بلومبرغ: واشنطن تحقق في صلة جيه.بي.مورغان بصندوق تحوط لتاجر نفط إيراني
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
قالت وكالة "بلومبرغ"، الجمعة، إن وزارة الخزانة الأميركية تحقق في وجود علاقة بين بنك "جي. بي مورغان تشيس" وصندوق تحوط يعتقد أنه جزء من شبكة يديرها تاجر النفط الإيراني حسين شمخاني.
وشمخاني هو نجل علي شمخاني، رئيس الأمن الإيراني السابق والرجل المقرب من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
ونقلت "بلومبرغ" عن مصادر لم تسمها أن الخزينة الأميركية تدقق فيما إذا كان جي بي مورغان قد امتثل لجميع القواعد في تعامله مع صندوق التحوط "أوشن ليونيد إنفستمنتس" (Ocean Leonid Investments) الذي يتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرا له.
وبحسب الوكالة الأميركية فإن التحقيق ما يزال في بداياته ويستهدف بشكل خاص أنشطة شمخاني وما إن كان جي بي مورغان قد التزم بجميع القواعد واللوائح عندما تولى التعامل مع "أوشن ليونيد إنفستمنتس".
مع ذلك، أوضح المصدر ذاته أن البنك الأميركي غير ملزم بإنهاء تعامله مع الصندوق على اعتبار أن الأخير لم يدرج في لائحة أي عقوبات.
وسبق لوكالة "بلومبرغ" أن ذكرت في تقرير شهر أكتوبر الماضي أن الصندوق الذي يشرف عليه شمخاني يتوفر على مكاتب ومقرات بكل من لندن وجنيف ودبي وسنغافورة وأشارت حينها إلى أنه يدير محفظة نيابة عنن شمخاني يقدر حجمها بـ"مئات ملايين الدولارات".
وأفادت في تقرير آخر صدر في الشهر نفسه بأن مركز دبي المالي أوقف نشاط عدد من الشركات لشبهة صلتها بشبكة يديرها تاجر النفط الإيراني.
وتفرض الولايات المتحدة قيودا على بيع النفط الإيراني كما تسعى واشنطن لتشديد الخناق على مصادر إيرادات طهران سيما بعد الهجوم الذي شنته على إسرائيل شهر أكتوبر الماضي.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان صدر عقب ذلك الهجوم، "تفرض وزارة الخارجية عقوبات على 6 كيانات تعمل في تجارة النفط الإيرانية وأدرجت 6 سفن في قائمة الممتلكات المحظورة".
وأضافت "كما أن وزارة الخزانة، في الوقت نفسه، وبالتشاور مع وزارة الخارجية، تصدر قرارا سيؤدي إلى فرض عقوبات على أي شخص مصمم على العمل في قطاعي النفط والبتروكيمياويات في الاقتصاد الإيراني".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: النفط الإیرانی بی مورغان
إقرأ أيضاً:
ما الذي ينبغي على واشنطن فعله لنزع فتيل الحرب بين طهران وتل أبيب؟
تتواصل التحليلات والقراءات لما يجري من ضربات متبادلة وغير مسبوقة بين الاحتلال الإسرائيلي والقوات الإيرانية، منذ بدء تل أبيب هجمات مفاجئة ضد طهران يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن اغتيال شخصيات عسكرية وأمنية كبيرة وعلماء وأساتذة جامعات في إيران.
وتتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة ودورها إزاء التصعيد المشتعل بين الاحتلال وإيران، وإنْ كانت ستشارك في الهجمات الإسرائيلية أم سيكون لها دور في نزع فتيل الحرب ووقف توسعها.
ويؤكد العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكي دوغلاس ماكجريجور أن "إيران تعافت من الهجمات الإسرائيلية المفاجئة بشكل أسرع مما توقعت تل أبيب"، موضحا أنه "خلال الساعات الماضية شنت إسرائيل ضربة استباقية ضد إيران، بينما كانت المفاوضات بين واشنطن وطهران لا تزال جارية".
ويشير ماكجريجور في تحليل ترجمته "عربي21"، إلى أنه في أقل من 18 ساعة بعد الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية، بما في ذلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، واستهدفت تل أبيب وأهداف إسرائيلية أخرى.
فشل إسرائيلي
وينوه إلى أن "القبة الحديدية والاستخبارات الإسرائيلية فشلت حتى الآن، وبات نتنياهو يتوسل واشنطن للتدخل بالقوة العسكرية الأمريكية لإنقاذ تل أبيب من هزيمة مؤكدة"، مضيفا أن "نتنياهو صنع هذه الهزيمة بتشجيع من الولايات المتحدة".
