ما الدوافع وراء قتل الظاهر بيبرس للسلطان قطز؟ .. تفاصيل مدهشة
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
يصادف اليوم ذكرى ميلاد القائد المملوكي السلطان سيف الدين قطز، لقب سيف الدين قطز بالملك المظفر، وكان قد تولى الحكم في عام 657هـ الموافق 1259م، ويعد هو بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول، كما أنه أحد أبرز ملوك مصر، ورغم قوته إلا أنه لم يكمل في الحكم عاما واحدا، وفي تلك الفترة استطاع إعادة تعبئة وتجميع الجيش الإسلام، واستطاع وقف زحف التتار الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية بالكامل، فألحق بهم قطز هزيمة كبيرة في معركة عين جالوت الفاصلة، ولاحقهم بعدها حتى حرر الشام بأكملها من هيمنتهم وسلطتهم.
قتل سيف الدين قطر على يد الظاهر بيبرس، الذي خلفه في الحكم. تمت عملية القتل في 24 أكتوبر 1260، بعد 50 يومًا فقط من معركة "عين جالوت"، أثناء عودته من دمشق إلى القاهرة، وتحديدًا في منطقة بين الجعافرة والصالحية.
دوافع بيبرس لاغتيال القائد المملوكي سيف الدين قطزتتباين وجهات نظر المؤرخين حول دوافع بيبرس لاغتيال قطز. يرى ابن أيبك الدواداري أن بيبرس قد قام بذلك بسبب هروب بعض المماليك البحرية من معركة "عين جالوت"، بينما يربط المؤرخ بيبرس الدواداري الأمر بضلوع قطز في مقتل أمير فارس الدين أقطاي خلال صراعه مع سلطان أيبك.
من جانبه، يعزو تقي الدين المقريزي الأزمة إلى رفض قطز تسليم حلب لبيبرس. الأسباب وراء مقتل سيف الدين قطز تكون أكثر تعقيدًا، حيث تعود إلى أيام سلطان أيبك وصراعاته مع المماليك ومقتل زعيمهم أقطاي.
يقترح الدكتور قاسم عبده قاسم أن سبب القتل كانت الرغبة في الثأر من قطز نظرًا لدوره في أحداث مهمة سابقة. رابطة الخشداشية كانت قوية، وهي العامل الذي دفع بيبرس وزملاؤه للسعي نحو الانتقام.
بشكل عام، يتضح أن مقتل قطز كان نتيجة لتاريخ من الصراعات والانتقامات بين المماليك، ويعكس تعقيد العلاقات السياسية والشخصية في تلك الحقبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيف الدين قطز معركة عين جالوت الدولة الاسلامية المماليك الظاهر بيبرس سیف الدین قطز عین جالوت
إقرأ أيضاً:
معركة هارفارد وضرب غزة بالنووي
صراع الإرادات الناشب بين الرئيس الأمريكى، وجامعة هارفارد، يعكس فى جوانبه معركة اليمين المتطرف المناصر لإسرائيل ظالمة ومظلومة، مقابل رغبة دوائر أمريكية فى التحرر من قيود، وضعها التحالف الدائم بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على كل من يتجرأ على الخروج عن الخط المرسوم فى تأييد الكيان الصهيونى، حتى وإن تعارض الأمر مع القيم الإنسانية، وحرية الاختيار التى تقوم عليها فكرة الدولة الأمريكية ذاتها.
فقبل أن يعود ترامب إلى منصبه فى البيت الأبيض، شهدت جامعة هارفارد والعديد من الجامعات الأمريكية احتجاجات ومظاهرات ضد عمليات الإبادة التى تمارسها إسرائيل فى غزة، التى تجاوزت حد الرد على هجوم حماس فى 7 أكتوبر 2023 إلى انتقام وحشى أدى إلى استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطينى غالبيتهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وهو ما أثار استياء الملايين عبر العالم.
التظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلى على غزة، فى جامعة هارفارد خصوصا، أثارت حفيظة ترامب ومناصريه من مؤيدى إسرائيل، ودفعت بالرئيس الأمريكى إلى اتهام هارفارد بـ«الترويج لأيديولوجيات ماركسية ويسارية متطرفة، ومعادية للسامية»، وطالب ترامب باخضاع الجامعة التى تخرج فيها 162 فائزا بجوائز نوبل، عمليات التسجيل والتوظيف لهيئة إشراف قبل أن تلغى إدارته، الخميس الماضى، حق هارفارد فى تسجيل الطلاب الأجانب.
القرار جاء تتويجا لصراع ممتد بين هارفارد وترامب، بعد أن رفضت الجامعة تسليم سجلات سلوك الطلاب الأجانب التى طلبتها وزارة الأمن الداخلى الشهر الماضى، وهو ما تعتبره قيادة الجامعة أمرا يتجاوز بكثير دور الحكومة الفيدرالية وقد ينتهك الحقوق الدستورية للجامعة التى تقاتل بشراسة دفاعا عن استقلالها الأكاديمى.
وفى مواجهة قرار ترامب ضد هارفارد الذى يهدد مستقبل نحو 7 آلاف طالب أجنبى بينهم ملكة بلجيكا المستقبلية الأميرة إليزابيث التى تدرس السياسة العامة ضمن برنامج مخصص لطلبة الماجستير، طعنت الجامعة قضائيا على القرار الذى اعتبره البعض وسيلة فى «صراع أوسع بين الديمقراطية والاستبداد».
وفى اليوم التالى لقرار ترامب حصلت هارفارد على أمر قضائى، أصدرته القاضية الفيدرالية فى محكمة بوسطن أليسون بوروز، بوقف مؤقت لحظر تسجيل الطلاب الأجانب، والتى اعتبرت القرار «انتهاكا صارخا» للدستور.
الحكم بوقف قرار ترامب مؤقتا هو جزء من معركة يبدو أنها ستمتد مع العديد من المؤسسات الأمريكية المماثلة لجامعة هارفارد، ومع كل من يناصر القضية الفلسطينية التى يريد حلفاء ترامب تصفيتها بشتى الطرق، حتى وإن تطلب الأمر استخدام السلاح النووى.
فالنائب الجمهورى، من حزب ترامب، راندى فاين، دعا بشكل صريح إلى ضرب قطاع غزة بالسلاح النووى على غرار ما فعلته الولايات المتحدة مع مدينتى هيروشيما وناجازاكى فى اليابان قبل نهاية الحرب العالمية الثانية.
فاين اعتبر خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، فى اليوم نفسه الذى أصدر فيه ترامب قراره ضد هارفارد، أن «القضية الفلسطينية.. قضية شريرة»، والحل التخلص منها بالسلاح النووى قائلا: «لم نتفاوض على استسلام النازيين، ولم نتفاوض على استسلام اليابانيين، قصفنا اليابانيين مرتين نوويًا للحصول على استسلام غير مشروط، ويجب أن يكون الأمر نفسه هنا» فى إشارة إلى غزة.
لا يرى النائب الأمريكى المتطرف فى القضية الفسطينية غير «الشر» الذى يجب القضاء عليه بالقنابل النووية، منكرا حقيقة أن الشر نفسه يكمن فى أمثاله، وأمثال حلفائه من الإسرائيليين، حيث تتلاقى أفكاره مع مواقف وزير التراث الإسرائيلى المتطرف أميخاى إلياهو، الذى دعا فى نوفمبر 2023 إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، باعتبار الأمر«أحد الخيارات» لتحقيق هدف القضاء على حركة حماس.
يتجاهل فاين حق الشعب الفلسطينى فى أرضه التى سلبها الإسرائيليون، لكن الغريب أننا لم نسمع، حتى الآن صوتا واحدا من داخل الكونجرس الأمريكى يدين تصريحات هذا النائب المتطرف الذى يتفاخر بضرب اليابان بالقنابل النووية، ويدعو جهارا إلى تكرار الأمر مع غزة، وهى ثقافة «إرهابية» يبدو أنها متأصلة فى بعض النفوس الأمريكية.
(الشروق الجزائرية)