الإمارات تختتم مشاركتها في”COP29″ وتهنئ أذربيجان على نجاح استضافة المؤتمر
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
اختتمت دولة الإمارات العربية المتحدة مشاركتها الناجحة في مؤتمر الأطراف “COP29” الذي احتضنته دولة أذربيجان الصديقة، حيث سلطت الضوء على التزامها المستمر بالعمل المناخي العالمي ومواصلة البناء على إرث مؤتمر الأطراف “COP28”.
وشهد افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي، حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” .
وشارك وفد دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل فاعل في مختلف أعمال المؤتمر، بما في ذلك تسليم رئاسة مؤتمر الأطراف إلى أذربيجان في اليوم الأول، والمشاركة في الجلسات المفتوحة، والحوارات رفيعة المستوى، والعروض والمناقشات في جناح الإمارات تحت عنوان “نسرع العمل معًا.
واستنادًا إلى إنجازات رئاسة مؤتمر الأطراف “COP28”، تؤكد الإمارات التزامها المستمر بدورها الفاعل والطموح في ريادة العمل المناخي عالميًا.
وخلال مؤتمر الأطراف “COP29”، أظهرت دولة الإمارات بفخر تفانيها الراسخ في دعم المبادرات البيئية المستدامة والمؤثرة في جميع أنحاء العالم.
وقال سعادة عبد الله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة: لطالما كان العمل المناخي جزءًا من نهج الإمارات منذ تأسيسها ، مشيرا إلى الإنجازات غير المسبوقة التي شكّلت في مؤتمر الأطراف ”COP28″ واتفاق الإمارات التاريخي خارطة طريق لرؤية الأولويات المناخية وفهمها.
وأضاف : أن التعاون العالمي هو محور العمل المناخي، وسنواصل تعزيز قيمة الاتفاق الذي وقعه 198 طرفًا في دبي مؤكدا أن هذا الإرث سيظل مستدامًا بفضل معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف “COP28”، وفريقه العامل ، الذين كانت رئاستهم لذلك العام مثالًا يُحتذى به لإنجازاتهم العديدة.
وتابع سعادته: نهنئ أذربيجان على استضافة هذا الحدث وجمع العالم في مؤتمر الأطراف لفتح أبواب الحوار والتركيز على القضايا المناخية الحيوية في عصرنا الحالي. حيث شهد المؤتمر تحقيق تقدم ملحوظ في مجالات متعددة، بما في ذلك تفعيل صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار الذي بلغ إجمالي تمويله حاليًا 850 مليون دولار.
وأضاف : مع تطلعنا إلى “COP16” في الرياض ومؤتمر الأطراف “COP30” في بيليم، نجدد التزامنا بالسعي لتحقيق مزيد من التوافق العالمي والتعاون لإيجاد الحلول وتنفيذها.
مثّل دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف “COP29” وفد رفيع المستوى ضم أكثر من 1000 من الشخصيات البارزة، من بينهم وزراء ومسؤولون من جهات شاركت في مؤتمر الأطراف “COP28، إلى جانب ممثلين عن ديوان الرئاسة، ووزارة التغير المناخي والبيئة، ووزارة الخارجية، ووزارة الطاقة والبنية التحتية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع.
وضم الوفد شخصيات بارزة في مجال العمل المناخي الإماراتي، على رأسهم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع ، ومعالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي مريم بنت محمد المهيري، رئيسة مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، والشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس التنفيذي للمُسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي، وسعادة عبد الله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة وسعادة رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف “COP28”، والعديد من المسؤولين من جهات وهيئات مختلفة.
واستقبل جناح الإمارات من سفراء الجناح والفريق، على مدار أسبوعين، آلاف الزوار في المنطقة الزرقاء، حيث شاركوا في نقاشات متنوعة.
وعكس هذا التنوع التفاعل الكبير العالمي والتعاون الوثيق في مناقشة القضايا المناخية الحيوية عن الإعلان التزامات استثمارية إضافية بقيمة 29.2 مليار دولار، إلى جانب 129 مشروعاً ابتكارياً سريعاً وأكثر من 800 شريك عالمي.
