تنطلق بعد ساعات انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، ويتسابق كل من الرئيس السابق والمرشح الجمهورى دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، على كسب أصوات الجالية العربية والإسلامية فى معركة محتدمة وصراع شرس لتحديد هوية الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة.

وتُظهر استطلاعات الرأى تقارُباً غير مسبوق بين المرشحين، وتحولت ولاية ميشيجان، بما لديها من وجود كبير للعرب والمسلمين، إلى ساحة معركة رئيسية فى الساعات الأخيرة قبل فتح صناديق الاقتراع.

وكشفت صحيفة «جارديان» البريطانية عن تحول فى توجّهات الناخبين العرب والمسلمين بولاية ميشيجان، لأنه وفقاً للصحيفة، تضم الولاية 240 ألف ناخب مسلم مسجل، كان لهم دور حاسم فى فوز الرئيس جو بايدن عام 2020 بفارق 150 ألف صوت. وأشارت الدكتورة نزيتا لاجيفاردى، أستاذة العلوم السياسية المشاركة فى جامعة ميشيجان، إلى أن ترامب استفاد من تجاهل الديمقراطيين وحملة هاريس للناخبين المسلمين.

وفى تطور وصفته وكالة أسوشيتد برس بالتاريخى، أصبح دونالد ترامب أول مرشح رئاسى من حزب رئيسى يزور مدينة ديربورن ذات الأغلبية العربية، وفى مقابلة حصرية مع صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، كشف مسعد بولس، رجل الأعمال اللبنانى الأمريكى، ووالد زوج تيفانى ترامب، عن تفاصيل استراتيجية الحملة.

وأوضح «بولس» أن الغالبية العظمى من الشرق أوسطيين فى الولايات المتحدة هم من المسيحيين، بنسبة تصل إلى 70%، مشيراً إلى جهود مكثفة للتواصل مع الجالية الكلدانية فى ميشيجان التى تضم 200 ألف شخص. ووفقاً لأحدث استطلاع رأى صدر عن صحيفة «نيويورك تايمز»، أظهرت النتائج تقدّماً لمرشحة الحزب الديمقراطى، كامالا هاريس، فى ولايتى نورث كارولاينا وجورجيا، فيما نجح الرئيس السابق دونالد ترامب فى تضييق الفارق فى ولاية بنسلفانيا، ويحتفظ بأفضليته فى أريزونا ويجعل التقارب الحالى بين المرشحين فى الولايات المتأرجحة من الصعب التكهن بالنتيجة النهائية للانتخابات.

ويشير الاستطلاع إلى تقدم «هاريس» بفارق ضئيل فى نيفادا ونورث كارولاينا وويسكونسن، فى حين يتقدّم «ترامب» فى أريزونا، بينما يبقى التنافس شديداً فى ميشيجان وجورجيا وبنسلفانيا، غير أن هذه الفوارق تقع ضمن هامش الخطأ الإحصائى، مما يعنى أن أياً من المرشحين لم يحسم الصدارة بوضوح فى أىٍّ من هذه الولايات.

ويملك كل من المرشحين عدة سيناريوهات للفوز بـ270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابى البالغة 538 صوتاً، إلا أن أى خطأ فى التوقّعات قد يغير مسار السباق.

ومن اللافت أن الناخبين الذين اتخذوا قرارهم مؤخراً يميلون نحو «هاريس»، حسب استطلاع الرأى الذى أظهر حصولها على 55% من دعم الناخبين الجدد مُقارنة بـ44% لمنافسها، كما أن نسبة الناخبين المتردّدين انخفضت إلى 11%، بعد أن كانت 16% قبل شهر، وتأتى هذه النتائج، بينما صوت أكثر من 70 مليون أمريكى حتى الآن، وفقاً لمختبر الانتخابات فى جامعة فلوريدا.

وأفاد 40% ممن شملهم استطلاع «نيويورك تايمز» فى الولايات السبع المتأرجحة بأنهم أدلوا بأصواتهم، مع تقدم هاريس بينهم بفارق ثمانى نقاط، فيما يبدو أن ترامب يتمتع بتأييد أعلى بين من ينوون التصويت لاحقاً قبل يوم الانتخابات.

«كير»: 42% من الناخبين المسلمين يفضّلون مرشحة حزب الخضر.. و41% نائبة الرئيس.. و10% يدعمون الرئيس السابق

وأشار استطلاع للرأى أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير»، إلى أن 42% من الناخبين المسلمين يفضّلون مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، بينما يدعم 41% نائبة الرئيس هاريس، و10% يدعمون الرئيس السابق دونالد ترامب، و1% حصة المرشح تشايس أوليفر من الحزب الليبرالى، فى حين أن 5% فقط من المشاركين لا يخططون للتصويت.

وشمل الاستطلاع 1500 ناخب مسلم، وأُجرى فى الفترة من 30 إلى 31 أكتوبر باستخدام قاعدة بيانات وطنية، وكانت «كير» قد أجرت استطلاع رأى فى أواخر أغسطس الماضى، أظهر أن نسبة الدعم لكل من «هاريس وستاين» بين الناخبين المسلمين متساوية، وحصلت الأولى على 29.4%، بينما حصدت الثانية 29.1%.

وقال مدير الشئون الحكومية لـ«كير»، روبرت مكاو، فى بيان، إنه منذ آخر استطلاع أجرته «كير» فى أواخر أغسطس، عزّزت كل من «ستاين وهاريس» الدعم بين الناخبين المسلمين الأمريكيين، وظلا متعادلين تقريباً بنسبة 42% و41%، بينما ظل دعم الرئيس السابق دونالد ترامب ثابتاً عند 10%».

وفى تحليل نشره محلل «سى إن إن» هارى إنتن، قال فيه: «يبدو أن المعركة على أصوات العرب والمسلمين فى ميشيجان قد تكون العامل الحاسم فى تحديد هوية الرئيس المقبل».

وذكر «إنتن» أنه لم يحدث فى التاريخ أن فاز حزب الرئيس المنتهية ولايته عندما كان 28% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن البلاد تسير فى الاتجاه الصحيح.

وفى السياق نفسه اشتكى المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، من وجود فجوات فى الزجاج الواقى من الرصاص الذى كان يتحدّث من خلفه، قائلاً: «لا أمانع على الإطلاق» إذا أطلق مهاجم النار على وسائل الإعلام «الكاذبة» وأطلق صفة الكاذب على أحدث استطلاع للرأى، أظهر أنه تراجع فى ولاية آيوا التى فاز فيها سابقاً مرتين.

وأنهى «ترامب» حملته الانتخابية من ولاية بنسلفانيا بخطاب أعلن فيه أنه نادم على ترك البيت الأبيض عام 2020، وأطلق موجة من التحذيرات المتكرّرة من أنه لن يقبل الهزيمة إذا حدثت.

   المرشح الجمهورى: «لم يكن ينبغى أن أترك منصبى بعد خسارة انتخابات الرئاسة عام 2020.. وولايتى الجديدة ستكون العهد الذهبى لأمريكا»

وخلال خطاب استمر لنحو ساعة ونصف الساعة، قال المرشح الجمهورى أمام تجمع حاشد إنه «لم يكن ينبغى له أن يترك منصبه بعد خسارته انتخابات عام 2020» وقال: «لم يكن ينبغى لى أن أغادر.. وولايتى الجديدة ستكون العهد الذهبى لأمريكا».

من جانبها، قالت المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، إنَّ السباق الانتخابى فى أمريكا صعب للغاية، نظراً لما يحدث فى قطاع غزة ولبنان. وتعهدت خلال آخر تجمع لها فى ولاية ميشيجان قبل يوم الانتخابات، بالتواصل مع المجتمع العربى الأمريكى المهم فى الولاية، معترفة بالخسائر البشرية التى خلفتها الحرب فى غزة ببذل كل ما فى وسعها لإنهاء الحرب فى غزة، إذا جرى انتخابها. وأوضحت أنها ستُواصل عملها على جميع الجبهات لإعادة الاستقرار فى لبنان وغزة والعمل بلا كلل نحو مستقبل مستقر لجميع شعوب العالم.

وتابعت: «إنه أمر مدمّر، وبصفتى رئيسة، سأبذل كل ما فى وسعى لإنهاء الحرب فى غزة، وإعادة المحتجزين إلى ديارهم، وإنهاء المعاناة فى غزة، وضمان أمن إسرائيل، وضمان قدرة الشعب الفلسطينى على تحقيق حقه فى الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير».

وأكدت «هاريس» أنها تثق فى فوزها، لأن الأمريكيين يعرفون ويدركون جيداً حجم التحديات التى تواجه أمريكا والقضاء على الانقسام داخل المجتمع، وحان الوقت لجيل جديد يحمل شعلة القيادة فى البلاد.

ورفضت المرشحة الديمقراطية مزاعم سعيها للحصول على مكاسب سياسية، وتعهدت بمحاولة حل جميع المشكلات التى تواجه الولايات المتحدة، وخطتها تنطوى على خفض الضرائب وتكاليف الرعاية الصحية، خصوصاً لكبار السن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ترامب هاريس الانتخابات الأمريكية الناخبین المسلمین المرشح الجمهورى الرئیس السابق دونالد ترامب عام 2020 فى غزة

إقرأ أيضاً:

غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا

يرى الكاتب الصحفي جوناثان فريدلاند أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تعد مجرد شريك متردد لأوروبا، بل تحولت إلى طرف معادٍ يسعى صراحة إلى التأثير في مستقبلها السياسي.

