في كل قصة نجاح عظيمة، هناك كلمة سر تختزل جوهر الحكاية، وكلمة السر في قصة الإمارات هي «زايد وراشد». ليسا مجرد أسماء في كتب التاريخ، بل رمزان خالدان لقادة تجاوزوا مفهوم القيادة التقليدية ليصبحوا صناع الحلم، وبناة الوطن، وقلب هذه التجربة التي ألهمت العالم.
المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم يكن فقط زعيماً، بل كان أباً لشعبه، وحكيماً تجاوزت رؤيته حدود الزمن.
الشيخ زايد لم يكن يتحدث عن الوحدة كهدف، بل عاشها في كل خطوة، وجعلها واقعاً ملموساً. كان قريباً من الناس، يستمع إليهم، ويضع احتياجاتهم فوق كل اعتبار. رسالته كانت بسيطة لكنها عميقة: معاً، يمكننا تحقيق المستحيل.
في قلب هذه الرؤية، أدرك الشيخ زايد أن الصحة هي أساس البناء، فأسس دعائم نظام صحي شامل منذ بدايات الاتحاد. كان يؤمن أن لكل إنسان حقاً في الرعاية الصحية، تماماً كما له حق في التعليم والكرامة. وبفضله، تحولت الإمارات إلى وطن يضع الإنسان وصحته في أولوياته.
الشيخ راشد: العقل الذي لا يعرف المستحيل
أما المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، فقد كان قائداً يرى في المستقبل فرصاً لا حدود لها. عندما كانت دبي مدينة صغيرة على الخليج، كان راشد يحلم بها مدينة عالمية، مركزاً تجارياً ينبض بالحياة.
الشيخ راشد كان يؤمن أن العمل الجاد والشجاعة في مواجهة التحديات هما مفتاح النجاح. بدأ ببناء الموانئ، وشبكات الطرق، والبنية التحتية التي أصبحت اليوم شرياناً للاقتصاد العالمي. لكن الشيخ راشد لم يعمل بمفرده، فقد أدرك منذ البداية أن الاتحاد مع زايد سيحول الحلم إلى حقيقة.
الشيخ راشد، كالشيخ زايد، آمن أن الصحة ليست مجرد خدمة بل استثمار في الإنسان والمجتمع. وضع الأسس لمراكز طبية حديثة ومتكاملة، ورأى في الرعاية الصحية جزءاً لا يتجزأ من تطور دبي، التي أصبحت اليوم وجهة للرعاية الطبية على مستوى العالم. كلمة السر: الرؤية المشتركة
لقاء الشيخ زايد والشيخ راشد لم يكن مصادفة، بل كان قدراً جمع بين حكمة زايد وطموح راشد. كانا يحملان رؤية واحدة: بناء وطنٍ عظيم لشعبٍ عظيم.
الاتحاد الذي أسساه لم يكن مجرد خطوة سياسية، بل كان تعبيراً عن قناعة عميقة بأن العمل الجماعي هو طريق الإنجازات العظيمة. ومن بين أولوياتهما المشتركة، كان للقطاع الصحي مكانة خاصة. رأى القائدان أن بناء مجتمع قوي يبدأ من صحة الإنسان، وأن الاستثمار في تطوير الرعاية الصحية هو استثمار في المستقبل.
بفضل هذه الرؤية، أصبحت الإمارات اليوم نموذجاً يحتذى به في تقديم رعاية صحية عالمية المستوى، معتمدة على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة.
الشيخ زايد والشيخ راشد لم يتركا فقط دولة متطورة، بل غرسا في النفوس قيم الاتحاد، والعطاء، والطموح. إرثهما ليس مجرد مستشفيات أو مبانٍ، بل منظومة قيم تزرع الأمل وتلهم الأجيال. واليوم، عندما ننظر إلى القطاع الصحي المزدهر في الإمارات، نرى بصماتهما واضحة. من مستشفيات عالمية المستوى إلى بنية تحتية صحية رائدة، كل إنجاز يحمل في طياته رؤية زايد وراشد.
الشيخ زايد والشيخ راشد ليسا فقط صناع الاتحاد، بل هما كلمة السر التي صنعت الفرق. هما القصة التي نرويها بفخر، وحلم تحول إلى واقع، ورؤية تتجدد مع كل خطوة نحو المستقبل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الشیخ راشد الشیخ زاید کلمة السر لم یکن
إقرأ أيضاً:
بدعم إماراتي.. افتتاح مجمعي الشيخ محمد بن زايد التربويين في الأزارق وجحاف
افتتح عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزُبيدي، الثلاثاء، مجمعي الشيخ محمد بن زايد التربويين النموذجيين في مديريتي الأزارق وجحاف بمحافظة الضالع، واللذين تم إنشاؤهما بتمويل سخي من دولة الإمارات في إطار جهودها المتواصلة لدعم قطاع التعليم والبنية التحتية في المحافظات المحررة.
ويُعد المشروعان من أبرز المشاريع التعليمية الحديثة التي تشهدها محافظة الضالع خلال السنوات الأخيرة، إذ يتكوّن كل مجمع في مرحلته الأولى من 24 فصلاً دراسيًا للتعليم الأساسي والثانوي، إلى جانب قاعات للحاسوب، ومختبرات علمية، ومرافق إدارية متكاملة، بما يضمن بيئة تعليمية جاذبة تسهم في تطوير العملية التربوية وتحسين جودة التعليم في المديريتين النائيتين.
وخلال مراسم الافتتاح، عبّر الزُبيدي عن بالغ امتنانه لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مثمنًا دعمه السخي لمشاريع التنمية والبناء في مختلف المحافظات، ومؤكدًا أن هذا الدعم المتواصل يعكس عمق العلاقات الأخوية والإنسانية التي تربط الشعبين الشقيقين، وتجسد التزام الإمارات بنهجها الإنساني في دعم التعليم والتنمية المستدامة.
وقال الزُبيدي في كلمته: "إن افتتاح هذه الصروح التعليمية يحمل دلالة كبيرة على أن البناء لا يقل أهمية عن التحرير، وأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الأضمن لبناء وطن قوي ومزدهر. كما أن تسمية هذه المجمعات باسم الشيخ محمد بن زايد هي رسالة وفاء وتقدير لقائدٍ قدّم نموذجًا فريدًا في العطاء والإنسانية".
وأشار إلى أن افتتاح المجمعين يمثل نقطة تحول مهمة في مسار التعليم بمديريتي الأزارق وجحاف، حيث ستوفر هذه المنشآت فرصًا تعليمية نوعية لأبناء المناطق الريفية التي عانت طويلًا من التهميش ونقص البنى التحتية التعليمية.
من جانبهم، عبّر مديرو المديريتين ومكاتب التربية والتعليم عن شكرهم العميق لعضو مجلس القيادة، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وللأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعبًا، على دعمهم المتواصل للمشاريع التنموية في المناطق المحرومة، مشيرين إلى أن هذه المبادرات ستسهم في رفع مستوى التعليم وتحسين ظروف المعلمين والطلاب على حد سواء.
وأكد مسؤولو المديريتين أن المشروعين الجديدين سيتركان أثرًا تنمويًا طويل الأمد، إذ يمثلان نموذجًا يحتذى به في التخطيط والبناء الحديث للمؤسسات التعليمية، كما يعكسان الالتزام بدعم التعليم كركيزة أساسية لبناء الأجيال القادمة.