وتم تعيين الشيخة شما بنت سلطان آل نهيان رئيسة لمبادرة “صفر نفايات”، فيما وقعت “مصدر” أيضًا اتفاقية شراء الطاقة مع مركز التسوية المالية لدعم مصادر الطاقة المتجددة “LLP” لمزرعة رياح في كازاخستان.
وشكّل الجناح الإماراتي منصة متميزة لتوقيع العديد من مذكرات التفاهم. وتفتخر دولة الإمارات بتوقيع إعلانات تتعلق بالأولويات المناخية الرئيسية، بما في ذلك نداء الهدنة لمؤتمر الأطراف “COP29” والتعهد العالمي لتخزين الطاقة والشبكات، وتعهد الطاقة الخضراء، ومناطق وممرات الطاقة الخضراء، وإعلان الهيدروجين، وإعلان العمل الرقمي الأخضر،
كما استضاف جناح الإمارات مناقشات محورية عبر 62 برنامجًا خلال المؤتمر، مما يعكس التزامًا مشتركًا بإيجاد حلول مشتركة لبناء المرونة المناخية في جميع أنحاء العالم ، فيما ضم البرنامج أكثر من 255 متحدثًا من خلفيات متعددة، بما في ذلك دبلوماسيون إماراتيون وخبراء في مجال المناخ ومسؤولون حكوميون وقادة القطاع الخاص وأكاديميون وشباب ، فيما حضر قادة الفكر الدوليون والمشاركون في مؤتمر الأطراف “COP29” لتبادل الأفكار والمشاركة في حوارات مدروسة وتبادل وجهات النظر العالمية حول القضايا المناخية الملحة الحالية.
واستضافت حملة الإمارات/المناخ التابعة للمكتب الوطني للإعلام برنامجين إضافيين في بيت الأهداف: مائدة مستديرة لتمويل المناخ بقيادة سعادة ماجد السويدي، الرئيس التنفيذي لصندوق ألتيرا، وحضرها ممثلون عن “EY” ومؤسسة روكفلر ومؤسسة غيتس، بالإضافة إلى مندوبي الشباب في مؤتمر الأطراف “COP28”، وقادة تمويل المناخ.
كما استضافت دولة الإمارات حلقة نقاش حول “تأمين الغد: تسريع العمل من أجل المرونة المائية للجميع”، مع التأكيد على الدور الحاسم للمياه كأساس للتنمية والحياة، وقادت شيماء قرقاش، مديرة إدارة الطاقة والاستدامة بوزارة الخارجية الإماراتية، المحادثة، بمشاركة غاري وايت، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة “Water.Org”.
وتستمر أعمال العمل المناخي الحيوية لدولة الإمارات مع أسبوع الغذاء العالمي في أبوظبي هذا الأسبوع “26-28 نوفمبر الجاري ”، لمناقشة الشركاء الوطنيون والدوليون الأمن الغذائي من أجل التحول العالمي لتسليط الضوء على بناء أنظمة غذائية آمنة ومستدامة.
وسيكون فريق الإمارات/المناخ ، في هذا الأسبوع ، في الميدان مرة أخرى، وهذه المرة في مؤتمر “COP16 ”بالرياض، المملكة العربية السعودية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی مؤتمر الأطراف العمل المناخی دولة الإمارات بما فی ذلک آل نهیان
إقرأ أيضاً:
احداث اذربيجان بعيون عراقية .. مؤتمر الإسلاموفوبيا في باكو .. “فضح التحيز وتفكيك الصور النمطية”
بقلم : د. معتز محي عبد الحميد ..
جمهورية أذربيجان ، هي واحدة من دول العالم التي تكافح بنشاط أكبر ضد الاتجاهات السلبية مثل الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وغيرها ، ليس من قبيل المصادفة أنه بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 مارس يومًا عالميًا لمناهضة الإسلاموفوبيا، انطلقت في العاصمة الأذربيجانية باكو، في الاسبوع الماضي فعاليات المؤتمر العلمي الدولي في العاصمة الأذربيجانية باكو، بعنوان “الإسلاموفوبيا: فضح التحيز وتفكيك الصور النمطية”.
وتم تنظيم المؤتمر من قبل مركز باكو الدولي للتعددية الثقافية ومركز تحليل العلاقات الدولية ومجموعة مبادرة باكو، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لليوم الدولي للنضال. وعقد المؤتمر هذا العام ، بشراكة كل من منتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان، منظمة التعاون الإسلامي، منظمة الإيسيسكو، مركز الدوحة الدولي للحوار بين الأديان، اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، مجلس حكماء المسلمين، المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، جمعية قادة المسلمين الأوروبية والمنتدى الإسلامي العالمي.
وافتتحت فعاليات المؤتمر بكلمة ألقاها مساعد رئيس جمهورية أذربيجان رئيس دائرة شؤون السياسة الخارجية في إدارة الرئاسة، حكمت حاجييف، تضمنت رسالة الرئيس إلهام علييف إلى المشاركين في المؤتمروالتي اكد فيها ” أن أذربيجان إحدى البلدان التي واجهت الإسلاموفوبيا ولا تزال تعاني منها حتى اليوم.”
وأشار رئيس أذربيجان إلى أن فترة الاحتلال التي استمرت ثلاثين عامًا شهدت ارتكاب مجزرة خوجالي بحق شعبنا وتم تنفيذ سياسة التطهير العرقي مما أدى إلى تهجير أكثر من مليون من أبناء وطننا قسرًا كلاجئين ونازحين وقد زُرعت نحو مليون لغم في أراضينا وارتُكبت جرائم الأوربیسید والكولتورسید والإيكوسید فيما شدد على أنه “يؤسفنا أن بعض الأوساط في الغرب، بدافع التعصب الديني والمواقف المعادية للإسلام، قد تغاضت عن احتلال أراضينا من قبل أرمينيا، وحرّفت جوهر النزاع وسعت إلى تصويره على أنه صراع ديني. “
ولفت الرئيس علييف اإلى أن “فترة الاحتلال الأرميني شهدت تدمير وإهانة وتسوية العديد من المعالم التاريخية والثقافية ذات الأهمية الإنسانية التي تعود لقرون، بما في ذلك المعالم والأضرحة والمساجد والمقابر التابعة للدين الإسلامي. كما تم نهب عدد من مواقع التراث الثقافي وتغيير وظائفها وتزوير هويتها الأصلية.”.
اهداف المؤتمر
ومن اهداف عقد المؤتمر العلمي الدولي الحالي الذي كان تحت عنوان “الإسلاموفوبيا: فضح التحيز وتفكيك الصور النمطية” إلى إنشاء منصة أكاديمية لمناقشة النزعات المثيرة للقلق التي تستهدف المسلمين والبلدان ذات الأغلبية المسلمة على المستويين الدولي والوطني. و من خلال جلسات المؤتمر التي استمرت يومين ناقش المؤتمر الذي حضره أكثر من مئة ضيف عدداً من المواضيع كان من أبرزها:
الاتجاهات العالمية في الإسلاموفوبيا: التحديات والاستجابات”، “كراهية المسلمين في السياسة: الأطر القانونية، واستراتيجيات المناصرة” و”الإسلاموفوبيا في سياقات مختلفة: منظورات إقليمية”، و”الإسلاموفوبيا في وسائل الإعلام والمنصات الرقمية: كيف يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي نشر وتعزيز التحيز ضد الإسلاموفوبيا”، و”المرأة والهوية والصور النمطية: استكشاف تقاطع التحيزات الدينية والثقافية” و”مأسسة التشريعات ضد المسلمين في أوروبا: الخطاب المعادي للمسلمين على خلفية تطرف الدعاية المعادية للإسلام” و”الحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي في العالم المتغير” و”دعوة الشباب إلى الإدماج: مكافحة التحيز وسوء الفهم
اذربيجان شريكا فاعلا في المجتمع الدولي
وبفضل هذه الرؤية البعيدة والثاقبة لرسالة الرئيس إلهام علييف للمؤتمر والخبرات المتراكمة لديه، استطاعت أذربيجان خلال السنوات الماضية تحقيق إنجازات كبيرة في مختلف مجالات الحياة، ومكّنت من تعزيز نظامها السياسي وتطوير اقتصادها الوطني.
أحد أكبر نجاحات أذربيجان الذي حققته في السنوات الأخيرة هو انتصارها في الحرب الوطنية في معارك حرب قراباغ الثانية التي استمرت 44 يومًا في عام 2020، ويُعد هذا النصر صفحة مشرقة في النضال الوطني من أجل تحرير الأراضي المحتلة من المحتل الأرميني الغاشم.
ومنذ نهاية حرب قراباغ الثانية، اضطرت أذربيجان إلى اتخاذ التدابير اللازمة على أراضيها ذات السيادة، بإطلاق عملية محلية لمكافحة الإرهاب ردًا على الهجمات المسلحة والاستفزازات من قبل عناصر مسلحة أرمينية غير شرعية في منطقة قراباغ بأذربيجان ضد أفراد الجيش الأذربيجاني بتاريخ 19 ايلول عام 2023.
وبعد نجاح عملية مكافحة الإرهاب والتي استغرق لمدة أقل من يوم واحد (23 ساعة و43 دقيقة)، وبعد أن تكبد العدو خسائر فادحة، استسلم الغزاة، وتم وضع حد للانفصالية الأرمنية في قراباغ. وتم إكمال سيادة دولة أذربيجان ووحدة أراضيها
ونعتقد أن ضمان اتفاقية السلام الشاملة بين أذربيجان وأرمينيا، والتي تجري بدقة حتى الآن، وبطريقة موجهة نحو تحقيق النتائج هو السبيل الوحيد لإرساء السلام والأمن والرخاء والاستقرار الدائم في المنطقة.
وعلى صعيد السياسة الدولية، باتت أذربيجان شريكًا موثوقًا وفاعلاً في المجتمع الدولي، حيث تميزت بسياستها المتوازنة وجهودها في دعم السلام والاستقرار الإقليمي. ويأتي فوز باكو باستضافة الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) تأكيدًا على مكانة أذربيجان الدولية ودورها المتنامي في القضايا العالمية، وخاصة في مجال العمل المناخي. واختتم مؤتمر المناخ باتفاق يدعو الدول المتقدمة إلى تقديم 300 مليار دولار سنويًا للدول النامية بحلول عام 2035 للحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وذلك لحماية الأرواح وسبل العيش من التأثيرات المتفاقمة لتغير المناخ.
اذربيجان والعالم العربي والاسلامي
كما لا ننسى أن أذربيجان باعتبارها تاريخيًا جزءًا من العالم الإسلامى، وشريكًا في التراث التقدمى والقيم الروحية للحضارة الإسلامية، لا تدخر جهدًا في سبيل تعزيز العمل المشترك لأعضاء دول منظمة التعاون الإسلامى لتدعيم الحوار العالمى والتعاون من أجل سيادة التسامح والسلم والتفاهم الأفضل بين البلدان والثقافات والحضارات، والقضاء على عناصر «الإسلام فوبيا».
وفي ضوء التغيرات الجارية فى المنطقة، فإن أواصر العلاقات التاريخية مع العالم العربي الإسلامي، والتي تتمتع بطبيعة الحال بالأولوية فى إطار السياسة الخارجية لأذربيجان، تفتح أمامنا فرصًا جديدة لتعزيز آليات الشراكة القوية مع بلدان المنطقة، ومع العراق على وجه الخصوص.
من الضروري لجميع الدول الإسلامية أن تدعم الموقف البناء لأذربيجان في هذه القضية، إن الانتشار السريع لظاهرة الإسلاموفوبيا وتحولها إلى اتجاه خطير يشكل تهديدًا لمن يؤمنون بالإسلام وللدين الإسلامي بشكل عام، لذلك ، فإن التعليم والتمثيل الإعلامي والمناقشات السياسية الشاملة ضرورية في الكفاح النشط ضد الإسلاموفوبيا.