تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بينما يستعد دونالد ترامب لتولى رئاسة الولايات المتحدة مرة أخرى، فقد يجد أن العالم الذى تركه وراءه قبل أربع سنوات قد خضع لتحولات عميقة، يلفت الكاتب توماس فريدمان، الانتباه إلى ثلاثة تحولات تكتونية من شأنها أن تشكل التحديات التى تنتظر إدارة ترامب: الديناميكيات الجيوسياسية المتطورة فى الشرق الأوسط، وصعود الذكاء الاصطناعي، والمعضلات الأخلاقية المصاحبة لهذه التغييرات.

إسرائيل وإيران

يسلط فريدمان الضوء على تحول زلزالى فى الشرق الأوسط، حيث وجهت إسرائيل ضربة قوية لنفوذ إيران الإقليمي. وشهدت الأشهر الأخيرة تنفيذ إسرائيل لواحدة من أكثر حملاتها الاستخباراتية تطورًا، مما أدى إلى شل قدرات حزب الله الصاروخية الدقيقة وتفكيك مكونات حاسمة من البنية التحتية العسكرية الإيرانية، مما جعل إيران فى أضعف حالاتها منذ عقود. إن هذا الهشاشة الجديدة ترفع من المخاطر بالنسبة لطهران: هل ستتفاوض للحد من طموحاتها النووية، أم ستواجه ضربات محتملة من إسرائيل أو إدارة أمريكية تحت حكم ترامب؟.

بالإضافة إلى ذلك، فإن استعداد حزب الله للموافقة على وقف إطلاق نار مؤقت مع إسرائيل يمثل تحولًا كبيرًا. ويشير فريدمان إلى أن هذا التطور قد يؤثر على حماس فى غزة، مما يجعلها تحت ضغط متزايد. ومع ذلك، فإنه يحذر ترامب من التعامل مع سياسات نتنياهو، مؤكدًا أن تحالف نتنياهو مع عناصر اليمين المتطرف قد يزيد من عزلة إسرائيل على الساحة العالمية. ويحذر فريدمان من أن دعم أجندة نتنياهو بشكل أعمى قد يشوه صورة الولايات المتحدة وينفر الحلفاء.

الذكاء الاصطناعي

إن التطورات السريعة فى الذكاء الاصطناعى منذ ولاية ترامب الأخيرة تمثل تحديًا تحويليًا آخر. إن ظهور الذكاء الاصطناعى العام ــ الأنظمة ذات القدرات المعرفية التى تنافس أو تتفوق على قدرات البشر ــ لم يعد خيالا علميا. فقد أثبتت ابتكارات حائزة على جائزة نوبل من فرق مثل جوجل "ديب مايند" قدرة الذكاء الاصطناعى على إحداث ثورة فى مجالات مثل الطب، والتنبؤ بالطقس، وعلوم المواد.

ومع ذلك، فإن المخاطر عميقة بنفس القدر. فقد تؤدى قدرات الذكاء الاصطناعى إلى إزاحة صناعات بأكملها وتفاقم التفاوتات الاجتماعية، وخاصة بين العمال ذوى الياقات الزرقاء. وعلاوة على ذلك، إذا وقع الذكاء الاصطناعى العام أو الذكاء الاصطناعى الفائق فى الأيدى الخطأ، فقد يشكل تهديدات وجودية أشبه بالأوبئة أو الحرب النووية.

ويؤكد فريدمان على الحاجة الملحة إلى التعاون العالمي، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين، لإنشاء أطر أخلاقية لحوكمة الذكاء الاصطناعي. ويحذر من أن الفشل فى إعطاء الأولوية لتنظيم الذكاء الاصطناعى على النزاعات الاقتصادية القصيرة الأجل، مثل التعريفات الجمركية على السلع الصينية، قد يكون له عواقب مدمرة.

