في جريمة مروّعة هزّت صنعاء والشارع اليمني بأسره، استفاق سكان حي الفليحي بمدينة صنعاء القديمة على فاجعة مروّعة، عقب العثور على جثة فتاة مقطعة بطريقة وحشية داخل شبكة الصرف الصحي في أحد المنازل.

ووفقًا لشهادات محلية، أقدم الجاني على استدراج الضحية، وهي فتاة تنحدر من محافظة تعز وتقيم في منطقة باب اليمن،  إلى منزله، قبل أن يقوم بقتلها وتقطيع جسدها، والتخلص من أجزائه عبر دفنها في مواقع متفرقة داخل الحي، أبرزها بساتين وشبكات صرف صحي.

وقد قادت الصدفة البحتة إلى اكتشاف الجريمة حين لاحظ أحد الجيران انسدادًا في مجاري منزل المشتبه به، لتبدأ بذلك فصول الكارثة.

الجريمة التي وُصفت بأنها من أبشع الجرائم التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة، كشفت عن حالة الانفلات الأمني المتفاقمة في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وسط صدمة مجتمعية عارمة ومطالبات واسعة بفتح ملفات حوادث اختفاء فتيات لم يُكشف مصيرهن منذ سنوات.

وفي حادثة منفصلة عثر سكان محليون في منطقة نائية قرب مطار صنعاء على جثة امرأة في العشرينات، مرمية بعد أيام من اختفائها من أحد الميادين الرئيسية. المرأة تعرضت للاختطاف مع طفلها، من قبل عنصر تابع لميليشيا الحوثي ومعروف للأجهزة الأمنية وشارك في الكثير من الجرائم الدموية ضد أبناء الشعب خلال السنوات الماضية.

وفقًا لشهود عيان أن جثة المرأة كانت بحالة مزرية وبعض أجزائها مقطعة ومرمية في مناطق متفرقة في المنطقة، في حين قام باختطاف الطفل ونقله إلى شقة سكنية قرب مستشفى المؤيد التابع لقيادي حوثي في صنعاء.

وفي حادثة أخرى  لا تقل بشاعة، عُثر في حديقة عامة بمنطقة أخرى من صنعاء على جثة طفل مرمية داخل كومة من النفايات. وذكر شهود أن الطفل لا يتجاوز عمره 10 سنوات، وتم العثور عليه مغطى ببطانية ممزقة وبدا واضحاً تعرضه للاعتداء قبل وفاته.

وتقول إحدى الناشطات الحقوقيات في صنعاء: "المدينة التي كانت عاصمة السلام والمحبة ومنارة للتاريخ والحضارة، أصبحت مع سيطرة أيادي الشر الإيرانية المتمثلة بميليشيا الحوثي، أصبحت المدينة وساكنيها يعيشون في خوف ورعب من هول الجرائم التي تحدث كل يوم". وأضافت: "كل يوم نسمع عن جريمة أبشع من الجريمة التي سبقتها، والنساء والأطفال أول الضحايا، حيث أصبحت المرأة فريسه سهلة للوحوش البشرية التي لم تجد رادعًا لها في ظل سيطرة الميليشيات الحوثية الراعية للإرهاب والانتهاكات البشعة التي يتعرض لها الأبرياء بصورة يومية".

وكشفت مصادر حقوقية عن انتهاكات جسيمة تعرضت لها عدد من الفتيات في صنعاء، عقب اقتحام نفذته عناصر تابعة لمليشيا الحوثي لأحد المنازل، حيث جرى اقتياد الفتيات إلى أحد أقسام الشرطة دون أوامر قانونية أو وجود شرطة نسائية. 

وأفاد المحامي وضاح قطيش أن الفتيات احتُجزن قرابة منتصف الليل، وتم التحقيق معهن من قبل عناصر أمنية ذكورية في ظروف وصفها بـ"المهينة وغير القانونية"، دون إشراف قضائي أو مراعاة للضوابط القانونية الخاصة بالتعامل مع النساء.

وأضاف قطيش، في منشور على صفحته في فيسبوك، أن الفتيات نُقلن في اليوم التالي إلى النيابة العامة وهنّ في حالة إنهاك شديد، حيث خضعن لجلسة تحقيق أخرى بحضور من وصفهم بـ"الخصوم"، الذين تولوا توجيه الأسئلة والإملاء على مسامع المحقق، في مخالفة صريحة للإجراءات القضائية.

وأوضح أن النيابة أصدرت قرارًا بحبس الفتيات احتياطيًا في السجن المركزي بصنعاء، بتهمة مساعدتهن امرأة يمنية تحمل الجنسية الأمريكية على مغادرة اليمن، في قضية أثارت استنكارًا واسعًا في الأوساط الحقوقية، وسط مطالبات بالإفراج الفوري عن الفتيات وفتح تحقيق مستقل لمحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات.

وفي تطور لافت للقضية، ظهرت المواطنة اليمنية الأمريكية زينب الماوري في تسجيل مرئي تطالب بالإفراج الفوري عن الفتيات المحتجزات، مؤكدة أنهن لم يرتكبن أي جريمة، بل ساعدنها على النجاة من احتجاز قسري وتعذيب تعرضت له على يد أحد أقاربها في صنعاء. وقالت الماوري، البالغة من العمر 35 عامًا، إنها خضعت لفترة احتجاز قسري في مصحة نفسية لمدة ستة أشهر، أُجبرت خلالها على التوقيع بعدم طلب المساعدة أو محاولة الهروب، قبل أن تُحتجز مرة أخرى في منزل قريبها الذي اعتدى عليها جسديًا ولفظيًا، بحسب قولها.

وأوضحت أن حالتها النفسية وصلت إلى مرحلة لم تعد تحتمل، فقررت الفرار بمساعدة بعض الصديقات، اللواتي يواجهن اليوم الحبس الاحتياطي بتهم تتعلق بمساعدتها في الهروب. ووصفت الماوري قريبها بـ"المجرم"، مشيرة إلى أنه اعتاد ممارسة الاحتجاز القسري بحق النساء بدوافع كيدية واتهامات لا أساس لها. وطالبت سلطات الأمر الواقع في صنعاء بسرعة إطلاق سراح الفتيات، مؤكدة براءتهن من التهم المنسوبة إليهن، ومحمّلة الجهات الأمنية المسؤولية عن سلامتهن الجسدية والنفسية.

حالة الانفلات الأمني المريع الذي تعيشه صنعاء القى بظلاله القاتمة على حياة المواطنين اليومية. وتحوّلت المدينة إلى بيئة خصبة للجريمة المنظمة والانتهاكات، في ظل غياب شبه تام لأجهزة إنفاذ القانون، وتواطؤ بعض العناصر الأمنية مع الجناة. حيث يشعر السكان بالرعب والهلع مع كل حادثة اختطاف أو جريمة قتل تمرّ دون تحقيق أو عقاب، مما جعل الشعور بالأمان حلمًا بعيد المنال. باتت النساء والفتيات أكثر الفئات عرضة للخطر، بينما يعيش الأهالي في قلق دائم على أبنائهم، وسط صمت رسمي مريب واستمرار حالة الفوضى دون أي بوادر لحلول جادة أو مساءلة فعلية للجناة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

حادث طريق الواحات| مشاهد من الرعب وشهامة المصريين.. ماذا حدث مع الفتيات؟

«البنت عملت حادثة.. خلوا البنات تعمل حادثة».. بهذه الكلمات خرج أحد مرتادي طريق الواحات البحرية يكشف عن ما حدث في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، ومطاردة قائدي 3 سيارات ملاكي لـ سيارة يقودها 3 فتيات حاولن الهرب منهم، وقيادة سيارتهن بسرعة جنونية، دون أن يفكروا ما ستؤول إليه الأمور.

ماذا حدث أعلى طريق الواحات البحرية؟

في الساعات الأولى خرجت 3 فتيات من إحدى الكافيهات الشهيرة بطريق الواحات البحرية، ليستقلن سيارتهن الملاكي، في طريقهن إلى وجهتهن، لكن السيناريو تغيرت أحداثه، وطارد فتيات طريق الواحات، شباب يقودون 3 سيارات ملاكي، وفي أثناء ذلك حاولت قائدة سيارة الفتيات الهرب منهم، وقيادة سيارتها بسرعة جنونية، أملا في الهرب منهم، على مرأى ومسمع مرتادي الطريق، لكن دون جدوى، لتصطدم سيارة الفتيات بسيارة نقل تريلا من الخلف، ما تسبب في إصابتهن بإصابات بالغة، قبل أن تتوقف حركة السيارات أعلى الطريق.

مصور حادث طريق الواحات البحرية يكشف ما جرى

محمد أبو زيد، مصور الواقعة، روى ما حدث من لحظات الرعب والخوف أعلى طريق الواحات البحرية قائلًا: «الولاد اللي كانوا سايقين العربيات صغيرين جدًا، ومكنتش متخيل إنهم يعملوا حادثة، الولاد كانوا بيجروا ورا البنات على الطريق أول ما خرجوا من الكافيه، والبنات بتحاول تهرب منهم، لكن ما فيش فايدة، عربية البنات خبطت في التريلا، والمشهد كان صعب جدًا لأن في بنت الإزاز دخل في وشها وكانت بتنزف، دي غالبًا هتحتاج عمليات تجميل».

واستكمل مصور الفيديو، أنه لم يكن في استطاعته سوى تصوير ما حدث، ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، لمساعدة الفتيات في الحصول على حقهن، مشيرًا إلى أنه توقف بسيارته وآخرين لمساعدة الفتيات في الخروج من سيارتهن، ونقلهن إلى المستشفى لعلاجهن، والاطمئنان عليهن.

أجهزة الأمن بالجيزة تتلقى بلاغًا بالواقعة

تلقى اللواء علاء فتحي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تلقى إخطارًا مفاده بوقوع مطاردة سيارات بين سيارة يستقلها 3 فتيات و3 سيارات أخرى يستقلهم 3 شباب، أعلى طريق الواحات البحرية، نتج عنها تهشم سيارة الفتيات وإصابتهن إصابات بالغة نقلوا على إثرها إلى المستشفى للعلاج.

سرعان ما وجه مدير مباحث الجيزة، بفحص البلاغ الوارد، وكاميرات المراقبة المركبة بالطريق، وسرعة تحديد وضبط مرتكبي الواقعة، ومعرفة دوافعهم حول ارتكابها.

إحدى المصابات تكشف كواليس حادث الواحات البحرية

في الوقت ذاته كشفت رنا، إحدى المصابات جراء الحادث المأساوي، خلال تحقيقات أجهزة الأمن بالجيزة التي أجريت معها، وقالت: «بعد ما خرجنا من الكافيه لقينا 3 عربيات بيطاردونا، وحاصرونا في الطريق، وبدأ واحد منهم يهددني ويقولي اقفي يا بت.. اقفي هموتك، ورمى حاجات على العربية، لحد ما فقدت السيطرة وخبطت في عربية نقل واقفة، مستكملة أقوالها: طلعونا من العربية وإحنا متبهدلين وهدومنا مقطعة».

القبض على المتهمين بارتكاب الواقعة

وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، في غضون ساعات معدودة من القبض على المتهمين بارتكاب الواقعة، والعرض على النيابة العامة للتحقيق ومعرفة دوافعهم حول ارتكاب الواقعة.

اقرأ أيضاًالداخلية تضبط قضايا إتجار في العملة بقيمة 22 مليون جنيه خلال 24 ساعة

كيان وهمي وفرص عمل مزيفة.. حبس متهم بالنصب على المواطنين بالدقي

لـ تهنئته بالمنصب الجديد.. المهندس حاتم نبيل يزور رئيس هيئة قضايا الدولة

مقالات مشابهة

  • مكنتش مخططة بس بحب أشوف الناس مرعوبة.. اعترافات ممرضة حريق مستشفى حلوان
  • الإمارة الإسلامية التي تُعلِّم الفتيات الانتصار في الحروب
  • إطلاق أكبر مسابقة لاكتشاف قرّاء القرآن برعاية الأوقاف والمتحدة
  • عاصمة الجنوب تغني الفرح.. مهرجان صيداويات ينطلق برعاية وزير الثقافة
  • تعبئة مساعدات غزة وتصنيفها وتكويدها برعاية منظمة نيلسون مانديلا | صور
  • بيان صادر عن نساء الأردن إلى نتنياهو… هنا الأردن، رجالٌ ونساء، جدارٌ لا يُخترق
  • حادث طريق الواحات| مشاهد من الرعب وشهامة المصريين.. ماذا حدث مع الفتيات؟
  • برعاية SEASHORE.. صيفي الخور ينظم ورشتين حول الأمن السيبراني
  • هل هناك عصابات لخطف الفتيات؟ قوى الأمن تكشف الحقيقة
  • داخلية غزة تتهم إسرائيل برعاية لصوص المساعدات ..سياسة هندسة التجويع