مع توسع النفوذ الإقليمي والدولي الجاري في الساحة الفلسطينية، تبدي دولة الاحتلال مخاوفها من دخول العديد من الأطراف، لاسيما السعودية، التي ترى أن تدخلها المتزايد في الساحة العملياتية الفلسطينية تعتبر عمليةً ستخلق نوعًا جديدًا من الضغط على الاحتلال، كما ستؤثر على ديناميكيات علاقات القوة الإقليمية، خاصة تجاه دول الخليج الأخرى المشاركة في هذه الساحة.



وذكر موران زيغا، الباحث في شؤون دول الخليج بجامعة حيفا، أن "الخطاب الإسرائيلي المحيط بالسعودية يركز على مسألة ما إذا كان سيكون هناك تطبيع بينهما، لكنه يغفل عن تغيير كبير في السياسة اتخذته المملكة في الأشهر الأخيرة تجاه الإسرائيليين والفلسطينيين، فإذا كانت السعودية قد ساعدت السلطة الفلسطينية سابقًا عن بُعد، وامتنعت، على عكس قطر والإمارات، عن التدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية، فقد تغيرت سياستها الآن، وشهد موقفها تجاه السلطة تحولًا جذريًا".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "لأول مرة، تُعبّر السعودية عن توقعات واضحة وعلنية من السلطة الفلسطينية، وتضع فكرة الإصلاحات كمفتاح للتقدم السياسي، وظهرت كلمة إصلاحات في السياق الفلسطيني لأول مرة في تصريحات سعودية في يوليو 2025، وتكرر ذكرها منذ ذلك الحين، وفي كلمته الافتتاحية في مؤتمر نيويورك في 28 يوليو، صرّح وزير الخارجية فيصل بن فرحان بأن الإصلاحات المطلوبة "تتعلق بمجالات التنمية، وتحفيز الاقتصاد الفلسطيني، وحمايته من الانهيار".

وكشف زيغا أنه "تم توضيح هذا التعريف الواسع بشكل أكثر تحديدًا ووضوحًا في اليوم التالي، مع توقيع السعودية والسلطة الفلسطينية على ثلاث مذكرات تفاهم، تتناول أولاها التنمية الاقتصادية، وتدريب القوى العاملة الفلسطينية بالاستفادة من الخبرة السعودية، وثانيها تصميم المناهج الدراسية، وإدخال النموذج التعليمي السعودي في السلطة الفلسطينية، وثالثها رقمنة وتحديث أنظمة المعلومات في السلطة الفلسطينية بالتعاون مع وزارة الاتصالات السعودية".

وأكد الباحث أن "الطرفين وضعا معًا مسار عمل مفصل تقدم فيه المملكة المشورة للسلطة الفلسطينية حول كيفية تطوير الاقتصاد، والتوظيف، والتعليم، وتشير هذه الخطوة إلى دخول سعودي أكثر نشاطًا في إدارة الاستعدادات الفلسطينية لليوم التالي، وتعزز مكانتها كقائدة للحركة الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد أن حاز إعلان نيويورك الذي بادرت به مع فرنسا على دعم 142 دولة، وبهذه الطريقة، لا تعد السعودية مجرد لاعب دبلوماسي فحسب، بل عامل يتحمل مسؤولية مستوى استعداد السلطة لتصبح دولة".

وأشار زيغا إلى أن "موقف المملكة تجاه إسرائيل خضع للتعديل، فبعد فترة طويلة اختارت فيها مسارًا سياسيًا يتجاوزها، فقد برزت في الأشهر الأخيرة إشارة متجددة لمبادرة السلام العربية، وأهميتها كطرف في العملية تجاه الفلسطينيين، وكجزء من إطار سياسي أوسع، وازدادت الإشارات لمبادرة السلام بشكل ملحوظ، مُعبّرة عن رغبة بالعودة لنموذج تُعتبر فيه إسرائيل جزءًا لا يتجزأ من المنطقة".

وختم قائلا إنه "من وجهة النظر الإسرائيلية، من المهمّ تحديد التوجه الجديد للسعودية في الساحة الفلسطينية، ونهجها المُتجدّد تجاه دولة إسرائيل ، فقد بدأت تؤثر على عمل السلطة، وتُؤثّر على أجندتها الدولية أكثر من أي وقت مضى، وتُرسّخ نفسها كعامل يربط مصالح المجتمع الدولي بالتحضيرات الفلسطينية لليوم التالي بعد انتهاء الحرب على غزة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة دولية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الفلسطينية الاحتلال السعودية السلطة فلسطين السعودية الاحتلال السلطة التطبيع صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيلي يحذر من صاروخ مصري “قد يغير قواعد اللعبة”

قالت منصة “كيكار هاشبت” الإسرائيلية إن مصر كشفت مؤخرا عن صاروخ متطور للغاية من إنتاجها المحلي قد يغير قواعد اللعبة في المنطقة.

وأضافت المنصة الإخبارية العبرية أن مصر كشفت خلال اليوم الأول من معرض “إيديكس 2025” للصناعات الدفاعية في القاهرة عن صاروخ مدفعي جديد مطور يحمل اسم “رعد 300″، موضحة أن هذا السلاح يمثل قفزة نوعية في القدرات النارية الدقيقة للجيش المصري على مسافات طويلة.

وأضافت المنصة العبرية أن النظام الجديد يعد تطويرا للطراز السابق “رعد 200″، ويصل مداه إلى 300 كيلومتر، ما يعزز بشكل كبير القدرة النارية الدقيقة للقوات المسلحة المصرية، مشيرة إلى أن هذا السلاح صمم خصيصا لحماية المنشآت الحيوية، لا سيما قواعد سلاح الجو والبنى التحتية الاستراتيجية على سواحل البحر الأحمر.

وأشارت “كيكار هاشبت” إلى أن الجانب المصري قدم الصاروخ الجديد كـ”بديل محلي مكافئ” للأنظمة الصاروخية العالمية الرائدة، وعلى رأسها منظومة “هيمارس” الأمريكية ومنظومة “أستروس” البرازيلية، مؤكدا أنه تم تصنيعه بالكامل داخل مصر عبر مصانع الإنتاج الحربي المصرية.

وذكرت المنصة العبرية أن الصاروخ يطلق من مركبة مدرعة ومتخصصة تم تطويرها خصيصا لهذا النظام، قادرة على إطلاق صواريخ بقطرين مختلفين هما 122 ملم و300 ملم، لافتة إلى أن هذا التطوير يندرج في إطار تبني الجيش المصري لنظرية قتال جديدة تعتمد على استخدام المدفعية الصاروخية للدفاع الاستراتيجي على مسافات بعيدة.

وأضافت أن الهدف الرئيسي من هذا السلاح يتمثل في حماية المنشآت العسكرية الحساسة، مثل قواعد سلاح الجو، والمراكز اللوجستية، ومراكز القيادة، وقواعد سلاح البحرية، مع تركيز خاص على تلك الواقعة على ساحل البحر الأحمر، مشيرة إلى أن النظام سيُشكّل إضافة نوعية لسلاح المدفعية وسيتم دمجه ضمن هيكلة الفرق المشاة المدرعة في الجيش المصري.

وأشارت المنصة العبرية إلى أن معرض “إيديكس” يُستخدم كمنصة رئيسية لعرض جهود مصر في تطوير صناعتها الدفاعية المحلية وتقليل اعتمادها على استيراد الأسلحة الأجنبية، مذكرة بأن المركبة الحاملة للصاروخ مزودة بحماية مدرعة لطاقم التشغيل، ويمكنها التحرك بسرعة تصل إلى 40 كيلومترًا في الساعة حتى على الطرق الوعرة والتضاريس الصحراوية.

وأكدت “كيكار هاشبت” أن الصاروخ الجديد يُصنّف كسلاح يمتلك خصائص تشبه صواريخ الكرواز، دون أن تكشف المصادر الرسمية حتى الآن عن تفاصيل إضافية حول رؤوسه الحربية أو أنظمة التوجيه والتنقل الخاصة به.

روسيا اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/07 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة المصارف السودانية في مصر … عقبات تنتظر الحلول2025/12/04 سونا والثروة الحيوانية يتحدون ظروف الأمطار ويعقدون المؤتمر التنويري ال 48 لتوضيح آخر المستجدات2025/12/04 هل يريد ترامب ضمان سلامة السودانيين أم الحصول على استثمارات السعوديين ؟2025/12/04 الدعم السريع تحتجز ناجين من حصار الفاشر للحصول على فدى2025/12/04 القصة الكاملة لأزمة الكلاب الضالة.. لماذا لا تضع الحكومة خطة مواجهة مثل هولندا وتركيا؟2025/12/02 تاج السر أحمد سليمان … صوت الحقيقة الذي لا ينطفئ !2025/12/01شاهد أيضاً إغلاق تحقيقات وتقارير استشاري علاقات أسرية تُقدم نصائح عملية لعلاج أزمة «الطلاق الصامت» 2025/12/01

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • آخر الأوضاع بالقطاع| طيران الاحتلال يقصف المناطق الغربية لرفح الفلسطينية.. نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية
  • الشيخ عبدالحافظ البتامي أحد مشايخ قبيلة حاشد في أول حوار له: ثورة 21 سبتمبر قطعت يد النفوذ السعودي عن قبائل اليمن إلى غير رجعة
  • تقرير إسرائيلي: نتنياهو بين المطرقة والسندان.. واشنطن تضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق
  • تقرير إسرائيلي: مهلة ترمب لنزع سلاح حزب الله تنتهي آخر يوم بـ2025
  • مش هقدر أقول حاجة ولكن.. الشيخ حسن عبد النبي لم يرصد أخطاء لهذا المتسابق | فيديو
  • تقرير إسرائيلي يحذر من صاروخ مصري “قد يغير قواعد اللعبة”
  • لقاء سري بين نتنياهو وبلير لبحث ترتيبات اليوم التالي في غزة
  • حرب مُقبلة؟ هذا ما قاله تقريرٌ إسرائيلي عن حزب الله
  • الرئيس السيسي يُطلق شراكة الثقة.. ويؤكد موقف مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية