عبدالله بن زايد: رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان تبني مجتمعاً لأفراد يساهمون في خدمته ويحافظون على ارتباطهم بعائلاتهم
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع:” إن رؤية الإمارات لمستقبل الإنسان هي رؤية طموحة مبنية على أسس التنمية وضمان الحياة الكريمة المستقرة والمستدامة، نتصور من خلالها مجتمعاً لأفراد يساهمون في خدمته، ويحافظون على ارتباطهم بعائلاتهم، ويحيون القيم والتقاليد التي كان وما زال لها عظيم الأثر في بناء مجتمع قوي جيلا بعد جيل”.
جاء ذلك خلال مشاركة سموه في جلسة بعنوان: “التوجهات في ملف التعليم والتنمية البشرية والمجتمع”، خلال أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي اختتمت أعمالها اليوم بالعاصمة أبوظبي، وحضرها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.
وسرد سموه خلال كلمته قصة “حصة”، وهي فتاة تعكس الرؤية الاستشرافية للإنسان الإماراتي وما يتميز به من صفات تعكس التربية السليمة ضمن الأسرة المترابطة، والتعليم المتطور الشمولي الذي يمتد خارج الصفوف الدراسية ليشمل كل جانب من جوانب الحياة اليومية، باعتبارها مثالاً للفتاة المتعلمة الطموحة التي نشأت على احترام القيم والمبادئ والموروث الثقافي في مجتمعها، والاستزادة من أصالة الأهل والحي الإماراتي وجعلهم النهج الذي بنيت عليه شغفها بحب العلم والتعلم حتى وصلت إلى مهنة تبدع فيها مع زملائها، بناء وتطويراً واستكشافاً، لتصبح عضوا فاعلاً في جعل النجاح والتقدم من سمات واقع الإمارات في الحاضر وفي المستقبل.
وأضاف سموه: ” لقد رسمنا من خلال قصة “حصة” لوحة جسدت واقعاً لمستقبل قادرين على توفيره لكل من يعيش على أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين بتعاوننا جميعاً وعملنا بروح الفريق الواحد حتى نصقل شباب و شابات مثل حصة، يساهمون بشكل فعال في تنمية المجتمع وفي بناء مستقبل الدولة”.
وتابع سموه: “إن التحول الذي نحاول تحقيقه لا يقتصر على عناصر نظام التعليم فحسب، بل يتطلب تعاونا حقيقيا مع عناصر التنمية البشرية والمجتمع، بين الأسرة والمدرسة، وبين الجامعة وسوق العمل، وبين سوق العمل والمجتمع، والأهم من ذلك، تعاون بين كل مسؤول وزميله بطرق شمولية وإستراتيجية تركز على الأثر وليس فقط على المخرجات وتنتهج الطابع المحلي أساساً لها”.
وتحدث في الجلسة إلى جانب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كل من: معالي شما المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، ومعالي الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، وأدارتها معالي هاجر الذهلي، الأمين العام لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع.
من جانبها قالت معالي شما المزروعي وزيرة تنمية المجتمع: ” نرى أن التعاون والتكامل فيما بين قطاعات التنمية البشرية هما عاملان أساسيان في جعل قصة “حصة” واقعاً ملموساً، وفي زيادة تأثير التنمية لكل فرد، بداية من وضع رؤية مشتركة لأهدافنا وتحديد الفرص عبر القطاعات المختلفة، وتضمين قيمنا الإماراتية في كل ما نقوم به. علينا أن ننظر إلى تنمية المجتمع من خلال توفير فرص شاملة للجميع وإعادة بناء المهارات، وتعلم سبل إدارة الثروة، وتنمية المسؤولية المشتركة بين الجميع”.
وقالت معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم: “تجسد قصة حصة طموحنا في تنشئة جيل إماراتي الهوية، ومؤهل على المستوى العالمي، ولديه المهارات اللازمة التي تواكب الطموحات العلمية والعملية لدى كل طالب. وهذا ما دفعنا لبناء نظام تعليمي محلي يزود الطلبة بالمهارات المستقبلية إلى جانب غرس القيم والمبادئ الإماراتية التي تبني شخصية الإنسان في دولة الإمارات.”
