صحيفة عبرية: هل تختار إدارة ترامب تكثيف مشاركة واشنطن في مكافحة زعزعة استقرار الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
سلطت صحيفة عبرية الضوء على مخاطر تطور التسليح لدى جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، وتصعيد هجماتها على سفن الشحن في البحر الأحمر.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في تحليل ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن تطور الحوثيين إلى قوة إقليمية صغيرة ذات اتصالات جيدة يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة الردع واستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط الهندية ــ والطرق الجيواقتصادية الرئيسية بين أوروبا وآسيا.
ويرى أن الحوثيين، الذين تعززت قوتهم بفضل شركائهم من روسيا وإيران والجماعات المتطرفة، يشكلون الآن تهديدًا متطورًا ومتعدد الأبعاد للأمن الدولي. وفي حين تشير مقالة إليزابيث براو في مجلة فورين بوليسي إلى أن "حربًا غير معلنة" ضد السفن الغربية مستمرة، فإن هناك حاجة متزايدة إلى استجابة عالمية منسقة تتجاوز التدخلات المحدودة في هذا السياق.
وأكدت أنه رغم الحل السحري الذي يروج له بعض المتعصبين، ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يلوح سؤال بالغ الأهمية: هل تختار إدارته تكثيف مشاركة الولايات المتحدة في مكافحة زعزعة استقرار الحوثيين ــ والتي اقتصرت حتى الآن على عمليات مثل "بوسايدون آرتشر" ــ أم أنها ستستمر في تقليص حجمها، مما قد يؤدي إلى خفض أولوية منطقة البحر الأبيض المتوسط الهندي بما يتماشى مع نهج "أميركا أولاً"؟
وبحسب التحليل فإنه: إذا تراجعت الولايات المتحدة، فقد تقع المسؤولية على عاتق أوروبا، وخاصة الدول الجنوبية مثل إيطاليا، لقيادة استجابة قوية لاحتواء التهديد الحوثي والحفاظ على مركزية البحر الأبيض المتوسط في الروابط بين أوروبا وآسيا.
وأضاف "لموازنة زعزعة الاستقرار بشكل فعال، قد تفكر أوروبا في بناء تحالف مع شركاء إقليميين، بما في ذلك الهند وإسرائيل. وقد يكون لإسرائيل، التي تواجه حاليا تحديات على جبهات متعددة، مصلحة خاصة في تعزيز موقفها ضد قوات الحوثيين في اليمن، إحدى الساحات النشطة التي تؤثر على أمنها".
وأفاد "الأمر مختلف بالنسبة للهند: ففي حين أنها جزء فعال من الأعمال التجارية الهندية المتوسطية، فقد يكون من الصعب على نيودلهي المضي قدما في العمل العسكري مثل المطلوب، نظرا لعلاقاتها مع روسيا وإيران - حتى لو كانت هذه العلاقات متغيرة.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في الحالة الأخيرة، من شأن الجهود المتجددة بقيادة أوروبا أن تثبت التزاما موحدا بمكافحة التهديد الحوثي وتعزيز الاستقرار في واحدة من أكثر المناطق البحرية أهمية في العالم - ومن شأن الدفع الجديد من جانب الاتحاد الأوروبي أن يؤدي إلى جهد متبادل من جانب واشنطن.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اسرائيل أمريكا الحوثي البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا
يرى الكاتب الصحفي جوناثان فريدلاند أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تعد مجرد شريك متردد لأوروبا، بل تحولت إلى طرف معادٍ يسعى صراحة إلى التأثير في مستقبلها السياسي.
وقال الكاتب -في عموده بصحيفة غارديان- إن الأمر وصل إلى العمل على تغيير الأنظمة داخل القارة، استنادا إلى ما ورد في إستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة التي تقول إن "تنامي نفوذ الأحزاب الأوروبية الوطنية" مدعاة لتفاؤل كبير، وإن الولايات المتحدة ستفعل ما بوسعها لمساعدة أوروبا على "تصحيح مسارها الحالي".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: "الدعم السريع" تحتجز آلاف الرهائن وتقتل مَن لا يدفع فديةlist 2 of 2نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلاend of listوقد وجهت إستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة انتقادات حادة إلى أوروبا، واعتبرتها مهددة بالاندثار الحضاري بسبب الهجرة وتراجع المواليد وما تصفه بقمع حرية التعبير.
وأكد الكاتب أن هذا الخطاب الذي يعكس رؤية ثقافية وعنصرية ترى أن أوروبا تفقد هويتها البيضاء والمسيحية لا يقتصر على لغة أيديولوجية أو مزايدات إعلامية، بل يمثل خطة سياسية واضحة تعلن واشنطن بموجبها نيتها دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة واليمين المتشدد في دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، والعمل على إضعاف الاتحاد الأوروبي.
ويربط فريدلاند هذا التوجه بالمصالح الروسية، معتبرا أن تقويض الاتحاد الأوروبي هدف إستراتيجي قديم بالنسبة لموسكو، وهو ما يفسر الترحيب الروسي بالسياسة الأميركية الجديدة، في تقاطع غير مسبوق بين موقفي واشنطن والكرملين.
لحظة مفصليةويتناول المقال أسباب العداء الأميركي للاتحاد الأوروبي، مرجحا أن جزءا منه يعود إلى قدرة الاتحاد على فرض قيود وتنظيمات تحد من نفوذ شركات أميركية وشخصيات نافذة مثل إيلون ماسك، إضافة إلى رغبة ترامب في التعامل مع دول أوروبية متفرقة يسهل الضغط عليها بدل تكتل قوي موحد.
إعلانوبغض النظر عن الدوافع يؤكد الكاتب أن الولايات المتحدة باتت ترى الاتحاد الأوروبي خصما لا حليفا، وهو واقع لم يعد قابلا للإنكار، وبالفعل حاول المدافعون عن ترامب القول إن الإدارة لا تعادي أوروبا بحد ذاتها، بل الاتحاد الأوروبي تحديدا.
أوروبا تواجه لحظة مفصلية تتطلب شجاعة سياسية للاعتراف بأن التحالف الأطلسي يمر بأزمة عميقة، وأن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة لم يعد مضمونا
وعلى الصعيد الأمني، ينتقد فريدلاند الموقف الأميركي من الحرب في أوكرانيا، معتبرا أن واشنطن تمارس ضغوطا على كييف للقبول بشروط تصب في مصلحة روسيا، في وقت يتجاهل فيه قادة أوروبيون -بمن فيهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته– حقيقة أن أقوى دولة في الحلف باتت أقرب إلى موسكو منها إلى حلفائها التقليديين.
من جهة أخرى، يسلط الكاتب الضوء على التناقض في الموقف البريطاني، حيث يعلن رئيس الوزراء كير ستارمر دعمه لأوكرانيا، لكنه يواصل إعطاء الأولوية للعلاقة مع واشنطن على حساب التعاون الأوروبي، سواء في ملفات الدفاع أو التجارة.
ويخلص المقال إلى أن أوروبا تواجه لحظة مفصلية تتطلب شجاعة سياسية للاعتراف بأن التحالف الأطلسي يمر بأزمة عميقة، وأن الاعتماد التقليدي على الولايات المتحدة لم يعد مضمونا.
وفي ظل هذا الواقع، يدعو الكاتب القادة الأوروبيين إلى مواجهة الحقيقة وبناء موقف أوروبي أكثر استقلالية وتماسكا بدل التمسك بعلاقات لم تعد متبادلة ولا قائمة على الثقة القديمة.