"سلامة الطفل" تعلن نتائج تجربة "تفقّدهم .. لكي لا تفقِدهم" وتكشف خطورة ترك الأطفال في المركبات المغلقة
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
الشارقة - الوكالات
حذرت "إدارة سلامة الطفل" بالشارقة من مخاطر ترك الأطفال في المركبات المغلقة خاصة خلال فترة الصيف، وكشفت لأولياء الأمور أثر ذلك على حياة الصغار وحتى البالغين من مختلف الأعمار، حيث أجرت لأول مرة في الإمارات والمنطقة، تجربة اجتماعية تحت شعار "تفقّدهم .. لكي لا تفقِدهم"، تبيّن بالاختبار العملي ما يمكن أن يتعرض له الإنسان من مخاطر في مثل هذه الحالات، تصل إلى الوفاة الحتمية، وارتفاع ضغط الدم، وتباطؤ دقات القلب، وبلوغ مستويات عالية من الجفاف في أعضاء الجسم خلال فترة زمنية قصيرة.
وجاءت التجربة التي نفذتها الإدارة، ضمن استراتيجيتها في رفع الوعي بما يهدد سلامة الأطفال البدنية، والنفسية، والذهنية، وفي إطار دعمها لتوجهات وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على صحة الصغار، حيث استضافت عدداً من مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي والمتطوعين لتجربة ما يمر به الأطفال في حال تركوا في مركبات مغلقة في الصيف، وذلك تحت إشراف طبي وفريق من المتخصصين ورجال الدفاع المدني لتسجيل قراءات المؤشرات الحيوية مع بيان واضح بموافقة المتطوعين على المشاركة في التجربة.
وكشفت التجربة التي أقيمت على مدار 8 ساعات متواصلة، مدى قدرة المشاركين على تحمل البقاء لمدة عشر دقائق داخل مركبة مغلقة من دون تكييف وفي ظل حرارة تتراوح بين 40 - 45 درجة مئوية، وتزداد بمقدار 20 درجة خلال 10 دقائق داخل المركبة المغلقة.
وأظهرت نتائج التجربة، التي جاءت بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة وهيئة الشارقة للدفاع المدني، أن معظم المشاركين شعروا بالدوار والإجهاد والصداع والغثيان، وانخفاض كبير في مستوى الأوكسجين في الدم لديهم في مؤشر على خطورة مثل هذا الموقف في حال تعرض له الأطفال لوقت أطول دون إنقاذ.
وقالت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة: "التحذيرات وحدها لا تكفي عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال، خاصة عند الحديث عن مواقف يصعب على ذويهم وأولياء أمورهم تخيّل وتقدير حجم خطورتها، لهذا استندنا إلى البرهان العملي والتجربة الحية، لنرفع وعي المجتمع بخطورة المواقف والسلوكيات التي يمارسونها بقصد أو بإهمال ويمكن أن تهدد سلامة الأطفال، وتودي بحياتهم أو تضر بصحتهم البدنية أو النفسية أو الذهنية، فما يغيب عن ذهن الكثير أن مثل هذه الحوادث قد لا يظهر تأثيرها المباشر على صحة الطفل، إلا أنها قد تشكل له أزمة نفسية تجاه الضيق والشعور بالاختناق في الأماكن المغلقة، وقد تسبب تلفاً في خلايا دماغه، في حال تزايدت درجات الحرارة إلى مستويات عالية".
وأكدت: "كانت هذه التجربة صعبة للغاية، وقد أصريت على اختبارها بنفسي لتخيل مدى المعاناة التي تواجه أي إنسان يتعرض لهذا الموقف، لهذا رسالتنا في إدارة سلامة الطفل لكل ولي أمر ومسؤول عن التعامل مع الأطفال، ألا يستهين بممارساته تجاه الأطفال، وأن يظل يقظاً ومتنبهاً لكل سلوك يقوم به برفقة الصغار، فلا مجال للسهو أو النسيان أو التغافل، ونقول لكل واحد منهم: (تفقّدهم .. لكي لا تفقِدهم)".
من جانبه، أكد مدير فرع التوعية والإعلام المروري في شرطة الشارقة، النقيب سعود الشيبة، أن مشاركة شرطة الشارقة في التجربة يأتي استكمالاً لجهود وزارة الداخلية لرعاية الأطفال في الدولة، مشيراً إلى تخصيص عدد كبير من البرامج التدريبية الخاصة للتعامل مع الأطفال في الإدارات الميدانية، لمكافحة كل ما من شأنه أن يشكل خطورة على سلامة الأطفال وحالتهم الصحية والنفسية. في حين أشار الشيبة إلى أن المشاكل والقضايا المتعلقة بسلامة الطفل باتت تشهد انخفاضاً مستمراً بفضل زيادة الوعي بين أفراد المجتمع، حيث أن مهام الأجهزة الحكومية لا تقتصر على مكافحة المظاهر والسلوكيات السلبية بل زيادة التوعية بمخاطرها والعمل على تلافيها بشكل استباقي.
وأوضح الطبيب الذي راقب سلامة المشاركين أثناء التجربة أن تعرض جسم الإنسان لدرجة حرارة عالية يتسبب في فقدان السوائل والأملاح نتيجة للتعرق، ما يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الكهروكيميائي للخلايا، ويتسبب في تسارع نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوى الأوكسجين في الدم، ما يؤدي إلى الإغماء وقد تصل إلى الاختناق والوفاة.
وتأتي التجربة الجديدة لسلامة الطفل ضمن حملاتها التوعوية، "سلامتهم أولاً" المستمرة على مدار العام، واستكمالاً للتجربة وتحقيق أكبر فاعلية مجتمعية منها، نشرت "سلامة الطفل" فيلماً توعوياً تضمن مشاهد من التجربة، وإرشادات لأولياء الأمور للتنبيه إلى أهمية تجنيب أطفالهم التعرض لأي خطر مماثل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
القرفة.. أحد التوابل العتيقة التي تحارب أمراض القلب والسرطان!
لم تعد القرفة مجرد نكهة تضفي طابعاً مميزاً على أطباقنا، بل أصبحت نجمة متألقة في عالم الصحة والطب، بعد أن أثبتت أبحاث طبية حديثة قدرتها الفريدة على حماية الجسم وتعزيز قوته.
وتكشف دراسات منشورة في مجلة Journal of Agricultural and Food Chemistry أن القرفة تعزز من مستويات مضادات الأكسدة في الدم، مما يساهم في تقليل الالتهابات والأضرار الناتجة عن الجذور الحرة التي تسرع من شيخوخة الخلايا وتسبب الأمراض المزمنة.
وفي قلب صحة القلب، تشير أبحاث نشرت في *American Journal of Clinical Nutrition* إلى أن تناول 1.5 جرام يومياً من القرفة يخفض بشكل ملحوظ مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار وسكر الدم، خاصة لدى مرضى متلازمة الأيض، وهو ما يضع القرفة في مقدمة المكافحين لأمراض القلب، القاتل الأول على مستوى العالم.
كما وجدت دراسة أخرى في *Journal of Hypertension* أن استخدام القرفة بانتظام لمدة ثمانية أسابيع يساهم في خفض ضغط الدم بشكل آمن وفعّال.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالقرفة تلعب دوراً حاسماً في تحسين حساسية الإنسولين، وفق دراسة في *Diabetes Care*، مما يساعد في مكافحة مقاومة الإنسولين التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض السكري من النوع الثاني، وذلك عبر تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين عملية التمثيل الغذائي.
أما بالنسبة للأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر وباركنسون، فقد أظهرت تجارب نشرت في Neurobiology of Aging وPLoS ONE أن مركبات القرفة تمنع تراكم بروتين “تاو” الضار في الدماغ، وتحمي الخلايا العصبية، مما يفتح آفاقاً واعدة لعلاج هذه الأمراض التي تصيب الملايين حول العالم.
وعلى صعيد محاربة السرطان، قدمت دراسات في Cancer Letters دليلاً على قدرة القرفة في تثبيط نمو الخلايا السرطانية ومنع تشكل الأوعية الدموية التي تغذي الأورام، بالإضافة إلى تحفيز موت الخلايا السرطانية، وهو تأثير مدهش يظهره أيضاً في سرطان المبيض وفق دراسة على الفئران.
ولا تنسَ الفعالية المضادة للميكروبات؛ حيث أظهرت أبحاث في Journal of Food Science أن مركب السينامالدهيد في القرفة يقضي على أنواع متعددة من الفطريات والبكتيريا مثل الليستيريا والسالمونيلا، ويمنع تسوس الأسنان ويقلل من رائحة الفم الكريهة.