لغز في السماء.. جسم غامض يومض بنمط يشبه دقات القلب
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات:
في ظاهرة فلكية مثيرة، بدأ الجسم البين نجمي الغامض 3I/ATLAS يطلق ما يشبه “نبضات قلب” منتظمة، تجعله يزداد سطوعاً بشكل ملحوظ بينما يقترب من الأرض خلال الأسبوعين المقبلين.
ورصدت تلسكوبات حديثة تدفقات من الغاز والغبار تُعرف باسم النفاثات، تنطلق من الجسم على شكل دفعات إيقاعية كل 16.
هذه النبضات ترفع سطوع الجسم ثم تخفضه بنسبة تتراوح بين 20 و40%، في دورة منتظمة تماماً أثارت جدلاً واسعاً حول طبيعة هذا الجسم، وفق تقرير نشرته ديلي ميل.
ورغم التكهنات، فقد أكدت ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية أن 3I/ATLAS مجرد مذنب طبيعي، وأنه لا توجد أية إشارات حياة أو تقنية فضائية صادرة عنه.
فيما فسّرت الوكالتان الظاهرة بأن نواة الجسم تدور مرة كل 16.16 ساعة، وأن بقعاً من الجليد على سطحه تسخن عند مواجهتها الشمس، فتتحول إلى غاز وتنفجر على شكل نفاثات تعمل كنبضات منتظمة.
ويُعتقد أن حرارة الشمس تصل إلى بقع جليدية محددة في كل دورة دوران، ما يؤدي إلى قذف مادة بسرعة 985 ميل/ساعة لتصل النفاثات إلى مسافة 15,900 ميل من الجسم، في مشهد مذهل يشبه محركاً يعمل من تلقاء نفسه.
لغز اللمعان
بدوره أثار البروفيسور آفي لوب من جامعة هرفارد تساؤلات جديدة، قائلاً إن “الضوء الذي ترصده التلسكوبات يأتي من الهالة الغازية الكبيرة (coma) التي قد تمتد لمئات آلاف الأميال، وليس من النواة نفسها”.
وتابع “بالتالي، لو كانت النواة وحدها التي تطلق النفاثات، لكانت الهالة الكبيرة خفّفت حدة الومضات، بحيث لا يُتوقع أن تزيد نسبة السطوع أكثر من 5%.
وأضاف “لكن ما يحدث فعلياً هو زيادة تتراوح بين 20 و40% — وهي قفزة كبيرة تثير علامات استفهام جديدة”.
هل يمكن أن يكون الجسم غير طبيعي؟
واقترح لوب أن هذه الظواهر ربما تشير إلى أن الجسم ليس مذنباً عادياً، لاسيما أنه سبق وأشار إلى 12 ظاهرة غريبة مرتبطة بـ 3I/ATLAS، منها: ذيل مذنّب يتجه في الاتجاه المعاكس، وتغيّر لونه إلى الأزرق قرب الشمس، وتحوّل مساره بطريقة لا تفسرها الجاذبية.
لكن ناسا ترد بأن هذه “الغرائب” قد تكون ببساطة نتيجة أن الجسم قادِم من نظام شمسي مختلف تماماً عن نظامنا، بتركيبة كيميائية غير مألوفة.
من أين جاءت النبضات؟
واكتُشفت النبضات من خلال تتبع تغيّر السطوع عبر الزمن باستخدام تلسكوبات أرضية، وسُجل النمط المنتظم لأول مرة في بحث علمي نُشر في أغسطس 2025.
في حين رجّح العلماء أن “نبض” ATLAS بدأ منذ دخوله النظام الشمسي وربما قبل ذلك.
لا خطر على الأرض
وأكدت ناسا والأمم المتحدة أن الجسم لا يقترب بما يكفي ليشكل أي تهديد، إذ سيمر على بعد 170 مليون ميل في 19 ديسمبر.
لكن هذه الفرصة تُستخدم اليوم لتعزيز القدرات العالمية على رصد الأجسام الفضائية.
وبدأت أنظمة الدفاع الكوكبي في الأمم المتحدة رصد الجسم منذ 27 نوفمبر، بالتنسيق مع الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات (IAWN)، ضمن حملة رصد تستمر شهرين.
ورغم أن الإجماع العلمي يميل إلى أن 3I/ATLAS مجرد مذنب، يحثّ لوب العلماء على الانفتاح على كل الاحتمالات، قائلاً “قد يكون لهذا الأمر تأثير كبير على مستقبل البشرية، ولذلك لا ينبغي التعامل معه بمنهج محافظ للغاية”.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
السماء تستقبل القمر البارد مساء الخميس.. آخر قمر عملاق في 2025
تترقب السماء مساء الخميس 4 ديسمبر حدثاً فلكياً مميزاً، حيث يطل آخر قمر عملاق لعام 2025، المعروف باسم "القمر البارد"، في مشهد يخطف الأنظار بسطوعه ولمعانه الاستثنائيين مع اقترابه من أقرب نقطة في مداره حول الأرض.
يظهر القمر هذه الليلة بحجم أكبر من المعتاد نتيجة اقترابه من نقطة الحضيض، وهي أقرب مسافة بينه وبين الأرض، ما يجعله يبدو أكبر بنحو 10% إلى 14% مقارنة بالبدر العادي، وأكثر سطوعاً بوضوح للعين المجردة.
كما يعزز ما يُعرف بـ "الوهم القمري" إحساس المشاهدين بضخامة القمر عند ظهوره قريباً من الأفق، إذ يبدو أكبر مقارنة بالأجسام القريبة مثل المباني والأشجار والجبال.
أصل تسمية “القمر البارد”ترتبط التسمية بتقاليد أميركية قديمة كانت تطلق أسماء على الأقمار الكاملة حسب فصول السنة ويعكس اسم "القمر البارد" الطقس القارس الذي يميز ليالي ديسمبر في نصف الكرة الشمالي.
ويعد هذا القمر آخر الأقمار المكتملة لعام 2025، على أن يتبعه "قمر الذئب"، أول بدر لعام 2026، في الثالث من يناير المقبل.
القمر العملاق ظاهرة فلكية رغم عدم رسميّة المصطلحورغم أن مصطلح "القمر العملاق" غير معتمد رسمياً في علم الفلك، فإنه يُستخدم لوصف البدر عندما يكون ضمن 90% من نقطة الحضيض، أي عندما يكون أقرب ما يمكن لكوكب الأرض، وهو ما يمنحه مظهراً ضخما وسطوعا لافتاً.
ويأتي "القمر البارد" بعد ظهور قمر الحصاد في أكتوبر وقمر القندس في نوفمبر، ليكمل سلسلة الأقمار العملاقة لهذا العام.
تأثير القمر العملاق على الأرضلا يقتصر تأثير اقتراب القمر على حجمه الظاهري فقط، بل تمتد جاذبيته لتعزيز ظاهرة المد والجزر، حيث تسجل المحيطات ارتفاعاً طفيفاً في مستوى المياه خلال هذه الفترة.
وسيتمكن معظم الناس من رؤية توهج القمر البارد بالعين المجردة، في حين توفر التلسكوبات رؤية أوضح للتضاريس المضيئة على سطحه.
موعد ذروة حدوث القمر الباردسيصل القمر إلى ذروة اكتماله مساء 4 ديسمبر الساعة 6:14 مساءا على أن يظل مرئياً بسطوع كامل طوال الليل.
وفي بقية مناطق العالم، يمكن رصده في توقيت شروق القمر المحلي، حيث يبدو في أكبر حجم له وهو قريب من الأفق.
أماكن وتوقيت أفضل مشاهدة حول العالمأفضل وقت للمشاهدة سيكون بعد الغسق مباشرة مساء 4 ديسمبر و أوروبا وأفريقيا وآسيا تختلف أوقات الرؤية حسب الموقع الجغرافي، لكن أفضل لحظة تظل عند شروق أو غروب القمر حيث يظهر بأكبر حجم بصري.
نصائح لمشاهدة مبهرةللاستمتاع بالمشهد الفلكي بأفضل صورة:
اختر مكاناً بعيداً عن أضواء المدن والتلوث الضوئي.
يفضل التوجه إلى مناطق ريفية أو أماكن مفتوحة ذات سماء صافية.
يمكن استخدام منظار بسيط أو تلسكوب صغير لرؤية تفاصيل إضافية، رغم إمكانية الاستمتاع بالمشهد دون أي معدات.