيفٍ شهروه فحسب، بل لأنهم حملوا رسالةً.
يوم كانوا لله خُلفاء، وحين كانت الخلافةُ رباطًا بين الأرض والسماء، بين السُّلطة والمبدأ، بين العمارة والعبادة، سالتْ من أيديهم حضارةٌ تُضيءُ إلى اليوم، حتّى على جُدران الحمراء، التي لم يبق منها إلا الحجرُ والذّكرى.
غرناطةُ، آخرُ المعاقل، لم تكن مجرّد مدينة؛ بل كانت صورةً مُكثّفةً لحضارة الأندلس. عاصمةُ الروح الإسلامية حين ضاعت قُرطُبة، ومسرحُ الوداع حين ضاقت الأرضُ بأهل "لا إله إلا الله".
من قُصورها تنبعثُ آهاتُ الشعراء والعلماء، ومن مساجدها تسري أرواحٌ كانت تحفظُ القرآن والنُّجوم معًا.
لكنْ في النهاية، تمزّقتْ كما يتمزّقُ الثوبُ العتيق، يوم صار المسلمون طوائف.
فلما فقد العربُ بُوصلتهم، وتخلّوا عن خلافةٍ تجمعُهم، أصبح كلُّ ملكٍ منهم جزيرة، وكلُّ دولةٍ خندقًا، وكلُّ جارٍ عدُوًّا.
فهل تظنُّ ما جرى في غرناطة استثناءً؟
بل هو القاعدة.
حين اجتاح التّتارُ بغداد عام 1258م، لم تسقُط المدينةُ من الخارج فقط، بل من الداخل، حين تكالب الخونةُ وسهّلوا لهولاكو دخولها، حتى قتل آخر خُلفاء العباسيّين، وسالت الدماءُ أنهارًا بين دجلة والفُرات.
لم تكن الهزيمةُ من التتار وحدهم، بل من نُفوسٍ نخرها الخُذلان.
ثم تكرّرت الحكايةُ ذاتُها في الأندلس، واختُتمت عام 1492م، عندما سلّم أبو عبد الله الصغيرُ غرناطة للممالك المسيحيّة، باكيًا لا نادمًا.
ولو أنّ بكاءهُ ردّ أرضًا، أو أرجع عزّة، لكان الدّمعُ جيشًا.
أمّا في العصر الحديث، فلا يزالُ المركبُ ذاتهُ يُبحر بثُقوبه نفسها، وكلّما حاول أن يطفو، أثقلهُ من على ظهره من باعوا الأرض والكرامة.
ملكٌ من العرب عام 1916، تحالف مع البريطانيين ضدّ الدولة العثمانيّة، فكان خنجرًا في خاصرة الأُمّة، إذ مهّدت "الثورةُ العربيّةُ الكُبرى" لتقسيم سايكس-بيكو، وانتهت الخلافةُ الإسلاميّةُ إلى غير رجعة.
صدّق وعود الإنجليز، فإذا بها سراب، ومن وعدهم بفلسطين وعدًا باطلًا لا يزال يُدفعُ ثمنُهُ حتّى اليوم.
واليوم، تتكرّرُ أدواتُ النخر في الأُمّة ذاتها على أرض الواقع المرير.
يتسابقُ بعضُ العرب إلى نيْل الرّضا الأمريكيّ ولو على حساب كرامتهم، وتحت أقدام الصهاينة يُفرشون الأرض حريرًا، لا لأجل سلامٍ عادل، بل لمجرّد صورةٍ أو تغريدةٍ أو صفقةٍ لا تُنبتُ إلا ذُلًّا.
يتسابقون في التّطبيع دون مقابل، في وقتٍ تُسفكُ فيه دماءُ أحرار غزّة، ويُخنقُ فيها آخرُ شهيقٍ للكرامة العربيّة.
تطبيعٌ لا تُصاحبهُ استعادةُ حقٍّ، بل تطبيعٌ يُكافئُ القاتل ويخذلُ رجال المقاومة.
فيا عربُ، لمن أعددتُّم هذه التّرسانات المليئة بالمعدّات العسكريّة، والتي صُرف عليها آلافُ المليارات؟
لمن هذه الطائراتُ الحديثةُ، والمُدرّعاتُ، والصّواريخُ؟
أما آن لهذا الحديد أن يعرف عدوّه؟
أما آن لهذه الأسلحة أن تُشهر في وجه من يغزو أوطاننا، ويقتلُ أطفالنا، ويهدمُ بيوتنا؟
أمْ أنّها مجرّدُ خُردةٍ للمناورات والعُروض، تُكدّسُ لتُنسى أو لتُوجّه خطأً، إلّا نحو العدوّ الحقيقي؟
وهل لكم عدوٌّ أوضحُ من الذي نراه بأعيننا في فلسطين، يُقتلُ إخوتُنا، ويُدنّسُ مقدّساتُنا؟
ما الفرقُ بين من سلّم غرناطة، ومن سلّم القدس إعلاميًّا وسياسيًّا؟
ما الفرقُ بين من باع مفاتيح الحمراء، ومن سلّم مفاتيح العواصم من الخليج إلى الأطلسي؟
كلّهم اشتركوا في ذات الخطيئة: تحطيمُ الوحدة، والارتماءُ في حضن العدو.
اليوم، كما بالأمس، تقفُ الأُمّةُ على مفترق التاريخ، تقرأُ النّقش ذاته:
"ولا غالب إلّا الله".
لكنْ، متى نقرؤهُ بعين الفعل، لا بحبر الزخرفة؟
إنّه ليس نقشًا جميلًا على الجُدران، بل صرخةُ أُمّةٍ من تحت الرّكام:
عودوا لله… تكونوا لله خُلفاء.
وإلّا، فأنتم في الأرض طوائف، تطردُكم السُّننُ كما طردتْ من قبلكم.