لجريدة عمان:
2025-05-30@09:17:17 GMT

كابوس بيروت قد يصبح مستقبل إسرائيل

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

ترجمة: أحمد شافعي

في الثاني عشر من سبتمبر سوف تنظر محكمة إسرائيل العليا في ما إذا كان استيلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على السلطة القضائية قانونيا. وقد رفض نتانياهو مرارا الالتزام بالتقيد بقرار معاكس، ففي حال اتخاذ المحكمة قرارا ضد ائتلافه الحاكم، سوف تواجه إسرائيل أزمة قضائية كاملة.

سيكون على رؤساء الجيش والموساد وشين بيت والشرطة أن يقرروا لمن ولاؤهم، أهو لائتلاف سياسي متورط في انقلاب قضائي أم لمحكمة عليا تحافظ على استقلالها.

لكن حتى في حال حكم المحكمة على نفسها بالعجز عن الحفاظ على سلطاتها، فستواجه إسرائيل أيضا أزمة كاملة. لأن نتانياهو وائتلافه اليميني المتطرف من المؤمنين بالتفوق اليهودي ومن اليهود الأرثوذكس المتطرفين قد انتهكوا بالفعل العقد الاجتماعي الجوهري الذي أبقى على تماسك إسرائيل على مدار السنوات الخمس والسبعين الماضية وهو "عش ودع غيرك يعش".

وإنني أعرف الكثير عن ذلك المبدأ. فقد عشت في بلدين في الشرق الأوسط منذ أواخر السبعينيات وحتى أواخر الثمانينيات، هما لبنان و"إسرائيل"، وكلاهما حافظ على استقراره لسنين من خلال احترام ذلك المبدأ، إلى أن توقفا عن احترامه.

يشترك لبنان وإسرائيل في سمتين كبريين: فالبلدان صغيران حقا في الجغرافيا ومتنوعان بصورة لا تصدق في السكان، متنوعان دينيا، ومتنوعان عرقيا، ومتنوعان سياسيا، ومتنوعان لغويا، ومتنوعان تعليميا.

وحينما يكون بلد ديمقراطي صغيرا فعلا وقولا، ومتنوعا فعلا وقولا، لا يبقى من سبيل للحفاظ على الاستقرار إلا وجوب أن يحترم جميع الفاعلين المتنوعين مبدأ "عش ودع غيرك يعش". أو "لا غالب ولا مغلوب"، مثلما وصف اللبنانيون الوضع كلما انتهك فصيل هذا المبدأ فغاص البلد في حرب أهلية ثم تعيَّن عليه أن يعيد بناء التوازن بين الطوائف. على الجميع أن يلتزموا بحدود معينة لا يتجاوزونها.

غير أنه على مدار العقدين المنصرمين، عمد حزب الله المدعوم من إيران إلى إهمال هذا المبدأ. واستعمل تفوقه في العتاد والمقاتلين ودعم إيران له في فرض سلطانه على غيره من الأحزاب والطوائف اللبنانية. وبدلا من "لا غالب ولا مغلوب"، فرض حزب الله مبدأ كثيرا "حان أن نكون الآكلون"، بمعنى دهس الديمقراطية، ونيل أكثر من نصيبنا المستحق من موارد الدولة والعمل بلا حساب من سلطة مستقلة (من قبيل سلطة النظام القضائي).

وبرغم جميع الاختلافات الكثيرة بين لبنان وإسرائيل، فإن ائتلاف نتانياهو هو مثل "حزب الله"، وقد قرر أنه حان الوقت لأن يكون أعضاؤه هم الآكلين ـ برغم أنه فاز في انتخابات نوفمبر بفارق لا يعدو ثلاثين ألف صوت من 4.7 مليون صوت. فانتهك مبدأ "عش ودع غيرك يعش" وبدأ على الفور في تحويل مقادير غير مسبوقة من النقود الجديدة إلى مدارس دينية أرثوذكسية متطرفة ـ دونما إلزام لها بتدريس الرياضيات أو العلوم أو اللغة الإنجليزية أو آداب الديمقراطية ـ وتعيين وزراء لهم صحف جنائية ذات سوابق إجرامية وتوجيه الموارد الحكومية إلى توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة بهدف هلهلة عملية السلام القائمة على اتفاقات أوسلو. وقد تم هذا كله في أثناء محاولة تحييد قدرة المحكمة العليا على إيقاف أي منه.

هذا اللون من الاستيلاء على الموارد والسلطة غير مسبوق في السياسة الإسرائيلية، وإنه ليزداد إزعاجا عند الأخذ في الاعتبار أنه يتم، جزئيا، على أيدي أحزاب أرثوذكسية متطرفة لا يدفع أعضاؤها إلا القدر الأدنى من الضرائب وهم الأقل خدمة في الجيش.

لقد علم الجميع حدودهم، حتى الآن، في ما عدا استثناءات قليلة، فعلم العلمانيون إلى أي مدى يمكن الضغط على الأورثوذكس لفتح المطاعم يوم السبت، وعلم الأرثوذكس إلى أي مدى يمكن الضغط على العلمانيين في حقوق المثليين. ومع أن مستوطني الضفة الغربية كرهوا اتفاقات أوسلو، لكنهم لم يحاولوا قط تفكيك السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية. بل إن المحكمة العليا نفسها أصبحت في السنوات الأخيرة تتسم بالمزيد من التوازن الأيديولوجي بين المحافظين والليبراليين، برغم ما يضلل به نتانياهو البلد من تصريحات.

يحكي صديقي ديفيد ماكوفسكي ـ زميل معهد واشنطن المخضرم ـ قصة ابنه الذي ولد في القدس سنة 1998، وأراد ديفيد أن يكون بجوار زوجته فاردا عند ولادته، فأخبره طبيب التوليد الخاص بها أن لا بأس في ذلك ما دامت الممرضة الأرثوذكسية المتطرفة الوحيدة العاملة في غرفة الولادة والتي يمكن أن تعترض على حضوره لن تكون في العمل. ظل الطبيب يفحص الزوجة طوال شهور الحمل كما حكى ديفيد وتمكن من تحديد ميعاد الولادة بعد انتهاء يوم عمل تلك الممرضة المتدينة بالضبط.

حكى ديفيد أنه "عندما حان الوقت الذي قال فيه الطبيب لفاردا ’ادفعي’، كنت حاضرا في غرفة الولادة. بدت الغرفة مصغرا لإسرائيل، حيث يمكن أن يتشبث الناس بالمبادئ، ومع ذلك يجدون طرقا خلاقة للتعايش".

بانتهاك توازن "عش ودع غيرك يعش" بالقوة المحضة، بفضل ميزة برلمانية سياسية ضئيلة وعابرة، انتهك نتانياهو وائتلافه شيئا أهم كثيرا من القانون. فقد انتهكوا العرف غير المكتوب الذي يحافظ لإسرائيل على تماسكها. ومن الصعب أن نتبين كيف سيصبح البلد بعد هذا مثلما كان.

في حال إعلان المحكمة العليا أنها لا تملك سلطة إيقاف انقلاب نتانياهو القضائي، أو في حالة رفض نتانياهو الالتزام بحكم ضد استيلائه على السلطة، فإن النظام الإسرائيلي قد يخرج تماما عن السيطرة، مع ملاحظة أنه الآن متصدع بالفعل من جراء رفض العديد من جنود احتياط الجيش والقوات الجوية خدمة حكومة باتوا يعدونها دكتاتورية لا ديمقراطية.

إليكم وصفا للأمر قدمه يوهانان بليسنر رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية (وهو مركز أبحاث غير حزبي، وأنا أحد المتبرعين له) في مقال حديث على موقع المنظمة:

"لقد قامت حكومة منتخبة بإجراء تعديلات دستورية يحتمل أن تكون واسعة المدى بناء على خطوط حزبية ضيقة. ومهما يكن رأي المرء في التعديل المعني، فقد تم تجاوز خط أحمر... لأن تنفيذ هذا الاستيلاء على السلطة قد تم في مواجهة أضخم وأطول مظاهرات في تاريخ البلد، وضد إرادة أغلبية الشعب، ودونما اعتبار لتحذيرات قوية من خبراء في الأمن والقانون والاقتصاد، بما تسبب في تهديد لملايين الإسرائيليين".

وأضاف بليسنر ـ في تحليل له أصداء حقيقية بالنسبة للديمقراطية الأمريكية أيضا ـ أنه اعتبارا من هذه اللحظة "سيكون لدى كل مواطن إسرائيل، في كل مرة يذهب فيها إلى صندوق الانتخاب، وعي مرعب بأن هزيمته قد تساوي طريقته كاملة في الحياة. سيدلي المتدين بصوته وهو يخشى أن حكومة ذات قيادة علمانية قد تقوض منفردة الشخصية اليهودية للدولة إن تراءى لها هذا. وسوف تدلي امرأة علمانية بصوتها وهي ترتعش خوفا من تداعيات فوز اليمين على حقوقها".

بل إن حقوق 1.6 مليون من المواطنين العرب في إسرائيل، الذين تمثل المحكمة العليا حاميا جوهريا لهم، قد تصبح كاملة تحت رحمة الأغلبية اليهودية في حال استمرار هذا القانون. وما كان لهذا أن يحدث مطلقا في بلد متنوع يقوم على مبدأ عش ودع غيرك يعش.

خلص بليسنر إلى أن "الانتخابات لا ينبغي أن تكون تنافسا يحصل فيه الفائز على كل شيء، ويستولي المنتصر على كل شيء، ويخاطر الخاسر بكل شيء. فما هذه بديمقراطية، إنما هي وصفة لحرب أهلية".

والحقيقة أنني سألت الكاتب الإسرائيلي آري شافيت عن أكثر ما يخشاه اليوم في بلده. فقال إنه لا يخشى أن تتحول إسرائيل إلى "دكتاتورية انتخابية ـ تشبه المجر أو بولندا أو روسيا. وذلك لأن الميراث السياسي اليهودي لا يمكن أن يقبل سلطة الحكم المطلق، ولأن اليمين المتطرف في إسرائيل لا يملك القوة الكافية لفرض إرادته على الليبراليين".

قال إن الخطر الحقيقي على إسرائيل هو أنها سوف تهوي إلى الفوضى والتفكك.

أضاف شافيت أن "الشبح القادم هو لبنان. جارنا الشمالي الذي عانى الكثير من التمزق حينما تهاوى نظامه الطائفي الرهيف". والآن، في إسرائيل، انهارت التسوية التاريخية التي أتاحت للمجتمعات شديدة التنوع أن تعيش معا في سلام ـ مع سيطرة اليمين على السلطة السياسة في أغلب السنوات العشرين الماضية، وسيطرة الوسط واليسار على المحاكم والإعلام والجامعات".

قال شافيت إنه كما في أيام المعبد الأول والمعبد الثاني "يمزقنا التعصب والتطرف ويهدد بتدمير الأمة التي أقمناها هنا. ولذلك فإن الكابوس الذي يوقظني في جنح الليل ليس بودابست أو وارسو، وإنما هو بيروت".

ولما كنت شخصيا قد عشت في كابوس بيروت في أواخر السبعينيات، يمكنني أن أجزم بأن الاحتمال قائم تماما بالنسبة لإسرائيل اليوم. فمن يكسر ما لديه، يخسره، ولا راد له.

• توماس فريدمان كاتب عمود رأي في السياسة الخارجية في صحيفة نيويورك تايمز ومؤلف كتاب "من بيروت إلى القدس".

** "خدمة نيويورك تايمز"

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحکمة العلیا على السلطة فی حال

إقرأ أيضاً:

غزة الجائعة.. عندما يصبح الطعام فخا للموت

توجّه سكان القطاع نحو مراكز توزيع المساعدات في حي تل السلطان جنوب قطاع غزة، بعدما أغلق الاحتلال الإسرائيلي المعابر لأكثر من 90 يوما، وحُرموا من أبسط مقومات الحياة.

لكن ما كان يُفترض أن يكون لحظة "إغاثة إنسانية"، تحوّل إلى عرض مهين من الإذلال المُقنّن، أشرفت عليه شركة أميركية مدعومة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط إجراءات أمنية مشددة، ومشاهد تُحاكي السجون لا مخيمات الإغاثة.

