خبير الشؤون الأمريكية: استطلاعات الرأي فشلت فى ترجيح كفة أحد المرشحين حتى اليوم
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
قال الدكتور عاطف سعداوى، خبير الشئون الأمريكية، إن الانتخابات فى الولايات المتحدة هى الأكثر تنافسية وحِدَّة منذ سنوات طويلة، خاصة أن استطلاعات الرأى فشلت فى ترجيح كفة أحد المرشحين حتى اليوم، ولم يكن المرشحان فى حاجة ماسة للكشف عن برامجهما لأن أحدهما رئيس سابق، والآخر نائب الرئيس الحالى.
وأكد «سعداوى»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه يستبعد حدوث أى أعمال عنف بعد الانتخابات حال خسارة دونالد ترامب رغم تصريحاته السابقة، لأن ما حدث من اقتحام مبنى الكابيتول عام 2021 والتوتر حينها سيُجبر الأمريكيين على عدم تكرار ما حدث مرة أخرى، فهو يعد نقطة سوداء فى التاريخ الأمريكى.
مَن الأوفر حظاً للفوز بمقعد البيت الأبيض؟
- هذه الانتخابات هى أكثر الانتخابات تنافسية فى أمريكا منذ فترة طويلة، تقريباً منذ عام 2000 بين جورج دبليو بوش وآل جور وفاز بها جورج بوش بقرار من المحكمة العليا، فهذه الانتخابات تنافسية وصعب توقع الفائز، لكن نسبة فوز الاثنين متقاربة، حتى استطلاعات الرأى لم تستطع أن تجزم من الفائز حتى اليوم، ولكنى أميل إلى أن ترامب يمكن أن يحسمها.
أستبعد حدوث أعمال عنف حال خسارة «ترامب».. وفوز «هاريس» سيكون انتصاراً معنوياً للديمقراطية الأمريكية كونها أول سيدة تحكم «البيت الأبيض»هل خسارة ترامب ستؤدى إلى أعمال عنف فى الداخل الأمريكى؟
- أستبعد حدوث أعمال عنف فى حال خسارة ترامب، لأن الأمريكيين لديهم حالياً ميراث مر مما حدث عام 2021 من أحداث الكابيتول، كما كانت نقطة سوداء فى تاريخ الديمقراطية والتنافس السياسى الأمريكى وحتى الآن تطارد ترامب، ولو أن هناك شيئاً سيؤثر على حظوظه فى الانتخابات ستكون هذه النقطة، لكنه لن يكون بالغباء لتكرار ما حدث مرة أخرى.
هل فوز كامالا هاريس سيعنى بداية حقبة جديدة داخل أمريكا؟
- فوز كامالا هاريس بالانتخابات سيعنى شيئاً واحداً بالنسبة لحقبة جديدة، وهو الجانب الرمزى كونها أول سيدة فى تاريخ أمريكا تحكم البيت الأبيض وتكون رئيسة الولايات المتحدة، وهو حدث جديد، لكن لن يغير فى السياسة الأمريكية، وأقارن انتخاب باراك أوباما بكامالا هاريس، لأنه كان أول رئيس من أصول أفريقية يتولى الحكم فى تاريخ أمريكا، وترك زخماً إيجابياً وقالوا وقتها إن أمريكا صالحت نفسها وتغلبت على العنصرية، لكن فى النهاية ظلت هى أمريكا ولم يُمثل بداية حقبة جديدة، واستمرت سياسات أمريكا كما هى، فبالتالى فوز «هاريس» الجانب الجديد الوحيد فيه وسيحتل عناوين الأخبار حينها أنها أول سيدة ستصل إلى البيت الأبيض بعد توحيد أمريكا ونهاية الحرب الأهلية.
خلال الفترة الماضية.. من استطاع من «هاريس» و«ترامب» أن يكشف عن برنامجه أكثر؟
- الميزة فى المرشحين أنهما لم يكونا فى حاجة ماسة للكشف عن برامجهما، رغم أن كلاً منهما يحاول أن يوضح وجهة نظره فى القضايا الخلافية، لكنه لم يكن برنامجاً، لأنه رئيس سابق تم اختبار سياساته، ومنافسته هى نائبة رئيس حالى، يعنى هى مسئولة بشكل أو بآخر عن السياسات أو القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية، فمواقف الاثنين مُجربة، سواء ترامب الذى وصل إلى البيت الأبيض لمدة 4 سنوات ولم يغير شيئاً من مواقفه وسياساته أثناء فترة حكمه، وبالنسبة لـ«هاريس» فهى جزء من الإدارة الحالية، وبالتالى مواقفها معروفة، والاثنان عرضا سياساتهما بشكل لم يكن فيه اختلاف كبير عن السياسات التى اتخذاها.
