سنوات وخونة اليمن يروّجون لشرعيتهم المزعومة من على أكتاف الأعداء ومنابرهم، حتى إذا تخلى عنهم العدو وعن شرعيتهم تلك، تلاشوا تمامًا وغابوا عن المشهد بتوجيهاتٍ من أرباب الخيانة في الرياض وأبوظبي، لتختفي معهم «الشرعية» المزيفة، رغم ما هلك بسببهم من الحرث والنسل من أبناء الشعب اليمني الواحد، وبعد أن جزأوه إلى دويلات متناحرة ومناطقية تقتل اليمنيين بالهوية، وما نراه في حضرموت عينة على قبح ما جاء به الخونة وأسيادهم.
وحتى جلاوزة حزب الإصلاح، وهم المستفيدون قبل غيرهم من نفط حضرموت وثرواتها، اختفوا كليًا عن المشهد، وتركوا الساحة مُهَيَّشة لعملاء الإمارات ومشروعها الصهيوني الذي نرى كوارثه في طول البلاد العربية وعرضها، وما سنراه في المناطق المحتلة في اليمن لن يختلف عما نراه في غربي السودان، فالمخرج واحد، والهدف صناعة أزمات إنسانية تفوق ما ارتكبه الصهاينة في غزة، وحتى يظهر العدو الإسرائيلي بمظهر العدو الأخلاقي، وقد رأينا عصابات الجولاني في سورية وهي تفتعل الأفاعيل بحق الأقليات لتحقيق هذه الغاية.
ولا خيار لنا سوى الكفر بكل الدعوات الفتنوية بشقيها: الداعشي القادم من الرياض، والمناطقي التي ترعاه أبوظبي، وكلاهما يصبان في بوتقة واحدة، ولا يختلف المشروع القطري عنهما، وقد رأينا أطراف الأزمة الخليجية تلتقي عندما يتعلق الأمر بخدمة المصالح الصهيونية، وإن كان بأسهم بينهم شديد في سائر الخلافات الأخرى.
وفي اليمن، أثبتت حكومة صنعاء أنها الشرعية الفعلية للبلد، والممثل الصادق للشعب اليمني، وأن التمسك بها يحمي أبناء الشعب من الانتهاكات التي يتعرض لها الأهالي في عدن والمكلا والساحل الغربي، وغيرها من المحافظات المحتلة، ففي صنعاء يعيش اليمني بغض النظر عن هويته ومنطقته، ويكفي أن المرتزقة لا يأمنون على أعراضهم إلا في صنعاء والمحافظات الحرة، وإن كانوا أدوات باعت نفسها للعدو وتروج لدعايته المغرضة.
وأما عن حجم العدوان على صنعاء، فإن نظير مواقفها القومية المشرفة، ومع كل مرة تناصر حكومة صنعاء ثوابت الأمة تزداد معها عداوة آل سعود وآل نهيان للشعب اليمني، وهم في عداوتهم للشعب اليمني لا يفرقون بين مواطن وآخر، وإلا لكانوا حفظوا الجميل لخونة الشمال، واحتفظوا لهم ببعض الشرعية، لكن الخائن مهان لدى شعبه ولدى العدو، وحتى لو تبرؤوا من بعضهم البعض، فلن يجدي ذلك، وقد رأينا حزب الإصلاح يخرج من جلده الإخواني لتسليم مصالح قيادته، وها هي مصالح آل الأحمر والعرادة واليدومي تسقط بيد الانتقالي وغيرهم من مرتزقة الإمارات.
وتبقى صنعاء حاضنة الجمهورية وعلمها الوطني وحتى التسمية نفسها، ولولا صنعاء وثورة 21 سبتمبر الخالدة لنجح مشروع الأعداء في تفتيت البلد تحت اسم «الفدرلة» ولكان مصير صنعاء هو الاستباحة، ودوافع الخونة في ذلك أقوى بكثير من دوافعهم في الجنوب والساحل، وعندها لن تنفع الرياض وأبوظبي في حماية عرض أحد أو حتى مصالحه، فلا يحمي الأوطان والأعراض إلا سواعد الرجال، وليس الوصاية الأجنبية والعمالة لآل سعود وآل نهيان.
