الذهب يحاول الابتعاد عن منطقة الهبوط دون مستوى 1900 دولار.. والمعدن الأصفر في مصر يبحث عن السعر العادي ليتراجع عند 2250 جنيها
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
الذهب يرتفع 0.2% في المعاملات الفوريةعيار 21 يسجل 2250 جنيهاترقب من قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي
يستمر سعر الذهب في محاولاته للابتعاد عن مناطق المستوى 1900 دولار للأونصة، ولكن البيانات الاقتصادية الأمريكية تمنعه من ذلك وتزيد من الضغط السلبي، بينما تنتظر الأسواق اليوم صدور محضر اجتماع البنك الفيدرالي لمحاولة توقع نهج أسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماعه البنك القادم.
ارتفعت أسعار الذهب الفورية اليوم الأربعاء بما لا يتجاوز 0.2% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1906 دولارات للأونصة، وذلك بعد أن انخفضت أسعار الذهب يوم أمس إلى أدنى مستوى 7 أسابيع عند 1896 دولارا للأونصة.
ضعف الذهب وعدم قدرته على التعافي يأتي في ظل تزايد التوقعات باستمرار سياسة التشديد النقدي من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي في ظل استمرار التضخم المرتفع، بالإضافة إلى تزايد الضغط السلبي نتيجة ارتفاع مستويات الدولار وتسجيل عوائد السندات الحكومية مستويات قياسية.
ويوم أمس صدر عن الاقتصاد الأمريكي بيانات مبيعات التجزئة عن شهر يوليو لتشهد ارتفاع بنسبة 0.7% بأعلى من القراءة السابقة 0.3% والتوقعات 0.4%، كما ارتفع المؤشر الجوهري الذي يستثنى عوامل التذبذب بنسبة 1% من القراءة السابقة 0.2%.
بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي تعد مقياس للإنفاق الاستهلاكي أظهرت مرونة كبيرة في الاقتصاد الأمريكي على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة لأعلى مستوياتها منذ أكثر من 20 عام، وهو ما يظهر قوة الاقتصاد الأمريكي وإمكانية تحمله المزيد من التشديد النقدي لمواجهة التضخم دون السقوط في خطر الركود الاقتصادي، وفق تحليل جولد بيليون
استقبلت أسعار الذهب بيانات مبيعات التجزئة بشكل سلبي دفعها إلى كسر مستوى الدعم الرئيسي عند 1900 دولار للأونصة، ولكن سرعان ما عادت الأسعار إلى التداول فوق المستوى مجدداً بعد بيانات أداء القطاع الصناعي في نيويورك.
مؤشر امباير ستيت الصناعي لنيويورك عن شهر أغسطس أظهر انخفاض حاد ومفاجئ بقيمة 19 نقطة مقارنة مع القراءة السابقة المرتفعة بقيمة 1.1% وكانت التوقعات تشير إلى انخفاض بقيمة 0.9%، لتعد هذه أول قراءة سلبية للمؤشر منذ شهر مايو الماضي.
بالرغم من عدم التأثير الكبير لقراءة المؤشر على السوق، إلا أنه ساعد الذهب على التداول أعلى مستوى الدعم الرئيسي وتسبب في تقليص مكاسب الدولار الأمريكي يوم أمس.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع يوم أمس بنسبة 0.2%، بينما يشهد انخفاض منذ بداية تداولات اليوم بنسبة 0.3%، يأتي هذا في ظل التصحيح السلبي في مستويات الدولار قبل صدور محضر اجتماع البنك الفيدرالي في وقت لاحق من جلسة اليوم.
بالإضافة إلى البيانات الأمريكية نجد أن الداعم الأكبر لمستويات الدولار حتى الآن هو عوائد السندات الحكومية الأمريكية، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات ليسجل أعلى مستوى منذ أكتوبر 2022 عند 4.274% في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع الخامس على التوالي.
ارتفاع عوائد السندات الأمريكية إلى جانب قوة البيانات التي تدل على مرونة الاقتصاد وتقبله لمزيد من التشديد النقدي في سياسة البنك الفيدرالي، تدفع الذهب إلى الضعف بشكل كبير وتجبر المستثمرين على التخلي عن الذهب لصالح السندات والدولار لأن المعدن النفيس أصل لا يقدم عائد لحائزيه.
أسعار الذهب في مصر
سيطر التراجع على أسعار الذهب في مصر خلال جلسة الأمس وبداية جلسة اليوم الأربعاء، وذلك في ظل استمرار بحث أسواق الذهب المحلي عن السعر المناسب والعادل في الأسواق بعد طفرة الأسعار التي شهدناها منذ نهاية الأسبوع الماضي.