وكما ذكر شين ليج وديميس هاسابيس، المؤسسان المشاركان لشركة ديب مايند، فى رسالة مفتوحة عام ٢٠٢٣، "يجب أن يكون التخفيف من خطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعى أولوية عالمية إلى جانب المخاطر الأخرى على نطاق المجتمع". قد لا يتم الحكم على ولاية ترامب الثانية من خلال سياسات التجارة ولكن من خلال قدرة إدارته على التعامل مع التحديات الأخلاقية والتقنية لتطوير الذكاء الاصطناعي.

القيادة والمساءلة

إن تحليل فريدمان هو بمثابة دعوة ترامب للاستيقاظ، وحثه على التكيف مع المشهد العالمى المتغير بشكل كبير. لم يعد الشرق الأوسط محددًا فقط بتهديد الإرهاب ولكن بتحولات القوة المعقدة التى تشمل إسرائيل وإيران ووكلاءهما. فى الوقت نفسه، يتطلب صعود الذكاء الاصطناعى مستويات غير مسبوقة من التعاون الدولى والاستبصار.

كما يحذر فريدمان من أن عواقب التقاعس أو الأولويات الخاطئة لن تحدد إرث ترامب فحسب، بل ستعيد تشكيل مستقبل الاستقرار العالمى أيضًا. ولكى يتمكن من القيادة بفعالية فى هذا العصر الجديد، يتعين على ترامب أن يتبنى رؤية توازن بين القوة والمسؤولية الأخلاقية، مما يضمن بقاء الولايات المتحدة فى طليعة الاستراتيجية الجيوسياسية والابتكار التكنولوجي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ترامب الشرق الأوسط دونالد ترامب الولايات المتحدة فريدمان الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعى

إقرأ أيضاً:

الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية

تعهد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بالدفاع عن سيادة بلاده، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة فرضها رسومًا جمركية إضافية على وارداتها من المنتجات البرازيلية وعقوبات على قاض بالمحكمة العليا في الدولة.

وقال لولا خلال مراسم رسمية في برازيليا يوم الأربعاء، إن هذا اليوم هو يوم مقدس للسيادة، متعهدًا بالدفاع عن سيادة الشعب البرازيلي في مواجهة الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.

أخبار متعلقة مصرع 8 أشخاص وفقدان 18 جراء عواصف مطيرة شمالي الصينأمريكا تفرض رسومًا 50% على الواردات من النحاستدخل غير مقبول

وندد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا عقب اجتماعه في واشنطن بنظيره الأمريكي ماركو روبيو بتدخل غير مقبول في السيادة الوطنية.

وقال للصحفيين: "أبلغته أن القضاء في البرازيل مستقل، كما هو الحال هنا، وأنه لن يرضخ لضغوط خارجية". محذرًا من أن الحكومة البرازيلية تحتفظ بحق الرد على الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة.

ووقع ترامب الأربعاء أمرا تنفيذيا فرض بموجبه على واردات بلاده من المنتجات البرازيلية رسومًا جمركية إضافية بنسبة 50%، مبررًا قراره هذا بـ"التهديد غير العادي والاستثنائي الذي تشكله البرازيل على الأمن القومي والاقتصاد والسياسة الخارجية للولايات المتحدة".

والأربعاء أيضًا أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على ألكسندر دي مورايس، القاضي في المحكمة العليا البرازيلية المسؤول عن محاكمة الرئيس السابق اليميني جايير بولسونارو، حليف ترامب، بتهمة تدبير محاولة انقلاب.

مقالات مشابهة

  • ترامب يجدد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء
  • «عضو الوطني الفلسطيني»: ترامب يواجه تحديات داخلية تؤثر على موقفه من دعم إسرائيل
  • الرئيس الأمريكي: علينا الحذر من التهديد النووي
  • كمبوديا ترشح الرئيس الأمريكي لجائزة نوبل للسلام
  • 1300 شخص يوميًا.. الولايات المتحدة تُسجل أعلى معدل ترحيل منذ سنوات
  • ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • وزير الخارجية الأمريكي: إقامة دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل مستحيل
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • ترامب يهدد برسوم جمركية على مشترين نفط روسيا وسط تحديات دول بريكس
  • الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية