سودانايل:
2025-06-01@13:14:03 GMT

الناظر تِرك في لا شيئيته

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

كتب الأستاذ الجامعي د.محمد عبد الحميد

كلما أستمع لذلك الرجل السوداني البسيط المظهر، العفوي الكلمات، الأصيل الملامح، المألوف القسمات.. أجد نفسي سابحا في خيالات من وحي كلماته القصيرة، فأعيد كلامه مرات ومرات... ثم أحدق في الفضاء العريض منفقاً دهراً من التأمل في فحوى كلماته.. فالرجل يظهر في مقطع فيديو من بضع ثواني في ذلك المشهد الدرامي وهو يحتسي الشاي.

فبعد أن يرتشف الرشفة الأولى بشفط هوائي هادر ، يُلمظ شفتاه، ويتمطق بلسانه مستطعماً نكهة الشاي. وعلى حين فجأة يلتفت، ومن بين أسنانه المثرمة تخرج الحروف من فمه مدغومة ومتشاكسة متسائلاً :(شايكو دا سويتوا براكو ولاّ جابو ليكو جيب؟؟) بهذه الكلمات المنغمسة في الاشئ يحاول الرجل أن يعبر عن إعجابه بطعم الشاي بعد أن تلذذ بالرشفة الأولى، فقد عبر بطريقته الخاصة التي تحمل على التأمل واستخلاص ما كان يريد أن يقول بتلك العفوية التي لا تحمل أي مضمون غير انك لا تملك إلا ان تعجب بمستوى البساطة المتطابقة مع احساس النشوة بالشاي حتى لتكاد تشاركه الشعور بالنشوة وهي تسري في أوصاله.... الأمر مع الناظر تِرك يطنبق بذات المستوى والنوع ولكن في إتجاه معاكس، فترك لا يترك لك شيئآ تشاركه إياه، فلا يتلمظ شيئآ، لأنه لا يكاد يتذوق بلسانه شئياً. ولا يلفظ بشفتيه شيئاً. لأنه لا يعكس من ذاته وعياً بشئ.
فهو يتحدث في شؤون السياسة بغير قليل من عدم دراية العواقب حتى يجعلك تسرح بفكرك في اللاشئ. وعلى عكس مقام ذلك الرجل الذي يدور حديثه حول نشوة مفرطة بطعم الشاي. فالزعيم القبلي ورغم أنه متسم بذات المستوى من البساطة ومنطلق من ذات قيمة السذاجة، وسابح في بحر من التسطيح العميق. إلاِّ أن الأمر معه ليس كوب شاي يُحتسى. ولكن أمر وطن يضيع.
د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

التصريح بدفن طفل صدمته سيارة ميكروباص بطما شمال سوهاج

لقى طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات مصرعه بمركز طما شمال محافظة سوهاج، إثر حادث إصطدام سيارة ميكروباص به أثناء لهوه أمام منزله، تم نقل الجثة إلى المستشفى وتم التحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة والتي صرحت بدفن الجثة.

تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة طما، يفيد بوقوع حادث تصادم ووجود حالة وفاة لطفل بدائرة المركز.

وتبين من الفحص والمعاينة أنه أثناء قيادة المدعو فريد ح. م. م، 18 سنة، سائق، مقيم بدائرة المركز، سيارة ميكروباص، اختلت عجلة القيادة في يده، ما أدى إلى اصطدامه بالطفل محمد ف. م. م، 3 سنوات، مقيم بذات الناحية، وذلك أثناء لهوه أمام منزله، مما أسفر عن وفاته في الحال.

تم نقل جثمان الطفل إلى مشرحة مستشفى طما المركزي، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط قائد السيارة والتحفظ على المركبة.

وبمواجهة السائق، أقر بما جاء في التحقيقات وأضاف أنه فوجئ بالطفل أمامه ولم يتمكن من تفاديه فوقع التصادم بطريق الخطأ.

وأفادت والدة الطفل المتوفى، المدعوة بهية م. ع. م، 33 سنة، ربة منزل، مقيمة بذات العنوان، بمضمون ما سبق، واتهمت قائد السيارة بالتسبب في وفاة نجلها، ونفت وجود شبهة جنائية في الحادث.

تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

 

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • هل الشاي باللبن له أضرار؟ .. 9 مشاكل صحية تهدد حياتك
  • محمد ثروت: "ريستارت" تجربة مختلفة تحمل رسالة عن واقعنا الرقمي
  • الرئيس السوري يستقبل وزير الخارجية والوفد الاقتصادي السعودي رفيع المستوى
  • مواصفات كأس دوري أبطال أوروبا وسبب تسميتها بـذات الأذنين
  • حريق يلتهم بعض محتويات منزلين دون إصابات في مركز طهطا شمال سوهاج
  • سوهاج .. حريق يلتهم أثاث منزلين في طهطا
  • «علاقتي بميدو ممتازة ولكن».. محمد شريف يكشف حقيقة المفاوضات مع الزمالك
  • التصريح بدفن طفل صدمته سيارة ميكروباص بطما شمال سوهاج
  • بحضور الأمين العام والنواب.. افتتاح مستوصف حزب مستقبل وطن الخيري بالفشن
  • محمد عبده يتجاوز المليون مشاهدة بأغنية أحد سأل عني بتوقيع البدر وألحان طلال