وثّقت عدسات المواطنين في حي تل السلطان برفح لحظات الوصول إلى مركز توزيع المساعدات، الذي كانت تُشرف عليه مؤسسة أميركية، في يوم شهد إطلاق نار كثيفا من قبل قوات الاحتلال، وهروب عناصر المؤسسة الأميركية من الموقع مع توافد المواطنين على المساعدات.

View this post on Instagram

A post shared by ???????? عين على فلسطين | Eye on Palestine (@eye.on.palestine)

انتشرت الصور والمقاطع كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي أظهرت مرتزقا أميركيا مُلثّما وهو يقف بتعالٍ أمام الجموع الجائعة، في مشهد يعكس قمة الاستغلال لمعاناة سكان غزة.

View this post on Instagram

A post shared by Sana Aljamal (@sana_aljamal82)

وظهرت أيضا أقفاص حديدية وممرات ضيقة بُنيت لتنظيم دخول الناس، لكنها بدت أشبه بـ"مسارات إذلال" تُذكّر بمشاهد الاعتقال لا الإغاثة، مما أثار موجة غضب وتساؤلات واسعة بين مغرّدين فلسطينيين وعرب، عبّروا عنها بعبارات: "ما الذي يحدث في غزة؟ هل هذه مجاعة مُهندسة؟ هل أصبح الطعام أداة إذلال جديدة؟".

إعلان

وقال مغرّدون إن المرتزق الأميركي ظهر كمن يستعرض نفسه في عرض دموي، يظن أنه نجم أمام الكاميرا، بينما الناس تبحث فقط عن لقمة عيش.

بعد أن قطعوا مشيًا عشرات الكيلومترات بأجساد هزيلة، عبر مناطق محفوفة بالمخاطر والانفجارات تقترب منهم، وصلوا بحثًا عن لقمةٍ تكفيهم وتطعم جوع عائلاتهم، فإذا بهم يُحبسون في أقفاص كالماشية.
دخلوا مضطرين، راغبين فقط في البقاء على قيد الحياة، فإذا بمرتزق أمريكي ملثم يقف أمامهم، يظن… pic.twitter.com/qMXHqkrq1F

— Tamer | تامر (@tamerqdh) May 27, 2025

وأضاف آخرون: "الغزيون لم يخوضوا حربا فقط، بل عاشوا واحدة من أبشع تجارب الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، دامت أكثر من 19 شهرا من العزلة والتجويع والترويع".

واعتبر عدد منهم أن ما حدث كان محاولة مكشوفة للتحكّم بالشعب الفلسطيني، وإظهار صورة كاذبة للعالم بأن أزمة الجوع قد انتهت. لكن ما جرى كشف أن الهدف كان إذلال الناس لا إنقاذهم، بل أشار بعضهم إلى أن المساعدات التي وُزعت مسروقة من مؤسسات خيرية من قِبل الشركة الأميركية.

لا يلوم أهل غزة إلا من تجرد من الشرف السياسي والحد الأدنى من الفهم الإنساني.
فالناس هناك لم تعش مجرد حرب، بل مرّت بواحدة من أبشع تجارب التجويع والإبادة الجماعية في التاريخ الحديث، دامت لأكثر من 19 شهرًا من العزلة والتجويع والقصف والترويع، تحت أنظار عالم صامت وأمة متفرجة خانعة.… pic.twitter.com/vBex40AriJ

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 27, 2025

وكتب أحد المغردين: "لم يكن المشهد فوضى عابرة، بل لحظة تجريد جديدة للفلسطيني من حقه بالحياة. حتى وهو يطلب الطعام، يُستقبل بالرصاص، وتحرس المروحيات الطرد الغذائي".

فيديو يوثق لحظة إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال على فلسطينيين اقتربوا من نقطة توزيع المساعدات التابعة للشركة الأمريكية في رفح.

لم يكن المشهد فوضى عابرة، بل مشهد آخر من مشاهد تجريد الفلسطيني من حقه بالحياة، حتى وهو يطلب الطعام.
رصاصٌ في وجه الجوع، ونارٌ تحرس الطرد الغذائي.

