عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هناك تعادل شبه كامل بين المرشحين الرئاسيين دونالد ترامب وكامالا هاريس في استطلاعات الرأي، خاصة في الولايات المتأرجحة الحاسمة. 

ولم يتبق سوى أقل من 24 ساعة حتى تفتح صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة، ويتنافس المرشحان الرئاسيان -ترامب وهاريس- في سباق متقارب للغاية. 

وتشير استطلاعات الرأي إلى مساواة شبه كاملة بين الاثنين، سواء في استطلاعات الرأي الوطنية أو في الولايات المتأرجحة، حيث يمكن اتخاذ القرار بصوت واحد.

الناخبين الخجولين

ووفقا للاستطلاعات، يتقدم ترامب بفارق بسيط، لكن بعض المحللين يشيرون إلى أنه قد يكون هناك ناخبين يخجلون من الاعتراف بأنهم يدعمونه، وهي ظاهرة تعرف باسم "الناخبين الخجولين"، وهو ما قد يزيد قليلا من تفوقه. وقد تم إثبات هذه النظرية في عامي 2016 و2020، ولكن منذ ذلك الحين تم إجراء تعديلات على الاستطلاعات لتشمل هذا الرقم الإشكالي.

تزوير الانتخابات

وبينما يعرب بعض الناخبين الجمهوريين عن قلقهم إزاء انتشار تقارير الاحتيال، يجد أنصار ترامب تشجيعا في نموذج نيت سيلفر التنبؤي، الذي يعتبر أداة موثوقة للتنبؤ بنتائج الانتخابات.

 وفي المرة الأخيرة التي تم فحصها، أعطى النموذج فرصة بنسبة 53% لفوز ترامب، مقارنة بـ 47% لهاريس. والهامش المتقارب يجعل هذه الانتخابات واحدة من أكثر الأنظمة توتراً في السنوات الأخيرة، حيث قام كلا المرشحين بحشد كل الموارد لضمان فوزهما.

ومع اقتراب نهاية الحملة، يخطط ترامب لعقد تجمعات انتخابية في بنسلفانيا ونورث كارولينا وميشيغان، وهي ثلاث ولايات متأرجحة. في المقابل، تجنب الوصول إلى فلوريدا، الولاية التي يعيش فيها، والتي تعتبر أيضاً ولاية متأرجحة، لكنها تميل هذه المرة لصالح الجمهوريين. ورغم التفاؤل في فلوريدا، فإن نتائج الاستطلاع في ولاية أيوا، وهي الولاية التي كان من المتوقع أن تكون آمنة لصالح ترامب، تظهر تقدما بنسبة 3% لهاريس، مما يزيد المخاوف بين الجمهوريين.

وفي مقابل هذه الأرقام، يقف استطلاع آخر نشر في ولاية فرجينيا، التي كان من المتوقع أن تكون ولاية ذات أغلبية ديمقراطية، لكنها تقف الآن عند تعادل كامل. 

هذه الاستطلاعات المتضاربة تخلق صورة معقدة وتؤدي إلى نتيجة واضحة: هذه الانتخابات هي سباق متقارب لا يتوقع أن ينتهي إلا في اللحظة الأخيرة. كما أن هناك احتمال عدم اتخاذ قرار قاطع، مما قد يؤدي إلى طعون قانونية وادعاءات بالتزوير، كما رأينا في الماضي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الانتخابات الأميركية الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب وكامالا هاريس ترامب وهاريس استطلاعات الرأی

إقرأ أيضاً:

زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا

حل مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وأفريقيا، ضيفا على طرابلس وبنغازي، ومع زياراته تعدد التكهنات حول أسباب الزيارة، ونوايا البيت الأبيض حيال الأزمة الليبية، وظلت تلك التكهنات رهينة القبول والرفض، ذلك أن تصريحات بولس أثناء الزيارة لم تتعد المتعارف عليه من المسائل التي تتقدم أجندة معالجة النزاع الليبي من منع الانزلاق للعنف ودعم المسار السياسي وتوحيد الميزانية...ألخ.

في ظل عدم الإفصاح عن أسباب الزيارة والتعتيم حول ما نقله بولس للساسة الليبيين في الغرب والشرق، فإن تلمس ملامح الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الليبية في العهد الثاني من حكم ترامب يمكن أن يستجلى من خلال الرؤية والسياسات والخيارات التي تحكم سلوك ومواقف البيت الأبيض من مختلف القضايا خارج الحدود الامريكية، والتي يمكن أن تستنطق من تصريحات المسؤولين الأمريكين بداية من الرئيس ثم وزارئه ومستشاريه.

عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.في تصريح للرئيس الأمريكي حول زياره بولس لليبيا ذكر بشكل صريح أنه لا يقبل بالوضع الراهن في البلاد، وأن هناك ضرورة للتقدم في المسار السياسي باتجاه التغيير على أسس ديمقراطية، وأن قادة جدد ينبغي أن يكونوا في مقدمة هذا التغيير.

بولس نفسه في كلام له عن تقييم الحالة الليبية سبق الزيارة بفترة أشار بوضوح إلى الحاجة لتغيير شامل يقلب المشهد الراهن رأسا على عقب، بداية من عدم قبول الطبقة السياسية الراهنة، مرورا بألية فعالة لدفع المسار السياسي إلى الامام، وصولا إلى تصدر قيادات مستقلة ليست متورطة في عبث السنوات الماضية للمشهد.

وتبدوا تصريحات الساسة الأمريكان جانحة لمصلحة ليبيا والليبية، غير أن هذا لا يلغي حقيقة دامغة وهي أن أي مقاربة لواشنطن لتسوية أزمة أو تفكيك نزاع تحركها أولا المصالح الأمريكية، والساسة الأمريكيون لا يسوسون بدافع إنساني بحت، فالولايات المتحدة متورطة في الكارثة التي تواجهها غزة، وتجويع سكان غزة هو ضمن خطة تقرها واشنطن.

في لقاء متلفز عقب زيارة مسعد بولس لخمس دول في القارة الأفريقية، وبالتركيز على النزاع بين الكنغو وروندا، والدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في التوصل إلى إعلان مبادئ بين الطرفين والدفع باتجاه اتفاقية سلام شامل، عرج بولس على المعادن التي تمتلك منها الكونغو مخزونا كبيرا، وحاجة الولايات المتحدة لهذه الثروة المعدنية، وكيف أنها تنافس الصين المستفيد الأكبر من خيرات القارة السمراء.

بولس في حديثه الحماسي حول ما تمتلكه أفريقيا من ثروات هائلة، إنما يعكس المنطق والتفكير الذي يؤطر عقل ترامب ونزوعاته، الرجل الذي يندفع في اختياراته بدافع مصلحي اقتصادي بحت، ولا يجد حرجا في التصريح بذلك، وبالتالي فإن الاقتراب من ليبيا لن يخلو من مصالح لا تخرج عن البعدين الاقتصادي والأمني.

بولس أشار في أكثر من مناسبة إلى ثنائية القوة والشراكات الاقتصادية لمعالجة الأزمات في المناطق التي تعتبرها الولايات المتحدة حيوية بالنسبة لها، فالقوة تفرض الحل وتبعد كل العراقيل أمامه، والشراكات تعززه وتكون أداة قطف الثمار بالنسبة لواشنطن، وهذا سيكون المسار ذاته في حال استمرت الولايات المتحدة في الدفع باتجاه تحريك المسار السياسي في ليبيا الذي أصابه الموات، واتجهت إلى تنفيذ خطتها للتغيير في البلاد، ذلك أن أي تطورات خطيرة تتعلق بقضايا كبرى كالحرب الروسية الأوكرانية والمواجهة المبطنة مع الصين والحرب على غزة قد تدفع البيت الأبيض إلى صرف النظر عن المسألة الليبية.

عاد بولس إلى واشنطن محملا بتقييمه النهائي واستشاراته إلى ترامب والمسؤولين الأمريكيين حيال النزاع، وإذا كانت مواقف ترامب ومساعديه على ما هي عليه فإن البصمة الأمريكية ستظهر بشكل جلي في خارطة الطريق التي ستعلن عنها المبعوثة الخاصة للأمين العام لليبيا الشهر القادم، وهذا يعني أن تطورات مهمة في الأزمة الليبية قد تطفوا على السطح قريبا.

مقالات مشابهة

  • ترامب: على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن غزة ولا أعتقد أن هناك مجاعة
  • ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة والأمر ربما يتعلق بسوء تغذية
  • عاجل. ترامب: لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة ولا أعلم ما الذي قد يحدث هناك
  • زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب ولاية ألاسكا الأمريكية
  • انتخابات فاشلة مزورة لتدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا
  • ادارة ترامب تعتزم تشديد اختبار الجنسية الأمريكية وتغيير نظام تأشيرات العمالة الماهرة
  • ترامب يبحث مع كمبوديا وتايلاند وقف الاشتباكات الأخيرة
  • الرشق يرد على تصريحات ترامب الأخيرة ضد الحركة
  • قيادي في حماس يرد على تصريحات ترامب الأخيرة ضد الحركة