رئيس جامعة الأزهر: نشكو فى زماننا من ضعف المستوى الثقافي وتردي اللغة على ألسنة بعض المتخصصين
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن الكريم يمثل أعلى درجات الإعجاز والتحدي، حيث يُعتبر متحدىً بأقصر سورة منه. وبيّن أن هذا التحدي لا ينطبق على كلام النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن الإعجاز كان في القرآن الكريم، بينما لم يقع التحدي في كلام النبي، مما يوضح الفرق الجوهري بين النصين.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، أن الإعجاز والتحدي كانا بالقرآن الكريم، بينما كلام النبي صلى الله عليه وسلم لم يقع فيه التحدي، ولذلك، قيل إن القرآن معجز، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم غير معجز، لأن التحدي كان أن يأتوا بمثل القرآن الكريم.
وتابع: "في الحقيقة، الجاحظ، الأديب العربي الكبير، قال إن كتبه تعلّم العقل، وكان الصاحب ابن عباد دائمًا يحب الجاحظ ويحرص على أن ينتصر له إذا عابه أحد، ففي يوم من الأيام، في أحد المجالس، عاب الجاحظ شيخ من الشيوخ، ولم يرد عليه الصاحب ابن عباد، فقالوا له: لماذا خالفت عادتك؟ فقال: (لو علمته وأوقفته على كتب الجاحظ لقرأها، وكان من الناس، فقلت: دع الشيخ على جهله)، سبحان الله! فكتبه تعلم العقل، وهي مهمة جدًا لمن أراد أن يعرف شيئًا من تراث هذه الأمة".
وأضاف: "الجاحظ يقول عن النبي عليه الصلاة والسلام: (لم ينطق إلا عن ميراث حكمة)، لاحظ، ربما أقضي عمري ولا أستطيع أن أقول هذه الكلمة، لم ينطق إلا عن ميراث حكمة، ولم يتكلم إلا بكلام محفوظ بعصمة الله، وشيد بالتأييد، وهذا هو كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وأديبنا الكبير أحمد حسن الزيات كان دائمًا يحب أن يمشي وفي جيبه نوتة صغيرة، يقيد فيها رفيع الكلام الذي يسمعه والذي يقرأه، ولذلك، كان هذا سبيلًا جعله يتميز عن كثير من أقرانه المعاصرين، وهذه طريقة معروفة قديمًا، حتى قالوا لابن المقفع، صاحب "الأدب الكبير" و"الأدب الصغير": "أدبك الجميل من أين أتيت به؟" فقال: "حفظت الخطب، ففاضت"، فالله يعني أن كثرة قراءتك للكلام العالي، كثرة قراءتك في كلام الله وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الشعر العالي والأدب الرفيع، تثقل الملكة البيانية وتساعد على تجويد البيان والفكر، يرفع المستوى الثقافي للقارئ، ويرفع المستوى الثقافي للأمة، للأسف، نحن نشكو في زماننا هذا من ضعف المستوى الثقافي وتردي اللغة حتى على ألسنة بعض المتخصصين.. لماذا؟ لأنه اكتفى باللقب العلمي ولم يغمس يده في تراث العربية ولم يغمس يده في بحار القرآن الكريم وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، والشعر العالي والنثر الرفيع، ولذلك، هذا هو السبيل، أسمع، الكلام من الكلام، إذاً، الكلام على قدر ما تقرأ وعلى قدر ما تستفيد، أحمد حسن الزيات يقول إن بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم من صنع الله، وما كان من صنع الله تقصر مقاييس البشر عن قياسه، يا سلام، شفت العبارة؟".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئيس جامعة الازهر اللغة النبی صلى الله علیه وسلم المستوى الثقافی القرآن الکریم کلام النبی
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يشهد تخريج 3 دفعات من طب أسنان
شهد فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، الاحتفال بتخريج ثلاث دفعات جديدة من كليات طب أسنان الأزهر، مؤكدًا أن خريجي الجامعة يحملون رسالة علمية وإنسانية سامية، وأن عليهم الإخلاص في العمل وخدمة المجتمع، وأن يكونوا خير سفراء للأزهر الشريف داخل مصر وخارجها.
