لبنان في حرب بلا استراتيجية خروج
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
كتب رفيق خوري في" نداء الوطن": لا مهرب من النقاش في الملموس على الأرض. تلقّى "حزب الله" ضربات قوية وقاسية من إسرائيل التي ادعت أنها أضعفته وتكاد تخرجه من اللعبة العسكرية. لكنه أعاد تنظيم نفسه وقوته واستعاد السيطرة والقيادة على العمليات التي تدار مركزيّاً. وتعرّض لبنان في الوقت نفسه لضربات قوية زادت من ضعفه وأزماته الاقتصادية والاجتماعية لكنّه بقي ممنوعاً من إعادة تنظيم نفسه وامتلاك السيطرة والقيادة.
فلا انتخاب رئيس للجمهورية ضمن إعادة تكوين السلطة لمواجهة الخدمات في الداخل والتي زادتها الحرب، والإستعداد لملء مقعد البلد حتى تدقّ ساعة التفاوض والتسويات.
وليس ذلك سوى جزء من حرب الممانعة والحرص على إدارة الحرب والتواصل مع الخارج من دون رئيس يشكل مركزاً وعنواناً هما حالياً في يد "المقاومة الإسلامية" عملياً والمفوضين منها شكليّاً. والشغور الرئاسي هو بداية الفراغ الكامل في السلطة وتهميش الدور المسيحي على طريق الانتقال من جمهورية بلا رئيس إلى رئيس بلا جمهورية.
ولا أحد يذهب إلى حرب من دون هدف سياسي واستراتيجية خروج. غير أننا في حرب لا يملك أيّ من أطرافها استراتيجية خروج فعلية. وليس الرهان على وقف النار ليكون استراتيجية خروج سوى اتكال على ما يريد العدو. "حماس" قامت بعملية "طوفان الأقصى" ضمن هدف هو الرهان على فتح الجبهات في حرب تحرير فلسطين، لكن طهران أفهمتها أن تحرير فلسطين ليس في هذه المرحلة، ولم يبقَ أمامها سوى المطالبة بوقف النار كاستراتيجية خروج. نتنياهو وضع لحرب غزة هدفاً هو "القضاء على حماس" من دون استراتيجية خروج عند الفشل في تحقيق الهدف. وفي حرب لبنان، انتقل من إعادة مهجّري الشمال إلى "القضاء على حزب الله" من دون استراتيجية خروج بعد الفشل. "حزب الله" بدأ حرب "الإسناد" التي أخذها التصعيد الإسرائيلي إلى حرب لبنان الثالثة من دون استراتيجية خروج سوى وقف النار. والمعادلة خطيرة: لا تسوية بالدبلوماسية، ولا حسم في الميدان.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لابيد يدعو لوقف إطلاق النار بغزة: حان وقت إعادة الأسرى وإعادة الإعمار
أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أنه بعد انتهاء الحرب مع إيران "جاء وقت قطاع غزة، وأنه يجب وقف الحرب هناك"، وهي الإبادة المستمرة منذ أكثر من 20 شهرا وتسببت بأكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح.
وأضاف لابيد في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) الثلاثاء، أنه يجب "إعادة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية) وإنهاء الحرب، وعلى إسرائيل أن تبدأ إعادة الإعمار".
بدأ صباح الثلاثاء سريان وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، تنفيذا للاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ועכשיו עזה. זה הרגע לסגור גם שם. להחזיר את החטופים, לסיים את המלחמה. ישראל צריכה להתחיל לבנות מחדש. — יאיר לפיד - Yair Lapid (@yairlapid) June 24, 2025
وأنهت إيران الدقائق الأخيرة قبيل سريان الاتفاق بضربات صاروخية غير مسبوقة، أدت إلى مقتل 8 إسرائيليين على الأقل في بئر السبع ومناطق أخرى.
كما أحدثت الضربات الإيرانية دمارا شاملا في عدة مباني، وسط ذهول إسرائيلي، وذلك في الدقائق الأخيرة من الحرب التي أسماها ترامب بـ"حرب الـ12 يوما".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وقالت وكالة أنباء فارس، إن مدينة حيفا وقاعدة رامات ديفيد الجوية بين المواقع التي استهدفتها صواريخ إيران صباح اليوم.
وأكد التلفزيون الإيراني عدم خرق الاتفاق، قائلا إن الرشقة الأخيرة انطلقت قبيل بدء سريانه.
وقدر الإعلام الإسرائيلي عدد الرشقات الإيرانية منذ فجر الثلاثاء، بنحو خمس أو ست رشقات.
بدوره، قال مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه "في ضوء تحقيق أهداف العملية وبالتنسيق مع الرئيس ترمب وافقت إسرائيل على اقتراحه بوقف إطلاق النار".
وأضاف "إسرائيل سترد بقوة على أي انتهاك لوقف إطلاق النار".
ومنذ 13 حزيران/ يونيو تستهدف "إسرائيل" بدعم أمريكي منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، فيما ترد الأخيرة بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، مما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.
والأحد، شنت الولايات المتحدة غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان الإستراتيجية في إيران، استكمالا للدعم العسكري والاستخباري واللوجستي الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل في عدوانها على إيران.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب "إسرائيل" بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
وتحاصر "إسرائيل" غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.