هذا… pic.twitter.com/NfMNbyq5Cl

— الحـكـيم (@Hakeam_ps) May 27, 2025

إعلان

وأضاف: "هذا النظام الإغاثي الذي رُوّج له كحل إنساني، تحوّل إلى أداة قمع وتهديد. المدنيون باتوا يُعاملون كأهداف لا كضحايا حرب".

وأشار آخر إلى أن توزيع الطعام تحت فوهة البنادق ليس إنقاذا بل إذلال مُقنّن، والجريمة ليست فقط في من أطلق النار، بل في من صمّم هذا المشهد بالكامل، واعتبره "إغاثة".

كما وثقت الجزيرة نت مقاطع مصوّرة تداولها المواطنون على نطاق واسع، تحكي كيف قطعوا 10 كيلومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى نقطة التوزيع في تل السلطان، تحت إشراف مباشر من الشركة الأميركية.

“I walked over 10 kilometers, and they killed a young man in front of me.”

A Palestinian recounts receiving a small amount of aid from the American company in Rafah, after walking a long distance under dire humanitarian conditions. pic.twitter.com/YnOAgcC9ZY

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) May 27, 2025

وقال شهود عيان إنهم خاطروا بكل شيء للحصول على كمية صغيرة من الطعام، لكنهم واجهوا مجزرة حقيقية، حيث فتحت قوات الاحتلال النار، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة آخرين، أمام أعين من ينتظرون دورهم، بالإضافة إلى فقدان البعض.

ويرى مغردون أن إسرائيل تُمارس سياسات عقابية ممنهجة ضد أهالي غزة تحت مسمى "المساعدات"، متسائلين: "هل يمكن لأجساد ضعيفة بهذا الشكل أن تقطع عشرات الكيلومترات؟ هكذا تُقدَّم المساعدات؟".

وأضاف آخرون أن الجيش الإسرائيلي أراد إذلال الناس عبر إجبارهم على الوقوف في طوابير طويلة تحت الشمس، يتحكّم بمن يُعطى ومن يُمنع، في عملية وُصفت بأنها أسرع فشل في تاريخ ما سُمّي بالإغاثة الدولية.

وقال أحد النشطاء: "لم نتوقّع انهيار العملية بهذه السرعة، الجيش الأميركي هرب أمام السيل الجرّار من البشر. التجويع هو أقذر وأجبن أسلوب لمحاربة الإرادة".

إعلان

في المقابل، حذّر آخرون من أن القادم قد يكون أسوأ: "بعد هذا، لا أحد يعرف إن كانت ستدخل مساعدات أخرى. المجاعة لم تنتهِ أصلا".

وقال ناشط: "لا نلوم الناس، فهؤلاء عاشوا أكثر من 18 شهرا في جوع لا يُطاق. من حقهم البحث عن لقمة، ومن الظلم أن نُخوّنهم".

وكتب آخر: "للأسف لا يوجد بديل، ولا توجد حلول حقيقية… والواقع يزداد صعوبة يومًا بعد يوم".

من جهة أخرى، يرى بعض المغردين أنه لا يمكن الجزم بفشل خطة توزيع المساعدات بشكل كامل، رغم المشهد القاسي، لكن المؤكد أن "لا أحد يستطيع إجبار الجوعى على الاصطفاف في طابور"، متوقعين أن تُتخذ إجراءات جديدة لإعادة هيكلة منصات التوزيع إنشائيا وعملياتيا.

مقالات مشابهة

  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • تصعيد قضائي وتنفيذي في واشنطن .. قرارات ترامب بين مقصلة المحكمة وسجال السيادة
  • ماذا نعرف عن مشروع التهويد الأخضر الذي تنفذه إسرائيل؟
  • ترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران
  • عاجل. ترامب يقول إنّه حذر نتانياهو من ضرب إيران: المحادثات النووية جيدة جدًا
  • نتانياهو يعلن اغتيال قائد حماس في غزة محمد السنوار
  • غزة الجائعة.. عندما يصبح الطعام فخا للموت
  • كفتة العدس - حين يصبح الصمود وجبة
  • «من الأفضل لك أن تصلّي».. كيف رَسم مدرب مانشستر يونايتد نهاية «جارناتشو» بعد كابوس توتنهام؟
  • كابوس احتفال ليفربول.. تضاعف حصيلة المصابين بحادث الدهس