إلى متى يمكنني العيش؟ خبيرة شيخوخة تجيب عن السؤال الأكثر إلحاحا
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إلى متى سوف أتمكن من العيش؟ هل سأفقد ذاكرتي؟ هل سيكون لدي ما يكفي من المال؟ كيف سأموت؟
على أعتاب عيد ميلادها الخمسين، كانت لخبيرة الشيخوخة، ديبرا ويتمان، بعض الأسئلة.
وأثناء البحث في رفوف مكتبتها، لم تتمكن من العثور على كتاب يشرح ما يمكن للبالغين الذين يرغبون في التقدم بالسن بصحة وسعادة توقعه.
وقالت ويتمان، البالغة من العمر 54 عامًا، وهي نائب الرئيس التنفيذي، ورئيسة قسم السياسات العامة في جمعية المتقاعدين الأمريكية (AARP)، والمديرة السابقة للجنة الخاصة للشيخوخة في مجلس الشيوخ الأمريكي: "لم يكن هناك حقا أي شيء عن النصف الثاني من الحياة".
ويعيش العديد من الأمريكيين لفترةٍ أطول، وسيتضاعف عدد سكان الولايات المتحدة، الذين تبلغ أعمارهم 100 عام فما فوق أربع مرات، في السنوات الثلاثين المقبلة، مع ارتفاعه من حوالي 101 ألف في عام 2024 إلى حوالي 422 ألف بحلول عام 2054، وفقًا لمركز "بيو" للأبحاث.
وشجّع ذلك ويتمان على تأليف كتاب عن هذا الموضوع بنفسها، ويُدعى "الخمسون الثانية: إجابات على الأسئلة السبعة الكبرى لمنتصف العمر وما بعده" (The Second Fifty: Answers to the 7 Big Questions of Midlife and Beyond).
وسألْنا ويتمان حول ما يمكن للأشخاص القيام به الآن لرسم مسار أكثر سعادة وصحة بالحياة لدى الأشخاص عند الوصول للنصف الأخير من حياتهم.
CNN: لنبدأ بالسعادة مع التقدم في العمر. متى يكون البالغون أكثر وأقل سعادة في الحياة؟
ديبرا ويتمان: تزداد السعادة الشخصية مع التقدم بالعمر. وجد استطلاع حديث أجرته "AARP" أننا في الواقع أقل سعادة في منتصف حياتنا، أي في الأربعينيات والخمسينيات من العمر.
وبحلول الوقت الذي نصل فيه إلى السبعينيات من العمر، يكون ذلك هو الوقت الذي نكون فيه أكثر سعادة، حيث وجدنا أنّ 91% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا سعداء.
وحتّى إذا نظرنا إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، فإن 90% منهم يشعرون بالتفاؤل بشأن مستقبلهم.
ويُعد التدهور المعرفي والخرف من أكبر مخاوف غالبية الأشخاص فيما يتعلق بالشيخوخة.
ويعتقد حوالي نصف الأمريكيين أنّهم سيُصابون بالخرف، ولكن يعاني حوالي 15% من الأشخاص فقط، حتى أولئك الذين في أواخر السبعينيات من العمر، من ضعف إدراكي خفيف.
أما النظرة التي تقول إنّ الجميع سيفقدون ذاكرتهم في المستقبل ليست صحيحة.
CNN: ماذا يمكننا أن نفعل للمساعدة في منع أو تأخير الخرف؟
ديبرا ويتمان: هناك خمس عادات صحية، وهذا ينطبق على الصحة بشكلٍ عام أيضًا.
تتمثل الأولى بممارسة الرياضة بانتظام، والثانية بتناول نظام غذائي صحي، والثالثة بالحفاظ على وزن صحي، بينما تتمثل الرابعة والخامسة بعدم التدخين وشرب القليل من الكحول أو عدم استهلاكه على الإطلاق.
وحتى لو قمت بعادة صحية واحدة فقط، فإن ذلك يطيل عمرك المتوقع بما يعادل عامين.
وإذا حافظت على هذه العادات الصحية الخمس، فإن متوسط عمرك المتوقع يزيد بمقدار 14 عامًا للنساء و12 عامًا للرجال. وتعزز هذه العادات الصحية أيضًا من صحة دماغنا.
CNN: ما مدى أهمية الشعور بالانتماء للمجتمع في عملية التقدم في السن؟
ديبرا ويتمان: إنّه أمر بالغ الأهمية. نحن نعلم أنّ العزلة الاجتماعية تعادل تدخين 15 سيجارة في اليوم. ويمكن أنّ يؤدي الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية إلى تقصير عمرك بمقدار 15 عامًا.
وقال الدكتور روبرت والدينجر، الذي يقود "دراسة هارفارد لتطور البالغين"، وهي واحدة من أطول الدراسات المستمرة لحياة البالغين، إنّ الاختلاف بين الأشخاص الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة في الثمانينيات من العمر، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يكونوا كذلك، يتمثل بأنهم تمتعوا بعلاقات، وصداقات، وعائلات أقوى، وروابط أفضل بمجتمعهم.
CNN: ما الذي يساهم أيضًا في الشيخوخة الصحية؟
ديبرا ويتمان: عقليتك مهمة حقًا. إذا كنت تعتقد أنّ الشيخوخة فترة إيجابية في الحياة، وإذا كنت تتطلع إليها، وتعتقد أنّها وقت يتّسم بالحكمة والقدرة على رد الجميل لعائلتك ومجتمعك، فستعيش لفترة بمقدار سبع سنوات ونصف مقارنةً بما إذا كانت لديك وجهة نظر سلبية حول الشيخوخة.
CNN: ما الذي فعلته بشكلٍ مختلف عند تعاملك مع الشيخوخة؟
ديبرا ويتمان: منذ أن ألّفت الكتاب، التحق أطفالي بالجامعة. والآن أحاول توفير الوقت والطاقة لأصدقائي وأفراد عائلتي وغيرهم للبقاء على اتصال أفضل بهم مما كنت عليه. أعتقد أنّ الشعور بالامتنان خلال حياتي أمر مهم حقًا.
أريد أن أعيش حياة طويلة وصحية خلال "الأعوام الخمسين الثانية" من عمري. لذا فإنّ القيام بهذه الأشياء الآن، لبناء العلاقات والقيم، أمر مهم حقًا.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الشيخوخة الأشخاص الذین من العمر
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي الأجانب الذين ساعدوه في الإطاحة بالأسد
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا مطولا عن التحدي الذي يواجهه الرئيس السوري أحمد الشرع المتمثل في وجود مقاتلين أجانب كانوا قد ساعدوه في الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وبعد مرور 6 أشهر من دخول الثوار السوريين دمشق أواخر العام المنصرم، أصبح الشرع رئيسا للبلاد. لكن الصحيفة تحذر من أن هؤلاء المقاتلين الإسلاميين، الذين قدِموا من مناطق بعيدة مثل أوروبا وآسيا الوسطى للانضمام إلى الثورة، يشكلون تحديا عميقا لمستقبله السياسي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواءlist 2 of 2مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروباend of listوقد عيّن الشرع بعضا منهم في مناصب عليا في وزارة الدفاع، واقترح تجنيس عديد منهم من ضباط الصف والجنود، بيد أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشترط طرد جميع المقاتلين الأجانب لتخفيف العقوبات التي شلّت الاقتصاد السوري.
ويقول جيروم دريفون المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية إن الحكومة السورية حاولت عزلهم، لكنها تواجه مشكلة حقيقية في تنفيذ المطلب الأميركي، وتحديدا في تعريف من هم "الإرهابيون"، وحتى إذا تم طردهم فإن بلدانهم لا تريد عودتهم.
ووفقا لجماعات الرصد التي تراقب الأوضاع في سوريا، فإن المقاتلين الذين شاركوا في هجوم دموي قبل شهرين على المجتمعات الساحلية السورية، وقتلوا مئات من أبناء الطائفة العلوية، كانوا من المسلحين الأجانب، وتهدد هذه التوترات الطائفية بزعزعة استقرار المرحلة الانتقالية الهشة.
إعلانوأفادت واشنطن بوست بأن الأكثر تشددا من بين المقاتلين الأجانب بدؤوا يصبون جام غضبهم على "رفيق سلاحهم السابق"، وذلك بسبب عدم فرضه الشريعة الإسلامية في سوريا حتى الآن، ويزعمون أنه يتعاون مع الولايات المتحدة والقوات التركية لاستهداف الفصائل المتطرفة.
ونقلت عن أحد المقاتلين الأوروبيين -الذي تحدث في مقابلة أُجريت معه في مدينة إدلب الشمالية شريطة عدم الكشف عن هويته- قوله إن "الجولاني يهاجمنا من الأرض، وأميركا من السماء"، مستخدما الاسم الحركي لأحمد الشرع عندما كان يقاتل النظام السابق.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن عشرات الآلاف من الأجانب تدفقوا إلى سوريا والعراق المجاور على مدى العقدين الماضيين للقتال إلى جانب الثوار السوريين خلال الحرب التي استمرت زهاء 14 عاما. وقد انضم عديد منهم إلى جماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، في حين التحق آخرون بفصائل أقل تطرفا.
يقدِّر باحثون أن 5 آلاف من المقاتلين الأجانب لا يزالون في سوريا، وقد اندمج عديد منهم في المجتمعات المحلية، خاصة في أقصى شمال غربي البلاد، وهم متزوجون الآن من سوريات وأنجبوا أطفالا
ويقدِّر باحثون أن 5 آلاف من هؤلاء الأجانب لا يزالون في سوريا، وقد اندمج عديد منهم في المجتمعات المحلية، خاصة في أقصى شمال غربي البلاد، وهم متزوجون الآن من سوريات وأنجبوا أطفالا.
ونسبت الصحيفة إلى محللين سياسيين ومقاتلين أن حكومة دمشق أمرت الأجانب بالتواري عن الأنظار وعدم التحدث علنا، في حين يعمل الشرع جاهدا لتحقيق توازن يبدو صعبا.
وأشارت إلى أن مراسليها التقوا -في 3 مناسبات منذ سقوط الأسد- مقاتلين أجانب في عدة مناطق من البلاد. ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان مقاتلون أتراك متمركزين في الطريق المؤدية إلى مدينة حماة (وسط البلاد)، حيث مقام الإمام علي زين العابدين، بينما كان مقاتلون عراقيون يجوبون المدينة على أنهم سياح.
وفي مارس/آذار الماضي، سيطر مقاتلون من آسيا الوسطى على نقطة تفتيش تقطع الطريق إلى جبل قاسيون الشهير في دمشق. ثم في أوائل مايو/أيار الماضي، اختفى جُلَّهم من نقاط التفتيش وشوارع وسط وجنوب سوريا على الأقل.
الحكومة السورية تتوخى الحذر في الوقت الراهن، مخافة أن يُنظر إليها على أنها تستهدف المقاتلين الذين ظلوا على ولائهم أو استفزاز المتشددين الذين أصيبوا بخيبة أمل
وتحدث مقاتل فرنسي إلى الصحيفة -بشرط الاكتفاء بذكر اسمه الأول وهو مصطفى- قائلا إنه سافر من باريس للانضمام إلى القتال ضد قوات الأسد عام 2013، في البداية مع فصيل صغير يتألف في معظمه من مصريين وفرنسيين، ثم مع جبهة النصرة سابقا قبل أن تتحول إلى هيئة تحرير الشام.
وقال حلاق يُدعى محمد كردي -لصحيفة واشنطن بوست– إن بعض زبائنه كانوا مقاتلين من بيلاروسيا والشيشان وأوزبكستان وأماكن أخرى.
غير أن الخبراء الذين يراقبون الجماعات الإسلامية يقولون إن المقاتلين ككل أصبحوا أقل تطرفا بمرور الوقت، رغم أن معظمهم لا يزالون محافظين بشدة. ولم يرغب أي ممن التقاهم مراسلو الصحيفة في مغادرة سوريا بحجة احتمال تعرضهم للاعتقال أو حتى لعقوبة الإعدام في بلدانهم الأصلية.
إعلانوطبقا لتقرير الصحيفة الأميركية، فإن الحكومة السورية تتوخى الحذر في الوقت الراهن، مخافة أن يُنظر إليها على أنها تستهدف المقاتلين الذين ظلوا على ولائهم أو استفزاز المتشددين الذين أصيبوا بخيبة أمل.
وفي اعتقاد المحلل دريفون أن الحكومة لا تريد أن تخونهم، لأنها لا تعرف كيف سيتصرفون، مضيفا أنهم قد يختفون، أو قد ينضمون إلى جماعات أخرى، وربما ينخرطون في أعمال عنف طائفي، وقد تسوء الأمور أكثر.
وتعتقد الصحيفة أن حكومة الشرع قد تسعى إلى دمج معظم المقاتلين الأجانب في جيش البلاد الجديد، مشيرة إلى أن 6 منهم عُيِّنوا بالفعل في مناصب عليا في وزارة الدفاع، وهي خطوة يرى الخبراء أن الشرع يستهدف منها تحصينه ضد الانقلابات المحتملة من خلال وضع مواقع أمنية -مثل حرسه الرئاسي- في أيدي موالين أجانب لا يتمتعون بمصادر قوة مستقلة.