من بحري إلى بيالي: قصة الموسيقار اللاجئ الذي يبحث عن الأمل في المنفى
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
في مدينة بيالي الأوغندية، بعيدًا عن ضجيج الحرب وضياع الأحلام في السودان، يروي آلاف اللاجئين السودانيين قصصهم التي تتأرجح بين المعاناة والنجاح في المنافي القسرية. من بين هؤلاء، تبرز حكاية الموسيقار سعود، الذي كان يسكن منطقة الخوجلاب بمدينة بحري قبل أن تدفعه الحرب إلى مغادرة وطنه، تاركًا خلفه ذكريات عمر كامل، ليبدأ رحلة جديدة في معسكرات اللجوء.
كمبالا: التغيير
الحرب التي تجاوزت عامًا ونصف أجبرت آلاف الأسر السودانية على النزوح القسري، حيث بحثوا عن الأمان داخل البلاد وخارجها. يعيش معظمهم في ظروف إنسانية صعبة، تعكس حجم المعاناة التي فرضها النزاع على حياتهم اليومية.
سعود، المتخصص في العزف على البيانو والجيتار والكمنجة، يصف مسيرته الفنية بأنها رحلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، بدأت منذ طفولته في الحفلات المدرسية، واستمرت بالدراسة في معهد الموسيقى والمسرح، الذي أصبح لاحقًا كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان.
لحظة قاسيةيقول سعود: “الموسيقى كانت جزءًا من حياتي حتى قبل الحرب، لكن النزوح أضاف لها أبعادًا جديدة. رغم أصوات الرصاص التي أحاطت بنا، كانت الموسيقى دائمًا بداخلي؛ المعاناة كانت مصدر إلهام، وبدل أن تقيدني، فتحت لي آفاقًا للإبداع”.
عبر سعود مع أسرته الحدود إلى أوغندا، متجهًا إلى معسكر نيومانزي عبر منطقة اليقوا بجنوب السودان. يصف لحظة وصوله بأنها كانت قاسية: “كنا في حالة مزرية، وكانت ذكريات الوطن تطاردني. تركنا خلفنا كل شيء، ووجدنا أنفسنا أمام واقع جديد تمامًا”.
وسط هذه الظروف، كانت الموسيقى طوق النجاة. أطلق سعود مبادرة لدعم اللاجئين نفسيًا عبر الموسيقى، حيث شكّل فرقًا صغيرة من الأطفال والشباب لتقديم جلسات غنائية ودعم نفسي. يروي سعود: “في أول حفل نظمته، رأيت الدموع في عيون الناس، خاصة النساء. قالوا لي إن الأغاني أعادتهم إلى السودان، فبكيت معهم”.
تدريب الأطفالرغم التحديات، استمر سعود في تقديم تدريبات موسيقية للأطفال والشباب، على الرغم من انعدام الكهرباء وضيق المساحات في المعسكر. أنتج ست مقطوعات موسيقية خلال إقامته، لكنه لم يتمكن من تدوينها لعدم توفر النوتات الموسيقية.
يعاني اللاجئون السودانيون من أوضاع نفسية صعبة، حيث تلاحقهم ذكريات الفقد والنزوح القسري. ورغم ذلك، يواصل الكثيرون، مثل سعود، صناعة الأمل وسط الألم.
يقول سعود: “الموسيقى ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي رسالة أمل وسلام. سأستمر في استخدامها لتوحيد السودانيين وإعادة بناء الوطن”. في معسكرات اللجوء، تبقى أصوات الفنانين السودانيين شاهدًا على قدرة الإنسان على تحويل الألم إلى إبداع، وعلى قوة الموسيقى في خلق حياة جديدة حتى وسط أقسى الظروف.
الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين السودانيين في يوغندا معسكر بيالي للأجئين يوغنداالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان يوغندا
إقرأ أيضاً:
وزير المعادن يبحث مع وفد روسي تعزيز التعاون في قطاع التعدين
في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين السودان وروسيا، التقى وزير المعادن، نور الدائم طه، الأحد، بوفد من غرفة التجارة والصناعة الروسية، ضم عددًا من رجال الأعمال والمستثمرين المهتمين بقطاع التعدين، وذلك بمكتبه في بورتسودان.
ركّز الاجتماع على مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي في قطاع المعادن، وتطوير الشراكات ذات المنفعة المتبادلة، إضافة إلى استعراض آليات تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين ووضع خطط لتنفيذها خلال المرحلة المقبلة.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الوزير بالوفد الروسي، مشيدًا بزيارتهم التي تؤكد متانة العلاقات بين السودان وروسيا رغم التحديات الراهنة. وأكد التزام الوزارة بتعزيز التعاون في مجالات الاستكشاف والتعدين، معربًا عن استعدادها لتذليل أي عقبات قد تواجه الشركات الروسية العاملة أو الراغبة في الاستثمار بالسودان.
من جهتهم، عبّر أعضاء الوفد الروسي عن اهتمامهم بتوسيع نطاق التعاون والاستثمار في قطاع التعدين السوداني، مشيدين بالإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها السودان في هذا المجال.
ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود السودان لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز دوره كوجهة رئيسية للاستثمار في قطاع المعادن، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
صحيفه السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتساب