السفر البري من قطر إلى مكة لأداء العمرة.. أجواء روحية وطبيعة خلابة
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
العمرة رحلة روحية تتوق لها الأنفس، ودمجها مع رحلة برية يزيدها متعة، كونها ستضع المسافر يعيش تجربة تنوع المناظر الطبيعية منذ سفره من العاصمة القطرية الدوحة، حتى وصوله إلى مكة المكرمة لقضاء العمرة.
ولكن هناك محددات يجب توفرها قبل اتخاذ قرار السفر البري إلى مكة المكرمة، أهمها أن تكون ضمن صحبة، وليس السفر وحيدا في هذا الطريق الطويل الذي يصل إلى أكثر من 3 آلاف كيلومتر ذهابا وعودة، وأن تحدد الوقت المناسب للسفر، لا سيما أن يكون بعيدا عن شهور الصيف القاسية من حيث درجات الحرارة، وتجنب أيام بداية العطلات الطويلة كونها تشهد بعض الازدحام في المعابر الحدودية.
وقبل السفر أيضا تكون قد حجزت فندقك في مكة المكرمة، مع مراعاة أن يوفر هذا الفندق خدمة صف السيارات، حتى لا تكون في حاجة للبحث عن موقع تصف فيه سيارتك بعيدا عن موقع إقامتك، وهناك كثير من الفنادق التي توفر هذه الخدمة من دون إضافة أي رسوم على الحجز.
تبدأ الرحلة بعديد من التجهيزات الضرورية، أهمها صيانة السيارة والتأكد من كفاءتها خلال السفر، وأن ترخيصها مستمر لما بعد العودة من العمرة، ودفع أي مخالفة مرورية على السيارة، والحصول على تأشيرة الدخول إلى السعودية، مع أهمية أن تكون السيارة ملك المسافر أو لديه موافقة من المالك على السفر بها.
من الأفضل بدء الرحلة بين 8 إلى 10 صباحا، عندها تنطلق من الدوحة باتجاه شارع سلوى حتى الوصول إلى معبر أبو سمرة القطري، الذي ستصل إليه بعد ساعة من الانطلاق، ولن تستغرق إجراءات الخروج من المعبر أكثر من 5 دقائق، بعدها تتوجه إلى معبر سلوى السعودي على بعد 3 كيلومترات من المعبر القطري.
تمر في المعبر السعودي بـ3 بوابات، وأنت في سيارتك من دون الخروج منها، البوابة الأولى يتم فيها التأكد من الأوراق وعدد الأفراد، ثم التوجه إلى بوابة الجوازات لتحصل فيها على ختم الدخول، وفي البوابة الأخيرة تدفع تأمين السيارة خلال وجودها في السعودية بقرابة 120 ريالا (33 دولارا) في الأسبوع.
وإذا كنت ستدخل إلى الأراضي السعودية لأول مرة في حياتك، فإن إجراءات العبور ستتطلب وقتا إضافيا، لأن هناك مرحلة إضافية لدى سلطات الحدود السعودية، وهي أخذ بصمات الوجه والأصابع، وهي المرحلة الأولى قبل مراحل البوابات الثلاث المذكورة سابقا.
لو كنت قد تحركت من بيتك في التاسعة صباحا فستكون داخل الأراضي السعودية في الـ11 صباحا تقريبا، وهناك مجمع خدمات على بعد 3 كيلومترات من المعبر بإمكانك شراء خط تليفون منه أو استخدام الباقة الدولية الخاصة بخطوط شبكات الهاتف القطرية، وشراء بعض المستلزمات الخاصة بالسفر من ماء بارد وبعض المعجنات والاستراحة قليلا، وتزويد السيارة بالوقود ثم التحرك باتجاه الرياض.
من هذه النقطة تبدأ رحلتك الطويلة ولكن عليك تقسيمها إلى مراحل حتى لا ترهق، ففي البداية يكون الهدف هو الوصول إلى حدود الرياض مع راحة مرتين قبل الوصول إلى تلك النقطة التي تبعد 450 كيلومترا، وهناك عديد من الاستراحات في محطات الوقود التي بها مطاعم ومقاهي وغيرها من الخدمات، والنصيحة هي أن تتوقف كل 200 كيلومتر للتزود بالوقود والراحة ولو لمدة ربع ساعة فقط، تقوم فيها بالمشي على قدميك لمدة 10 دقائق حتى تتخلص من آثار طول الجلوس وقيادة للسيارة.
ولا بد من استخدام نظام تحديد الموقع بواسطة الأقمار الصناعية "جي بي إس" حتى لا تضل الطريق، فعقب الخروج من معبر سلوى، اجعل وجهتك الرياض، وقبل الوصول إلى الرياض حوّل هذه الوجهة إلى مدينة القويقعة وهي على بعد 130 كيلومترا من العاصمة السعودية، وفي القويقعة يمكنك تأجير شقة أو غرفة على حسب عدد أفراد المسافرين والنوم فيها حتى الصباح، حيث من المتوقع الوصول للقويقعة في التاسعة مساء.
وعند وصولك إلى القويقعة تكون قد قطعت نصف المسافة إلى مكة المكرمة تقريبا، والقويقعة مدينة هادئة وبها عديد من الخيارات، حيث يصل تأجير الشقة في اليوم إلى 250 ريالا (70 دولارا)، وإيجار الغرفة هو نصف سعر الشقة تقريبا، كما توجد في المدينة مطاعم ومحلات تجارية وعديد من الخدمات الأخرى الضرورية، وهي خيار مفضل للاستراحة كون المبيت في الرياض سيجعلك تواجه ازدحاما شديدا في الصباح للخروج من العاصمة، ومواصلة طريق السفر إلى مكة، في حين أن القويقعة هي على طريق مكة مباشرة ودون زحمة المرور.
وفي السادسة صباحا من اليوم التالي، عليك مواصلة السير في الطريق باتجاه الطائف، وهي على بعد 600 كيلومتر تقريبا وكلها على طريق واحد، فأنت لست بحاجة لموقع التنقل حتى الوصول إلى مشارف مدينة الطائف البديعة، والمسافة تقريبا تستغرق 6 ساعات مع استراحات يسيرة للتزود بالوقود أو تناول الطعام.
وخلال السير من القويقعة إلى الطائف ستسحرك الطبيعة الخلابة لتلك المناطق التي ستمر بها، ما بين الصحراء الجرداء والوديان الخضراء والجبال الممتدة على طول الطريق، مع الحذر من أي عاصفة رملية قد تحدث خلال السير، وعند حدوث أي عاصفة عليك الخروج من الطريق والانتظار داخل السيارة دون الخروج منها حتى تهدأ الأجواء.
ومع الوصول إلى مدينة الطائف، عليك تغيير وجهة التنقل إلى "مسجد ميقات السيل الكبير"، وهو وجهة رئيسية في المدينة لن تضل الطريق إليها وفيها يمكنك شراء الإحرام، وكافة المستلزمات الأخرى، لتدخل إلى المسجد بعدها وتؤدي مناسك الإحرام، ثم الاستراحة قليلا قبل مواصلة السفر إلى مكة المكرمة.
المسافة من الطائف إلى مكة المكرمة لا تتعدى 80 كيلومترا، ولكن لا بد من مراعاة الحذر، فهذا الطريق منحدر ويجب السير بسرعة معقولة لا تتعدى 90 كيلومترا في الساعة حتى تصل إلى وجهتك في الفندق ولتقوم بصف سيارتك، ولن تستخدمها حتى طريق السفر إلى المدينة المنورة، وذلك لتجنب الازدحام في مكة وعدم معرفتك بالطرق داخل المدينة المقدسة.
وفي الحلقة الثانية، سنستعرض طريق الوصول من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ومن ثم العودة مجددا إلى الدوحة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الصحافة السعودیة إلى مکة المکرمة الوصول إلى الخروج من على بعد
إقرأ أيضاً:
هوكستين: ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل في متناول اليد
كتبت" الشرق الاوسط": رأى المسؤول الأميركي الرفيع السابق، آموس هوكستين، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن اتفاق الحدود البحرية الذي توسط فيه بين لبنان وإسرائيل عام 2022 واتفاق وقف العمليات العدائية بين إسرائيل و«حزب الله» في نهاية 2024 يظهران أن ترسيم الحدود البريّة «في متناول اليد»، كاشفاً أنه «جرى إحراز تقدم كبير» في المفاوضات غير المباشرة، وهناك «حلول خلاقة» مثبتة بـ«سجلات وبروتوكولات»، إذا وُجِدت «الإرادة السياسية».ونبَّه هوكستين إلى أن «(حزب الله) ليس سوى ذراع لإيران»، التي «تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان». واعتبر أن اجتماع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، «كان تطوراً إيجابياً» يمكن أن يفيد لبنان.
وشرح هوكستين، في الحوار مع «الشرق الأوسط»، أن اتفاق الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل كان «فريداً، لأننا عملنا عليه لأكثر من 10 سنين». وأضاف أنه أدرك أن «مجرد جهد دبلوماسي لن ينجح. كان لا بد من اتفاق أكثر تعقيداً وشمولاًز ولو لم نتوصل إلى اتفاق، لربما انتهى بنا المطاف في صراع ساخن أو حتى حرب على الموارد».