تفاصيل الدفعات المتخرجةشمل الاحتفال تخريج:
الدفعة الحادية والخمسين (51) من كلية طب الأسنان بنين القاهرة
الدفعة الثانية والعشرين (22) من كلية طب الأسنان بنات القاهرة
الدفعة الثانية والعشرين (22) من كلية طب الأسنان بنين أسيوط
ويأتي هذا الاحتفال في إطار حرص جامعة الأزهر على تكريم أبنائها وبناتها بعد سنوات من الجد والاجتهاد، وإعدادهم للقيام بدورهم المهني والإنساني في خدمة الوطن.
حضور قيادات الجامعة وأسر الخريجين
جاء الاحتفال بحضور عدد من قيادات جامعة الأزهر، في مقدمتهم:
الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والمشرف العام على قطاع المستشفيات الجامعية
الدكتور مصطفى عبد الغني، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات
الدكتور وائل المهندس، عميد كلية طب الأسنان بنين القاهرة
الدكتور محمود عمار، عميد كلية طب الأسنان بنين أسيوط
الدكتورة إيناس طلعت، عميدة كلية طب الأسنان بنات القاهرة
كما حضر وكلاء الكليات، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس، إلى جانب أسر الطلاب الخريجين، في أجواء احتفالية عكست الفخر والاعتزاز بأبناء الأزهر.
الإخلاص أساس النجاح وخدمة الناس شرفوخلال كلمته، أوصى الدكتور سلامة داود الخريجين بضرورة التحلي بالإخلاص في العمل، والتفاني في خدمة المرضى، مشددًا على أن مهنة طب الأسنان رسالة قبل أن تكون وظيفة، وأن الطبيب الأزهري مطالب بأن يجمع بين التفوق العلمي، والضمير الإنساني، والقيم الأخلاقية التي غرسها الأزهر الشريف عبر تاريخه الممتد.
وأكد رئيس الجامعة أن الأزهر لا يخرّج طبيبًا ماهرًا فحسب، بل يصنع إنسانًا واعيًا بدوره ومسئوليته تجاه مجتمعه، قادرًا على العطاء، ومؤهلًا لتمثيل صورة مشرفة لمصر والأزهر في كل موقع يعمل فيه.
بناء الإنسان.. رسالة علمية وإعلامية
وفي سياق حديثه، شدد الدكتور سلامة داود على أن بناء الإنسان يبدأ بالكلمة الصادقة، والفكرة الهادفة، والصوت الذي يوقظ الضمير، موضحًا أن هذه الركائز تمثل أساس نهضة المجتمعات، وتقع على عاتق المؤسسات التعليمية والإعلامية مسؤولية كبرى في ترسيخها.
وأشار إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تتبنى سياسة واضحة لبناء الإنسان، باعتباره جوهر المشروع القومي للتنمية البشرية، من خلال الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي والإنساني للمواطن.
دور الأزهر في ترسيخ الوعي وصناعة القيم
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الجامعة، بما تمتلكه من ميراث علمي عريق، وما تضمه من كليات ومعاهد وباحثين، ملتزمة بأن تكون شريكًا فاعلًا في ترسيخ الوعي وبناء الإنسان، مؤكدًا أن الأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يدرك أن الرسالة التعليمية لا تنفصل عن الرسالة القيمية والأخلاقية.
وأضاف أن الأزهر يؤمن بأن العلم الحقيقي هو الذي ينعكس أثره في سلوك الإنسان وخدمته للمجتمع، وأن خريجيه مطالبون بتجسيد هذا المعنى في حياتهم المهنية والإنسانية.
رسالة إلى الخريجين
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور سلامة داود الخريجين إلى أن يكونوا قدوة حسنة في أماكن عملهم، وأن يحافظوا على اسم جامعة الأزهر، وأن يجعلوا من مهنتهم وسيلة للرحمة وخدمة الناس، متمنيًا لهم مستقبلًا مهنيًا مشرقًا، وحياة عملية حافلة بالنجاح والعطاء.