اكتشاف أدلة جديدة على وجود مظاهر جاذبية غير معروفة حتى الآن في الكون
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
#سواليف
أعلن #علماء_الفلك الأمريكيون أن الشذوذات في توزع مجموعات المادة المرئية للكون ناتجة عن #مظاهر_الجاذبية غير المعروفة حتى الآن، وليس عن عدم ثبات خصائص #الطاقة_المظلمة.
إن الخريطة ثلاثية الأبعاد فائقة الدقة للكون التي تم وضعها مؤخرا بواسطة مرصد DESI تدعو إلى التشكيك في فرضيات الجاذبية البديلة التي تختلف عن نظرية النسبية لأينشتاين.
وقام مصطفى إسحاق بوشاكي الأستاذ بجامعة ولاية تكساس وعلماء آخرون بتحليل البيانات التي تم جمعها باستخدام مرصد DESI، فقال:” إن البيانات التي جمعناها تؤكد عموما أن نظرية النسبية لأينشتاين تصف بشكل صحيح تفاعلات الجاذبية والعمليات المرتبطة بتطور مجموعات المجرات وغيرها من الهياكل واسعة النطاق على مستوى المقاييس الكونية. كما أنها متوافقة تماما مع تفسيرنا للجزء السابق من البيانات الذي يشير إلى عدم ثبات خصائص الطاقة المظلمة”.
مقالات ذات صلة “واتس آب” يطلق ميزة جديدة لتسهيل المراسلات الصوتية في الأماكن الصاخبة 2024/11/24توصل البروفيسور إلى هذا الاستنتاج من خلال تحليل البيانات التي جمعها DESI خلال السنة الأولى من الأرصاد بعد بدء تشغيل المرصد في أكتوبر 2019. وخلال هذا الوقت، قام المرصد بقياس عدد كبير من أطياف المجرات البعيدة، بما في ذلك عدد كبير من الأجرام السماوية التي نراها في الحالة التي كانت عليها في العصور الأولى لوجود الكون.
وفي أبريل الماضي استخدم العلماء صور DESI لإنشاء أدق خريطة ثلاثية الأبعاد للكون حتى الآن والتي تتضمن عدة ملايين من المجرات وحوالي 450 ألف كوازار، وهي ثقوب سوداء نشطة فائقة الكتلة. وأتاح تكوينه لعلماء الفلك فرصة للتأكد من صحة تنبؤات نظرية النسبية العامة لأينشتاين والعديد من النظريات البديلة للجاذبية على مستوى الكون بأكمله.
ولذلك، قام العلماء بتحليل كيفية توزع التراكمات الكبيرة والصغيرة للمادة في جميع أنحاء الكون في عصور مختلفة من وجوده ومقارنة نتائج هذه الأرصاد مع الحسابات النظرية. وأظهرت هذه المقارنة أن نظرية النسبية العامة تصف بشكل صحيح عموما كيفية توزع المادة وكيفية تفاعل كتل المادة مع بعضها البعض على مدى الـ11 مليار سنة الماضية، مما يضيّق إلى حد بعيد قائمة النظريات البديلة للجاذبية.
وأشارت الجامعة إلى أن هذا الأمر يلقي بظلال من الشك أيضا على الفرضية القائلة بأن الشذوذات في توزع مجموعات المادة المرئية والتي تم تحديدها في بيانات DESI عند وضع الخارطة ثلاثية الأبعاد للكون، لم تنشأ عن عدم ثبات خصائص الطاقة المظلمة، بل ناتجة عن مظاهر الجاذبية غير المعروفة حتى الآن.
وخلص العلماء إلى أن تحليل الصور الجديدة لمجموعات المجرات التي سيتم الحصول عليها باستخدام مرصد DESI في السنوات اللاحقة من تشغيل هذا الجهاز سيساعد في الحصول على إجابة نهائية على هذا السؤال.
وDESI هو نظام خاص بدراسة خصائص الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، وهو متصل بتلسكوب قطره أربعة أمتار في المرصد الوطني الأمريكي “كيت بيك”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف علماء الفلك الطاقة المظلمة نظریة النسبیة حتى الآن
إقرأ أيضاً:
العيد بين الأمس واليوم.. ذاكرة الأجداد بعدسات هواتف الأبناء
كان العيد يبث صدى التكبيرات عبر صوت المذياع، الذي يبشر بصباح يوم جديد من أيام العيد، وتفوح روائح الطيب والبخور في حضور بارز لأفخر أنواع البخور واللبنان الذي تمتاز به سلطنة عُمان، مع ارتداء زي العيد الجديد، دشداشة بيضاء للرجال، وثوب كثير الألوان والزركشة للنساء، ليبدأ اليوم بصلاة العيد، وتتلوه لقاءات أفراد المجتمع ببعضهم البعض، مع وافر من المحبة والألفة، وبساطة طاغية واضحة في كل مظاهر العيد.
ومع دخول التلفاز انتقل اجتماع أفراد العائلة الواحدة، لمشاهدة صلاة العيد، ومظاهر الفرح والسرور في مختلف المحافظات العُمانية، مع حضور الأغاني الوطنية والرقصات الشعبية، وقصص من التراث واللقاءات الدينية، ليبقى المشهد الإعلامي حاضرا في كل بيت عُماني مع اختلاف الشكل وبقاء الوسيلة، وكأن العيد هو صورة إعلامية تبرز فيها مشاعر الوطن، وتقاليد ثابتة وراسخة لا يمكن التنازل عنها مهما مضى الزمان.
اليوم تغيرت الوسيلة، فأصبحت تهاني العيد تنتقل عبر رسالة "واتساب" تبعث بشكل إلكتروني، وأصوات التكبيرات تعلو عبر صوت الهاتف النقال، ولقاءات الأحبة يكتفى بها من خلال رسائل في مجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو صور منشورة عبر قصص وحالات تختفي بعد 24 ساعة، وأصبحت مظاهر العيد بعيدة عن البساطة، متكلفة وكثيرة البهرجة، تزايدت فيها التكاليف، وطغى عليها مقياس المفاضلة بالتنافس أيها سيكون الأميز والأبرز، كل ذلك لأجل صورة أو مقطع فيديو ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعيدا عن اللقاءات المملوءة بالمحبة والوئام.
الإعلام يوثق الاحتفال بالعيد
رغم هذا التحول بقى للإعلام حضوره، في نقل مظاهر العيد، وطقوس الاحتفال، من خلال بث مباشر تلفزيوني كان أو عبر المنصات الرقمية، وصوت التكبيرات حاضرا عبر مكبرات الصوت في مصليات العيد، وصوت مبثوث في الهاتف والتلفاز، وأصبحت أصوات العيد حاضرة كإرث لا يمكن الاستغناء عنه في ذاكرة وحاضر كل عُماني.
ومع كل التقدم الرقمي، إلا أن وسيلة تبادل التهاني عبر قنوات الإذاعة المختلفة، وبرامج العيد المباشرة لا تزال حاضرة حتى يومنا هذا، وكأن ولاء المستمع والمشاهد ما زال باقيا رغم كل تقدم رقمي، ولكن السؤال هل هذا سيظل باقيا مع الأجيال القادمة؟ أم أنه سيقل وربما ينقرض مع حضور تحول رقمي، وترندات تدخل في كل موسم، قد تطغى بحضورها على كل وسيلة تقليدية؟
صورة العيد مهما اختلفت بقيت
لم تكن للعيد إلا صورة جماعية يلتقطها أفراد العائلة الواحدة، عبر عدسة الكاميرا، يتم الاحتفاظ بها في ألبوم عائلي مطبوع، تصفحه يشكل استعادة لذكريات ومشاعر الفرح مهما عبرت الأزمان والأيام، إلا أن الصورة اليوم تنوعت وتشكلت بحضور "الفلاتر" التي تغير الملامح والأشكال، فردية أكثر منها جماعية، يتنافس فيها كل شخص بأن تكون اللقطة أكثر إثارة للانتباه وخروجا عن الواقعية، ومع دخول الذكاء الاجتماعي أصبحت الصورة بأسلوب رسومي كما حصل في ترند عيد الفطر الماضي، تلاحق المستخدمون واحدا تلو الآخر ليكون صورة من صور لا تمت للواقع بأي شكل من الأشكال.
تغير المظاهر.. واستمرار الاحتفالات
ورغم الاختلاف في بعض مظاهر العيد، إلا أننا في سلطنة عُمان مازلنا أكثر المجتمعات المحافظة على مظاهر العيد بشكلها التقليدي، بداية من وجود الهبطات، وصلاة العيد الجماعية في الساحات المفتوحة، وتبادل التهاني واللقاءات الودية بعد الصلاة مباشرة، إلى الزيارات العائلية الممتدة خلال أيام العيد، وفرحة الأطفال بالتطواف حول البيوت لجمع العيدية، إلى اجتماع العائلة حول مائدة العيد، المحتفظة بكل النكهات والأطباق اليومية: كالعرسية، والهريس، والشواء (التنور)، والمكبوس، وحضور فوالة العيد التي تجمع حلويات العيد مع تطور أشكالها، إلا أن الحلوى والقهوة العمانية ما زالت تتسيّد الموائد في كل بيت.
ومازالت احتفالات بعض ولايات سلطنة عُمان، منذ القدم وحتى اليوم محافظة على جميع الطقوس، فالرقصات والأغاني الشعبية تمتد طيلة أيام العيد، وبقاء "العيود" والأسواق المفتوحة للباعة المتجولين، مع أكشاك بيع الأطعمة الشعبية، وحضور أفراد الولاية الواحد لتتاح فرصة للقاءات الودية، كما أن بقاء مظاهر الذبح وتقطيع اللحم، وصنع العرسية، وإعداد الشواء بكل مظاهره العائلية والمجتمعية ما زالت في كل عيد تحتفظ بشكلها الأصلي، وهو ما بدا جليا في شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تزاحم كاميرات الهواتف لتوثيق هذه اللحظات، ونشر مقاطع الفيديو بأساليب أكثر احترافية، كما أصبحت سلطنة عُمان موطنا لجذب المؤثرين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ليحضروا للمشاركة في هذه العادات المفتقدة في بعض الدول، شعور بأن العيد ببقاء كل ذلك الإرث الثري هو فرحة والتحام مجتمعي لابد أن يبقى مهما طغى التجديد.