لهذه الأسباب الأربعة رضخ نتنياهو وقَبِل “مكرها” لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
يمانيون../
كان منظر اللبنانيين العائدين الى قراهم وبلداتهم في جنوب لبنان فجر اليوم، وفور اعلان وقف إطلاق النار رسميا، ملوحين بعلم حزب الله الأصفر من نوافذ سياراتهم، كان منظرا مؤثرا ومفرحا يعكس نشوة الانتصار.
بنيامين نتنياهو الذي مارس حرب الإبادة والتدمير طوال حربه التي شنها على لبنان، ومستهدفا “حزب الله” وحاضنته الشعبية، رضخ لقبول وقف إطلاق النار مكرها، وذلك للأسباب التالية:
أولا: ضغوط المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي أبلغت نتنياهو بأنها باتت في حال إنهاك ولم تعد تتحمل الخسائر البشرية الكبيرة، والقتال على جبهتين في آن واحد، أي لبنان وقطاع غزة، وأنها تعاني من نقص شديد في عدد الجنود لمواصلة خوض هذه الحرب.
ثانيا: حالة الهلع الكبيرة التي سادت مستوطني دولة الاحتلال في الأسابيع الأخيرة، وخاصة يوم الاحد الماضي “المشرف” من جراء صواريخ (350 صاروخا) ومسيّرات “حزب الله” التي قصفت مدن في عمق دولة الاحتلال مثل تل ابيب الكبرى، وحيفا وعكا وصفد، ووصلت الى ميناء أسدود في الجنوب، وأدت الى هرولة أكثر من مليونين الى الملاجئ، واغلاق مطار اللد، واشتعال نيران ضخمة في هذه المدن، وتدمير قواعد عسكرية ومراكز استخبارية.
ثالثا: ضغوط الرئيس الأمريكي جو بايدن وخاصة وقفه لإرسال الذخائر والأسلحة لدولة الاحتلال، وأفادت تقارير رسمية ان مخازن الذخائر في جيش الاحتلال اوشكت على النفاذ، فبايدن يريد ان يختم حياته السياسية بوقف الحرب في لبنان بعد ان خسر حزبه الديمقراطي الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة.
رابعا: أدرك نتنياهو انه لا يستطيع تحقيق أبرز أهدافه من هذه الحرب على لبنان، وأهمها تدمير “حزب الله”، وإعادة أكثر من مئة ألف مستوطن الى مستوطناتهم في الجليل نزحوا منها الى الوسط، بالوسائل العسكرية، ولهذا بادر الى التوجه الى الإدارة الامريكية ومبعوثها لطلب وقف لإطلاق النار على الجبهة اللبنانية، ومتنازلا في الوقت نفسه عن بعض شروطه، وأبرزها حرية القصف لأهداف لبنانية وقتما أراد، ومنع وصول امدادات أسلحة إيرانية الى حزب الله عبر الأراضي السورية، واستبعاد فرنسا من لجنة المراقبة.
***
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في هذه العجالة، يتعلق بمدى التزام نتنياهو بالبنود الـ 13 لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، ومن المقرر ان يستمر لشهرين، فمن المعروف انه لا يحترم أي مواثيق او معاهدات إقليمية او دولية، ويمكن ان يكون قبوله بوقف إطلاق النار مجرد مؤامرة او خدعة لكسب الوقت.
نتنياهو قال انه وافق على هذا الاتفاق الذي فك الارتباط بين الجبهتين اللبنانية والفلسطينية في قطاع غزة من أجل التفرغ لمواجهة الجبهة الأهم وهي ايران ومنشآتها النووية، والقضاء على حركة حماس في قطاع غزة. ربما يكون من السابق لأوانه التنبؤ بما يحمله المستقبل القريب او البعيد من تطورات مفاجئة، خاصة في لبنان وقطاع غزة وربما المنطقة كلها، ولكن الامر المؤكد ان نتنياهو الذي فشل في تحقيق النصر الساحق في لبنان وقطاع غزة، لن يخرج منتصرا من أي عدوان يشنه على ايران الدولة الإقليمية العظمى التي باتت قريبة جدا من انتاج قنبلتها النووية الأولى، واذا تورط في الهجوم عليها فلن يخرج منها، او كيانه الا مهزوما ومثخنا بالجراح القاتلة.
***
نبارك للنازحين اللبنانيين عودتهم الى مدنهم وقراهم وبلداتهم، ونتمنى ان نرى أشقاءهم في قطاع غزة يتمتعون بالشيء نفسه بعد 13 شهرا من المعاناة، والحصار، والعيش في الخيام بدون ماء او غذاء او دواء، وتقديم اكثر من 45 الف شهيد، 27 الفا منهم من الأطفال، وأكثر من 150 الف جريح، وتدمير 95 بالمئة من منازلهم بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في القطاع، ولعل البيان الذي أصدرته حركة “حماس” وباركت فيه انتصار المقاومة اللبنانية وعودة النازحين،
وأعربت فيه عن استعدادها للقبول بوقف لإطلاق النار وفقا لشروطها في انسحاب إسرائيلي كامل، ووقف دائم لإطلاق النار وعودة النازحين، وتبادل للأسرى، وإعادة الاعمار، هذا الموقف يشكل بارقة أمل، وعدم التجاوب معه لن يحد من عزم الحركة وشقيقاتها على مواصلة المقاومة، ومضاعفة خسائر الاحتلال البشرية والمعنوية، بل ربما يزيدها قوة وصلابة، ومن صمد أكثر من 13 شهرا، وكبد العدو خسائر كبيرة، مادية وبشرية، سينتصر حتما..
والأيام بيننا.
لهذه الأسباب الأربعة رضخ نتنياهو وقَبِل “مكرها” لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
عبدالباري عطوان |
كان منظر اللبنانيين العائدين الى قراهم وبلداتهم في جنوب لبنان فجر اليوم، وفور اعلان وقف إطلاق النار رسميا، ملوحين بعلم حزب الله الأصفر من نوافذ سياراتهم، كان منظرا مؤثرا ومفرحا يعكس نشوة الانتصار.
بنيامين نتنياهو الذي مارس حرب الإبادة والتدمير طوال حربه التي شنها على لبنان، ومستهدفا “حزب الله” وحاضنته الشعبية، رضخ لقبول وقف إطلاق النار مكرها، وذلك للأسباب التالية:
أولا: ضغوط المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي أبلغت نتنياهو بأنها باتت في حال إنهاك ولم تعد تتحمل الخسائر البشرية الكبيرة، والقتال على جبهتين في آن واحد، أي لبنان وقطاع غزة، وأنها تعاني من نقص شديد في عدد الجنود لمواصلة خوض هذه الحرب.
ثانيا: حالة الهلع الكبيرة التي سادت مستوطني دولة الاحتلال في الأسابيع الأخيرة، وخاصة يوم الاحد الماضي “المشرف” من جراء صواريخ (350 صاروخا) ومسيّرات “حزب الله” التي قصفت مدن في عمق دولة الاحتلال مثل تل ابيب الكبرى، وحيفا وعكا وصفد، ووصلت الى ميناء أسدود في الجنوب، وأدت الى هرولة أكثر من مليونين الى الملاجئ، واغلاق مطار اللد، واشتعال نيران ضخمة في هذه المدن، وتدمير قواعد عسكرية ومراكز استخبارية.
ثالثا: ضغوط الرئيس الأمريكي جو بايدن وخاصة وقفه لإرسال الذخائر والأسلحة لدولة الاحتلال، وأفادت تقارير رسمية ان مخازن الذخائر في جيش الاحتلال اوشكت على النفاذ، فبايدن يريد ان يختم حياته السياسية بوقف الحرب في لبنان بعد ان خسر حزبه الديمقراطي الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة.
رابعا: أدرك نتنياهو انه لا يستطيع تحقيق أبرز أهدافه من هذه الحرب على لبنان، وأهمها تدمير “حزب الله”، وإعادة أكثر من مئة ألف مستوطن الى مستوطناتهم في الجليل نزحوا منها الى الوسط، بالوسائل العسكرية، ولهذا بادر الى التوجه الى الإدارة الامريكية ومبعوثها لطلب وقف لإطلاق النار على الجبهة اللبنانية، ومتنازلا في الوقت نفسه عن بعض شروطه، وأبرزها حرية القصف لأهداف لبنانية وقتما أراد، ومنع وصول امدادات أسلحة إيرانية الى حزب الله عبر الأراضي السورية، واستبعاد فرنسا من لجنة المراقبة.
***
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في هذه العجالة، يتعلق بمدى التزام نتنياهو بالبنود الـ 13 لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، ومن المقرر ان يستمر لشهرين، فمن المعروف انه لا يحترم أي مواثيق او معاهدات إقليمية او دولية، ويمكن ان يكون قبوله بوقف إطلاق النار مجرد مؤامرة او خدعة لكسب الوقت.
نتنياهو قال انه وافق على هذا الاتفاق الذي فك الارتباط بين الجبهتين اللبنانية والفلسطينية في قطاع غزة من أجل التفرغ لمواجهة الجبهة الأهم وهي ايران ومنشآتها النووية، والقضاء على حركة حماس في قطاع غزة. ربما يكون من السابق لأوانه التنبؤ بما يحمله المستقبل القريب او البعيد من تطورات مفاجئة، خاصة في لبنان وقطاع غزة وربما المنطقة كلها، ولكن الامر المؤكد ان نتنياهو الذي فشل في تحقيق النصر الساحق في لبنان وقطاع غزة، لن يخرج منتصرا من أي عدوان يشنه على ايران الدولة الإقليمية العظمى التي باتت قريبة جدا من انتاج قنبلتها النووية الأولى، واذا تورط في الهجوم عليها فلن يخرج منها، او كيانه الا مهزوما ومثخنا بالجراح القاتلة.
***
نبارك للنازحين اللبنانيين عودتهم الى مدنهم وقراهم وبلداتهم، ونتمنى ان نرى أشقاءهم في قطاع غزة يتمتعون بالشيء نفسه بعد 13 شهرا من المعاناة، والحصار، والعيش في الخيام بدون ماء او غذاء او دواء، وتقديم اكثر من 45 الف شهيد، 27 الفا منهم من الأطفال، وأكثر من 150 الف جريح، وتدمير 95 بالمئة من منازلهم بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في القطاع، ولعل البيان الذي أصدرته حركة “حماس” وباركت فيه انتصار المقاومة اللبنانية وعودة النازحين،
وأعربت فيه عن استعدادها للقبول بوقف لإطلاق النار وفقا لشروطها في انسحاب إسرائيلي كامل، ووقف دائم لإطلاق النار وعودة النازحين، وتبادل للأسرى، وإعادة الاعمار، هذا الموقف يشكل بارقة أمل، وعدم التجاوب معه لن يحد من عزم الحركة وشقيقاتها على مواصلة المقاومة، ومضاعفة خسائر الاحتلال البشرية والمعنوية، بل ربما يزيدها قوة وصلابة، ومن صمد أكثر من 13 شهرا، وكبد العدو خسائر كبيرة، مادية وبشرية، سينتصر حتما..
والأيام بيننا.
عبدالباري عطوان
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: لاتفاق وقف إطلاق النار فی لبنان وقطاع غزة وقف لإطلاق النار وعودة النازحین دولة الاحتلال نتنیاهو الذی حرب الإبادة فی قطاع غزة على لبنان هذه الحرب فجر الیوم حزب الله أکثر من لن یخرج یخرج من انه لا فی هذه
إقرأ أيضاً:
قيادي بحماس: مرونة المقاومة عالية لكن نتنياهو يراوغ ويفاوض فقط على ملف الأسرى
أكد وليد كيلاني، المسئول الإعلامي لحركة "حماس" في لبنان، أن الحركة قدمت ردها على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار في غزة بطريقة "تراعي مصالح الشعب الفلسطيني وتطلعاته"، مشددًا على أن هذا الرد ليس لحماس وحدها بل يمثل توافقًا وطنيًا من جميع القوى الفلسطينية.
وقال كيلاني، في تصريح لقناة "روسيا اليوم"، أمس السبت، إن "الاتصالات التي جرت في الداخل والخارج أفضت إلى صيغة رد يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، رغم محاولات الاحتلال تصوير الرد بأنه غير واقعي".
وأوضح كيلاني أن "أهم بند في معادلة التفاوض هو وقف إطلاق النار بشكل دائم، وهو ما لا تريده الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو"، مضيفًا أن "حماس وضعت في ردها جدولا زمنيا لتسليم الأسرى، لكن يجب أن يُبنى كل ذلك على وقف دائم للعدوان".
نتنياهو يماطلوأشار إلى أن نتنياهو "يماطل ويفاوض فقط على ملف الأسرى دون أي نية لوقف إطلاق النار، وذلك لتمرير مخططاته العسكرية في قطاع غزة، وهو ما ترفضه حماس بشكل قاطع".
وأكد كيلاني أن الحركة تطالب بضمانات من الوسطاء، خصوصًا من الولايات المتحدة، لتنفيذ الاتفاقات، قائلا: "تجربة حماس في ملف المفاوضات طويلة، وتعلمنا أن الاحتلال لا يلتزم ما لم تكن هناك ضمانات حقيقية".
وأضاف: "كل مرة نقترب فيها من اتفاق، يقوم نتنياهو بإفشاله عبر ارتكاب المجازر، وهذا يعكس عدم وجود نية إسرائيلية جدية لإنهاء الحرب، بينما المقاومة الفلسطينية أظهرت مرونة عالية، كما جاء في الرد الأخير".
ويتكوف: رد غير مقبولوكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد صرّح مساء السبت بأن "رد حماس على المقترح الأمريكي غير مقبول ويعيد الأمور إلى الوراء"، داعيًا الحركة إلى القبول بالمقترح المقدم كأساس للتفاوض.
في المقابل، نفت حركة "حماس" تلك التصريحات، وأكدت أنها لم ترفض الخطة الأمريكية، بل ردّت عليها بملاحظات تضمن مصالح الشعب الفلسطيني، متهمة المبعوث الأمريكي بـ"التحيز الكامل لإسرائيل" وتعمد إظهار رد تل أبيب كأنه الرد الوحيد القابل للتفاوض.