وبحسب الخبير العسكري الأمريكي، فإن "روسيا والصين وباكستان ومعظم دول العالم الإسلامي تحشد دفاعا عن إيران، وتتدفق الإمدادات والمعدات والمساعدة التقنية لإيران".
ويتابع بقوله: "أهدرت واشنطن 12 تريليون دولار في الشرق الأوسط منذ عام 2003، والنتيجة كانت عبارة عن 7 آلاف قتيل أمريكي و50 ألف جريح وحدود مفتوحة"، منوها إلى أن "الديون الأمريكية بلغت 37 تريليون دولار، وهو مبلغ لا يشمل ما يسمى ديون الوكالة".
ويستكمل ماكجريجور تحليله قائلا: "صوّت 77 مليون أمريكي للرئيس ترامب لأنه وعد بإنهاء الصراعات الخارجية ووقف الزحف نحو الحرب العالمية الثالثة"، مشددا على أنه "لم يتغير تفويض ترامب، والمتمثل في تأمين حدود أمريكا وموانئها ومياهها الساحلية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين".
ويحذر من ضربة إسرائيلية تستهدف جزيرة "خارج" الإيرانية والتي يتدفق منها حوالي 90 بالمئة من صادرات النفط الإيرانية، متوقعا أن تقوم إيران بإغلاق "مضيق هرمز"، ما يمثل 20 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، وهذا يعني تعطل سلاسل التوريد وتضخما "جامحا".
ويتساءل قائلا: "هل تستطيع إسرائيل التي بدأت هذه الحرب الجنونية، جرّ الأمريكيين إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا قد يشعل حربا نووية؟!"، منوها إلى أن أمريكا لديها 40 ألف جندي في الإمارات وقطر وعبر الخليج العربي، وهم أهداف سهلة المنال.
ويرى أن "التكلفة الباهظة للمشاركة الأمريكية في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، ستؤدي إلى نفاد المخزون الأمريكي من الصواريخ، وعودة الأمريكيين إلى ديارهم في صناديق".
المطلوب أمريكيا
ويشدد ماكجريجور على أن الشرق الأوسط على شفا الهاوية، لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على نزع فتيل الصراع، من خلال خمس خطوات، الأولى تتعلق بطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، وطلب وقف إطلاق نار فوري، مع التأكيد على معارضة واشنطن لتدمير إيران وإسرائيل وأي دولة أخرى في الشرق الأوسط.
ويشير إلى أن الخطوة الثانية تتمثل في مطالبة إسرائيل بوقف قتل الفلسطينيين في غزة، وسحب قواتها من غزة والضفة الغربية، إضافة إلى تعليق جميع المساعدات العسكرية لإسرائيل حتى توافق على سحب قواتها من غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالخطوة الرابعة والخامسة، يقترح الجنرال الأمريكي أن يتم تشكيل قوات من دول عم الانحياز لمراقبة الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى جانب عقد مؤتمر سلام بين الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند والبرازيل للتحكيم في النزاع بين إسرائيل وإيران والمنطقة.
ويختم قائلا: "قد قدت جنودا أمريكيين تحت نيران العدو. رأيتُ الكثير من التوابيت المغطاة بالأعلام. لا أريد أن أرى المزيد"، مشددا على أن "أمريكا أولاً تعني أمريكا أولاً. لا إسرائيل أولاً. لا أوكرانيا أولاً. لا الناتو أولا".
وتعتقد إيران أن القوات الأمريكية أيدت وبدعم ضمني على الأقل الهجمات الإسرائيلية، رغم النفي الرسمي الصادر عن المسؤولين في الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أن "إيران تلقت عبر قنوات متعددة رسائل من واشنطن تدعي أنها لم تشارك في الهجوم ولن تشارك مستقبلا"، مضيفا أننا "لا نصدق هذه المزاعم، لأن لدينا أدلة تثبت عكس ذلك".
وتابع قائلا: "إذا كانت أمريكا جادة في نفيها، فعليها إعلان موقفها بشكل صريح وعلني. الرسائل الخاصة لا تكفي. يجب أن تدين الولايات المتحدة بوضوح الهجوم على المنشآت النووية. ونقل الصراع إلى منطقة الخليج خطأ استراتيجي فادح".