في ذات الإطار قال معالي الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة: “تمنحنا قصة حصة إلهاماً حقيقياً ودفعة أكبر للعمل بشكل مضاعف لتحقيق أحلام أبنائنا وبناتنا. فالإنجازات الكبيرة هي ليست إنجازات تعليمية أو أكاديمية فقط، إنما هي إنجازات مجتمعية وفكرية واقتصادية وغيرها الكثير، وتنمية بشرية شاملة. وتعتبر القيم والهوية الإماراتية جزءا لا يتجزأ من توجهاتنا الإستراتيجية، وهو ما عودتنا عليه القيادة الرشيدة، بحيث لا تكون منفصلة إنما أساسية لنجاحنا”.
من جانبها قالت معالي هاجر الذهلي، أمين عام مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع :” قصة حصة هي قصة توضح مسؤوليتنا المشتركة للعمل معا من أجل تطوير كوادر بشرية تتمتع بمهارات عالية ولا تقتصر إنجازاتهم على تحقيق نجاح أكاديمي وحسب، بل بتمسّكهم بالقيم والمهارات الاجتماعية، وبمهن هادفة ومثمرة. إن إعادة تشكيل المجلس يأتي انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن النهج الشامل للتنمية البشرية هو السبيل الأمثل لتحقيق الطموحات التي رسمتها لنا قصة حصة”.
وتُشكل الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 الحدث الوطني الأبرز والأهم، الذي يشهد مناقشة تنفيذ الخطط التنموية والأولويات الوطنية لدولة الإمارات على مختلف المستويات خلال المرحلة المقبلة.
وتشهد الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 تطورات جذرية في آلية تنظيمها، وأولوياتها، وأجندة فعالياتها، ومنطلقاتها، وأهدافها، والعديد من الأطر التي حافظت عليها خلال الدورات السابقة، وبما يتماشى مع توجهات ورؤى القيادة للتطوير والتحديث المستمرين لهذا الحدث الوطني الهام، وبما يتماشى مع الأولويات الوطنية، لتحقيق المستهدفات الإستراتيجية لحكومة دولة الإمارات، وتطوير العمل الحكومي وفق أفضل الممارسات العالمية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الوجه الأكثر شهرة في التاريخ.. أسرار لوحة السيدة التي خلدها دافنشي.. من هي ليزا ديل جوكوندو المرأة التي حيّرت البشرية؟
في القرن الخامس عشر، ولدت فتاة في مدينة فلورنسا الإيطالية، دون أن يدرك أحد أنها ستصبح يومًا الوجه الأكثر شهرة في تاريخ البشرية، لم تكن ملكة، ولا عاشقة مشهورة، ولا بطلة من بطلات الأساطير، بل امرأة من عامة الشعب ومع ذلك، خلدها أعظم فناني عصر النهضة، وحول ابتسامتها إلى سؤال أبدي لم يجب عنه أحد حتى الآن، إنها ليزا ديل جوكوندو، أو كما يعرفها العالم: الموناليزا، التي تمر اليوم ذكرى ميلادها.
ولدت ليزا غيرارديني في 15 يونيو 1479 لعائلة نبيلة فقدت بريقها بسبب تقلبات الاقتصاد والسياسة، في عمر الخامسة عشرة، تزوجت من التاجر الثري فرانشيسكو ديل جوكوندو، الذي وفر لها حياة مستقرة، لكنها لم تكن بالضرورة استثنائية.
لكن الاستثناء جاء من خارج البيتعندما قرر زوجها تكليف رسام شاب يُدعى ليوناردو دا فينشي برسم بورتريه لزوجته، لم يكن يتصور أن هذا الوجه سيصبح حجر الأساس في أعظم لغز فني في التاريخ، فـ"دافنشي" لم يرَ في ليزا مجرد امرأة، بل مرآة لأسئلته الوجودية، وهواجسه عن الجمال، والزمن، والطبيعة البشرية.
