شباب بلا عمل وأنهار بلا ماء: تحديات تحدد مصير الحكومة الجديدة
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
4 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: تواجه الحكومة العراقية المقبلة، أياً كان شكلها النهائي بعد مفاوضات تشكيل التحالفات، ثلاثة تحديات وجودية قد تحدد مصير البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة: أزمة المياه، انهيار منظومة الكهرباء، وتفاقم البطالة بين صفوف الشباب.
وتصاعدت أزمة المياه إلى مستوى التهديد الاستراتيجي بعد تراجع منسوب نهري دجلة والفرات بنسبة تجاوزت 40% في بعض المناطق خلال العامين الأخيرين، نتيجة السدود الاقليمية وسوء إدارة الموارد الداخلية، مما أدى إلى تملح التربة وهجرة آلاف الأسر الزراعية وتقلص المساحات المزروعة بنسبة ملحوظة.
وفي الوقت نفسه، لا يزال العراق يعتمد على توليد كهربائي لا يتجاوز نصف الطلب الفعلي في أوقات الذروة الصيفية، مما يفرض انقطاعات يومية تصل إلى 18 ساعة في محافظات الوسط والجنوب، وهو ما يشل الحركة الصناعية ويعطل منظومات الري الحديثة ويرفع تكاليف الإنتاج إلى مستويات تجعل المنتج المحلي غير قادر على المنافسة.
من جانب آخر، يقف أكثر من ثلاثة ملايين شاب عاطل في طوابير التعيينات الحكومية التي توقفت تقريباً منذ 2020، بينما تظل نسبة البطالة بين خريجي الجامعات تتجاوز 35%، مما يخلق قنبلة اجتماعية قابلة للانفجار في أي لحظة.
وعلى الصعيد الأمني، يحذر مراقبون من احتمال استغلال هذه الأزمات المتراكمة من قبل خلايا داعش النائمة أو جهات سياسية تسعى لإرباك المشهد عبر تحريك احتجاجات شعبية قد تتحول إلى صدامات طائفية أو مناطقية إذا لم تُعالج المطالب الخدمية بسرعة.
غير أن الحكومة الحالية، التي تقود مرحلة تصريف الأعمال، ركزت خلال السنتين الأخيرتين على مشاريع المجسرات والجسور في بغداد بكلفة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار، فيما أُهملت مشاريع الطاقة المتجددة وتحلية المياه وإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية، مما أثار اتهامات بالأولويات المقلوبة.
ويبقى السؤال المعلق: هل ستتمكن الحكومة الجديدة من قلب الطاولة على هذه الأزمات، أم ستغرق في التجاذبات السياسية نفسها التي أوصلت البلاد إلى هذا المستوى من التدهور الخدمي والمعيشي؟
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
صمتٌ مريب… وازدواجية فاضحة: ما الذي يجري في أربيل؟
1 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة:
وليد الطائي
منذ يومين تشهد أربيل اشتباكات مسلحة بين قوات البيشمركة وعشيرة الهركية، اشتباكات حقيقية وليست “احتكاكات بسيطة” كما يحاول البعض تسويقها. قتلى، جرحى، أحياء أُغلقت بالكامل، وانتشار مكثّف للسلاح المنفلت… لكن وسط كل هذا الدخان، هناك شيء واحد غائب: الصوت الإعلامي.
نعم، الصوت الذي عادةً يجلجل عندما “تثور طلقة” في الجنوب. فجأة يصبح أصمّ، أبكم، عاجز عن النطق عندما يتعلق المشهد بالشمال.
إعلام البزاز، والخنجر، والبرزاني… كلهم يرفعون شعار “السلاح المنفلت” عندما تكون القصة في بغداد، النجف، أو الناصرية. لكن حين تتكرر الظاهرة نفسها في أربيل؟ الصمت يصبح سيد الموقف.
لماذا؟ ما الذي يخيفهم؟ وما الذي يجعلهم يصمتون؟
هذا السؤال ليس بريئاً. هذا السؤال يفضح.
لأننا أمام ازدواجية معايير لم تعد تُحتمل. أمام حالة إعلامية انتقائية، تُشيطن منطقة وتُبيّض أخرى، وتُحمّل الجنوب كل أزمات العراق بينما تتعامل مع الشمال وكأنه “منطقة معفاة من الانتقاد”.
المواجهات في أربيل ليست خبراً صغيراً. هي مؤشر خطير على انفلات مسلح داخل مناطق يُقال لنا إنها “الأكثر استقراراً”. وإذا كان السلاح يجب أن يكون بيد الدولة، فالدولة اسمها العراق… وليست بغداد فقط. ليست الجنوب فقط. ليست المحافظات الشيعية فقط.
أين الصحفيون الذين يحولون أي مشكلة في الجنوب إلى زلزال سياسي؟
أين القنوات التي تصرخ ليل نهار عن “الفوضى” و”غياب القانون” عندما تحصل حادثة في مدينة جنوبية؟
لماذا لم ينزل أي منهم إلى الشارع في أربيل كما يفعلون هنا؟
هل الوطنية تفعل في منطقة وتُعطّل في أخرى؟
السلاح المنفلت خطر واحد، سواء كان في أربيل أو العمارة.
والدم هو الدم، سواء كان دم الهركية أو دم أبناء الجنوب.
وهيبة الدولة لا تُجزأ… إمّا أن تُطبق على الجميع، أو فلتُرفع هذه الشعارات التي ما عاد الناس يصدقونها.
ما يحصل في أربيل اليوم ليس مجرد اشتباك… بل اختبار حقيقي لمصداقية الإعلام والمدونين والسياسيين. اختبار كشف المستور:
هناك من يريد قانوناً انتقائياً، ونقداً انتقائياً، ووطنية انتقائية.
لكن الحقيقة التي لن يستطيعوا دفنها:
أن ازدواجية المعايير سقطت… وأن الشارع أصبح يرى ويسجل ويتساءل.
والسؤال الأكبر:
إذا كان الجنوب يُحاسَب على “طلقة”، فلماذا تُمنَح أربيل حصانة إعلامية من “رشقات” حقيقية؟
ومن الذي أعطاهم هذا الامتياز؟
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts