شبكة انباء العراق:
2025-05-31@11:30:18 GMT

شراء اسد ديمقراطي .. شذرات حيونسانية ..

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

في ضائقة ، وأزمة حضارية لم يحصل مثلها من قبل ، ضج أهل المدينة المغلوب على أمرها ، فقالوا : نحتاج إلى قيادة حكيمة تشتمل على مثالية الحكم وأنموذجيته التي سمعنا بها ، وقرأنا عنها من قبل .
رد أحدهم متسائلاً : ( ومن أين سنحصل على تلك القيادة إذا لم نر ونعِشْ تحت كنف أمثالها ولم نقرأ عنها إلا في الكتب والسير التاريخية المروية عن طريق الحكام ذاتهم ، وهم يتحدثون عن أنفسهم .

. بما يضع ألف شك في طريق القناعة .. ) ،ثم سخر بطريقة تهكمية : ( هل سنبحث بالكوكل أم نشتري تذلك الأنموذج من سوق بلي أو بالتطبيقات ؟ ) .
فقال أحد كبار القوم قائلاً : ( فلنقتدي بالأسد .. ذلك الهوصر العتيد ، فهم منذ أقدم قصص التاريخ يتحدثون عنه … حتى عالم العولمة وعصر الافتراض الذي يسود ويؤسس للوهم .. ما زال أسداً يحكم غابته ، ويتحكم ببني جنسه ) .

في اليوم التالي خرجت الجماهير تهتف باسم الأسد ، وأنه الوحيد القادر على إدارة دفة الأمور ، وسير المركبة إلى شواطىء الأمان .. وأخذوا يبحثون عن أسد .. فقال أحدهم : إن الأسد الإفريقي أقوى و أكثر فتكاً .. فيما قال الآخر : إن الأسد الآسيوي سريع ومشهود له بالمعارك ، قال آخر : بل أسد أاطلسي يمتاز بالقدرة على شم الخطر الاستباقي والانقضاض عليه مبكراً .. بينما قال آخر : إن الأسد العربي له تاريخ وثقافة ، ويمكن له أن يجيد فن التحضر والاندماج بالمجتمع بشكل أسرع .
مرت أيام ، والناس تهيم بالشوارع والنخب تتداول أمرها ، فيما كان المرض والأزمة يمخران عباب الجسد الاجتماعي المتهالك للمدينة المنكوبة وأهلها ، حتى قرروا أخيراً أن يستكشفوا الميدان ويعيشوا التجربة الأسدية ؛ كي تأتيَ الخطوات بعيداً عن عقم النتائج .. وقرروا تشكيل لجنة ، فقضوا وقتاً طويلاً بالاختلاف حول انتخاب أسمائها ، ومَن الأجدر والأقدر على تقييم الأسد ، ووضع معايير اختياره ، ويهتدوا أخيراً إلى ضرورة أخذ متخصص بشأن الأسود .. فجلبوا شخصاً أقرب إلى الثعلب منه إلى الإنسان ، ثم اعترض آخر قائلاً: هذا لا يكفي نحتاج شخصاً قادراً على تقييم وضع الغابات والتعامل معها وبيئتها الأقرب إلى بيئتنا ، ثم وقع الاختيار على ثعلب آخر يعرف كل صغائر الغابة وكبائرها ، فاعترض أحدهم قائلاً : ( كيف سنعرف عدالة أسدنا المفترض وحكمته ؟) .. فجاء الرد من خلال حب الجماهير واجتماعها عليه ، فإن الجموع لن تخطىء أبداً .. مع أن التبرير لم يكن مقنعاً للكثير ، إلا أن الأغلبية سحقت رأي الأقلية ، ومرر الرأي الذي حسم النقاش ، وختم به ملف اللجنة .
الأزمة بدأت حينما ظلوا يراقبون ويسألون عن الأسد .. بعضهم قال: هذا مصنوع .. والآخر قال : هذا مهجن .. وغيره قال : إنه مجبول على ما لا يتناسب مع مدينتنا وطموحاتنا .. فيما ذهب آخر يسرد بعض السمعيات والمرئيات والمقروءات عن تاريخ الأسود ؛ إذ قال : ( سمعت أن الأسد وسخ ذو رائحة كريهة ، وهو مناقض لأهم مبادىء نظافتنا التي هي جزء من الإيمان .. كما أني علمت أنه لا يجيد إلا أكل اللحوم والافتراس .. ونحن كمن يأتي بقتّاله في بيته .. فجميع أهل مدينتنا من الصنف اللحمي، وهم بسطاء وضعفاء لا يقوون على منازلته والدفاع عن أنفسهم إذا ما هاج بليلة وقرر أن يعود إلى مسلكه وأصله .
قال آخر : إن الأسود مذ خلقت لم تغير طباعها ، فهي دكتاتورية النزعة، لا تقبل منازعاً لها في سلطانها ، ولا ترضى بأية حلول تفاوضية، ولا تحسم نزاعاتها إلا بالدم والقتل .. وقد مللنا ذلك ، فهل يمكن أن نحصل على أسد خارج هذه المعايير والصفات .. تعقد مشهد الرسل، وضاقت بهم السبل حينما قال حكيم الحيوانات : ( إن ما تداوله الذوات هو الحق يا سادة .. إنكم لن تصلوا إلى مبتغاكم الذي هو أقرب إلى الجنون منه للحق ؛ لذا أنصح بالعودة إلى دياركم، والبحث عن الإنسان الأسد .. لعله أرحم قليلاً مما نمتلك من أسود أقل ما يقال عنها أنها قاهرة وبالفتك ماهرة ..بل بكثير أحيانها عاهرة ) .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الشحن البحري يفاقم تلوث القطب الشمالي بالكربون الأسود

كشفت دراسة حديثة أن منطقة القطب الشمالي تواجه ضغطا بيئيا كبيرا، حيث ترتفع درجات الحرارة أسرع بـ3 إلى 4 مرات من المتوسط ​​العالمي، مع تزايد نشاط الشحن البحري وانبعاثات الكربون الأسود المصاحبة له، خصوصا من السفن الأوروبية.

وأشارت الدراسة -التي أصدرها المجلس الدولي للنقل النظيف- إلى أن انبعاثات الكربون الأسود في منطقة القطب الشمالي التابعة للمنظمة البحرية الدولية تضاعفت تقريبا بين عامي 2015 و2021.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3أغنياء العالم تسببوا في ثلثي التغير المناخي حول الكوكب كلهlist 2 of 3تلوث التربة "قاتل صامت" في نظامنا البيئيlist 3 of 3الوقود الحيوي.. هل هو فعلا صديق للبيئة؟end of list

ففي عام 2021 انبعث من عمليات الشحن في القطب الشمالي 1.5 كيلوطن من الكربون الأسود و12 كيلوطنا من ثاني أكسيد الكربون، حسب الدراسة.

وساهمت السفن الخاضعة لتنظيم الاتحاد الأوروبي بنسبة 44% من انبعاثات الكربون الأسود و60% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السفن التي تبلغ حمولتها الإجمالية أو تزيد على 5 أطنان، في حين شكلت السفن التي ترفع علم الاتحاد الأوروبي 20% و23% على التوالي.

وأشار التقرير إلى أن عدد السفن التي تبحر في القطب الشمالي من وإلى موانئ الاتحاد الأوروبي قد يكون أعلى بكثير، مما يشير إلى أن التقييمات السابقة قد تقلل تقدير التأثير الإجمالي للانبعاثات.

وتقول ليودميلا أوسيبوفا الباحثة البارزة في المجلس الدولي للنقل النظيف والمؤلفة الرئيسية للدراسة "تُظهر نتائجنا أن السفن المرتبطة بالتجارة مع الاتحاد الأوروبي -بغض النظر عن علمها- تمثل المحرك الرئيسي لتلوث الكربون الأسود في القطب الشمالي".

إعلان

وعادة ما تحتسب بروكسل انبعاثات سفنها التي ترفع أعلام الاتحاد الأوروبي فقط، لكن السفن التي تخضع لنظام المراقبة والإبلاغ والتحقق الأوروبي أثناء رحلاتها بين الموانئ كانت هي الأكثر تلويثا حسب الدراسة، إذ إن انبعاثاتها من الكربون وثاني أكسيد الكربون كانت ضعف انبعاثات السفن التي ترفع علم الاتحاد أو دوله.

وفي عام 2021 كانت 3 أرباع السفن العاملة في القطب الشمالي الجغرافي ونصف تلك في القطب الشمالي المعترف به من قبل المنظمة البحرية الدولية قادمة من أو متجهة إلى موانئ الاتحاد الأوروبي.

وأكدت أوسيبوفا أن الاعتراف بهذه الانبعاثات في السياسات المستقبلية سيساعد الاتحاد الأوروبي على مواءمة أهدافه المناخية بشكل أفضل مع بصمته البيئية الحقيقية في القطب الشمالي.

وحسب الدراسة، استهلكت السفن التي ترفع العلم النرويجي في عام 2021 أكبر كمية من الوقود من حيث الكتلة في منطقة القطب الشمالي الجغرافي، في حين استهلكت السفن التي ترفع العلم الروسي أكبر كمية من الوقود في منطقة القطب الشمالي التابعة للمنظمة البحرية الدولية

ويمتلك الكربون الأسود -وهو مادة غبارية سوداء (سخام) وينتج عن حرق الديزل أو الوقود الأحفوري عموما- قدرة فائقة على امتصاص الضوء والحرارة، ويبرز تأثيره بوضوح في القطب الشمالي، حيث تتراكم جزيئات السخام على الجليد والثلج، فتنخفض قدرتهما على عكس الأشعة، مما يسرّع ذوبانهما.

وحسب الدراسة، يمتلك الكربون الأسود قدرة على دفع الاحترار العالمي على مدار 100 عام أكثر بنحو 900 مرة من ثاني أكسيد الكربون، وتتفاقم آثاره في منطقة القطب الشمالي بسبب تأثير البياض، مما يفاقم حدة الاحترار والتدهور البيئي، ويضاعف التحديات التي تواجهها هذه المنطقة المعرضة للخطر أصلا.

وتوصي الدراسة بضرورة إدراج انبعاثات الكربون الأسود في قاعدة بيانات الاتحاد الأوروبي للرصد والإبلاغ والتحقق، إلى جانب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز الناتجة عن النقل البحري، كما تقترح الاستعاضة عن الوقود المتبقي الذي يفرز الكربون الأسود بمشتقات التقطير، مما يؤدي إلى خفض انبعاثات الكربون الأسود بنسبة تتراوح بين 50 و80%.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ناصر القصبي يستعد للمشاركة في «فبراير الأسود»
  • مناورات عسكرية روسية في بحر البلطيق.. ما رسائلها؟
  • منة فضالي تخطف الأنظار بهذه الإطلالة| صور
  • ذوات الخمار الأسود تطل برأسها من جديد في مدينة عراقية
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: لا ينبغي أن تكون النظرة مقصورة إلى معاناة الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بأسبوع واحد فقط
  • خالد الأحمد .. العلوي الذي ساعد الشرع وكتب نهاية الأسد - فيديو
  • الشحن البحري يفاقم تلوث القطب الشمالي بالكربون الأسود
  • من إنتاج شاهد.. ناصر القصبي يشارك في مسلسل "فبراير الأسود"
  • ياسمين عبدالعزيز في أحدث إطلالة: الأسود على الأسد بيمنع الحسد
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم مواجهة روسيا في البحر الأسود