حالة نادرة.. ولادة توأم لحيوان مستنسخ مهدد بالانقراض
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبذل العلماء حول العالم جهودًا حثيثة لإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض والحفاظ على التوازن البيئي، ومع تزايد تأثيرات التغير المناخي، والتوسع العمراني، وفقدان الموائل الطبيعية، أصبح الحفاظ على الأنواع النادرة أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتسعى الفرق البحثية والمؤسسات البيئية لتطوير أساليب علمية مبتكرة، بدءًا من برامج إعادة التوطين وتربية الحيوانات في الأسر، إلى استخدام تقنيات الاستنساخ وتعديل الجينات، وتعد هذه الجهود الجماعية خطوة حيوية في صون إرث الحياة على كوكب الأرض، حيث إن إنقاذ الأنواع المهددة لا يحمي فقط هذه الكائنات، بل يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي ودعم صحة الأنظمة البيئية التي تعتمد عليها البشرية.
حيث أعلن علماء أمريكيون عن تحقيق إنجاز كبير في جهود حماية الأنواع المهددة بالانقراض، بعد نجاحهم في تزويج أنثى "نمس ذي القدم السوداء"، تم استنساخها من أنسجة وراثية تعود لعام 1988، مع ذكر من نفس الفصيلة، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن التزاوج أثمر عن ثلاثة أجنة، لكن للأسف توفي أحدهم، فيما بقي الآخران بصحة جيدة ويخضعان لمراقبة طبية دقيقة.
أما عن النمس المستنسخ، الذي يحمل اسم "أنطونيا"، تم استنساخه باستخدام خلايا وراثية، وتم تزاوجه مع ذكر يدعى "أورشين" في حديقة "سميثسونيان الوطنية" بولاية فيرجينيا الأمريكية، ويعتبر هذا التزاوج الأول من نوعه ضمن جهود إعادة توطين فصيلة "النمس ذي القدم السوداء" في البرية، وهي واحدة من أكثر الأنواع عرضة للانقراض في أمريكا الشمالية، وقد عبّر علماء الحديقة عن سعادتهم بهذا الإنجاز الذي يفتح آفاقًا جديدة للمحافظة على التنوع الحيوي.
وأكد “بول ماريناري”، كبير أمناء حديقة سميثسونيان الوطنية، أكد على أن ولادة الأجنة تُعدّ محطة هامة في مسار الحفاظ على الأنواع المهددة، مشيرًا إلى أن هذه العملية تمثل نموذجًا ملهمًا للبرامج العالمية للحفاظ على التنوع الحيوي، وأعرب عن تفاؤله بمستقبل هذه البرامج، مشددا على أهمية التعاون المستمر مع العلماء وخبراء البيئة لتحقيق الهدف الأكبر في حماية التنوع البيولوجي.
ومن جهتها، أوضحت حديقة "سميثسونيان الوطنية" في بيان صحفي أن نجاح تزاوج هذا النوع من الحيوانات المستنسخة هو دليل على التقدم المحرز في البحوث الوراثية المستخدمة في حماية الأنواع، وأشارت الحديقة إلى أن هذا الإنجاز يثبت جدوى تكنولوجيا الاستنساخ في توسيع التنوع الجيني للأنواع المهددة، ويُتيح الفرصة لاستمرارية تكاثرها في المستقبل، مما يزيد من فرص بقاء هذه الأنواع في البيئة الطبيعية، ويمثل هذا النجاح خطوة محورية نحو تعزيز استدامة النمس ذي القدم السوداء، خاصة مع الصعوبات الوراثية التي واجهتها مشاريع التعافي السابقة، ويأمل العلماء أن يكون هذا الإنجاز نقطة انطلاق نحو ابتكارات أخرى في مجال حماية التنوع الحيوي، ما يعزز من الجهود الرامية للحفاظ على التوازن البيئي العالمي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحفاظ على التوازن البيئي تعديل الجينات صحيفة ديلي ميل البريطانية مهددة بالانقراض ولاية فيرجينيا الأنواع المهددة
إقرأ أيضاً:
تقرير يحذر من أزمة شوكولاتة في أوروبا بسبب الانهيار المناخي
أشار تقرير إلى أن الانهيار المناخي وفقدان الحياة البرية يؤديان إلى تعميق “أزمة الشوكولاتة” في الاتحاد الأوروبي، حيث يعد الكاكاو أحد السلع الأساسية الستة التي تأتي في الغالب من بلدان معرضة للتهديدات البيئية.
