تأخرنا نصف ساعة.. وزير إيراني يقرّ بضربات استخباراتية إسرائيلية
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
أقرّ وزير الاستخبارات الإيراني السابق محمود علوي، بأن وزارته فشلت في التعرّف على منفذي اغتيال العلماء النوويين، ولم تستطع حتى اكتشاف الطريقة، التي نُفذت بها هذه الاغتيالات.
وقال علوي، الذي كان وزيراً للاستخبارات الإيرانية بين الأعوام 2013 و2021، إن الأجهزة الأمنية فشلت في اعتقال منفذي عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، على الرغم من تصريحات متناقضة بعد حدوثها أشارت إلى صدور أحكام بالإعدام بحق أربعة من المتورطين في التنفيذ، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لفضائية "إيران إنترناشونال" الناطقة بالفارسية، الثلاثاء.
وأكد علوي عدم قدرة وزارة الاستخبارات على مواجهة الاختراق الإسرائيلي، بقوله "كنا متأخرين بنصف ساعة عن الفريق الإسرائيلي".
وقالت "إيران إنترناشونال" إن اعترافات علوي "تكشف عن العمق والاتساع الذي بلغه النفوذ الاستخباراتي الإسرائيلي داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية في إيران".
وجاءت هذه التصريحات غير المسبوقة للوزير السابق، الاثنين، على هامش حفل إطلاق كتاب "حياة الشهداء النووين" للباحث الإيراني أمير حسين نباتي، أقامه مركز "وثائق الثورة الإيرانية" في العاصمة طهران.
واعتمد الكتاب، وفق بيان للمركز، التاريخ الشفوي لإنجازه. واغتيل محسن فخري زاده، أحد علماء الطاقة النووية والدفاعية في إيران في 28 نوفمبر 2020.
سرقة الأرشيف النوويوخلال الحفل نفسه، أشار علوي إلى "سرقة للأرشيف النووي الإيراني"، مبيناً "وقعت هذه السرقة في فبراير 2018 من مستودع في شورآباد، جنوب طهران.
وتضمنت السرقة، التي نُفذت في عملية استخباراتية معقدة، نقل 55 ألف وثيقة و55 ألف ملف رقمي و183 قرصا مدمجا إلى إسرائيل، كما أوضح علوي.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل خططت لهذه العملية لمدة عامين، وأنها صنعت نموذجا مشابها للمستودع الإيراني من أجل تدريب الفريق الذي نفذ العملية.
وفي البداية، أنكر المسؤولون الإيرانيون هذه السرقة، لكن القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، اعترف لاحقا بأن الوثائق سُرقت، واصفا الحادثة بأنها "إشارة إلى نفوذ استخباراتي عميق".
وفي مايو 2018، ذكرت صحيفة "نيويوك تايمز" الأميركية، أن وكلاءمن جهاز "الموساد" اكتشفوا الموقع السري للغاية لمستودع استُخدم لتخزين وثائق أسلحة إيران النووية، وقاموا باقتحام المبنى وأخذ نصف طن من الملفات ونجحوا في تهريبها إلى إسرائيل في الليلة ذاتها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، كشف النقاب عن العملية خلال عرضه للوثائق في خطاب خاص، ألقاه بهدف إثبات أن إيران كذبت بشأن برنامجها السري للأسلحة النووية، وفق تقرير سابق لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف في حينه: "من الخارج، كان هذا مجمعا بريئا. بدا كمستودع متهدم. ولكن من الداخل، احتوى على أرشيف إيران النووي السري محفوظا في ملفات ضخمة".
وعرض نتانياهو صورة لرف طويل من الخزائن وقال إن وكالاء "الموساد" نجحوا في جلب "نصف طن من المواد التي تضمنت 55,000 صفحة و55,000 ملف آخر على 183 قرصا صلبا".
كما صرح رئيس الموساد الإسرائيلي آنذاك، يوسي كوهين، أن 20 شخصا شاركوا في هذه العملية، ولم يكن أي منهم إسرائيليا.
ويعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران أغسطس 2024، أحد الأمثلة على مدى الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي، حيث قُتل في أكثر المواقع أماناً داخل العاصمة الإيرانية، ومباشرة بعد تصريح وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب، بأن شبكة التجسس الإسرائيلية تم تدميرها.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إيران تعلن الحصول على وثائق نووية إسرائيلية
أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن جهاز الاستخبارات الإيراني نفّذ ما وصفته بـ"أكبر ضربة استخباراتية في التاريخ" ضد إسرائيل، وذلك من خلال الحصول على كميات ضخمة من الوثائق والمعلومات بالغة الحساسية من داخل إسرائيل.
وثائق استراتيجية ومنشآت نووية
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن العملية شملت نقل آلاف الوثائق الاستراتيجية والمصنفة شديدة الحساسية، تتعلق بمشاريع ومنشآت إسرائيلية، من بينها منشآت نووية، إلى داخل الأراضي الإيرانية.
وأشارت المصادر إلى أن العملية تمت "قبل مدة"، إلا أن الحجم الهائل من المعلومات، وضرورة تأمين عملية النقل بالكامل، فرضا حالة من التكتم الكامل إلى حين وصول "الحمولة" إلى مواقع وصفت بأنها "آمنة ومطلوبة".
وأكدت المصادر أن مجرد دراسة المواد التي تم الحصول عليها، بما في ذلك الصور والمقاطع المصاحبة، يتطلب وقتا طويلا، ما يعكس حجم العملية وتعقيدها.
اعتقالات إسرائيلية قد تكون مرتبطة
وفي سياق متصل، كان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) والشرطة قد أعلنا، قبل 17 يوما، عن اعتقال شابين إسرائيليين في العشرينات من العمر، وهما روي مزراحي وإلموغ أتياس من مدينة نيشر شمال البلاد، بشبهة ارتكابهما جرائم أمنية تتعلق بإيران.
ورجحت بعض التحليلات أن يكون لهذين المعتقلين دور محتمل في عملية تسريب الوثائق، غير أن السلطات الإسرائيلية لم تؤكد حتى الآن وجود صلة مباشرة بين هذه الاعتقالات والعملية الاستخباراتية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الإيرانية.
لا تعقيب رسمي من إسرائيل
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر الجهات الرسمية في إسرائيل أي تعليق على الادعاءات الإيرانية، كما لم تؤكد أو تنفِ الرواية المتعلقة بحجم المعلومات المسربة أو طبيعتها.
يُشار إلى أن التوتر الأمني والاستخباراتي بين إيران وإسرائيل تصاعد خلال السنوات الأخيرة، وسط عمليات متبادلة معلنة وسرية على أكثر من جبهة، تشمل ملفات نووية وأمنية واختراقات سيبرانية.