ورأى هوكستين أن الاتفاق البحري يوضح حقيقة إمكان التوصل إلى اتفاق لبناني - إسرائيلي على الحدود البريّة، لأنه تم إدراج «بنداً ينص على بدء محادثات بشأن الحدود البرية، بهدف التوصل إلى اتفاق سريع». ولفت إلى إن «هناك حلولاً للخلافات. سيتعين إجراء بعض التعديلات والتنازلات. الأمر ممكن جداً. والاختلافات ضئيلة للغاية».
هوكستين الذي عمل على ملف لبنان في أكثر من إدارة أميركية، لفت إلى أن التراسل مع «حزب الله» كان «أكثر تعقيداً» لأنه «لم يكن لدي محاور واحد فقط. كان علينا القيام بدبلوماسية مكوكية بين لبنان ولبنان. ثم أذهب إلى إسرائيل وأجري دبلوماسية مكوكية هناك أيضاً».
ونبه إلى أن «الواقع عام 2022 مختلف تماماً عن اليوم. عامذاك، كان لـ(حزب الله) سيطرة على النظام السياسي بطريقة لم يعد يمتلكها، وهذا ما جعل الأمور صعبة».
ولاحظ أن اتفاق الحدود البحرية «نجا من الحرب. لم يكن هناك قتال تقريباً في البحر، ولم تُطلق أي صواريخ تقريباً في عرض البحر. أعتقد أن هذا يمكن أن يكون نموذجاً لحل مشكلة الحدود البرية».
شدَّد هوكستين على أن «التفاهم الذي جرى التوصل إليه في وقف النار يتطلب انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وأن تتولى القوات المسلحة اللبنانية والأجهزة الأمنية السيطرة الكاملة على منطقة جنوب الليطاني، وصولاً إلى الحدود. كما يتطلب من (حزب الله) نزع سلاحه والانسحاب إلى شمال منطقة الليطاني - وليس فقط خط الليطاني».
وبصرف النظر عن تفاصيل الانتهاكات الحالية، رأى هوكستين أن «وقف النار سينجح إذا تحقق الأمران»، موضحاً أنه «لهذا السبب أنشئت آلية للجيش الأميركي ليكون له وجود كبير، للمساعدة في دعم القوات المسلحة اللبنانية بالانتشار والتدريب والمعدات والبنية التحتية، حتى تتمكن من ترسيخ مواقعها في المنطقة والحفاظ عليها».
في ظل النقاشات العلنية لبنانياً حيال ضرورة التمسك بخط الهدنة لعام 1949 مع إسرائيل، قال هوكستين إن «الخط الأزرق هو الحاكم حالياً، لكنه ليس حدوداً»، كاشفاً أنه «جرى إحراز تقدُّم كبير» في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، معترفاً في الوقت ذاته بوجود «بعض القضايا الصعبة».
ولم يشأ هوكستين الخوض في نهج إدارة الرئيس ترمب تجاه لبنان، لكنه أشار إلى أن لبنان أمام «فرصة لإعادة صياغة مستقبله ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال تعديلات تدريجية. بل بتغيير جذري».
وأكد أن «هناك إمكانات هائلة في لبنان. إذا استطاع البلد استعادة الفرص الاقتصادية وفرص العمل من خلال إصلاحات اقتصادية وقانونية جادة، فقد يكون المستقبل مشرقاً للغاية». وزاد أن «(حزب الله) لم يعد قادراً على الهيمنة على السياسة. (حزب الله) ليس سوى ذراع لإيران، دولة أجنبية تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان»، مؤكداً أنه «لا ينبغي لإسرائيل ولا لسوريا ولا لأي جهة أخرى أن تفرض إرادتها العسكرية. هذه لحظة لبنان لاتخاذ قراراته بنفسه».
وإذ أقر بأن «هناك ما يدعو إلى القلق في شأن سوريا اليوم»، رأى أن «هناك أيضاً فرصة»، معتبراً أن لقاء ترمب والشرع «كان تطوراً إيجابياً». وقال: «الشرع يقول كل ما هو صائب. ما دامت أفعاله تُطابق أقواله، فهو يستحق الدعم». وزاد أن ذلك «يشمل تأمين الحدود بين سوريا ولبنان. ويجب أن يكون للاجئين السوريين أيضاً طريق للعودة إلى وطنهم، ما يُخفف الضغوط على لبنان والدول المجاورة». مواضيع ذات صلة بو عاصي: لدعم لبنان في مطلبه ترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل Lebanon 24 بو عاصي: لدعم لبنان في مطلبه ترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل