انعدامُ الأمن الغذائي.. خطرٌ يهدد حياة اليمنيين في ظل الغلاء المعيشي المخيف! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
يوم بعد آخر يزداد فيه لريال اليمني تراجعا للوراء أمام العملات الأجنبية، ويزداد الغلاء المعيشي في غرس مخالبة في جسد الشعب المتعب؛ ليصبح الأمن الغذائي في اليمن شبه معدوم لدى غالبية أبنائه.
ويوم الخميس الماضي أفاد تقرير أممي حديث أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام القادم، رغم تسجيل تحسن طفيف في استهلاك الغذاء مؤخرًا.
وأشار برنامج الغذاء العالمي (WFP)- في تقريرٍ له- إلى أنه” من المتوقع أن يعاني 17.1 مليون شخص، أي 49% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2025، وفق تحليل حديث أجرته مجموعة الأمن الغذائي والزراعة (FSAC)”.
ورافق استمرار انهيار الريال اليمني والارتفاع الجنوني في الأسعار، سخط شعبي متواصل، تجاه المسؤولين المتساهلين مع الأزمات المتتالية على الشعب والتي قضت مضاجع الملايين من المواطنين، بحسب متابعين.
ناشطون إعلاميون ومجتمعيون يصفون الوضع الذي وصل إليه الشعب اليوم بأنه عقاب جماعي لشعبٍ لم يقترف أي ذنب سوى أنه يصمت على ما يستهان به.
عقاب جماعي
بهذا الشأن يقول الناشط الإعلامي، عبد الحكيم أنعم” اليوم الشعب اليمني يُمارس عليه عقاب جماعي بشكل مقصود أو غير مقصود، يدفع ثمنه الشعب المغلوب على أمره، ففي بداية الأمر دخولنا في حرب لم تنتهِ، وبعدها غلاء الأسعار وانهيار الريال بشكل غير مسبوق، فالحقيقة أنه لا يوجد ما يسمى أمن غذائي داخل هذا البلد الذي لا يوجد فيه الغذاء الكافي”.
وأضاف أنعم لموقع” يمن مونيتور” هناك الكثير من الأسر اليمنية من أصبحت تعيش على وجبتين فقط، والكثير من الأسر اليوم من تمتلك أطفالا ومعاقين وأصحاب أمراض مزمنة فكيف لهؤلاء أن يستطيعوا أن يعيشوا في ظل هذا الحرمان (على وجبة أو وجبتين في اليوم الواحد)”.
وأردف” اليوم الشعب اليمني كله يعيش تحت خط الفقر ماعدا المتنفذين وأصحاب السلطات فقط، ارتفعت الأسعار بشكل مهول، في الوقت الذي تستمر فيه مرتبات الموظفين على ما كانت عليه منذ خمسة عشر عاما”.
كارثة إنسانية
وتابع” نحن مقبلون على كارثة إنسانية ومجاعة لا يعلم بها إلا الله، كما أنه لا توجد سياسة واضحة للغذاء، لا من دولتنا ولا من الدول المانحة، وما زاد في المأساة أن برنامج الغذاء العالمي يقوم بتخفيض 30% من الدعم في الوقت الذي نجد فيه الشعب بحاجة ماسة إلى زيادة الدعم وليس التقليل منه”.
وواصل” الأيام المقبلة تنذر بزيادة المأساة أكثر وأكثر، في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية، وغياب الأعمال لدى كافة الشعب بالإضافة إلى عدم وضع حلول لهذه الكارثة من قبل الحكومة وبقية مسؤولي الدولة”.
في السياق ذاته يقول المواطن، علي محمد من أبناء محافظة تعز: إن” المواد الغذائية أصبحت مرتفعة جدا؛ فقد وصل سعر الكيس الدقيق إلى 50 ألف ريال بالعملة الجديدة وهذا المبلغ هو الدخل الشهري لأغلب الأسر اليمنية، كما وصل سعر الزيت أربعة لتر إلى 14 ألف ريال، مما شكل عبئا على حياة أسرتي المكونة من أربعة أفراد وحياة الكثير من الأسر اليمنية”.
وأضاف” أعمل بالأجر اليومي من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء مقابل 12 ريال في مهن مختلفة كالنجارة المساعدة في
البناء أو غيرها، وهذا المبلغ لا يكفي لشراء أدنى مقومات العيش لأسرتي أمام هذا الغلاء المعيشي القاتل”.
وتابع” الأعمال باتت شحيحة جدا، والمساعدات الإنسانية تصل كل شهرين وهي مكونة فقط من” كيس دقيق، وأربعة لترات من الزيت، والقليل من الفاصوليا، نحن اليوم نعيش تحديات كبيرة من أجل توفير الطعام الأساسي لأسرنا، وأحيانًا نضطر لتقليل عدد الوجبات اليومية أو الاعتماد على وجبات ذات صنف واحد، مما يؤثر على صحتنا وصحة أطفالنا خاصة مع هذا البرد القارس”.
وأشار علي إلى أن الأطفال يعانون بشكل أكبر من انعدام الأمن الغذائي؛ فهم بحاجة ماسة لتغذية جيدة من أجل النمو السليم والابتعاد عن الأمراض الشائعة التي انتشرت بشكل كبير كسوء التغذية وغيره”.
حالةٌ من الضنك
وتابع” انعدام الأمن لا يؤثر على الأجساد فقط بل يؤثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية؛ نحن اليوم نعيش داخل بيوتنا حالات من الضنك المعيشي الذي يجعل الأهل لا يطيق بعضهم بعضًا، وتكثر الخلافات على أسباب تافهة”.
ومضى قائلا:” نتمنى أن تتحسن الأحوال، ونستطيع تأمين قوت العيش لأسرنا، وأن نخرج مما نحن فيه، كما نتمنى من قاداتنا أن يضعوا حلا لما نحن فيه اليوم من الوجع ليكونوا قادة اسمًا وفعلا “.
خطر جسيم
من جهته يقول الناشط الإعلامي، أبو فاهم فؤاد العسكري” انعدام الأمن الغذائي هو الخطر الجسيم الذي يهدد حياة المواطنين والسبب الأول والأخير في هذا هو الحوثي، ثم المنظمات والقائمون عليها والمسؤولون الذين لا يعيرون للمسؤوليه أي اعتبار وكأنهم في واد ورعيتهم في واد آخر”.
وأضاف” العسكري لموقع” يمن مونيتور” الريال كل يوم ينهار، وأسعار المواد الغذائية كل يوم في ازدياد ومسؤولونا لم يحركوا ساكنًا ولم يضعوا أي حلول ولا لديهم أي خطط مستقبلية يمكن أن تشعر المواطن بقليل التفاؤل وتبث فيه روح المقاومة لهذا الوضع المعيشي المنهار”.
وأردف” انعدام الأمن الغذائي أكبر المعضلات التي يعاني منها المواطن اليمني، خاصة مع غياب الكثير من المساعدات الإنسانية وتقلص بعضها؛ إذ إن أغلب النازحين يعتمدون على السلل الغذائية وانعدامها أو تقلصها خلق الكثير من الأزمات والمشكلات منها، عجز أرباب الأسر عن توفير القوت الضروري لأسرهم وانتشار مرض سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والرضع وكبار السن”.
وأشار إلى أن” من أبرز أسباب انعدام الأمن الغذائي في الوطن، هو الصراع المستمر؛ إذ نزح أغلب المزارعين وأدى ذلك إلى توقف أغلب المناطق الزراعية التي تعد العمود الفقري الرافد للشعب مما زاد من تفاقم الأزمات في الوطن”.
وتابع” يتعرض أكثر من 20 مليون شخص، أو نحو 90% من السكان لمستوى الأزمات أو أوضاع انعدام الأمن الغذائي الحاد والمتسبب الرئيسي في ذلك هو إهمال وتفريط الحكومة؛ بعدم وضع خطة ناجحة تدعم وتشجيع المزارعين من أجل أن يستعيد المزارع نشاطه ويركز ويبذل قصارى جهدة على الإنتاج الزراعي واستعادة الأصول المنتجة القادرة على تحمل تغيّر المناخ من أجل حماية سبل كسب العيش”.
حلول سهلة
وعن كيفية تفادي مشكلة انعدام الأمن الغذائي يقول العسكري: إن” دعم المزارعين وتشجيعهم من قبل الحكومة سيعمل على تشجيع الآخرين و سيخلق بيئةً تعمل على توسيع الإنتاج الغذائي على مستوى الأسرة اليمنية، بالإضافة إلى وضع أشخاص أصحاب قدرة وكفاءة وأمانة يعملون على توزيع الغذاء على مستوى المجتمع المحلي ولو على المدى القصير”.
وأكد” عدم توفير رواتب الموظفين بشكل شهري ومستمر فالراتب اليوم شبه معدوم؛ بل بالكاد يحصل عليه الموظف ما بين ثلاثة أشهر إلى أربعة، يحصل على راتب واحد، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام، ومع كل هذا ما يزال رجال الحكومة يعملون على أنهم مدراء جمعيات وليسوا مسؤولين عن 30 مليون نسمة”.
واختتم” اليمن يفتقر إلى قيادة ناجحة تدير الوضع بطريقة سلسة مرنة تسخر منصبها لخدمة المواطن من أجل أن يستعيد المواطن عافيته وصحته بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بشكل عام”.
تحت خط الفقر
من جهته يقول، رئيس اللجنة المجتمعية بحارة غزة في مدينة تعز، طلال الشرعبي” هناك أكثر من 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي منهم 6 مليون يقعون على عتبة الجوع تحت خط الفقر لا يجدون ما يسدون به جوعهم حسب تصريح لممثلة المجتمع المدني في اليمن، كل ذلك بسبب الحرب الدائرة في اليمن التي قضت عقدها الأول من الزمن وما صاحبها من موجة غلاء فاحش في الأسعار بسبب انهيار العملة المحلية في الأماكن التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية”.
وأضاف الشرعبي لموقع” يمن مونيتور” انعدام الأمن الغذائي أمر أقلق المواطن المغلوب على أمره إذ لم يتمكن من توفير لقمة العيش لانعدام الأشغال و كذلك غياب المساعدات الإنسانية ولا يختلف الحال بالنسبة لمناطق سيطرة الحوثيين فالمليشيات لا تألو جهدا في السطو على كل الموارد و استخدامها لصالح فئة معينة و نهب المساعدات و حرمان الشعب منها”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق ترجمة خاصةالإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...
تقرير جامعة تعز...
نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: من انعدام الأمن الغذائی بالإضافة إلى البحر الأحمر یمن مونیتور الکثیر من یهدد حیاة الیمن من فی الیمن أکثر من من أجل
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يحاصر الرُضّع.. منع إدخال الحليب يهدد حياة آلاف الأطفال بغزة
غزة- تحتضن "أم يحيى" القيشاوي أحد رضيعيها بيد، وتضع اليد الأخرى على حضانة يرقد بها رضيعها الثاني في "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح (وسط القطاع) وتوزع نظرات الحب والاهتمام بين توأمها من عينين غائرتين، وقلبها يخفق بقوة قلقا عليهما، نتيجة تدهور حالتهما الصحية بسبب سوء التغذية.
وينتاب الأم (38 عاما) قلق شديد على توأمها "ماجد" و"منير" اللذين أنجبتهما مبكرا قبل بضعة أيام، وقرر الأطباء وضعهما في الحضانة، لنقص وزنهما ومعاناتهما من سوء التغذية.
وتزيد تحذيرات وزارة الصحة الفلسطينية من قلق هذه الأم، حيث لا يتوفر الحليب العادي ولا العلاجي في مستشفيات القطاع، جراء منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال أي شحنة حليب منذ نحو 4 أشهر.
ولادة خطرةلسنوات طويلة ظلت والدة الرضيعين تعاني من مشكلات في الإنجاب، حتى رزقت بطفلها البكر يحيى قبل 3 أعوام، لتكتشف خلال الحرب كما تقول للجزيرة نت حملها بهذا التوأم "كدت أطير فرحا، غير أن تجربة الحمل في ظل ظروف الحصار والمجاعة سرقت مني فرحتي، كانت تجربة صعبة وقاسية للغاية".
ولم تكمل أم يحيى شهرها الثامن في الحمل، حيث خضعت لعملية ولادة قيصرية اضطرارية بسبب معاناتها من سوء التغذية الحاد، ووضعت توأمها بوزن لا يتجاوز كيلو ونصف الكيلوغرام لكل منهما، واستدعى ذلك إدخالهما قسم الحضانة.
وفي اليوم الخامس تحسّنت الحالة الصحية لأحد الرضيعين، بينما بقي الآخر في الحضانة، وتقول أم يحيى "أشعر أن قلبي قد شق لنصفين من القلق على كليهما، ولا أعرف كيف سأتدبر أمري مع الحليب".
وتعاني الأم نفسها من سوء التغذية، وتقول إنها لا تستطيع إرضاع توأمها طبيعيا، وفي الوقت ذاته لا يتوفر الحليب في الصيدليات، وحال توفره في بعضها فإن أسعاره مرتفعة جدا ولا تقوى عليها.
وتقيم أم يحيى وأسرتها في مدينة دير البلح منذ نزوحها الجبري من منزلها في حي الشجاعية (شرقي مدينة غزة) عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتقول "الحرب أثَّرت على الجميع، وأوضاعنا الاقتصادية صعبة، ولا يمكننا توفير عبوتيْ حليب أسبوعيا لتوأمي".
إعلانوغير بعيد من قسم الحضانة في مستشفى شهداء الأقصى، كانت أسماء أبو جمعة تقف بجانب رضيعها يوسف الذي وضعته قبل أيام، واستدعت حالته الصحية ونقص وزنه إدخاله للحضانة أيضا.
وتركت فترة الحمل الصعبة التي مرت بها أم يوسف (38 عاما) أثرها على مولودها، بالرغم من أنها أرضعته طبيعيا بداية، لكنها لم تستطع مواصلة ذلك، لأنها تعاني هي الأخرى من المجاعة ولا تتوفر في القطاع أصناف البيض واللحوم والدجاج والفواكه التي تساعد المرضعة على إدرار الحليب، وفي الوقت نفسه لا يتوفر الحليب الصناعي في المستشفيات والصيدليات.
وخاضت أم يوسف -كما تقول للجزيرة نت- تجربة الحمل والولادة 12 مرة قبل تجربتها الأخيرة خلال الحرب، التي تعتبرها الأقسى، نفسيا وجسديا، حيث الخوف والجوع، وعانت خلالها من انخفاض في نسبة الدم.
وتقطن السيدة الفلسطينية وأسرتها في بلدة الزوايدة وسط القطاع، وساءت أحوالهم المعيشية خلال الشهور الماضية، لعدم انتظام عمل تكية خيرية هي مصدرهم الرئيسي للتزود بالطعام.
ونتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد منذ 2 مارس/آذار الماضي، وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، خرجت أغلب تكايا الطعام الخيرية عن الخدمة، وتفشت المجاعة على نطاق واسع وفتكت بأكثر من مليونين فلسطيني في القطاع.
وتقول أم يوسف إن الوضع الاقتصادي لأسرتها لا يسمح بشراء الخضار الشحيح أصلا في الأسواق ويباع بأسعار خيالية، وتشعر بقلق شديد على رضيعها وأشقائه الآخرين "وكلهم أطفال يعانون الجوع وسوء التغذية".
كارثة محققةوقد حذَّرت مستشفيات في قطاع غزة من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة آلاف الأطفال الخُدّج (المواليد الجدد) والرُضّع في أقسام الحضانة، نتيجة نفاد الحليب العادي والعلاجي بأنواعه المختلفة.
ويقول رئيس مستشفى الأطفال والولادة في "مجمع ناصر الطبي" الدكتور أحمد الفرا -للجزيرة نت- إن المستشفيات الحكومية والمؤسسات الصحية الأهلية والدولية تعاني من انعدام كامل في حليب الأطفال، سواء العادي أو العلاجي، جراء منع الاحتلال دخوله للقطاع منذ 4 أشهر.
وأوضح الفرا أن الحليب المخصص لمراحل نمو الطفل المختلفة بات مفقودا تماما من القطاع الصحي، مما ينذر بمخاطر حقيقية قد تفتك بأرواح آلاف الأطفال، ما لم تهب المؤسسات والهيئات الدولية المختصة للضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال الحليب بسرعة وفي غضون ساعات قليلة.
وتزداد هذه المخاطر المحدقة بالمواليد الخدج والرضع مع معاناة الأمهات من سوء التغذية، وعدم قدرتهن على الرضاعة الطبيعية، بحسب تأكيد الدكتور الفرا.
ويستقبل "مبنى التحرير" المخصص للأطفال في مجمع ناصر الطبي، الحكومي الأكبر والوحيد في مدينة خان يونس (جنوب القطاع) نحو 10 حالات يوميا لأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.
ويقول الفرا "لا نستطيع استيعاب جميع الحالات اليومية بسبب الاكتظاظ الشديد في الأقسام وقلة الإمكانيات لمنع الاحتلال الحليب والامدادات الطبية والغذائية".
إعلانوتشير بيانات فلسطينية رسمية إلى أن عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية في أوساط الأطفال بمراحلهم العمرية المختلفة بلغ 60 حالة حتى الآن.
ووفقا للطبيب الفرا، فإن النقص في التغذية لدى الطفل في سنواته الثلاث الأولى لا يؤدي فقط إلى الوفاة أو الأمراض، بل يترك آثارا دائمة على النمو العقلي والنفسي، قد تلازمه لبقية حياته أو لسنوات طويلة.
"إبادة صامتة"والخميس الماضي، أطلق "مستشفى الرنتيسي" بمدينة غزة نداء عاجلا للتدخل من أجل وقف الكارثة التي تهدد حياة مئات الأطفال جراء الانقطاع التام للحليب. وقال إنه لا يملك حاليا أي علبة حليب واحدة، رغم استقباله يوميا عشرات الأطفال الذين يواجهون سوء التغذية وضعف الامتصاص.
ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي الدكتور إسماعيل الثوابتة للجزيرة نت إن "الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا المحتملين في المرحلة القادمة، نظرا لهشاشة أجسادهم وعدم قدرتهم على الصمود أمام هذا الحصار الغذائي الخانق، مما يضع جريمة الحصار وإغلاق المعابر في مصاف جرائم الإبادة الجماعية".
وأضاف المسؤول الحكومي أن "الأطفال يُتركون وحدهم في مواجهة آلة الموت البطيء، بلا غذاء، ولا دواء، ولا ماء نظيف، ولا حتى حليب الرضع" متهما إسرائيل بارتكاب ما سماها "جريمة إبادة صامتة بحق أطفال غزة باستخدام سلاح التجويع ومنع الحليب".