تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتحت وزارة الثقافة ممثلة في دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، وأمانة الدكتور أشرف قادوس، رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية، اليوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر السنوي التاسع حول "أدب الطفل والذكاء الاصطناعي" الذي تستمر فعالياته اليوم وغدا قاعة علي مبارك فى مقر دار الكتب بكورنيش النيل رملة بولاق.

تحدث الدكتور أشرف قادوس، رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية، في بداية الجلسة الافتتاحية، مرحبا بالحضور ومؤكدا حرص دار الكتب والوثائق القومية على إقامة المؤتمر بانتظام سنويا في توقيت يتوازى مع عيد الطفولة. 

وأكد أن الذكاء الاصطناعي ترسخ كمصطلح في السنوات الماضية وتنوعت وظائفه ومع ذلك فإن مهنة الكاتب ستظل باقية ومرتبطة بالإبداع البشري ومن الصعب استبداله بالذكاء الاصطناعي. ويربط المؤتمر في دورته الحالية بين  أدب الطفل والذكاء الاصطناعي.

وتحدثت ضيفة المؤتمر نوريكو توميزاوا، مدرسة لغة يابانية متطوعة في جامعة الأهرام الكندية حول تجربتها في عرض أدب الطفل العربي في طوكيو حيث قامت بتنظيم نشاط تقديم أعمال باللغة العربية تحت إشراف لجنة التعليم، وواجهتها عدد من التحديات تمثلت في حاجز اللغة.

وقدمت ورش في اللغة العربية لتلاميذ المرحلة الابتدائية من مدخل ثقافي يربط تعليم اللغة بالثقافة العربية وعناصرها البيئية مثل النخلة والصناعات التراثية المرتبطة بها، حس الدعابة العربي، الموسيقى، والكتب المصورة، وتعلم الأطفال اليابانيون كيف يكتبون أسماءهم باللغة العربية، وبعدها قام الدكتور قادوس بتكريمها وتكريم الدكتورة سعدية بهادر وتسلم عنها التكريم الدكتورة إيناس حامد والدكتور محمود إسماعيل.

ثم بدأت فعاليات الجلسة الأولى تحت عنوان "توظيف الذكاء الاصطناعي لصناعة محتوى أدب هادف للطفل"، برئاسة الدكتورة إيناس محمود حامد، أستاذ إعلام الطفل بجامعة عين شمس وعميد معهد الجزيرة العالي للإعلام وعلوم الاتصال.

تحدث في الجلسة كل من أشرف حافظ
مدرب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأكاديمية المعلم المصري حول آليات استخدام الذكاء الاصطناعي لصناعة أدب هادف للأطفال.

وقال إنه مع ظهور نموذج LLMS قامت شركة CHATGPT باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في عمل نموذج ذكاء اصطناعي متعدد الاستخدامات يجيب عن جميع الأسئلة أيًّا كانت، ونحن في هذا البحث تعرضنا للتعرف على الذكاء الاصطناعي، واستخدمنا أكثر من نموذج للإجابة عن نفس السؤال، وأجرينا مقارنة مع النماذج المختلفة. 

فيما تناولت الكاتبة والمترجمة أمل جمال، موضوع إنتاج قصص للأطفال من خلال برامج الذكاء الاصطناعي لتنمية  المهارات اللغوية (سلسلة أطفال اللغة العربية نموذجًا). 

وأكدت أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتولى العديد من المهام. التي كانت تتطلب جهدًا بشريًا، منها: توليد أفكار مبتكرة واقتراح مواضيع جديدة؛ لأنه يمتلك القدرة على تحليل البيانات والمعلومات، وأن يحلل ويربط بطرق مختلفة بين شخصيات القصص والعوالم الخيالية التي يمكن أن تدور فيها الأحداث، كما يمكنه تصميم الصور لشخصيات القصة والأماكن وترتيب الأحداث بشكلٍ جذابٍ ثابتة كانت أو متحركة تناسب الأطفال الذين يتعاملون مع الرقمنة بحرَفيَّة وبشكلٍ يومي، مثل: منصــة Canva، فضلًا عن كتابة النصوص الأدبية مع Chat GPT التي يمكن أن تقدم قصصًا كانت أو شعرًا، بل وترجمتها بسهولة ويسر، مما يزيد من عدد الأطفال الذين سيقرؤنه بلغاتهم.

وتحدث السيد نجم، كاتب أدب الأطفال حول "الذكاء الاصطناعي للطفل بين الضرورة والمخاطر" مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يعتبر على رأس الضرورة الواجب اقتحامها في حياتنا العملية اليومية. ونظرًا للدقة العلمية الواجبة يلزم على التوازي مراعاة حقيقة يجب ألا نغفلها، تتمثل في رواج بعض السلبيات يعاني منها الأطفال، على الرغم من محدودية توظيف الذكاء الاصطناعي بمصر نسبيًا مقارنًة بالكثير من البلدان الآخذة في التطور، والذكاء الاصطناعي هو برمجة الكمبيوتر وأجهزة الاتصال الرقمي المتصلة بشبكة الإنترنت، بحيث يتمكن الطفل من البحث عن حلول لمشكلةٍ ما أو دراسة ظاهرة ما أو حتى إضافة عناصر تشويق أو إثارة الى لعبةٍ ما بواسطة توظيف تلك البرامج ففي التعليم يُدار حوار بين الطالب والروبوت ويتشاركا في تحليل فكرة ما أو إدارة مباراة في لعبة الشطرنج وهكذا فتصبح الآلة أشبه بإنسانٍ ذكي مشارك، بينما هو من صنع الإنسان.

ومن جانبها تناولت الدكتورة شيماء عبد العزيز، أستاذ مساعد بقسم رياض الأطفال بكلية الدراسات الإنسانية بالقاهرة جامعة الأزهر مع الدكتورة مروة محمد لملوم، مدرس بقسم رياض الاطفال بكلية الدراسات  الإنسانية  بالقاهرة جامعة الأزهر موضوع "توظيف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته  لتحسين مهارات  إعداد الوسائط الأدبية التقليدية والتفاعلية لمعلمة رياض الأطفال تفعيلًا.

وأكد بحثهما وجود اختلاف وتحسن للمجموعة التجريبية عن الضابطة في بحثيهما في القياسين القبلي والبَعدي؛ وذلك بعد التعرض للبرنامج التدريبى لصالح المجموعة التجريبية في القياس البَعدي، وذلك على درجات الاختبار التحصيلي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ودرجات بطاقة ملاحظة المهارات الأدائية، وأثبتت النتائج ثبات درجات المجموعة التجريبية في القياسين: البَعدي والتتبعي على درجات الاختبار التحصيلي، ودرجات بطاقة الملاحظة، مما يدل علي بقاء أثر التعلم في توظيف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته لتحسين مهارات إعداد الوسائط الأدبية التقليدية والتفاعلية للطالبة المعلمة برياض الأطفال.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجلسة الافتتاحية الثقافة العربية الذكاء الاصطناعي الصناعات التراثية بالذكاء الاصطناعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دار الكتب والوثائق القومية شطرنج كورنيش النيل توظیف الذکاء الاصطناعی والذکاء الاصطناعی اللغة العربیة أدب الطفل دار الکتب

إقرأ أيضاً:

هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟

 

 

مؤيد الزعبي

بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟

قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.

لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.

الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.

ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.

في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.

حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.

وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.

يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.

إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات  فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.

في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • متحدث الحكومة: "الرواد الرقميون" مبادرة للمستقبل لبناء قدرات الشباب في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • تعرف علي برنامج المعلوماتية الطبية بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان
  • تعرف على ﻛﻠﻴﺔ الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان
  • سام ألتمان.. رأس الحربة في الذكاء الاصطناعي الإمبريالي
  • سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يستخدمون الذكاء الاصطناعي في فهم الجينات
  • هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
  • كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
  • بالصور والفيديو- تمكين تكرّم الفائزين في مسابقة أفضل تقرير صحفي حول عمل الأطفال (صور)
  • مراكش تحتضن مؤتمر الطب الإشعاعي لبحث دور الذكاء الاصطناعي في تشخيص السرطان