وقال الكاتب -في عموده بصحيفة غارديان- إن الأمر وصل إلى العمل على تغيير الأنظمة داخل القارة، استنادا إلى ما ورد في إستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة التي تقول إن "تنامي نفوذ الأحزاب الأوروبية الوطنية" مدعاة لتفاؤل كبير، وإن الولايات المتحدة ستفعل ما بوسعها لمساعدة أوروبا على "تصحيح مسارها الحالي".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: "الدعم السريع" تحتجز آلاف الرهائن وتقتل مَن لا يدفع فديةlist 2 of 2نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلاend of list

وقد وجهت إستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة انتقادات حادة إلى أوروبا، واعتبرتها مهددة بالاندثار الحضاري بسبب الهجرة وتراجع المواليد وما تصفه بقمع حرية التعبير.

ترامب وقادة أوروبيون والأمين العام لحلف الناتو مارك روته يحضرون اجتماعا في البيت الأبيض (الأناضول)

وأكد الكاتب أن هذا الخطاب الذي يعكس رؤية ثقافية وعنصرية ترى أن أوروبا تفقد هويتها البيضاء والمسيحية لا يقتصر على لغة أيديولوجية أو مزايدات إعلامية، بل يمثل خطة سياسية واضحة تعلن واشنطن بموجبها نيتها دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة واليمين المتشدد في دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والعمل على إضعاف الاتحاد الأوروبي.

ويربط فريدلاند هذا التوجه بالمصالح الروسية، معتبرا أن تقويض الاتحاد الأوروبي هدف إستراتيجي قديم بالنسبة لموسكو، وهو ما يفسر الترحيب الروسي بالسياسة الأميركية الجديدة، في تقاطع غير مسبوق بين موقفي واشنطن والكرملين.

لحظة مفصلية

ويتناول المقال أسباب العداء الأميركي للاتحاد الأوروبي، مرجحا أن جزءا منه يعود إلى قدرة الاتحاد على فرض قيود وتنظيمات تحد من نفوذ شركات أميركية وشخصيات نافذة مثل إيلون ماسك، إضافة إلى رغبة ترامب في التعامل مع دول أوروبية متفرقة يسهل الضغط عليها بدل تكتل قوي موحد.

إعلان

وبغض النظر عن الدوافع يؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة باتت ترى الاتحاد الأوروبي خصما لا حليفا، وهو واقع لم يعد قابلا للإنكار، وبالفعل حاول المدافعون عن ترامب القول إن الإدارة لا تعادي أوروبا بحد ذاتها، بل الاتحاد الأوروبي تحديدا.

أوروبا تواجه لحظة مفصلية تتطلب شجاعة سياسية للاعتراف بأن التحالف الأطلسي يمر بأزمة عميقة، وأن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة لم يعد مضمونا

وعلى الصعيد الأمني، ينتقد فريدلاند الموقف الأميركي من الحرب في أوكرانيا، معتبرا أن واشنطن تمارس ضغوطا على كييف للقبول بشروط تصب في مصلحة روسيا، في وقت يتجاهل فيه قادة أوروبيون -بمن فيهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته– حقيقة أن أقوى دولة في الحلف باتت أقرب إلى موسكو منها إلى حلفائها التقليديين.

من جهة أخرى، يسلط الكاتب الضوء على التناقض في الموقف البريطاني، حيث يعلن رئيس الوزراء كير ستارمر دعمه لأوكرانيا، لكنه يواصل إعطاء الأولوية للعلاقة مع واشنطن على حساب التعاون الأوروبي، سواء في ملفات الدفاع أو التجارة.

ويخلص المقال إلى أن أوروبا تواجه لحظة مفصلية تتطلب شجاعة سياسية للاعتراف بأن التحالف الأطلسي يمر بأزمة عميقة، وأن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة لم يعد مضمونا.

وفي ظل هذا الواقع، يدعو الكاتب القادة الأوروبيين إلى مواجهة الحقيقة وبناء موقف أوروبي أكثر استقلالية وتماسكا بدل التمسك بعلاقات لم تعد متبادلة ولا قائمة على الثقة القديمة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: هجوم سيدني مروع ومعاد للسامية
  • ترامب: هجوم سيدني مروع
  • اعتراف مر من دونالد ترامب
  • دونالد ترامب يسعى لتغيير أنظمة الحكم في أوروبا
  • غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا
  • الناخبين راحوا فين؟.. عمرو أديب: فيه مرشح جاب أصوات أقل من عزومة رمضان
  • ترامب يشكك في مصداقية استطلاعات الرأي بعد تراجع تأييد سياسته الاقتصادية
  • ترامب يهاجم استطلاعات الرأي وسط تراجع غير مسبوق في شعبيته
  • لغز الضمادة على يد ترامب: البيت الأبيض يؤكد صحة الرئيس جيدة ويبرر الإصابة بـكثرة المصافحة
  • بدء فرز أصوات الناخبين بلجان الدائرة الثالثة «سنورس– طامية – سنهور» بمحافظة الفيوم