وقفاتٌ متأملةٌ في سنوية الشهيد 1446هـ
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
عبدالقوي السباعي
أيُّها الزائرُ الحبيبُ لروضاتِ الشُّهداء: قِـــفْ ثابتًا وأنت تتلو بخشوعٍ صلواتِ زيارتِك لهذه الأرواح التي ارتقت في معتركِ الشرف والكرامة، وفي مواقعِ العزة والمجد.
قِـــفْ شامخًا فأنت في أرضٍ مقدَّسةٍ تحتضنُ أرواحًا من البشر تتسامى هيئاتُها؛ إذ إنها للملائكة أقربُ، نزفت من دمائها حتى الرَّمَقِ الأخير؛ في سبيل الله ومن أجل الله؛ ودفاعًا عن الأرض والعرض والحرية والسيادة والاستقلال.
قِـــفْ متأمِّلًا ملامحَ هذه الوجوه التي جاءت سقيًا لهذه الأرض التي أخرجت من جوفها قومًا لم يتسلل يومًا إلى عزائمهم خورٌ أَو انهزام، ولم يطرق اليأسُ إلى قلوبهم بابًا، وتمتم على وَقْعِ أرواحهم ترانيم الخلود العازفة على أوتار الحياة، في لحنٍ لا هدر فيه ولا مجال للنقاش على عظمته، بعد أن قدَّمت سيلًا من الانتصارات؛ من وريد الخلد إلى نشوة الحياة.
قِـــفْ طويلًا أمامَ هذه الصفوف المنظومة رَسْمًا بالمهابة والشموخ، وهي تحتضن أجسادًا أمطرت عبير دماءٍ تنزلت إلى أحضان التراب اليمني المقدس، فأحالته حقولًا من سنابل الخير وأزهار من الأمان لأبنائه البرّرة، وصفائح من البارود الملتهب تحت أقدام الغزاة والمحتلّين وأذنابهم من الخونة والمنافقين.
قِـــفْ هُنا.. واخلع نعلَيْك حين تتجول بين هذه الأضرحة، فهُنا أرواح تشبَّعت بالهداية الإلهية القرآنية، ومن بين سطور الملازم الحسينية البدرية لمحت الطريق، وقبل أن تحتضنَها رُسُلُ الملكوت الأعلى، أضاء وميضُ برقها ما بين الخافقين، وأرعدت وأمطرت فيضَ عطاء ومكارم لا تزال تحُفُّ دروبَ المسيرة العالمية بالعناية والألطاف الإلهية والتأييد والمدد.
نعم.. حريٌّ بنا أن نتوقَّفَ في مقام هذا العطاء الذي انسكب على هذا التراب الطاهر، نتأمل إرادَة القدرة الإلهية في أن تنبت من دمائهم غراس العزة والكرامة والحرية والإباء، نتلمس فضائلهم؛ نفتش عن مناقبهم، رغم يقيننا أننا نجدها في وجوه الأطفال والنساء؛ نقرأها في الشوارع والأحياء، وفي الأسواق والطرقات والأضواء وفي كُـلّ شيءٍ يقابلنا.
ونحن نعيش أسبوع الشهيد هذا العام، أدعوكم أَيْـضًا للتأمل؛ ونقرأ سويًّا تفاصيل الأحداث والمواقف، وما نحن عليه من عزة ومنعة وفخر وإكبار من كُـلّ أحرار العالم بفضل مسيرتنا القرآنية العالمية، وعظمة مدرسة الشهادة والشهداء، والذي نرى أثرَ ما صنعت في عزائم الرجال المجاهدين الأبطال، وفي قوافل الدعم والمدد.. والجود والعطاء.
وبأيدينا أن نصنَعَ من هذه المناسبة الخالدة، مِنصَّةَ انطلاقة نحو الغد المشرق، بعد أن أصبحَ وراء هؤلاء الشهداء الأتقياء؛ شعبٌ يهُـــزُّ راية المجد والظفر بيمينه في وجوه أعدائه وأعداء أمته، حتى الانتصارِ كرماءَ أَو اللحاقِ بهذا الركب المبارك شهداءَ، وهو عهدٌ بالوفاء حتى آخر نَفَسٍ لنا في هذا الوجود.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
اعترافات الارهابي الذي شارك بإحراق الشهيد الكساسبة
#سواليف
أفاد محامي الطرف المدني في قضية السويدي #أسامة_كريم، المتورط في عملية #إحراق #الشهيد_الطيار الأردني #معاذ_الكساسبة حيا، بأن المتهم لم يظهر أي تعاطف أو ندم خلال محاكمته في #ستوكهولم.
وتعد #السويد الدولة الأولى والوحيدة التي تحاكم كريم في هذه القضية، التي أثارت استنكارا عالميا واسعا، حيث بدأت المحاكمة في الرابع من يونيو الجاري، وطالبت النيابة العامة بإصدار حكم بالسجن المؤبد بحق المتهم.
وخلال الجلسات، ظل كريم البالغ من العمر 32 عاما، والذي سبق أن أدين بتهم مرتبطة بهجمات باريس وبروكسل الإرهابية، صامتا تماما، بينما تم عرض مقاطع من استجواباته المسجلة ووثائق التحقيق.
مقالات ذات صلة الأردن يدين اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين 2025/06/26وأكد المحامي ميكايل ويسترلوند في مرافعته الختامية غياب أي مؤشر على الندم أو الشعور بالذنب لدى المتهم، قائلا: “من يبحث عن أي تعاطف في موقف كريم فلن يجده هنا”.
وأضاف أن المشهد المروع لإعدام الكساسبة كان كفيلا بإصابة أي إنسان عادي بصدمة نفسية تستدعي علاجا طويل الأمد، لكن كريم بدا وكأنه استلهم من الحادث دافعا لمواصلة أنشطته الإرهابية، والتي أدت لاحقا إلى إدانته في قضايا إرهاب أوروبية.
يذكر أن المحاكم الأوروبية كانت قد أصدرت أحكاما سابقة ضد كريم، حيث حكمت عليه فرنسا بـ30 عاما لضلوعه في هجمات باريس 2015، بينما حكمت عليه بلجيكا بالسجن المؤبد لتورطه في تفجيرات بروكسل عام 2016.
من جانبها، حاولت بيترا إكلوند، دفاع المتهم، إثبات ضعف الأدلة، خاصة تلك المتعلقة بدور موكلها المحدد في #جريمة #حرق_الشهيد الطيار الأردني.
وأشارت إلى صعوبة مهمتها نظرا لأن كريم أصبح الشخص الوحيد الذي يمكن محاكمته في هذه القضية بعد أن قتل جميع المتورطين الآخرين تقريبا، مما يحرمها من إمكانية الاستعانة بشهود يدعمون رواية موكلها.
وكان كريم قد ادعى خلال التحقيقات أنه لم يمكث في موقع الجريمة سوى 15-20 دقيقة، وأنه لم يكن على علم بما سيحدث قبل أن يرى كاميرات التصوير. بينما يظهر في الفيديو الذي نشره تنظيم داعش في شباط 2015 مشهد إحراق الطيار الكساسبة، الذي ظهر في التسجيل مرتديا الزي البرتقالي داخل قفص معدني، على يد أحد المسلحين.
ومن المقرر أن تصدر محكمة ستوكهولم حكمها النهائي في القضية يوم 31 تموز المقبل في الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت ستوكهولم.