تقع الجزيرة الحمراء على مبعدة 10 أميال في جهة الجنوب الغربي من رأس الخيمة، ويبلغ محيطها أكثر من ميل تقريباً، كما أن عمق القنال في اتجاه الشمال الغربي، يتراوح عرضه حوالي 75 ياردة بين الجزر، وهناك لسان من الأرض بنفس العرض يفصلها عن البحر، لا يتجاوز العمق 7 أقدام في ارتفاع الموج، ويبلغ العمق العادي لهذا الجزء من الساحل 5 أقدام.


أما في جهة الجنوب الشرقي، حيث يعمل القنال على فصلها عن البر الرئيس، فيقدر عرضه بحوالي ميل تقريباً، لكن هناك جزءاً ثانياً يبرز من الأخير عند الاقتراب لمسافة 72 ميلاً من الجانب الشمالي للمدينة.
في اليوم الثالث من شهر ديسمبر عام 1819م، هاجمت القوات البريطانية رأس الخيمة، ودمرتها بعد مقاومة استمرت 6 أيام، ثم انتقلت إلى الرمس، وبدأت بتحطيم حصونها وقلاعها وأبراجها، بعد ذلك انتقلت إلى ضاية التابعة للرمس.
في اليوم السادس عشر من شهر يناير عام 1820م، تم تكليف «توماس» «Thomas» ملازم، مهندس ميداني، بالذهاب إلى الجزيرة الحمراء على السفينة الحربية «سيجماوت» «sigma W/T» التابعة لشركة الهند الشرقية، ووصلت تلك السفينة إلى الجزيرة الحمراء في نفس اليوم.
تم إنزال الجنود على أرض الجزيرة من الناحيتين الشمالية والجنوبية، وحفر الجنود الخنادق، حتى إذا ما أعلن القائد الهجوم على البلدة، دخلها الجنود من الجهتين، وأخذوا طريقهم من خلال الطرقات الضيقة، وإذا بالكلاب الضالة تجري في تلك الطرقات فتلتقي مع الجنود، فيطلقون النار عليها فتهرب إلى الجهة الأخرى، فيطلق الجنود هناك عليها كذلك، وكل جهة من الجنود يظنون أن هناك مقاومة في المدينة، واستمروا حتى التقوا وجهاً لوجه، فتبين لهم أن المدينة خالية من البشر، كل ما فيها جدران خالية، وكلاب ضالة.
ضحك الجنود من تلك الهزالة التي وقعوا فيها.
ما الذي حدث ؟
عندما علمت قبيلة زعاب، سكان الجزيرة الحمراء، ما حدث لبلدة الرمس، من هدمٍ لقلاعهم وأبراجهم وبعض من بيوتهم، قالوا: إن الدور سيأتي علينا، فقرروا ما يلي:
أخرجوا نساءهم وأطفالهم من الجزيرة عبر المياه الفاصلة للجزيرة عن البر الأصلي، وكان ذلك عند الجزر، عبر ممر يسلكونه عند الحاجة للعبور إلى البر الأصلي.
اصطحبت نساء زعاب، أبقارهن وأغنامهن معهن، حتى وصلن إلى خور المزاحمي، وهو إلى الشمال من الجزيرة الحمراء ببضع كيلو مترات. كان ذلك المكان، وهو نهاية خور المزاحمي، يختفي خلف أشجار الغاف.
أما رجال قبيلة زعاب، فقد أحضروا زوارقهم، من نوع الشواحيف، وهي سهلة التجديف، ووضعوا فيها أثاثهم وحاجياتهم ودواجنهم، وعبروا بها إلى الشمال عند مدخل خور المزاحمي، واختفوا خلف أشجار الغاف، سالكين ذلك الخور لمسافة عدة أمتار، وأنزلوا حمولتها هناك.
أما من بقي من الرجال، فقد كانوا مشغولين بخلع أبواب، وأخشاب السقوف من كل بيت، وتركوا البيوت خالية من كل مظاهر الحياة.
عندما عادت تلك الزوارق من خور المزاحمي، شحن الرجال كل الأبواب والشبابيك، بالزوارق، ونقلوها على دفعات إلى خور المزاحمي، وبقيت الجزيرة الحمراء وكأنها بلدة مهجورة، ما بها سوى كلاب تجول في طرقات المدينة.
لم يعد زعاب إلى جزيرتهم «الجزيرة الحمراء»، إلّا بعد أن قامت القوات البريطانية المعتدية، بهدم الأبراج والحصون في كل من أم القيوين وعجمان والشارقة وأبو هيل.
عند ابتعاد القوات البريطانية عن الساحل العربي وانتقالها إلى الساحل الفارسي، عادت قبيلة زعاب إلى الجزيرة الحمراء، وعمروها ثانية.

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات حاكم الشارقة رأس الخيمة الجزیرة الحمراء

إقرأ أيضاً:

بيدرسون: هناك إجماع دولي على دعم الحكومة السورية

دمشق-سانا

أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون وجود إجماع دولي على ضرورة دعم سوريا وإنجاح مهمة الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن تحسناً في الوضع الاقتصادي سيظهر تدريجياً بعد رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية.

وأوضح بيدرسون في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية اليوم، أنه بعد رفع العقوبات هناك الكثير من المستثمرين من الدول العربية ومن تركيا وأوروبا وأمريكا يرغبون باﻻستثمار في سوريا، لافتاً إلى أن التقدم في الملف الأمني ضروري لتعزيز التنمية الاقتصادية.

وأشار المبعوث الأممي إلى أن الاحتياجات الإنسانية في سوريا هائلة، وخاصة مع وجود أكثر من 17 مليون شخص بحاجة لمساعدة، وقال: “السوريون متفقون على أنهم يجب أن يساهموا جميعاً في بناء وطنهم من أجل فجر جديد لسوريا”.

وأكد بيدرسون أن التعاون بين الأمم المتحدة والحكومة السورية جيد جداً، حيث تقوم الحكومة بواجبها لتعزيز الأمن والاستقرار في كل أنحاء سوريا، وهذا الأمر ضروري لتعزيز التنمية الاقتصادية بعد 14 عاماً من الحرب والدمار.

وشدد المبعوث الأممي على أن إسرائيل لا تحترم اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، ومازالت تعتدي باستمرار على الأراضي السورية، ولا يوجد أي مبرر لهذه الاعتداءات التي يجب أن تتوقف فوراً.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • سلطان بن أحمد القاسمي: قانون السلطة القضائية في الشارقة يبدأ تطبيقه اليوم
  • الأبلق: هناك عقبات تواجه تشكيل حكومة جديدة
  • سلطان بن أحمد القاسمي يثمن حصول جامعة الشارقة على «بلاتيني التعليم والأبحاث»
  • سلطان بن أحمد القاسمي يثمن حصول جامعة الشارقة على “بلاتيني التعليم والأبحاث”
  • بايدن متفائل بالشفاء من مرض السرطان
  • الجزيرة يُتوج بكأس الإمارات تحت 21 سنة
  • بدور القاسمي: التميّز في التعليم يتحقق عبر الاستثمار بالكفاءات
  • هل هناك طريقة لكشف عسل النحل المغشوش؟.. رئيسة بحوث النحل تُجيب
  • بيدرسون: هناك إجماع دولي على دعم الحكومة السورية
  • كاميرا الجزيرة ترصد الوضع داخل مخازن الأونروا الرئيسية بمدينة غزة