٢٦ سبتمبر نت:
2025-12-10@12:53:10 GMT

ما بعد حضرموت ؟!!

تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT

ما بعد حضرموت ؟!!

الأسئلة كثيره والإجابة لا تخرج عن دور اليمن التحرُّري المقاوم الإقليمي المُحتمَل بعد معركة إسناد غزة وعن الترتيبات في المنطقة وفقاً للمتغيّرات التي تراها أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الصهيوني وأدواتهم الوظيفية في المنطقة وفي المقدمة السعودية والإمارات.

في هذا السياق يكفي  الإشارة إلى سيطرة مرتزقة الإمارات على منفذ شحن والعبر، وانتقال ما يُسمى بوحدات الشرعية العسكرية الإخوانية إلى مأرب إشارة لا أعتقد أن مثل هذه المعطيات غائبة عن القيادة الأمنية العسكرية والسياسية في صنعاء ولا الغايات النهائية لهذه التحرُّكات.

السعودية لها أطماع قديمة متجدّدة في حضرموت منذ بداية العدوان الذي قادته على  اليمن عام 2015م، واحتلت بشكل مباشر وبواسطة مرتزقتها أجزاء واسعة من مديريات الوادي والصحراء وتركت الساحل للإمارات ومرتزقتها، كما هو حال السواحل والمياه اليمنية في البحرين الأحمر والعربي من الساحل الغربي وحتى سواحل حضرموت، والجزر من زقر وحتى سقطرى.. فما الذي تَـغـيَّر الآن؟..

المتغيّر الأهم مرتبط بسيناريوهات المؤامرة الجديدة البريطانية الأمريكية الصهيونية للقضاء على القوة اليمنية التي تعبّر عن إرادة شعبها وتطلُّعاته الوطنية في السيادة والوحدة والاستقلال والتحرُّر من كل أشكال الوصاية والتبعية والهيمنة الخارجية الإقليمية والدولية.. الأمر الآخر مرتبط بالثقة والخضوع لأجندة الشرق الاوسط الجديد..

وهكذا فإن الإمارات ومرتزقتها هم الأكثر فعاليةً (حزم وعزم) في إنجاز المشروع الصهيوني.. من اليمن إلى السودان.. باختصار، تتوزع الأدوار والنتيجة واحدة، خدمة الحامي الإقليمي والوكيل الحصري لأمريكا وبريطانيا الغرب الاستعماري عموماً (إسرائيل) التي لطالما تَحدَّث قادتها عن كيفية التعامل مع الخطر الاستراتيجي الوجودي اليمني، وغالبيتهم  أجمعوا على التركيز على العمل الاستخباراتي بالشراكة الوثيقة مع الأمريكيين والبريطانيين ومحمياتهم السعودية والإمارات، وتوزيع المهام في النطاقات الجغرافية وفقاً لخِبرة كلٍّ منهما؛ وقد تَبيَّن ذلك خلال إسناد غزة، وكشفت الجهات الأمنية والأجهزة الاستخباراتية اليمنية وأصبح مُثبَتاً..

العجوز الشمطاء وأُم الدواهي بريطانيا تحرُّكاتها تنشط بدون ضجيج، مسلحة بخبرات وتجارب ماضيها الاستعماري في محافظات اليمن الجنوبية والشرقية، كما هو الحال في كل بلد استعمرته وخاصةً منطقتنا، لتبقى رغم ضعفها وتراجعها بنتيجة الحرب العالمية الثانية حليفاً لأمريكا لا غِنى عنه. وذات تأثير وسطوة على الكيانات الوظيفية التي صنعتها وخاصةً الإمارات والسعودية..

من اجل ذلك في كل المصائب والكوارث التي تَعرَّضت لها اليمن والمنطقة. فالبحث عن الدور الخبيث لأُم الدواهي وما يحدث في المحافظات المحتلة وما سيحدث بعدها يجب الانتباه له بيقظة، ولا مجال للغفلة طَرفة عين.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى

 

مثّلت الحرب الشاملة التي شُنّت على اليمن في مارس 2015، التدشين العملي والأخطر لمؤامرة دولية مركبة، حيكت خيوطها بعناية فائقة في الغرف المظلمة بين واشنطن وتل أبيب؛ فالموقع الجيوسياسي لليمن، الحاكم على رئة العالم في باب المندب، جعل منه هدفاً دائماً لأطماع قوى الاستكبار التي ترى في استقلال هذا البلد تهديداً وجودياً لمشاريعها في المنطقة، ولعل المتأمل في مسار الأحداث يدرك بيقين أن ما يجري هو عقاب جماعي لشعب قرر الخروج من عباءة الوصاية.

إن القراءة المتأنية للرؤية الأمريكية والإسرائيلية تجاه اليمن تكشف تحولاً جذرياً في التعامل مع هذا الملف، فمنذ نجاح الثورة الشعبية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، أدرك العقل الاستراتيجي في البيت الأبيض والكيان الصهيوني أن اليمن قد غادر مربع التبعية التي كرسها “سفراء الدول العشر” لسنوات طويلة، وأن القرار اليمني لم يعد يصاغ في السفارات الأجنبية. لقد كانت تلك اللحظة بمثابة زلزال سياسي دفع بنيامين نتنياهو مبكراً للتحذير من أن سيطرة القوى الثورية الوطنية على باب المندب تشكل خطراً يفوق الخطر النووي، وهو ما يفسر الجنون الهستيري الذي طبع العدوان لاحقاً. وقد تجلت هذه الرؤية بوضوح صارخ في المرحلة الحالية، وتحديداً مع انخراط اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، حيث سقطت الأقنعة تماماً، وانتقلت أمريكا من إدارة الحرب عبر وكلائها الإقليميين إلى المواجهة المباشرة بالأساطيل وحاملات الطائرات، بعد أن أدركت أن أدواتها في المنطقة عجزت عن كبح جماح المارد اليمني الذي بات يهدد شريان الحياة للاقتصاد الصهيوني.

وعند النظر إلى الخارطة العملياتية للمؤامرة، نجد أن العدو اعتمد استراتيجية خبيثة تقوم على تقسيم الجغرافيا اليمنية وظيفياً، والتعامل مع كل جزء بأسلوب مختلف يحقق غاية واحدة هي “التدمير والإنهاك”. ففي المناطق والمحافظات الحرة التي رفضت الخضوع، لجأ التحالف الأمريكي إلى استراتيجية “الخنق والتجويع” كبديل عن الحسم العسكري المستحيل؛ فكان قرار نقل وظائف البنك المركزي في سبتمبر 2016 الضربة الاقتصادية الأخطر التي هدفت لضرب العملة الوطنية وتجفيف السيولة، مترافقة مع حصار مطبق على الموانئ والمطارات، في محاولة بائسة لكسر الإرادة الشعبية عبر لقمة العيش، ومؤخراً محاولة عزل البنوك اليمنية عن النظام المالي العالمي، وهي ورقة ضغط أخيرة تم إحراقها بفضل معادلات الردع الصارمة التي فرضتها صنعاء.

أما في الجانب الآخر من المشهد، وتحديداً في المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة، فتتجلى المؤامرة في أبشع صورها عبر استراتيجية “الفوضى والنهب”، حيث يعمل المحتل على هندسة واقع سياسي وعسكري ممزق يمنع قيام أي دولة قوية؛ فمن عسكرة الجزر الاستراتيجية وتحويل “سقطرى” إلى قاعدة استخباراتية متقدمة للموساد وأبو ظبي، وبناء المدارج العسكرية في جزيرة “ميون” للتحكم بمضيق باب المندب، إلى النهب الممنهج لثروات الشعب من النفط والغاز في شبوة وحضرموت، بينما يكتوي المواطن هناك بنار الغلاء وانعدام الخدمات. إنهم يريدون جنوباً مفككاً تتنازعه الميليشيات المتناحرة، ليبقى مسرحاً مفتوحاً للمطامع الاستعمارية دون أي سيادة وطنية.

وأمام هذا الطوفان من التآمر، لم يقف اليمن مكتوف الأيدي، بل اجترح معجزة الصمود وبناء القوة، مستنداً إلى استراتيجية “الحماية والمواجهة” التي رسمتها القيادة الثورية بحكمة واقتدار. لقد تحول اليمن في زمن قياسي من وضع الدفاع وتلقي الضربات إلى موقع الهجوم وصناعة المعادلات، عبر بناء ترسانة عسكرية رادعة من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة التي وصلت إلى عمق عواصم العدوان، بل وتجاوزتها لتدك “أم الرشراش” وتفرض حصاراً بحرياً تاريخياً على الكيان الصهيوني، مسقطة بذلك هيبة الردع الأمريكية في البحر الأحمر. هذا المسار العسكري وازاه مسار اقتصادي يرفع شعار الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو الزراعة لكسر سلاح التجويع، ومسار تحصين الجبهة الداخلية عبر ترسيخ الهوية الإيمانية التي كانت السد المنيع أمام الحرب الناعمة.

خلاصة المشهد، أن اليمن اليوم، وبعد سنوات من العدوان والحصار، لم يعد ذلك “الحديقة الخلفية” لأحد، بل أصبح رقماً صعباً ولاعباً إقليمياً ودولياً يغير موازين القوى، وأن المؤامرة التي أرادت دفن هذا البلد تحت ركام الحرب، هي نفسها التي أحيت فيه روح المجد، ليصبح اليمن اليوم في طليعة محور الجهاد والمقاومة، شاهداً على أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من ترسانات الإمبراطوريات.

 

مقالات مشابهة

  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • الأحداث الأخيرة في حضرموت والمهرة.. ومصير الوحدة اليمنية
  • دعوة أمريكية أوروبية لخفض التصعيد والتوتر في اليمن
  • كيف قادت سيطرة الانتقالي على حضرموت والمهرة الحكومة اليمنية لمغادرة عدن؟
  • الجبواني: ما جرى في جنوب اليمن مشهد أخير لانهيار الشرعية اليمنية
  • أحمد الزرقة يكتب للموقع بوست عن: ما الذي يعنيه اليمن في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية لعام 2025؟ وما دور السعودية والإمارات؟
  • الجارديان: وقوف السعودية مع السودان وراء تصعيد الإمارات ضد السعودية في اليمن (ترجمة خاصة)
  • تنتج 80% من نفط البلاد | حضرموت.. ماذا وراء الصراع في أكبر المحافظات اليمنية؟
  • عن حضرموت والمهرة وتقسيم اليمن: تفكيك معطيات