افتتح سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم عند المستوى 2250 جنيه للجرام قبل أن يبدأ في التراجع ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2240 جنيها للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17920 جنيها.
جلسة الأمس شهدت تذبذب في تحركات الذهب بين صعود وهبوط، فقد افتتحت الجلسة عند المستوى 2265 جنيه للجرام ليظل أعلى سعر خلال الجلسة ليستمر الهبوط طوال فترات اليوم وصولا إلى أدنى مستوى عند 2215 جنيها للجرام قبل أن يعود السعر للتعافي مجدداً ويغلق عند المستوى 2245 جنيها للجرام بأقل بمقدار 20 جنيها عن سعر الافتتاح، وفق جولد بيليون
استمرار تراجع الذهب يأتي في ظل بحث الأسواق عن السعر العادل للذهب خاصة في ظل استمرار تراجع الأسعار العالمية لأونصة الذهب، والتي تتداول حول المستوى 1900 دولار للأونصة.
الارتفاع الكبير الذهب شهدته أسعار الذهب مطلع هذا الأسبوع وتسجيل أعلى مستوى عند 2410 جنيه للجرام بسبب عمليات شراء كبيرة في السوق وتراجع في المعروض تسببت في رفع الأسعار، ولكن عادت الأسعار بعدها إلى التراجع المستمر بسبب تراجع مرة أخرى في الطلب ولجوء العديد من حائزي الذهب إلى البيع للاستفادة من ارتفاع الأسعار الأمر الذي زاد من المعروض من الذهب مجدداً.
من جهة أخرى تشهد السوق الموازية لسعر صرف الدولار تحركات مؤخراً شهدت ارتفاع سعر صرف الدولار بمقدار 1 جنيه تقريباً الأمر الذي سيؤثر على التسعير النهائي للذهب المحلي، حيث وصل سعر الدولار التحوطي في أسواق الذهب إلى متوسط 41 جنيه للدولار تقريباً.
المعروض من الذهب في السوق المحلي أظهر ضعف عند ارتفاع الطلب فجأة بشكل كبير، وذلك على الرغم من دخول ما يزيد عن 600 كيلو جرام من الذهب من مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية.
شعبة صناعة الذهب والمعادن أشارت أن واردات الذهب باستغلال المبادرة غير كافية لمواجهة الطلب في السوق، خاصة أن الطلب المحلي على الذهب خلال الربع الثاني من العام قد بلغ 17 ألف طن و300 كيلو جرام من المشغولات الذهبية فقط، بالإضافة إلى مشتريات السبائك والعملات الذهبية وفقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي، وهو ما يعني ان كمية الذهب الواردة إلى السوق من المبادرة لم تؤثر بشكل كبير.
وفي سياق منفصل يستعد البنك المركزي المصري إطلاق مؤشر لقياس أداء الجنيه المصري يتضمن سلة من العملات الدولية والذهب بوزن نسبي متباين، وذلك بهدف إيجاد سعر صرف واقعي بدلا من الاعتماد على الدولار الأمريكي وحده.
ويرى محافظ البنك المركزي أن ربط الجنيه بالدولار الأمريكي وحده هو أمر خاطئ منذ كون الولايات المتحدة الأمريكية ليست الشريك التجاري الأساسي لمصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اخبار مصر سعر عيار 24 مال واعمال بنك الاحتياطي الفيدرالي
إقرأ أيضاً:
آي صاغة: الذهب يتأرجح بين ضغوط الدولار ومفاجآت ترامب
تراجعت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، تزامنًا مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، بعد أن اختتمت الأوقية تعاملات الأسبوع على تراجع بنسبة 2 %، في ظل مزيج من البيانات الاقتصادية المتباينة، والجدل السياسي حول الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية تراجعت بنحو 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4590 جنيهًا.
واختتمت الأوقية تعاملات الأسبوع عند مستوى 3358 دولارًا، محققة تراجعًا بقيمة 68 دولارًا.
وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5246 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3934 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3060 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 36720 جنيهًا.
كانت أسعار الذهب بالأسواق المحلية قد تراجعت بقيمة 15 جنيهًا خلال تعاملات أمس الجمعة، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4620 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 4605 جنيهات، في حين تراجعت الأوقية بقيمة 27 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3317 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 3290 دولارًا.
أوضح إمبابي أن التراجع الطفيف في أسعار الذهب جاء رغم تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مدعومًا بتماسك الدولار، ما كبح من قدرة الذهب على تحقيق مزيد من المكاسب.
وذكر أن بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة، خصوصًا مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي، أظهرت تراجعًا في وتيرة التضخم، حيث بلغت القراءة السنوية لشهر أبريل 2.5% مقابل 2.6% في مارس، بينما انخفض المعدل العام للتضخم إلى 2.1% مقارنة بـ2.3% في الشهر السابق، ما زاد من توقعات السوق بشأن خفض مرتقب لأسعار الفائدة في 2025.
ورغم ظهور مؤشرات على تباطؤ وتيرة التضخم، لم تتمكن أسعار الذهب من تسجيل انتعاش ملموس،
وساهم تعافي مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي، الصادر عن جامعة ميشيجان، من 50.8 إلى 52.2، وتحسن توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي وفق تقديرات الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من 2.2% إلى 3.8%، في دعم قوة الدولار وتقليص شهية المستثمرين نحو الذهب.
وأعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إشعال فتيل التوتر التجاري، عقب تصريحاته التي اتهم فيها الصين بعدم الالتزام باتفاق سويسرا التجاري، مؤكدًا أن "الصين انتهكت الاتفاق بالكامل"، على حد قوله.
في أعقاب هذه التصريحات، شهدت الأسواق ارتباكًا ملحوظًا، تراجعت على إثره مؤشرات الأسهم، في حين استعاد الدولار بعضًا من زخمه، مما أدى إلى تذبذب أداء الذهب، وفي تطور لافت، أعادت محكمة الاستئناف الفيدرالية الأمريكية فرض معظم الرسوم الجمركية التي كان ترامب قد فرضها سابقًا في 2 أبريل، والمعروفة باسم "يوم التحرير"، بعدما أبطلتها محكمة التجارة الدولية لعدم قانونيتها.
وقفزت أسعار الذهب لتتجاوز مستوى 3363 دولارًا للأوقية، مسجلة أعلى مستوياتها منذ أوائل أبريل، عقب إعلان ترامب المفاجئ برفع الرسوم الجمركية على واردات من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه عاد وتراجع عن القرار مساء الأحد، مؤجلًا التنفيذ حتى 9 يوليو، بناءً على ما قال إنه طلب من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
رغم التقلبات الأخيرة، تؤكد المعطيات أن الذهب يظل أحد أبرز المستفيدين من تصاعد التوترات الجيوسياسية والغموض المالي، خصوصًا في ظل توقعات بخفض الفائدة، وارتفاع المخاطر المرتبطة بالدولار والعملات الورقية.
وأظهر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الأمريكي لشهر أبريل تطور عملية انكماش التضخم، والتي كانت مدفوعة بأسعار الفائدة التقييدية التي فرضها الاحتياطي الفيدرالي. وبلغت القراءة 2.5% على أساس سنوي، بانخفاض عن 2.6%. كما بلغ معدل التضخم الكلي 2.1% على أساس سنوي، وهو أقل من ارتفاع مارس البالغ 2.3%.
وتحسن مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميتشجان في مايو من 50.8 إلى 52.2، متجاوزًا التقديرات في قراءته النهائية، وتجدر الإشارة إلى أن توقعات التضخم قد انخفضت، خلال الاثني عشر شهرًا القادمة، انخفضت التوقعات من 7.3% إلى 6.6%، وعلى مدى السنوات الخمس التالية، انخفضت من 4.6% إلى 4.2%.
بعد نشر البيانات، ارتفعت القراءة الأولية لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي الآن الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا للنمو الاقتصادي للربع الثاني من عام 2025 بشكل حاد من 2.2% إلى 3.8%.
وأعلن مسئولو الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس عن نتائجهم، مؤكدين أن السياسة النقدية في وضع جيد، وأن الأمر سيستغرق بعض الوقت لرؤية تحول في ميزان المخاطر فيما يتعلق بالتفويض المزدوج لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وأكدت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، أن سوق العمل لا يزال متينًا، ولكن الوصول إلى هدف التضخم عند 2% قد لا يتحقق قبل نهاية 2025، ما يعزز احتمالات إقدام الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة مرتين، كما تتوقع الأسواق حاليًا.
وبينما تشير الأسواق إلى احتمال تيسير نقدي بنحو 52 نقطة أساس بنهاية العام، يرى مراقبون أن استمرار تصدر ترامب للمشهد السياسي، وعودة الرسوم الجمركية، وتضارب البيانات الاقتصادية، كلها عوامل من شأنها أن تعزز جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر.