اوهاج م صالح

من الواضح ان المجتمع الدولي قد عهد الى دولة قرن الشيطان، الجارة الشمالية و مردة الكيزان ، أمر تفتيت السودان الى دويلات صغيرة متناحرة غير مستقرة، ليتفرغ المجتمع الدولي لنهب ثروات الوطن عبر اللاوطنيين من ابنائه والذين لهم باع طويل في العمالة والإرتزاق، وبيع مقدرات السودان، وإن سابقة فصل الجنوب العزيز الحديثة ماثلة امامنا، و بكل اسف ظل جميع ابناء الشعب واجماً مذهولا من جراء ما حدث في الجنوب وسوف يظل الشعب هكذا لما سوف يحدث قريباً لدارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم، وكذا ما سوف يحدث لاحقاً للولايات الشرقية والنيل الأزرق.

إنه لأمر غريب ان ظل السواد الأعظم من النخب والمثقفين من ابناء الشعب السوداني متفرجين على ما يحدث وكأن على رؤوسهم الطير او كأنهم مسحورين بسحر أسود لا شفاء منه، بل ان الكثير منهم اصبح داعماً بقوة لتوجهات تفتيت السودان، وبعضهم يدعو جهارا نهارا الى الجهوية والعنصرية والقبلية النتنة بل ويقدح في شرف بعض القبائل السودانية ويشكك في سودانويتها. وما يندى له الجبين ان كثيرين منهم كانوا ابان ثورة ديسمبر قادة لحراك الشعب ضد هذا النظام الذي يصطفون معه الآن ويجيشون له المستنفرين والدواعش والكتائب التي يعرفونها جيدا، امثال دكتور محمد جلال هاشم "الدينكاوي"، ودكتور علام النورالبلبوسي، ودكتور عبد الله ابراهيم فاقد البوصلة، والكثير من قادة تقدم بشقيها. بجانب ان احزاب بكامل عضويتها مثل الحزب الشويعي، هذا الحزب الذي صنع ليصبح خميرة عكننة للسياسة السودانية مثله تماما مثل حزب الكيزان المؤتمر اللاوطني (وجهان لعملة واحدة)، فكلاهما سادي متطرف جل همه ان يجعل السودان يعيش في توهان وعدم استقرار مستمر. كذلك اعداد مقدرة من اعضاء الحزبين الهرمين، حزب الأمة والحزب الديمقراطي (اس الداء والبلاء)، واحزاب أخرى صنيعة الدولة الفاشلة. لقد تغير كل هؤلاء خلال هذه الحرب اللعينة واصطفوا خلف جيش الكيزان، عندما شعروا بأن دولتهم دولة 56 ، التي ظلوا هم وآبائهم واجدادهم يقتاتون منها لسنين عددا، قد دنى أجلها وانها في طريق الفناء. ووعدد كبير من هذه الأحزاب والحركات شغاله بنظام عودين، عود مع تقدم وعود مع حكومة بورت كيزان، حتى يكون لها نصيب في حال انتصار أي من المتحاربين.
لقد تركت النخب من ابناء الشعب السودان الأمر برمته لثلة من العطالة والأرزقية والفاقد التربوي امثال ابورهف، والإنصرافي الذي صرف الله قلبه عن الحق وجبله على الكذب، وبسيوني كامل الذي رجع لأصله اليهودي وظل يعمل لصالح اللوبي اليهودي، واحمد كسلا فاقد الهوية، والعنصري عمسيب قائد ركب الإنفاصل، وأبو الدهب الأمنجي مدمن المخدرات الذي وضع المخدرات في عصير المرحوم شوتايم، وبعض القونات امثال ندى القلعة وعائشة الماجدي، ورشان اوشي، وعاشة الجبل، والأرزقية من المتصوحفين عديمي الضمير والوطنية ،الذي يستنطقون بالدولار، امثال المخرف عثمان ميرغني، والهندي دنس الدين، وعادل الباز، وظلام الدين بلال، كل هؤلاء ضباط مخابرات، تماماً كما هو الحال بالنسبة لمقدمي البرامج الحوارية في قناة الجزيرة الذين تسابقوا لإجراء حوار مع ابن عمهم المصري وزير خارجية السودان علي الشريف، الذي وصف نظام الإنقاذ الذي اوردنا هذه التهلكة، بأنه نظام وطني؟
وانا عندما اصف الكيزان بأنهم مردة مثل مردة الجن والشياطين لأنني على يقين بأن ما يقوم وقام به هؤلاء الرجس يتعدى اعمال الشياطين والجن العاديين، والدليل انهم استطاعوا من خلال اقلام ومواقع حقيرة ساقطة ان يفرقوا السودانيين أيدي سبأ، ويزرعوا بينهم العداوة والبغضاء لدرجة ان اصبح السوداني الوديع المسالم يسعد ايما سعادة لمناظر اشلاء الأطفال والنساء والعجزة وكبار السن، وهم يحترقون بالبراميل المتفجرة، ويتلذذون بتلك المناظر البشعة ويرون انها ليست اكثر من محل للشواء مثل محلات اولاد أم درمان، وسوق الناقة، نكاية في خصومهم، يا له من فجور في الخصوم وسادية بشعة. واعتقد امثال هؤلاء لا يمانعون من اكل تلك الأجساد المحترقة اذا وجدوا انفسهم بالقرب من اماكن تلك الأجساد المحترقة، لأنهم يطلقون عليها عبارة "كباب"، أسأل الله تعالى ان يكب وجوههم ووجوه الطيارين ووجوه الذين يأمرونهم بإرتكاب هذا الجرم الشنيع السادي، في الدرك الأسفل من نار جهنم "قولوا آمين". لانه لا يعذب بالنار الا رب النار. بالله عليكم أي درك من السفالة والحقارة والإنحطاط وصل اليها هذا الشعب السوداني؟
والذي نفس محمد بيده إن الذي حدث لهذا الشعب ولهذا البلد، ما هو الا غضب رباني، اراد الله تعالى به ان يستخلفنا بقوم آخرين يقدرون النعمة التي انعمها لنا من أراضي شاسعة بكر ومعادن متعددة نادرة في باطن هذه الأرض، وانهار تجري من تحتنا في جميع ارجاء الوطن وثروة حيوانية وبشرية لا حد لها، ومع كل هذه النعم التي يمكن ان توظف بأقل تكلفة وابسط جهد، نتركها ونلجاء الى الثراء الحرام، ليصبح معظم شبابنا وشاباتنا جونات، ومسؤولينا لصوص، ومرتشيين، وكذابين، ومنافقين، وقتلة، ومرابين، وعلماء سلطان دجالين محرفي الكلم عن مواضعه، امثال المجرم عبد الحي يوسف، ومحمد اسماعيل، والناجي مصطفى، ومختار البدري.
وإن انسى فلا انسى ان اردعوا شذاذ الآفاق الذين يدعون الى اقامة دولة البحر والنهر، أو بالأحرى الذين يرغبون بالإنضمام الى الجارة الشمالية، بأن يبحثوا في القنوات واليوتيوب ليشاهدوا كيف تم اذلال واهانة العوائل السودانية وترحيلهم من الجارة الشمالية على ظهور الشاحنات المخصصة لشحن البهائم، اكرمكم الله. انا اعتقد ان هذه رسالة لهؤلاء الحثالة من ابناء الشعب السوداني الذين ينادون بالإنفصال والإنضمام الى الجارة الشمالية التي تنكل بحرائرنا والللاجئين اليها، امثال المسطول عمسيب والعتال ربيع عبد العاطي وآخرين كثر ممن يطالبون بالإنفصال، ان يعودوا الى رشدهم ويعوا المصير الذي في انتظارهم حال انفصالهم. ويبدو ان ابن البواب ليس مستعدا لأن يكون شيئاً آخراً سوى بواب.
هل يعقل في زمن ثورة الإتصالات والذكاء الإصطناعي والتطور العلمي الهائل، والتلي ميديسن، ان يموت الإنسان بالكوليرا، والإسهالات المائية، والجوع ، وسوء التغذية، في الوقت الذي تبارت معظم دول العالم بمد يد العون وتقديم المساعدات بمختلف اشكالها من مواد غذائية وطبية وإيوائية، لتقوم وبكل اسف حكومة بورت اجرام ببيع المواد الإغاثية لتجار يأتون من تشاد، وجنوب السودان، ويوغندا، وموزمبيق، وسماسرة وتجارة محليين، ويصرون بألا تذهب مواد الإغاثة الى مناطق سيطرة الدعم السريع، علماً ان الدعم السريع يسيطر على اكثر من 70 من أراضي السودان، فما ذنب الإنسان الذي قدر له ان يوجد في مناطق سيطرة الدعم السريع؟ وعندما يموت ابناء الشعب السوداني من الأمراض والجوع يطلقون ابواقهم لإلصاق التهمة على غريمهم الدعم السريع الذي صرعهم واهانهم.
لقد ذكر بعض مسؤولي وكالات الإغاثة العالمية، ان من ضمن 550 قافلة اغاثية تقريبا، سمحت الجهات الرسمية المسؤولة عن الإغاثة في بورت كيزان ل 20 قافلة فقط الخروج من بورتسودان، ولا يعلم أحد مصير ال 530 قافلة، علماً ان مواطني بورتسودان والنازحين يصحون وينامون على بطون خاوية وتتناوشهم الأمرض من كل صوب، ويطردون من المدارس التي لجأوا اليها دون ان تقدم لهم حكومة بورت اجرام أي بديل، وبعد هذا كله يتوقع الشعب السوداني ان تتوقف الحرب؟ يا ليل ما اطولك.
يا جماعة الذي يمنع تقديم الإغاثات المجانية للشعب، والذي يلقي بالبراميل المتفجرة في أسواق مكتظة بالمواطنين الأبرياء الذين يسعون لها طلبا للرزق، والذي يسمم مياه الشرب، والذي يحرق المحاصيل بالبراميل المتفجرة، والذي يدعو الى فصل بعض اجزاء السودان، سوف لن يلتفت الى الأصوات القليلة التي تدعوا الى ايقاف الحرب، لأنه بطبعه سادي ويستمتع ايما استمتاع بافعاله السادية هذه ويكون مبسوط أوي أوي (سباحان الله خلال اقل من سنتين استلب بعض الجهلاء ثقافياً).
يقول المثل ما لا يدرك جله لا يترك كل، لذا اناشدكم ان تتركوا خلافاتكم التي زرعها مردة الكيزان في عقولكم جانباً، وان تسعوا وبشكل جماعي بكل جد واجتهاد وتقوموا الى ما تبقى من سودانكم قبل فوات الأوان، واضعين في الإعتبار دخول الجيش الإريتري شرقاً، ودخول جيش دولة الشمال 50 كيلوا جنوبا في اراضيكم، هذا غير حلايب وأبورماد وشلاتين.
ألا هل بلغت، اللهم فأشهد.

اوهاج م صالح

awhaj191216@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجارة الشمالیة الشعب السودانی الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الأنظمة العربية التي استخدمها العدو الصهيوني كأدوات لتنفيذ جرائمه في غزة وهذا ما كشفه السيد القائد

 قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، في خطابه دلالات هامة كشف فيها بعمق الجرائم الإسرائيلية في غزة، وأبعاد عملية طوفان الأقصى، والمخاطر الاستراتيجية للمخطط الصهيوني الأمريكي في المنطقة، لا سيما عبر أدواته المحلية من الأنظمة المطبّعة، الكلمة شكلت رؤية متكاملة للصراع العربي-الصهيوني من زاوية شرعية، سياسية، إعلامية، وثقافية.

يمانيون / خاص

السيد القائد استخدم توصيفات قوية ومباشرة في وصف الجرائم المرتكبة في غزة، وهذا يعكس موقفًا مبدئيًا يقوم على رفض أي تبرير أو تسويغ لسلوك العدو، كما أشار يحفظه الله إلى استهداف الإعلاميين، والدفاع المدني، والمرضى، والمسنين، ليعطي بعدًا إنسانيًا عالميًا للقضية، ويوجّه الخطاب نحو الرأي العام الدولي المتحسس من جرائم ضد المدنيين، كما وصف المشاهد البشعة كإرسال الكلاب على المسنين ، وهو يهدف بذلك إلى أن تبقى هذه الأفعال الإجرامية في الذاكرة والوجدان ليستنهض الضمير العربي والإسلامي والدولي.

 

العملية ليست حدثًا معزولًا فالسيد القائد يربط طوفان الأقصى بسياق طويل من 75 عامًا من العدوان والاحتلال الصهيوني، ما يعني أن العملية رد فعل تاريخي لا مجرد لحظة آنية، ويصفها بأنها عملية مباركة، عظيمة، ومحطة فارقة، وهو ما يعكس تبنيًا يمنياً  كاملًا للنهج المقاوم في فلسطين، وربط نضال الشعب الفلسطيني بمسار الجهاد الإسلامي الشامل، كما يرى السيد القائد أن العملية جاءت لإفشال مسار تصفية القضية الفلسطينية، والذي وصل إلى ذروته قبل العملية.

 

ويشير السيد القائد إلى أن العدو كان يهدف للسيطرة التامة على فلسطين، ثم المنطقة، وهذا يعكس وعيًا استراتيجيًا بخطورة امتداد المشروع الصهيوني من فلسطين إلى المنطقة بأسرها، وهو سياق مهم في كلمة السيد القائد يعطي أهمية كبرى إلى المعركة الفكرية والثقافية، من خلال محاولات تغيير المناهج الدراسية، وتحريف الخطاب الديني، وتطبيع الإعلام مع الكيان، وأن الصراع مع العدو،  ليس مجرد صراع حدود أو أراضٍ، بل هو صراع وجود وهوية ومقدسات وكرامة الأمة.

 

ووصف السيد القائد التطبيع بأنه ليس اتفاق سلام، بل خيانة شاملة متعددة المستويات ، دينية، سياسية، وثقافية.

كاشفاً عن أن الاتفاقيات المبرمة كانت تتضمن التزامات مذلة من الأنظمة العربية مقابل لا شيء من الكيان، ما يجعل التطبيع صفقة خاسرة للطرف العربي.

وأشار السيد القائد بحفظه الله إلى تحول الأنظمة إلى أدوات قمع داخلي، حيث أكد على أن بعض الأنظمة، لا تكتفي بالتطبيع، بل تشارك في قمع شعوبها وتوجيه العداء نحو المقاومين والشعوب الحرة.

 

ويشير السيد القائد إلى أخطر أدوات المشروع الصهيوني وهي تغيير المناهج الدراسية، إزاحة آيات قرآنية، وتربية الأجيال على الإعجاب بالعدو، هذا التغيير هو أخطر من الاحتلال العسكري، لأنه يؤدي إلى استعباد داخلي طوعي وتحويل العدو إلى صديق.

وانتقد السيد القائد وسائل الإعلام التي تسوّق للكيان الصهيوني وتُشيطن الشعب الفلسطيني، واصفًا إياها بأنها جزء من آلة العدو الناعمة.

 

الكلمة تأتي ضمن مسار دعم واضح وصريح لفصائل المقاومة الفلسطينية، وتؤكد استعداد محور المقاومة للمواجهة على كافة المستويات، فقد حذر السيد القائد، من محاولات إخراج فلسطين من وجدان الأمة من خلال التطبيع، والتغييب الإعلامي، وتبديل الأولويات ، موجهاً الدعوة لتحرك شعبي ورسمي على المستوى العربي والإسلامي من أجل رفض التطبيع، والتمسك بالحق الفلسطيني، والمشاركة في المواجهة الحضارية.

 

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، تعبّر عن موقف واضح وثابت في مناصرة فلسطين ورفض المشروع الصهيوني الأمريكي،  كما تحمل تحذيرات استراتيجية للأمة الإسلامية حول خطورة التخلي عن القضية الفلسطينية وتحويل العدو إلى حليف، وتكشف أدوات الحرب الناعمة التي باتت تستخدم لتصفية القضية من الداخل.

إنها دعوة إلى إعادة تعزيز الهوية، وتجذير الوعي، وتصحيح البوصلة في مواجهة أخطر مشروع استعماري معاصر، يسعى لاختطاف الأمة من داخلها.

مقالات مشابهة

  • فيديو - متى تُبنى منازلنا من جديد؟.. سكان غزة يعودون إلى أحياء مدمّرة
  • هل تعود الأجواء الحارة فيما تبقى من أكتوبر ؟
  • فتاوى وأحكام| هل وفاة الجنين تشفع لوالديه؟.. ما حكم ترك المسكن في فترة العدة بسبب عدم الأمن؟.. كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟
  • كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيب
  • عضو مجلس السيادة السوداني الانتقالي: مطار الخرطوم يعود للخدمة قريبا
  • فتاوى| ماذا يحدث لمن صبر عند البلاء والكرب؟.. زوجت نفسي بعقد رسمي وبدون ولي فهل زواجي صحيح؟.. كيف أعرف الحائل الذي يمنع صحة الطهارة؟
  • ما الذي يقوي العلاقة بين الزوجين؟.. احرصا على هذا الأمر ولو مرة يوميا
  • العلامة فضل الله: لتكن الدولة أمينة على مواطنيها
  • السودان: اتفاق سلام غزة خطوة نحو إيقاف نزيف الدم ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني
  • الأنظمة العربية التي استخدمها العدو الصهيوني كأدوات لتنفيذ جرائمه في غزة وهذا ما كشفه السيد القائد