وما كان لصنعاء أن تحظى بما هي عليه من الأمن والأمان والمساواة لولا ارتباط الأهالي فيها بالمشروع القرآني ونصرتهم للحق والتوجيهات الإلهية، فمن هنا تكون الشرعية وتنتصر الشعوب، ولا يحيد عن ذلك إلا خائن ومنافق، ومن يقتنع بهم فمصيره الضياع الذي لاقاه الدنبوع والأحمر وعفاش من قبل، فالخيانة مرتعها وخيم بشهادة السنن الإلهية والوقائع على الأرض.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وقفات في البيضاء تؤكد أهمية توحيد الصف لمواجهة مؤامرات تمزيق اليمن
الثورة نت/ محمد المشخر
شهدت مديريات محافظة البيضاء، اليوم، وقفات جماهيرية عقب صلاة الجمعة، تنديداً باستمرار جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان، وتأكيداً على الموقف الثابت المساند لقضايا الأمة العربية والإسلامية.
وردّد المشاركون في الوقفات، التي حضرها محافظ البيضاء عبدالله علي إدريس ووكلاء المحافظة ومدراء المديريات والمكاتب التنفيذية وشخصيات اجتماعية وأمنية وعسكرية، شعارات التضامن مع غزة والضفة الغربية وحزب الله، مؤكدين أهمية توحيد الصف لمواجهة مؤامرات تمزيق اليمن وصون وحدته وسيادته، التي قدّم اليمنيون في سبيلها تضحيات كبيرة لدحر الاستعمار ورفض مشاريع التشطير.
واعتبر المحتشدون التحركات التي يقودها العدو البريطاني بالتنسيق مع حكومة العمالة والارتزاق جزءاً من مخطط يستهدف أمن ووحدة اليمن، داعين إلى موقف وطني موحد لطرد المحتلين الجدد ورفض الوصاية الأجنبية.
وأكد أبناء البيضاء ثبات موقفهم المساند لغزة وحزب الله وشعوب الأمة العربية والإسلامية، واستعدادهم الكامل لخوض أي جولة صراع قادمة مع الأمريكان والصهاينة وعملائهم المنافقين متى وجه السيد القائد بذلك.
وأشار البيان الصادر عن الوقفات إلى استمرار العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان على غزة.
كما أدان البيان إصرار العدو الصهيوني على مفاقمة معاناة أهلنا في غزة والضفة الغربية من خلال ممارساته الإجرامية المتمثلة بعرقلة دخول المساعدات ونسف المباني وتعذيب وقتل الأسرى وغيرها من الجرائم النكراء المدعومة أمريكيا بشكل كامل والتي تعتبر نقضا لكل العهود ونكثا لكل الاتفاقيات.
وندّد البيان بالاعتداءات الصهيونية على لبنان واستباحة سوريا وتهديد مصر والأردن، سعيا لفرض معادلة الاستباحة.
ولفت البيان، إلى الدور التخريبي للسعودية والإمارات، وعبثهما بوحدة الشعب اليمني واستهداف الأراضي اليمنية في حضرموت والمحافظات المحتلة، خدمة للأمريكي والإسرائيلي.
وأكد البيان أن استقرار الجبهة الداخلية مسؤولية مشتركة، مشدداً على أهمية العودة إلى الله والثقة به، والاستجابة للتوجيهات الهادفة لتعزيز عوامل الصمود والنصر المادي والمعنوي.
ودعا البيان، قبائل اليمن الأبية إلى مواصلة الوقفات المسلحة والمؤثرة، والاستمرار بزخم أكبر في دخول دورات التعبئة العامة العسكرية ودعم القوة الصاروخية والجوية والبحرية، مؤكداً استمرار التعبئة العامة.
وحث البيان، الجميع على العودة إلى الله والثقة به والاستجابة الكاملة لتوجيهاته بتوفير كل ما يمكن من عوامل النصر والصمود المعنوية والمادية، مؤكداً أن أمن واستقرار الجبهة الداخلية مسؤولية الجميع.