لماذا ينجذب الجيل زد إلى الأزياء القبيحة؟
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
في كل صباح، وبينما تستعد "ريم" للخروج، تلفت انتباهها إطلالة ابنتها المراهقة التي تبدو غريبة وغير مألوفة: قصة شعر غير متناسقة، وغرة قصيرة جدًا، وملابس فضفاضة تكاد تُخفي ملامح الجسم، وسراويل ممزقة، وحقائب تبدو متّسخة عن قصد. مشهد بات مألوفًا لكثير من الأهل، ويدفعهم إلى التساؤل: ما الذي يجذب جيل "زد" إلى هذا النوع من الأزياء غير التقليدية؟
امتداد للهوية الرقميةيُشير مصطلح "جيل زد" إلى الأفراد المولودين بين منتصف التسعينيات وأواخر العقد الأول من الألفية الثالثة، ويُعرف عنهم اهتمامهم الشديد بالمظهر كوسيلة أساسية للتعبير عن الذات، خاصة مع نشأتهم في ظل ثقافة تركز على الصورة التي تعتبر جزءا أساسيا من الهوية الرقمية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن ما يعتبره البعض فسادا في الذوق يراه أبناء جيل زد موقفا متمردا على الجماليات التقليدية السائدة التي يفرضها المجتمع، وهو اتجاه يعرف ب"Anti-Aesthetic"، أو المناهضة للجمالية، وهو تيار في الفن والموضة يرى أن الجاذبية البصرية ليست شرطا للقيمة.
وغالبا ما يرتبط بالموضة المضادة، حيث يستخدم ملابس وأساليب غير تقليدية وغير متطابقة لتحويلها إلى شكل جريء من أشكال التعبير عن الذات والاحتفاء بالفردية والتمرد على الذوق المهيمن. كما يتجه الكثير من أبناء جيل زد لاستخدام الملابس المستعملة والمعاد تدويرها في اتجاه يربط الجمالية بالممارسات الأخلاقية والمستدامة.
نشأ جيل "زد" وسط أزمات متلاحقة وشعور دائم بعدم الاستقرار، بدءًا من جائحة كوفيد-19، ومرورا بالتضخم الاقتصادي، ووصولا إلى التوترات السياسية العالمية. في الوقت ذاته، هيمنت الفلاتر الرقمية على حياتهم، مقدّمة صورة مثالية ومصطنعة للعالم من حولهم. وسط هذا المشهد، ظهرت مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية التي ساهمت في انتشار ما يُعرف بـ"الموضة القبيحة".
إعلانمن أبرز هذه العوامل:
جائحة كوفيد-19 التي دفعت الناس إلى قضاء شهور طويلة داخل منازلهم، مما منحهم مساحة للتجريب والتحرر من الضغوط المرتبطة باتباع معايير الموضة التقليدية. كما عززت تلك العزلة ميولهم نحو اختيار ملابس مريحة، بعيدا عن الشكل المتعارف عليه للأناقة. فعلى سبيل المثال، زادت مبيعات شركة كروكس بنسبة 10% خلال جائحة كوفيد-19. رفض المعايير الجمالية التقليدية: تعتبر خيارات الموضة القبيحة بمثابة مقاومة واعية للضغوط الاجتماعية التي تطالبهم بالمظهر المثالي. التمرد على الأجيال السابقة: يسعى أبناء جيل زد لارتداء ملابس مختلفة عن السائد والانفصال عن الأجيال السابقة. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: تعمل منصات وسائل التواصل على زيادة انتشار اتجاهات الموضة القبيحة، وهو ما يجعل البعض يشعر أن أبناء جيل زد يرتدون الملابس نفسها الفضفاضة والمتشابهة.ورغم نزعة التمرد التي تقف خلف هذا الاتجاه، فسرعان ما تمكنت شركات الموضة السريعة من ركوب الموجة، واستغلته كوسيلة للتسويق عبر إنتاج مجموعات أزياء مستوحاة من اتجاهات الموضة المضادة، وترويجها كخيارات جريئة وجذابة، خاصة مع تبني العديد من نجوم ومشاهير هذا الجيل لمظاهر تكسر القواعد التقليدية مثل بيلي أيليش، وويجز، وكلاهما يظهران بإطلالات غير معتادة. وبدلا من أن يصبح هذا التوجه وسيلة للتعبير عن التمرد أصبح اتجاها نمطيا جديدا لاتباعه.
إذا كنت تتساءل عن الطريقة المثلى للتعامل مع اختيارات أبنائك المختلفة في الملابس -خاصة إن بدت لك غير ملائمة أو حتى "قبيحة"- فقد تتردد بين منعهم أو تركهم يكتشفون ذوقهم الشخصي، حتى لو تعارض مع معايير الجمال السائدة.
ينصح المتخصصون بضرورة احترام ذوق الأبناء وعدم رفض اختياراتهم بشكل مباشر، إذ تُعد الملابس في مرحلة المراهقة وسيلة مهمة للتعبير عن الهوية الشخصية. كما يحذرون من استخدام عبارات ساخرة أو وصف المظهر بأنه "قبيح" أو "كمشرد"، لما لذلك من أثر سلبي على صورة الأبناء الذاتية وثقتهم بأنفسهم.
وبدلا من إصدار أحكام قاطعة على مظهرهم، من الأفضل وضع حدود واضحة تتعلق بالاحتشام والسلامة الشخصية، مع التأكيد على أهمية ملاءمة الملابس للمكان أو المناسبة، مثل المدرسة أو المناسبات الرسمية. والأهم من ذلك هو الإنصات لوجهة نظرهم، وتشجيع الحوار المفتوح، وتقبّل أن لكل جيل ذوقه الخاص ووسائله المختلفة في التعبير عن نفسه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الجيل: 30 يونيو أسقطت مخططات جماعة الإخوان الإرهابية واستعادت قوة الدولة
صرح الدكتور حسن هجرس، مساعد رئيس حزب الجيل الديمقراطي وأمين عام الحزب بمحافظة الدقهلية، إن ثورة 30 يونيو ستظل محطة فارقة وصفحة مضيئة في تاريخ مصر الحديث، حينما خرج ملايين المصريين في مشهد وطني غير مسبوق ليحموا دولتهم من السقوط في مخططات ومؤامرات جماعة الإخوان الإرهابية التي أرادت اختطاف الوطن ونشر الفوضى والخراب.
وأكد أن هذا اليوم المجيد سيبقى شاهدًا على قدرة الشعب المصري على الدفاع عن دولته، وإسقاط كل المحاولات التي تستهدف هويته واستقلاله الوطني.
وأضاف الدكتور حسن هجرس أن جماعة الإخوان الإرهابية استغلت الشعارات الدينية لخداع المواطنين البسطاء، لكنها سرعان ما كشفت عن حقيقتها، حيث تجاهلت مصلحة الوطن، وسعت للسيطرة على مؤسسات الدولة وتنفيذ مخططاتها الضيقة، ما جعل أمن مصر القومي في مهب الريح، وفتح الباب أمام تهديدات داخلية وخارجية خطيرة.
وأشار إلى أن القوات المسلحة المصرية ورجال الشرطة البواسل لبّوا نداء الشعب وتحركوا في توقيت حاسم لإنقاذ الدولة، وقدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، لتُكتب بذلك صفحة جديدة من صفحات المجد والبطولة في تاريخ الأمة، تؤكد أن مصر عصية على السقوط أو الانكسار.
وأوضح الدكتور حسن هجرس أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لبّى نداء الشعب وتحمل المسؤولية في أصعب الفترات، وقاد مسيرة استعادة الدولة بحكمة وإخلاص، ونجح في إطلاق مشروعات قومية كبرى وبنية تحتية حديثة ساهمت في تحقيق الاستقرار، وبناء دولة قوية عصرية، وتحقيق طفرة تنموية يشهد لها الجميع في الداخل والخارج.
وأشار إلى أن ما تحقق منذ 30 يونيو حتى اليوم يعكس قدرة الدولة المصرية على تجاوز التحديات بفضل وعي شعبها، وصلابة مؤسساتها، وقيادتها الوطنية المخلصة، وأن المصريين سيظلون على قلب رجل واحد للدفاع عن وطنهم، وحماية مكتسباتهم، والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر واستقرارها.