صرح السفير مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ ومستشار الكربون، المراقب باتفاقية باريس لتغير المناخ بالأمم المتحدة، بأنه وفقًا لجدول الإبلاغ عن انبعاثات الكربون بعد التقرير الثالث، أي بنهاية يوليو 2024؛ دخلت العقوبات حيز التنفيذ، وأن تقديم تقارير بصمة الكربون في المنتجات يجب أن يتم بصورة صحيحة وإلزامية.

وأضاف الشربيني، في بيان، أن مبالغ العقوبات التي تُفرض على المتأخرين قد تصل إلى 450 ألف يورو أو 10% من إجمالي المبيعات، وذلك طبقًا للمادة 16 من اللائحة التنفيذية لقانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وأوضح أنه يتم تحديد العقوبات التالية، حيث تتراوح بين 10 و50 يورو لكل طن من الانبعاثات غير المبلغ عنها إذا:

فشل المسجل المبلغ في تقديم تقرير CBAM المطلوب.كان التقرير المقدم غير كامل أو غير صحيح ولم يتم تصحيحه حتى بعد طلب الجهة المختصة.

وتنص المادة 16 على العوامل التي ينبغي أخذها في الاعتبار عند تحديد مستوى العقوبات، مثل مدى البيانات غير المبلغ عنها، وكمية السلع المعنية، والانبعاثات غير المبلغ عنها المرتبطة بها، ونية المعلن أو إهماله، واستعداد المعلن للتعاون.

كما أنه من الممكن فرض غرامات تزيد على 50 يورو لكل طن من الانبعاثات غير المبلغ عنها، في حالتين:

 إذا تم تقديم تقارير غير كاملة أو غير دقيقة أكثر من مرتين على التوالي. إذاتأخر تقديم التقارير لمدة تزيد على ستة أشهر.

ويتم تحديد المبلغ الدقيق من قبل السلطات الوطنية المختصة. خلال الفترة المحددة، قد يتم فرض عقوبات إضافية في حالة عدم الامتثال لـ CBAM أو تقديم معلومات كاذبة، بحيث يتم تصميم نظام العقوبات ليكون فعالًا ومتناسبًا ورادعًا لضمان مستويات عالية من الامتثال.

كما قد يتم تطبيق عقوبات أعلى عند تقديم أكثر من تقريرين غير مكتملين أو غير صحيحين على التوالي، أو عندما تتجاوز مدة الفشل في الإبلاغ ستة أشهر.

وبالإضافة إلى نظام العقوبات الشامل هذا، تطبق بعض الدول الأعضاء أنظمة عقوبات محلية خاصة بها. على سبيل المثال؛ أقرت هولندا مؤخرًا مشروع قانون يحدد أن مبالغ العقوبات القصوى قد تصل إلى 450 ألف يورو أو 10% من إجمالي مبيعات المُعلن السنوي، وذلك في حالة تجاوز إجمالي مبيعاته السنوية 4.5 مليون يورو، لكل إغفال تم.

وترتبط هولندا نظام عقوبات CBAM بنظام العقوبات المطبق على عدم الامتثال لنظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي (ETS)، وبشرط أن يكون تقرير CBAM ربع السنوي قد حدث فيه إغفال واحد وليس أكثر. وبالتالي، فإن مستوردي/معلني CBAM قد يجدون أنفسهم معرضين لخطر عقوبة سنوية تصل إلى 40% من إجمالي مبيعاتهم السنوية.

وتنص المذكرة التوضيحية لهذا القانون على أنه "في الممارسة العملية، يجب أن تكون العقوبات المفروضة أقل، حيث يجب أن تكون العقوبات رادعة ومتناسبة"، لكنها لا تحدد مقدار "الرادع والمتناسب" المنخفض الذي يستلزمه.

وأضاف أنه بالرغم من صحة وجود نظامين للعقوبات، نظام الاتحاد الأوروبي والنظام المحلي، الذي قد يكون موضع نقاش، فإن المستوردين يتم تحذيرهم من أن الدول الأعضاء قد تفرض عقوبات كبيرة في حالة عدم الامتثال لتشريعات آلية تعديل حدود الكربون.

وذكر أنه في ضوء هذه التطورات، ينبغي للشركات التي تستورد البضائع إلى هولندا أن تأخذ في الاعتبار ما يلي:

تحديد ما إذا كانت أي واردات إلى الاتحاد الأوروبي تتطلب إعداد تقارير ربع سنوية عن مراقبة آلية تعديل حدود الكربون.توجيه السماسرة لاستيراد سلع CBAM إلى هولندا لاستخدام رموز المستندات الوهمية بشكل صحيح وفي الوقت المناسب.التحضير لتقديم تقارير CBAM ربع السنوية في الوقت المحدد كما هو مذكور في اللائحة وبدون تأخير.التأكد من تصميم برنامج لجمع بيانات الانبعاثات وتنفيذه بدقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مخاطر المناخ المناخ الانبعاثات السفير مصطفي الشربيني المزيد المزيد

إقرأ أيضاً:

احترار المحيطات يعطل عمليات تخزين الكربون الحيوية

كشفت دراسة جديدة أن موجات الحر البحرية يمكن أن يكون لها تأثير خفي على الكائنات الحية الدقيقة في المحيط، حيث تؤدي إلى تدهور العوالق النباتية وابيضاض الشعاب المرجانية، وهي عناصر مهمة في امتصاص الكربون وتخزينه.

وأكدت الدراسة، التي نشرت في مجلة "نيتشر" أن درجات الحرارة المفرطة تؤدي إلى تدهور شبكات الغذاء في المحيط، وتؤثر على قدرة النظام البيئي على مكافحة تغير المناخ.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ارتفاع درجات الحرارة يهدد قاعدة شبكة الغذاء في المحيطاتlist 2 of 4الاحتباس الحراري يهدد "غابات البحر".. 84% من الشعاب المرجانية تضررتlist 3 of 4خطر عالمي يهدد الشعاب المرجانية في البحر الأحمر والخليج العربيlist 4 of 4دراسة: الإجهاد الحراري يدمر الشعاب المرجانية حول العالمend of list

كما أشارت أيضا إلى تأثير الاحتباس الحراري على دورة الكربون في المحيط، وهي عملية مهمة لتقليل الكربون في الغلاف الجوي من خلال امتصاصها وتخزينها.

وتعرف موجات الحر البحرية بكونها أحداث احترار ممتدة قد تستمر من أسابيع إلى سنوات. وتشهد الأرض في السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في موجات الحر البحرية، مما قد يدفع المحيطات إلى نقطة تحول مناخية.

وكانت دراسة مماثلة قد كشفت أن موجات الحر البحرية لعام 2023 حطمت كل الأرقام القياسية المعروفة -إذ كانت أقوى وأطول- وغطت مساحات أكبر من أي وقت مضى، كما لم تكن موجة واحدة، بل كانت موجات عديدة متداخلة وممتدة، وهو ما يؤشر إلى زيادة معدلات الاحترار بالمحيطات، حسب الخبراء.

وراقبت الدراسة الجديدة خليج ألاسكا لأكثر من عقد، لتقييم كيفية تأقلم الكائنات الحية الدقيقة مع موجات الحر البحرية. وخلال هذه الفترة، شهد الخليج موجتين ملحوظتين، إحداهما استمرت من عام 2013 إلى عام 2015، والأخرى من عام 2019 إلى عام 2020.

وكشفت أن موجات الحر هذه أثرت على العوالق النباتية، كما أثرت أيضا على قدرة المحيط على نقل الكربون إلى أعماق البحار، وتوفير حاجز ضد تغير المناخ.

ويلعب المحيط دورا مهما في دورة الكربون، حيث يمتص نحو ربع ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأنشطة البشرية، ويعمل هذا النظام مثل"حزام ناقل" للكربون من سطح المحيط إلى أعماقه.

إعلان

وتُعد الكائنات الدقيقة التي تُشكل قاعدة الشبكة الغذائية للمحيط، مثل البكتيريا والعوالق النباتية، جزءا أساسيا من هذه العملية، لكن موجات الحر التي تمت دراستها أدت إلى تعطيل تدفقها.

ولا تعد العوالق النباتية والطحالب مجرد غذاء للأسماك وأحد مقومات التنوع البيولوجي البحري فحسب، بل تعمل أيضا كخزان ضخم للكربون، إذ تنقل من 15 إلى 30% منه إلى أعماق المحيط، مما يسهم في تنظيم المناخ العالمي.

وتقول ماريانا بليف المؤلفة الرئيسية للدراسة من قسم علوم المحيطات في كلية روزنستيل بجامعة ميامي الأميركية: "وجد بحثنا أن موجتي الحر البحريتين الرئيسيتين غيّرتا مجتمعات العوالق وعطّلتا مضخة الكربون البيولوجية في المحيط".

وأشارت أيضا إلى تعطل الحزام الناقل الذي يحمل الكربون من السطح إلى أعماق البحار، مما زاد من خطر عودته إلى الغلاف الجوي، بدلا من احتجازه في أعماق المحيط.

ويمكن للمحيط أيضا أن يؤثر على الظواهر الجوية المتطرفة على اليابسة، فموجات الحر البحرية قد تزيد أيضا من تفاقم العواصف والجفاف والأعاصير.

كما تؤثر الحرارة الشديدة على كائنات بحرية، مثل الشعاب المرجانية جراء تحمض المياه بفعل الحرارة الزائدة، وتؤدي إلى تفكك النظم البيئية، وهجرة الأنواع الأصلية وظهور أنواع غازية، وتأثر المجتمعات الساحلية اقتصاديا.

وتلعب المحيطات دورا حيويا في تنظيم المناخ على الكوكب، إذ تمتص 90% من الحرارة الزائدة و23% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية، كما تعد مصدر 85% من بخار الماء في الغلاف الجوي وتنتج 50% من الأكسجين الذي نحتاجه.

مقالات مشابهة

  • حبس مدير فرع «مصرف الأمان للتجارة والاستثمار» في إجدابيا
  • موظف يرفض رد سلفة مليون درهم!
  • «البلديات والإسكان» تعتمد القواعد التنفيذية للائحة الجزاءات عن المخالفات البلدية
  • دعوى قضائية تطالب بحظر تطبيقات بث مباشر تمس قيم المجتمع.. وهذه عقوبة القائمين عليها
  • احترار المحيطات يعطل عمليات تخزين الكربون الحيوية
  • ارتفاع أسعار الذهب بالأسواق.. وهذه قيمة عيار 21 الآن
  • أسعار الذهب تعاود الارتفاع مجددا.. وهذه قيمة الجنيه
  • انخفاض أسعار الذهب مساء تعاملات اليوم الثلاثاء.. وهذه قيمة عيار 21
  • سرايا القدس: أسرى العدو لن يروا النور إلا بصفقة تبادل ملزمة بإنهاء الحرب
  • دراسة: تعويضات الكربون فشلت في خفض الاحتباس الحراري العالمي