تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تقترب الانتخابات الأمريكية الأهم في تاريخ الولايات المتحدة مثلما وصفها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وذلك لمنافسة نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، إلا أن ملف غزة لا يزال يسيطر على الشارع الأمريكي خلال هذه الانتخابات، كما أنه سيحدد شكل تصويت الجالية العربية في الشارع الأمريكي خلال هذه الانتخابات.

وفيما يتعلق بالتوزيع الديمغرافي، لا يظهر الناخبون المسلمون والعرب في الولايات المتحدة ككتلة واحدة، بل يتوزعون في تجمعات في ولايات مختلفة. تشير بيانات المعهد العربي الأمريكي إلى أن حوالي ربع الأمريكيين العرب، الذين يبلغ عددهم 3.7 مليون، هم من المسلمين، بينما الغالبية العظمى من المسيحيين. كما تدل المعلومات على أن العديد من الأمريكيين المسلمين ينتمون إلى جنسيات آسيوية غير عربية.

على الرغم من أن أصوات العرب والمسلمين تشكل نحو 1% من إجمالي الناخبين في الولايات المتحدة، إلا أن الظروف الراهنة في الشرق الأوسط، وبخاصة النزاع المستمر بين إسرائيل وحماس ولبنان، أصبحت عوامل رئيسية تؤثر على خيارات التصويت للجاليتين العربية والمسلمة في الانتخابات المقبلة. ويشمل ذلك الناخبين الذين يفضلون التصويت للجمهوريين أو الديمقراطيين، بالإضافة إلى من قد يختارون دعم مرشحين آخرين أو الامتناع عن التصويت.

بين الولايات المتأرجحة، تتبوأ ولاية ميتشجان موقعًا بارزًا، حيث تعد موطنًا لأكبر نسبة من المهاجرين العرب والمسلمين في البلاد. يصل عدد الناخبين العرب الأمريكيين في ميتشغان إلى حوالي 310,000، مما يمنح الولاية دورًا حاسمًا في الانتخابات المقبلة. يُعتبر الفوز في ميتشجان مؤشراً مهماً على النجاح في الانتخابات الأمريكية بشكل عام، حيث حقق ترامب الفوز فيها بفارق حوالي 10,000 صوت في عام 2016، بينما فاز بايدن بفارق نحو 150,000 صوت في عام 2020.

وفي سياق أهمية ميتشجان في هذه الانتخابات، قام كل من المرشح الجمهوري ترامب والمرشحة الديمقراطية هاريس بزيارة الولاية لجذب الناخبين. خلال زيارة لمرکز حملته الانتخابية في "هامترامك"، حصل ترامب على دعم من عامر غالب، أول رئيس بلدية مسلم في ضاحية ديترويت، في إطار سعيه لكسب تأييد الأمريكيين العرب، الذين أعربوا عن استيائهم من الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل في النزاع في غزة. وقد صرح ترامب بأنه لا يعتقد أن المجتمع العربي الأمريكي سيصوت لهاريس، زاعمًا أن لديه دعمًا كبيرًا من العرب الأمريكيين.

بدورها، خاطبت هاريس أعضاء الجالية العربية الأمريكية خلال تجمع حاشد في ميتشغان، معترفةً بأن هذا العام كان "صعبًا للغاية" بالنسبة لهم، وأكدت التزامها بإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

بينما أشادت هاريس بـ"دعم القادة العرب الأمريكيين" مثل نائب رئيس مقاطعة واين أسعد تورفي، اعترفت في الوقت نفسه بأن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان أزعجت أعضاء المجتمع العربي والمسلم، والذي له "جذور عميقة ومشرفة في ديترويت".

وأظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في منتصف مايو أن قضية الحرب في غزة ستكون لها تأثير كبير على تصويت حوالي 70% من العرب الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الانتخابات الامريكية الجمهوري دونالد ترامب المرشح الجمهوري دونالد ترامب الولايات المتحدة انتخابات الأمريكية العرب الأمریکیین فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

معركة الرسوم الجمركية تهدأ مؤقتاً.. ماذا يعني الاتفاق الأمريكي الصيني للأسواق؟

وسط أجواء من الضبابية الاقتصادية العالمية وتنامي المخاوف من انزلاق جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، جاء الاتفاق التجاري الإطاري الأخير بين أكبر اقتصادين في العالم ليبعث بارقة أمل وطمأنينة في الأسواق العالمية المتوترة.

وتُعد تصريحات قادة واشنطن وبكين عقب محادثات لندن خطوة أولى مهمة نحو تبديد حالة عدم اليقين التي استمرت لفترة طويلة، إذ أطلقت إدارة الرئيس دونالد ترامب حربًا تجارية أثرت على أسواق المال والتجارة العالمية، ورغم أن الاتفاق ما زال في مرحلته المبدئية، إلا أنه يمثل مؤشراً واضحاً على رغبة الطرفين في تهدئة التوترات وإعادة ترتيب قواعد الاشتباك التجاري ضمن آليات أكثر انضباطاً وتنظيماً.

ما الذي تم التوصل إليه؟

بعد يومين من المفاوضات المكثفة في لندن، توصلت الولايات المتحدة والصين إلى إطار عمل يعيد إحياء الهدنة في صراعهما التجاري، وجاء هذا الاختراق بعد اتفاق تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، والذي استهدف تخفيف التوترات التي تفاقمت بسبب الخلافات حول صادرات المعادن النادرة الصينية وضوابط التصدير الأميركية.

وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك إن الاتفاق سيُعرض على الرئيس ترامب، متوقعاً حل ملفات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس في إطار هذا الاتفاق.

من جهته، وصف نائب وزير التجارة الصيني لي تشنغقانغ المحادثات بأنها “عقلانية ومتعمقة وصريحة”، معبراً عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الثقة بين الصين والولايات المتحدة.

موقف ترامب من الاتفاق

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الصين ستزود الولايات المتحدة بالمعادن النادرة مسبقاً كجزء من الاتفاق التجاري، مشيراً في منشور على “تروث سوشيال” إلى أن العلاقة بين البلدين “ممتازة”، وأن الرسوم الجمركية تحقق فائدة كبيرة لأميركا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستقدم بدورها تنازلات مثل تسهيل قبول الطلاب الصينيين في الجامعات الأميركية.

وأكد ترامب أن الاتفاق ينتظر الموافقة النهائية منه ومن نظيره الصيني شي جين بينغ، معرباً عن نية العمل مع الصين لفتح أسواقها أمام التجارة الأميركية، واصفاً ذلك بأنه “فوز كبير للطرفين”.

الخطوات القادمة

تقول الصحافية الصينية سعاد ياي شين هوا في تصريحات خاصة لـ”اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن الانتقال من الاتفاق الإطاري إلى اتفاق نهائي يتطلب مفاوضات تفصيلية حول الرسوم الجمركية، تأمين التكنولوجيا، والاستثمار.

وأضافت أن من المتوقع تأسيس فرق عمل مشتركة لمعالجة قضايا مثل الاقتصاد الرقمي والزراعة والخدمات المالية، ما يشكل نقطة تحول مهمة في استقرار العلاقات الاقتصادية بين القوتين.

الاتفاق لا يحمل فقط دلالات إيجابية للعلاقات الثنائية، بل يمتد تأثيره إلى الاستقرار الاقتصادي العالمي وتعزيز التنمية الشاملة، خصوصاً في ظل تنامي التوترات الجيوسياسية.

تحليل السوق وردود الفعل

في الوقت الذي يشيد فيه المفاوضون الأميركيون بالاتفاق، تبقى أوساط المستثمرين وقادة الأعمال متحفظة، وفق تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”. لا يزال هناك تساؤلات حول مدى تحقيق تقدم ملموس، مع خوف من أن تكون هذه الخطوة مجرد إعادة ضبط لاتفاقات سابقة دون ضمان استدامتها.

وتتجلى مخاوف مشابهة في تحركات الاحتياطي الفيدرالي، الذي يحتسب حالياً خفضاً محدوداً في أسعار الفائدة لعام 2025، انعكاساً لحالة عدم اليقين السائدة.

وأكد الخبير الاقتصادي والسياسي نادر رونغ هوان في تصريح خاص لـ”اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن المفاوضات الحالية تهدف إلى تنفيذ التوافقات بين ترامب وشي، مشدداً على أن بكين تظهر نية حقيقية للتعاون مع حرص على المبادئ الوطنية، معتبراً أن الاتفاق يمثل خطوة مهمة لبث طاقة إيجابية في الاقتصاد والتجارة العالمية.

في إطار التنافس المنضبط

يمثل الاتفاق مؤشرًا على تحول نحو نمط من “التنافس المنضبط” بين واشنطن وبكين، يسمح بإدارة الخلافات دون تصعيدها إلى أزمات كبرى، كما يعكس رغبة مشتركة في وضع قواعد لعب جديدة أكثر استقرارًا، تؤثر إيجاباً على التجارة العالمية وسلاسل التوريد، خاصة في قطاعات متقدمة مثل الطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الخضراء.

قراءة في التاريخ

وفقاً لتقرير حديث من “ستاندرد أند بورز”، نفذت إدارة ترامب أكبر زيادة في الرسوم الجمركية منذ عام 1910، مما يسلط الضوء على حجم التحديات التي تحيط بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

أخيرا ورغم أن الاتفاق الإطاري بين واشنطن وبكين ليس نهاية المطاف، فهو بلا شك خطوة إيجابية حاسمة تمهد الطريق أمام استقرار اقتصادي عالمي أفضل، وسط تحديات جيوسياسية معقدة وتوترات تجارية متواصلة، وتترقب الأسواق العالمية بحذر لكن بأمل، وسط توقعات بأن يشكل هذا الاتفاق بداية لتحول نوعي في علاقات القوتين الأكبر في العالم.

مقالات مشابهة

  • ترامب: القوات الأمريكية سترد بأقصى قوة حال تعرضنا لهجوم إيراني
  • كانت متجهة لإسرائيل .. سقوط حوالي 11 طائرة مسيّرة في الأنبار
  • قاض أمريكي يمنع ترامب من تنفيذ تعديلات على نظام الانتخابات الاتحادية
  • خطه ضرب إيران وضعت نوفمبر 2024 .. الجيش الأمريكي أسقط صواريخ متجهة نحو إسرائيل
  • الجامعة العربية تدين الهجمات الإسرائيلية على إيران وتطلب وقف التصعيد
  • وزير الخارجية الأسبق: الرد الإيرانى قد يشمل القواعد الأمريكية فى الدول العربية
  • ترامب: كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية الأكثر فتكا في العالم في طريقها إلى إسرائيل
  • معركة الرسوم الجمركية تهدأ مؤقتاً.. ماذا يعني الاتفاق الأمريكي الصيني للأسواق؟
  • السفير الأمريكي في إسرائيل: ضرب إيران دون ضوء أخضر منا هو احتمال ضعيف جدا
  • ترامب يقرع طبول الحرب بفيديو للجيش الأمريكي