لماذا ليزا بالتحديد؟لقد رسم دافنشي نساءً كثيرات، لكن ليزا كانت مختلفة في ملامحها توازن نادر بين النعومة والقوة، بين الرقة والإباء، كانت في الثلاثين من عمرها عند بدء الرسم – سن النضج، حيث تُختبر العاطفة بالعقل، وتُروّض الفتنة بالحكمة.
يرى بعض الباحثين أن دافنشي لم يكن مفتونًا بجمالها الظاهري فحسب، بل بما تمثله: امرأة عادية، لكن بداخلها سكون مهيب، وصبر كثيف، وروح تأملية جذبت الرسام الذي كان يرى في الفن وسيلة لفهم الروح، لا الجسد.
قد تكون ابتسامتها خجولة، لكنها لا تشبه أي خجل، نظرتها ساكنة، لكنها تسبر أعماق من ينظر إليها، ويُعتقد أن ليزا كانت تتمتع بثقافة أعلى من المتوسط، وربما كان دافنشي يجد فيها تلميحة لنساء "النهضة" اللواتي لم تُكتب سيرتهن.
لوحة لم تُسلم أبدًاالمفارقة الكبرى أن دافنشي لم يسلم اللوحة أبدًا لعائلة جوكوندو، واحتفظ بها حتى وفاته، وفسر ذلك البعض بقولهم: أنه لم ينتهِ منها أبدًا، والبعض الآخر رأى أنه أحب العمل لدرجة أنه لم يستطع التفريط به، أو ربما أحب ليزا نفسها لا كامرأة، بل كرمزٍ استوعب فيه كل هواجسه عن الإنسانية والجمال، حتى وهو على فراش الموت في فرنسا عام 1519، كانت اللوحة معه.
بين القماش والأسطورةتحوّلت الموناليزا إلى أيقونة فنية، ثم إلى ظاهرة ثقافية، في القرن العشرين، سُرقت من متحف اللوفر، وعمّ العالم جنون الموناليزا، الكل يبحث عنها، الكل يكتب عنها، الكل يعيد رسمها، ثم عادت، لكن هذه المرة كنجمة لا تغيب.
ما وراء الموت.. حياة ثانيةماتت ليزا عام 1542، في دير صغير، بعد أن عاشت عمرًا طويلًا نسبيًا لزمنها، دُفنت دون ضجيج، لكن صورتها كانت قد بدأت تعيش حياة لا تعرف قبرًا.
حاول علماء اليوم استخراج رفاتها، تحليل جمجمتها، حتى إعادة تكوين وجهها، فقط للتأكد: هل هذه هي صاحبة الابتسامة؟ لكن كل هذه المحاولات فشلت في أن تصل إلى جوهر الحقيقة، فوجه ليزا لم يُرسم ليُفسَّر، بل ليُعاش.
أنسبت التكهنات اسم ليزا إلى أربعة لوحات مختلفة على الأقل وهويتها لما لا يقل عن عشرة أشخاص مختلفين، بحلول نهاية القرن الـ20، كانت هذه اللوحة رمزًا عالميًا يستخدم في أكثر من 300 لوحة أخرى وفي 2000 إعلان، لتظهر في إعلان واحد أسبوعيًا في المتوسط، وفي عام 2005، اكتشف خبير في مكتبة جامعة هايدلبرغ ملاحظة هامشية في مجموعة المكتبة التي تثبت على وجه اليقين وجهة النظر التقليدية وهي أن المرأة في الصورة هي ليزا، تلك الملاحظة التي كتبها أغوستينو فيسبوتشي في عام 1503 تنص على أن ليوناردو كان يعمل على صورة لليزا ديل جوكوندو، أصبحت الموناليزا في عهدة فرنسا منذ القرن السادس عشر عندما حصل عليها الملك فرانسيس الأول، ولكن بعد الثورة الفرنسية تحت ملكية الشعب.
يزور اللوحة حاليًا حوالي 6 ملايين شخص سنويًا في متحف اللوفر في باريس حيث أنها الآن جزء من المجموعة الوطنية الفرنسية.