وبحسب شركة الاستشارات البريطانية Foresight Transitions، فإن أكثر من ثلثي الكاكاو والقهوة وفول الصويا والأرز والقمح والذرة التي تم استيرادها إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2023 جاءت من بلدان غير مستعدة بشكل جيد لتغير المناخ.
وبالنسبة لثلاث من السلع الأساسية – الكاكاو والقمح والذرة – فإن ثلثي الواردات جاءت من بلدان لم يُعتَد أن التنوع البيولوجي فيها سليم.
وقال الباحثون إن الضرر الذي لحق بإنتاج الغذاء نتيجة لانهيار المناخ تفاقم بسبب انخفاض التنوع البيولوجي، مما جعل المزارع أقل قدرة على الصمود.
وقالت كاميلا هايسلوب، المؤلفة الرئيسية للتقرير: “هذه ليست مجرد تهديدات نظرية، بل إنها تتجلى بالفعل بطرق تؤثر سلباً على الشركات والوظائف، بالإضافة إلى توافر الغذاء وأسعاره للمستهلكين، وهي تزداد سوءاً”.
ثلاثة أغذية أساسية وثلاثة مدخلات أساسيةوقام الباحثون بربط بيانات التجارة من يوروستات بتصنيفين للأمن البيئي لتقييم مستوى التعرض لثلاثة أغذية أساسية وثلاثة مدخلات أساسية في النظام الغذائي للاتحاد الأوروبي.
واستخدموا تصنيفاً للاستعداد للمناخ من مؤشر نوتردام العالمي للتكيف، والذي يجمع بين تعرض الدولة لأضرار المناخ ومدى قدرتها على الوصول إلى الدعم المالي والمؤسسي، وتصنيف سلامة التنوع البيولوجي من متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة، والذي يقارن الوفرة الحالية للأنواع البرية بمستويات ما قبل الحداثة.
ووجد الباحثون أن غالبية الواردات جاءت من دول صنفوها على أنها “منخفضة إلى متوسطة” على مقياس المناخ و”منخفضة إلى متوسطة” أو “متوسطة” على مقياس التنوع البيولوجي.
وكانت بعض المنتجات الغذائية معرضة بشكل خاص. فقد وجد التقرير أن الاتحاد الأوروبي يستورد 90% من ذرة من دول ذات استعداد مناخي منخفض إلى متوسط، و67% من دول ذات مستوى متوسط أو أدنى من سلامة التنوع البيولوجي.
وبالنسبة للكاكاو، وهو مكون رئيسي في صناعة الشوكولاتة والذي لا تزرعه أوروبا بنفسها، فإن التعرض للاستيراد بلغ 96.5% للاستعداد للمناخ و77% على مقياس التنوع البيولوجي، بحسب التقرير.
وتعاني صناعة السكر بالفعل من ارتفاع أسعاره، مدفوعاً جزئياً بالظواهر الجوية المتطرفة، ونقص إمدادات الكاكاو.
ويأتي معظم الكاكاو من دول غرب أفريقيا التي تواجه مخاطر متداخلة تتعلق بالمناخ والتنوع البيولوجي.
وزعم التقرير، الذي تم إعداده بتكليف من مؤسسة المناخ الأوروبية، أن مصنعي الشوكولاتة الكبار يجب أن يستثمروا في التكيف مع المناخ وحماية التنوع البيولوجي في البلدان المنتجة للكاكاو.
وكتب المؤلفون: “هذا ليس عملاً من أعمال الإيثار أو التمويل المستدام، بل هو إجراءٌ حيويٌّ لتقليل مخاطر سلاسل التوريد”. وأضافوا: “إن ضمان حصول المزارعين في سلاسل التوريد على سعرٍ عادلٍ لمنتجاتهم سيسمح لهم بالاستثمار في مرونة مزارعهم”.
ووجد التقرير أن مخاطر القهوة والأرز وفول الصويا أقل عموماً، لكنه أشار إلى بؤر ساخنة مثيرة للقلق. ووجد التقرير أن أوغندا ، التي وفرت 10% من قهوة الاتحاد الأوروبي في عام 2023، تعاني من ضعف في الاستعداد للمناخ وضعف في سلامة التنوع البيولوجي.