الإمارات تعيد دعم فصائلها في اليمن وسط تحولات جديدة في المشهد السياسي والعسكري
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
الجديد برس|
في خطوة لافتة، أعادت الإمارات تحريك دعمها للفصائل الموالية لها في جنوب وغرب اليمن، بعد سنوات من التقليل من دعم هذه الفصائل. جاء هذا التحرك بالتزامن مع تطورات في المشهد تقودها أمريكا وتنبئ بتحييد التحالف السعودي- الاماراتي
وكان الرئيس الإماراتي محمد بن زايد قد قام بزيارة إلى قائد الفصائل المدعومة إماراتياً في الساحل الغربي لليمن، طارق صالح، الذي يتلقى العلاج في أحد مستشفيات أبوظبي بعد تعرضه لحادث في منطقة الساحل.
وتزامن هذا مع إعلان بن زايد عن استئناف صرف مرتبات مقاتلي الفصائل الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تم تخصيص ألف درهم سعودي للمقاتلين المؤهلين و500 درهم للآخرين.
هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، حيث كانت الإمارات قد أوقفت صرف المرتبات لهذه الفصائل في السنوات الأخيرة، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافع العودة إلى دعم هذه الفصائل بشكل متزايد.
وقد تم تفسير هذا التحرك في إطار الضغوط السعودية التي تهدف إلى تفكيك الفصائل الموالية للإمارات في جنوب وغرب اليمن.
وتشير مصادر سياسية إلى أن إعادة الإمارات دعمها لهذه الفصائل، التي كانت قد تخلت عنها بعد إعلان انسحابها من اليمن قبل سنوات، تأتي في وقت حرج وسط تصاعد المساعي الأمريكية لإعادة تشكيل التحالفات السياسية في اليمن. وتستهدف هذه المساعي تحييد التحالف السعودي الإماراتي، واستعادة تأثير القوى التقليدية المناهضة للإمارات، وعلى رأسها حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن.
في السياق نفسه، عادت الولايات المتحدة لدعم تحالف جديد أطلق عليه “التكتل الوطني للأحزاب”، وهو تحالف يضم قوى سياسية عدة، بما في ذلك حزب الإصلاح، في محاولة لتشكيل سلطة جديدة قد تمثل بديلاً للفصائل الموالية للإمارات والسعودية في جنوب البلاد.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: هذه الفصائل
إقرأ أيضاً:
أكثر من 550 حكم.. الإعدام السياسي ممارسةً راسخة في نهج الحوثيين
منذ سنواتٍ، تحوّل الخوف إلى واقعٍ يومي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث صار الموتُ بقرارٍ قضائيٍّ مسيّس أقربَ إلى سلاحٍ في يد سلطةٍ تتغذّى على الترهيب وتكميم الأصوات.
تجلس أمٌّ يمنية أمام صورة نجلها الذي أُعدم في ميدان التحرير بصنعاء عام 2021، تتذكر آخر كلماته حين قال لها: "لن أُقرّ بشيء لم أفعله حتى لو شنقوني." مثل هذه القصص لم تعد استثناءً، بل صارت شاهدًا يوميًا على ما تصفه منظمات حقوقية بأنه "موجة إعدامات سياسية ممنهجة" تستخدمها ميليشيا الحوثي لتصفية خصومها وإسكات معارضيها.
وقالت منظمة سام للحقوق والحريات، في تقريرٍ جديد لها، إن اليمن يعيش واحدة من أسوأ فترات استخدام عقوبة الإعدام لأغراض سياسية وانتقامية، مؤكدةً أن سلطة الحوثي في صنعاء حوّلت الإعدام إلى أداةٍ للبطش السياسي وتصفية الحسابات، في انتهاكٍ صارخٍ للحق في الحياة ولكلّ الضمانات القانونية للمحاكمة العادلة.
وأوضحت المنظمة أن عدد أحكام الإعدام الصادرة في مناطق سيطرة الحوثيين تجاوز 550 حكمًا منذ عام 2014، غالبيتها قضايا مفبركة ذات دوافع سياسية أو طائفية، أصدرتها محاكم تفتقر للاستقلالية وتعتمد على اعترافاتٍ انتُزعت تحت التعذيب والإكراه، مشيرةً إلى أن تلك الممارسات تمثل إعدامات سياسية خارج نطاق القانون الدولي الإنساني.
وأكدت المنظمة أن جريمة الإعدام الجماعي لأبناء تهامة في سبتمبر 2021 تبقى "شاهداً مأساوياً" على الإعدامات السياسية في اليمن، حيث أُعدم تسعة مواطنين علنًا أمام العامة بعد محاكمات صورية، مشيرة إلى أن هذه الجريمة وصمة عار لا تسقط بالتقادم وتشكل جريمة ضد الإنسانية.
كما استعرضت "سام" قضية الناشطة الحقوقية فاطمة العرولي، التي صدر بحقها حكم بالإعدام في ديسمبر 2023 بعد ثمانية أشهر من الاحتجاز القسري وحرمانها من محامٍ، وتوجيه تهم ملفقة بالتجسس، واصفةً ما تعرضت له بأنه انتهاك فاضح لمعايير العدالة والكرامة الإنسانية.
وتطرقت المنظمة إلى قضية الصحفي طه أحمد راشد المعمري، الذي حكمت عليه محكمة حوثية بالإعدام ومصادرة جميع ممتلكاته المقدرة بـ2.2 مليون دولار، رغم أنه مقيم خارج اليمن منذ 2015، معتبرةً الحكم أداةً للنهب السياسي والاقتصادي تحت غطاء القضاء.
وقالت المنظمة إن ما يُعرف بـ "الإعدام السياسي" أصبح ممارسةً راسخة في نهج الحوثيين، تُستخدم لترهيب المجتمع وإخماد أي معارضة فكرية أو سياسية، مشيرة إلى أن الحق في الحياة حقّ غير قابل للتصرف أو المساومة، وأن استمرار تنفيذ الإعدامات بهذه الطريقة يشكّل جريمة ضد الإنسانية.
ودعت "سام" المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تشكيل آلية رقابية دائمة لرصد أحكام الإعدام ذات الدوافع السياسية في اليمن، وتمكينها من زيارة السجون وتوثيق الانتهاكات، والعمل على إنشاء مسار قضائي دولي لمحاسبة المسؤولين عنها وضمان حق الضحايا في الإنصاف والتعويض.
كما طالبت المنظمة الحكومة اليمنية باتخاذ موقف واضح وحازم من هذه الإعدامات السياسية، وتوحيد الجهود الحقوقية والقضائية لكشفها وتوثيقها، والعمل على وقف العمل بالنصوص القانونية الفضفاضة التي تُستخدم لتجريم المعارضة، تمهيدًا لإلغاء عقوبة الإعدام في القضايا ذات الطابع السياسي والفكري.
واختتمت المنظمة تقريرها بالتأكيد على أن صمت العالم عن هذه الجرائم يشجع على تكرارها، داعيةً إلى أن يكون اليوم العالمي لمناهضة الإعدام مناسبة لتذكير العالم بأن في اليمن مئات الأرواح تُزهق بقراراتٍ جائرة، وأن العدالة الحقيقية تبدأ من إنقاذ من تبقى على قيد الحياة.