هل سيكون للصراع فى الشرق الأوسط وأوروبا تأثير كبير على نتائج الانتخابات الأمريكية؟
- تأثير الصراع فى الشرق الأوسط على نتائج الانتخابات ضعيف، فالسياسة الخارجية بشكل عام لا تأتى فى المراتب الأولى ضمن اهتمامات الناخب الأمريكى، وبدأ تأثيرها منذ عام 2011 وأحداث 11 سبتمبر، وفى الماضى لم تكن لها تأثير من الأساس، وحالياً، ولو أثَّر الصراع فى الشرق الأوسط على النتيجة بشكل أو بآخر فليس لأسباب سياسية، لكن بسبب أن الصراع فى غزة تحول لأزمة إنسانية كبرى تضاف كأسوأ سجل أزمات إنسانية فى التاريخ، فبدأ الأمريكيون الاهتمام به، ومن ضمن الولايات الحاسمة فى الانتخابات ميشيجان والغالبية فيها من العرب والمسلمين، فبالتالى هى التأثير الوحيد حتى الآن فى الانتخابات وفى أوروبا، يخشون من عودة «ترامب»، لأن تصريحاته ومواقفه تقول إنه سيحمى الأوروبيين مقابل دفع الأموال، فموقفه أنه لا توجد حماية مجانية، لذلك تخشى أوروبا عودته.
النظام السياسىأمريكا تعتبر أكبر ديمقراطية فى العالم، كما يقال، وهى أهم نظام سياسى وأكثر نظام سياسى يؤمن بحقوق المرأة ويساوى بين الرجل والمرأة، ومع ذلك لم تصل سيدة للرئاسة، فى حين أن دولاً أوروبية كثيرة وآسيوية وصلت فيها سيدة للرئاسة، فالديمقراطية بالنسبة للأمريكيين منقوصة، فكيف بأكبر ديمقراطية لم تصل فيها سيدة إلى الحُكم، فبالتالى فوز هاريس سيكون انتصاراً معنوياً للديمقراطية الأمريكية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية ترامب هاريس البیت الأبیض أعمال عنف
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يرفض تقرير استخباراتي أميركي قلل من حجم تأثير الضربة على منشآت إيران النووية
خلص تقرير استخباراتي أمريكي إلى أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية، السبت الماضي، "لم تُدمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل، بل أدت فقط إلى تأخيره لبضعة أشهر".
وصدر التقرير عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية يوم الإثنين، وجاءت خلاصاته مخالفة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين تحدثا عن أن البرنامج الإيراني "دُمر بالكامل".
ووفقا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الثلاثاء، عن مصدرين مطلعين طلبا عدم الكشف عن هويتهما لعدم حصولهما على إذن للتحدث علنا، خلص التقرير إلى أن الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية "ألحقت أضرارا كبيرة بتلك المواقع، لكنها لم تؤد إلى تدمير كامل لها".
وقدر معدو التقرير أن "جزءا من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني نُقل من المواقع قبل الضربات، وبالتالي نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار".
وبشأن منشأة فوردو، التي تقع داخل نفق أسفل جبل على عمق يراوح بين 80 و90 مترا، أشار التقرير إلى أن مدخلها انهار وتضررت بعض البنى التحتية، إلا أن الهيكل الداخلي تحت الأرض لم يُدمر.
ولفت أحد المصدرين إلى أن تقييمات سابقة كانت قد حذرت من محدودية فعالية أي ضربة ضد فوردو.
من جانبه، رفض البيت الأبيض نتائج تقرير وكالة استخبارات الدفاع بشدة، ووصفها بأنها "خاطئة تماما".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان: "تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب والتقليل من نجاح الطيارين الذين نفذوا المهمة بدقة كاملة لتدمير البرنامج النووي الإيراني".
وأضافت: "الجميع يعلم أن إسقاط 14 قنبلة بزنة 30 ألف رطل على الأهداف يعني دمارا شاملا".
وفي تصريحات متكررة خلال الأيام الماضية، قال ترامب إن الضربة الأمريكية على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان "دمرتها تماما"، وإن إيران "لن تتمكن أبدا من إعادة بناء منشآتها النووية.
ورفضت كل من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية التعليق على تقرير وكالة استخبارات الدفاع.