سواليف:
2025-10-08@00:15:33 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. للغربة رائحة!

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

للغربة رائحة!
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 25 / 7 / 2019
المسافات لم تتغيّر.. وورق #الغربة ما زال نحاسياً كورق #الخريف.. ورمال الصحراء ملحُ العمر ما زالت تتحرّك كثبانه من رياض الشباب إلى أودية الكهولة.. ما الذي تغيّر إذن؟.. ولماذا برد فنجان الشوق بيد العائدِ إلى وطنه؟!.. لم خفت وهج الحنين؟؟ ولم نعد نرى الغربة كما كنّا نراها.

. بأنها «جُبّ» #الغياب.. والناجون منها هم شركاء يوسف بالحظّ.

قلوب الأمهات.. مخبزُ اللهفة.. بيدر الشوق.. اذا أطفئ تنوّر الانتظار عند غيابهن.. يتغيّر كل شيء.. تصبح تذكرة السفر تشبه مخالفة السير؛ عبء وغرامة وإكراه.. وتحضير حقيبة الملابس.. كتحضير سلة الغسيل.. وصوت الطائرة على المدرج هديلٌ ممل، و تأخّر الوصول أو الإقلاع بضع دقائق أو ساعات.. لا يضير كثيراً.. ففنجان الشوق فاترٌ.. والمتواجدون في صالة الانتظار لا أحد.

قبل عشرين عاماً كانت عودة الغيّاب كرنفالاً حقيقياً.. كان للغربة رائحة.. الطرقات مفروشة بالشوق لهم.. كنا نكنس مداخل بيوتهم لأنهم قد يحضرون في أي لحظة.. نغسل أدراجهم.. نجهّز مناماتهم وأغطية الأولاد.. نخبّىء حصصهم من فاكهة الدار بالرف العلوي من الثلاجة.. وننتظر طويلاً حتى يحضروا.. لم تكن الهواتف المتحرّكة متاحة في ذلك الوقت.. لذا كان القلب هو الساعة والخارطة و الهاتف.. نجلس طويلاً وقت الغروب حتى منتصف الليل.. نراقب السيارات المارة شمالاً المحمّلة بالحقائب والعربات.. تمشّطها عيوننا، ثم تودّعها عندما تكمل مسيرها.. لا زمن محدداً للوصول.. «التياسير» هي سجادة الطريق التي يمشي عليها المغترب.. وهي أسفلت الانتظار الذي يرقب طرفه قلب الأم وعين الأب وشوق الشقيق.

كان للغربة رائحة.. أجملها رائحة فرش السيارة القادمة من بطن الصحراء في الصيف القائظ، تلك الرائحة تشبه عرق الآباء المتعبين.. تشبه رائحة حقائب الحجّاج.. فيها مزيج بين الزمان والمكان.. فيها خليط مسافات وأمنيات، فيها «مسكُ» الشوق الذي لا تشبهه رائحة على الإطلاق.. كان للغربة صوت شجي أيضاَ.. أغاني محمد عبده القديمة كلها نشيد الغربة.. وأشرطة «ميحد حمد» وطلال مدّاح على التابلو.. تلك الرمال التي اختبأت تحت جناح السيارة، علب «التانج» المدحولة تحت الكراسي.. بعض قطوف الرطب المنسية على المقعد الخلفي.. ومقتنيات صغيرة من مستلزمات السفر.. كل ما سبق كنت أسمّيه: علامات ترقيم الغربة.. حتى الغربة بقسوتها وبعدها ودموعها وطول أيامها.. كانت أجمل.. فالوصول عيد والوداع انفطار.

مقالات ذات صلة “الحرية الممنوعة: حين تتحول حقوق الإنسان إلى شعارات جوفاء” 2024/11/11

المسافات لم تتغيّر.. والصحراء ما زالت موج الأيام الأصفر.. نحن الذين تغيّرنا.. نحن من نفخنا بالضجر على #شمعة_اللهفة.. فأطفأناها

ahmedalzoubi@hotmail.com

أحمد حسن الزعبي

#133يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الغربة الخريف الغياب الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

فاكهة تسبب الذعر في ألمانيا.. والشرطة تتحرك

الجديد برس| تسببت رائحة فاكهة “الدوريان” النفاذة في حالة من الذعر بمدينة فيسبادن غربي ألمانيا، بعدما اشتبه السكان بوجود تسرب غازي، ما استدعى تدخل فرق الإطفاء والطوارئ أربع مرات خلال يوم واحد. وبحسب وسائل إعلام ألمانية، فإن بلاغاً ورد مساء أمس السبت، من مركز تسوق بالمدينة حول رائحة غاز قوية، إلا أن الفحوصات لم تكشف عن أي تسرب. وبعد تكرار البلاغ، اكتشف رجال الإطفاء أن مصدر الرائحة هو فاكهة “الدوريان” المعروضة في أحد المتاجر، والتي انتشرت رائحتها عبر نظام التهوية في المبنى. كما تلقت السلطات بلاغاً مشابهاً خلال الليل من مبنى سكني قريب، وتبين لاحقاً أن السبب ذاته هو وجود الفاكهة المثيرة للجدل. وتعرف الدوريان بأنها فاكهة استوائية تُزرع في جنوب شرق آسيا، لا سيما في ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وتايوان والصين. وتشتهر برائحتها القوية التي تُشبه الغاز أو رائحة الصرف الصحي، ما يجعلها ممنوعة في الفنادق والطائرات ووسائل النقل العامة في بعض الدول. ورغم رائحتها المنفرة، يصفها عشاقها بأنها”ملك الفواكه”، ويقول الآسيويون عنها إنها “تفوح كرائحة الجحيم وتذوق كطعم الجنة”. تتميز بقشرتها الخضراء الشائكة المشابهة للقنفذ، وتحتوي داخلها على “لب ذهبي طري” يعرف بمذاقه الفريد والغني بالعناصر الغذائية. أما عن فوائدها الصحية، فتُعتبر الدوريان غنية بالحديد وحمض الفوليك والبروتينات والفيتامينات الأساسية، وتساعد في تقليل القلق والاكتئاب وتحسين جودة النوم، كما تسهم في بناء العضلات ومكافحة فقر الدم وتعزيز إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج.

مقالات مشابهة

  • بدون تكييف أو مروحة.. 5 حيل ذكية لتعطير وتهوية المنزل في الشتاء
  • فاكهة استوائية تستدعي«مطافئ» ألمانيا
  • باسم يوسف يكشف سر عدم تقديم برنامجه الساخر من الخارج.. إجابة غير متوقعة
  • محمد هنيدي يعلن عن مسلسل جديد بمشاركة الكاتب يوسف معاطي
  • الجامعة الأردنية تستقبل الدكتور وليد الزعبي استشاري التخدير
  • ولدا وسط رائحة البارود ودوي الانفجاراتتوأمان يعيشان حياة الحرب في غزة
  • أسرة تحرير الوفد تهنئ الكاتب الصحفي جهاد عبدالمنعم بخطوبة ابنة شقيقته
  • 5 أعراض خفية قد تشير إلى أمراض خطيرة
  • فاكهة تسبب الذعر في ألمانيا.. والشرطة تتحرك
  • ألمانيا.. فاكهة آسيوية تتسبب باستدعاء المطافئ 4 مرات!